استقبل المكتب السياسي للجماعة الإسلاميَّة فضل الله: لمشروع ثقافي يعمِّق الوحدة

استقبل العلَّامة السيِّد علي فضل الله رئيس المكتب السياسي في الجماعة الإسلاميَّة الأستاذ علي أبو ياسين، يرافقه الدكتور وائل نجم والأستاذ أسامة مراد، بحث معه الوفد عدداً من القضايا الإسلامية والمحلية والإقليمية.

في البداية، قدَّم أبو ياسين التعزية إلى سماحته بالذكرى الثالثة عشرة لوفاة المرجع فضل الله، معتبراً أنَّ رحيله شكَّل خسارة للأمَّة جمعاء، مستذكراً العلاقة القويَّة التي ربطته مع الشيخ فيصل المولوي، حيث شكَّلا مدرسة في العمل الوحدوي والوطني، كما قدَّم التهنئة بحلول عيد رأس السنة الهجرية والمواساة بقدوم موسم عاشوراء.

وأكَّد أبو ياسين ضرورة تعميق العلاقة بين الأطراف الإسلاميّين والوطنيّين، ولا سيَّما في ظلِّ الوضع الصَّعب الَّذي يعيشه الوطن على الصَّعيد الاجتماعي والنقدي والمعيشي، مبدياً خشيته من أن ينعكس ذلك على الاستقرار الأمني، مشيراً إلى ضرورة تفعيل الحوار الوطني الجادّ، لأنَّ أيَّ خلافٍ هو خسارة للجميع، وبابٌ ينفذ منه أعداء الأمَّة الذين يسعون لشرذمتها وتقسيمها وإضعافها، مثنياً على تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته، مؤكّداً أنَّ القضيَّة الفلسطينيَّة تمثّل عامل تلاق بين كلِّ مكوّنات الأمَّة، على أحقية هذا الشعب في تحرير أرضه ومقدَّساته.

من جهته، رحَّب سماحته بالوفد، شاكراً لهم هذه الزّيارة الكريمة، مشيراً إلى أنَّ المرجع فضل الله (رض) ربطته علاقة قويَّة بقيادة الجماعة التي تمثّل الخطَّ الإسلامي الوحدوي، وجسراً قوياً للعلاقة بين السنّة والشيعة، مؤكِّداً أن ما يتعرض له الوطن من ضغوط داخلية وخارجية، هدفها دفعه لتقديم التنازلات في قضاياه الكبرى، معتبراً أن الحلول ليست قريبة في ظلّ اهتمام الخارج بمصالحه الخاصَّة وانشغاله عن اعتبار هذا البلد من أولوياته.

وشدَّد سماحته على أنَّ الوحدة الإسلاميَّة من أولويات عملنا، داعياً إلى ضرورة تفعيل التواصل والانفتاح حتى يفهم بعضنا بعضاً، مؤكِّداً أهمية اللقاءات الوحدويَّة التي تطرح فيها كلّ الهواجس والمخاوف، وتكون سدّاً منيعاً في مواجهة أيِّ فتنة قد يعمل لها.

ودعا إلى ضرورة استحضار كلِّ عناصر الوحدة، بدلاً من الغوص في مغاور التَّاريخ لنبش الخلافات التي حصلت، لافتاً إلى أنّ التحديات الكثيرة التي تواجه الإسلام وتسعى لتشويه صورته وضرب قيمه الأخلاقية والإيمانية والإنسانية، تحمِّلنا مسؤولية شرعية في التصدّي لكلّ التحدّيات والتساؤلات والإشكالات الثقافية التي تثار، وأن تكون الإجابة عنها والردّ عليها بمنطق علمي يحاكي عقول الشباب وقناعاتهم.

وأكَّد سماحته ضرورة الاستفادة من رأس السنة الهجرية وموسم عاشوراء في تعزيز هذه الوحدة، من خلال الإحياء الذي تشارك فيه مختلف المذاهب، والإضاءة على تاريخ أهل البيت (ع) والصحابة الَّذين شكَّلوا أنموذجاً في العلاقة الوحدوية وفي مواجهة كل التحديات التي طرحت في وجه الدّين، داعياً إلى إيجاد مشروع ثقافي وتربوي إسلامي لتعميق هذه الوحدة وتأصيلها.

وأبدى خشيته من أنّ هناك خطة مدروسة تسعى للتَّضييق على الجاليات الإسلامية في الغرب، تهدف إلى إبعادهم عن دينهم، ونزع هوياتهم الثقافية وقيمهم الحضارية.