الإمام الرّضا (ع): مدرسة التَّواضع والعطاء
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}. صدق الله العظيم.
نلتقي اليوم في الحادي عشر من شهر ذي القعدة، بذكرى الولادة المباركة لواحد من أولئك الَّذين جعلهم الله عزّ وجلّ أئمَّة وهداة وقدوةً للنَّاس، والأمناء على رسالة رسول الله (ص)، والحافظين لها من الزَّلل والانحراف، وهو الإمام عليّ بن موسى الرّضا (ع).
الإمامة والتحدّيات
تولى الإمام الرضا (ع) مسؤوليّة الإمامة بعد وفاة أبيه الإمام الكاظم (ع)، والّتي استمرت لعشرين سنة، وشهدت تعاقب عدد من الخلفاء العباسيّين على الحكم. وقد عانى الإمام (ع) من الخليفة العباسي هارون الرّشيد، والّتي جاءت استكمالًا لمعاناة أبيه الإمام الكاظم (ع) الَّذي قضى طويلًا في سجون الرّشيد، وهو الذي بلغ به الجبروت إلى حدّ أن يقول لابنه: “واللهِ لو نازعتَني هذا الأمرَ لأخذتُ الَّذي فيهِ عيناك”، وكان يقال إنَّ الدَّم لما يزل يقطر من سيف هارون الرّشيد طوال حياته.
لكنَّ الإمام (ع) استفاد من المرحلة التي تلت وفاة هارون الرشيد، بعد تسلّم ولده الأمين الخلافة، لانشغال الأمين عنه بالخلاف الّذي جرى في تلك الفترة بينه وبين أخيه المأمون، والّذي أدّى إلى حروب جرت بينهما أسفرت في النهاية عن مقتل الأمين وتسلّم المأمون الخلافة بعده، والّذي منح ولاية العهد للإمام (ع)، ما أتاح له طوال هذه الفترة التي امتدَّت لعشر سنوات، حريّة الحركة، والقدرة على التواصل مع الناس بكلّ تنوّعاتهم، وإجراء حوارات معهم، وفرصة ثمينة لطرح علوم أهل البيت (ع)، والوقوف في وجه استشراء ظواهر الانحراف الَّتي بدأت تُعرف في الواقع الإسلاميّ، إن على صعيد العقيدة أو الشّريعة أو المفاهيم أو الحديث، لكنَّ المأمون عاد وتراجع عن خطوته هذه، لخوفه من امتداد موقع الإمام (ع) على حساب موقع الخليفة، وعدم منحه الشرعيّة الّتي كان يريدها منه لتعزيز حكمه، وانتهى به الأمر إلى دسّ السّم للإمام (ع)، كما تشير إلى ذلك الروايات.
ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة المباركة، لنتوقَّف عند بعض مواقفه الَّتي أشارت إلى مدى تواضعه وإنسانيَّته وحبّه للنَّاس وقربه منهم.
على مائدة الإمام
الموقف الأوَّل: حصل عندما دعا (ع) يومًا إلى مائدة، وجلس إليها كلّ من كان معه من القادة والوزراء وكبار القوم، وكان ذلك في أوَّل تولّيه ولاية العهد، لكنَّ الإمام (ع) أصرَّ يومها على عدم الجلوس حتّى يدعى إليها كلّ من كان هناك من عمَّال، وكلّ من يقوم بخدمته، حتَّى البوّاب والسَّائس للخيل، فقال له حينها أحد أصحابه الَّذي أمره بدعوة هؤلاء: “يا مولاي، لو عزلت لهؤلاء مائدة؟!”، فموقعك كإمام للمسلمين ووليّ للعهد، وموقع جلسائك من ذوي المقامات العالية، لا يتناسب مع الجلوس إلى المائدة نفسها مع هؤلاء، فلو وضعت لهؤلاء مائدةً خاصّةً بهم يجلسون إليها؟! فقال الإمام (ع): “مه، إنَّ الرَّبَّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال”، وليس بالموقع أو النسب أو كثرة المال أو الأتباع، والله يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. ولم يقف الأمر عند هذا الحدث، بل كان هذا دأب الإمام (ع) في التعامل مع كلّ الناس، في تواضعه واحترامه لكرامات النّاس بعيدًا من مواقعهم أو انتسابهم.
التّواضع مع الآخرين
الموقف الثّاني: حصل عندما احتاج الإمام (ع) مرّة الذهاب إلى الحمَّام، فمضى (ع) إلى حمّام عامّ أسوة بكلّ النَّاس الّذين يقصدون الحمَّامات العامَّة للاغتسال، ولم يكن صاحب الحمّام العامّ يتوقّع أن يأتي شخص بمقام الإمام (ع) إلى مثل هذا المكان، لأنّ من كان من أصحاب المناصب، عادةً ما يملك حمّاماً خاصّاً داخل منزله، ولا يقصد الحمّامات العامّة. ولذلك، لم يتنبّه صاحب الحمّام إلى ضرورة مراعاة خصوصيَّة الإمام (ع).
وبينما كان الإمام الرّضا (ع) داخل الحمَّام، دخل أحد جنود الخليفة العبّاسي المأمون، ولأنَّه لا يعرف الإمام (ع)، أخذ مكانه، ولم يكتف بذلك، بل طلب منه أن يصبَّ الماء على رأسه، ولم يعرّفه الإمام (ع) حينها بنفسه، ولم يتردَّد في تلبية طلبه. في هذا الوقت، دخل رجل إلى الحمَّام كان يعرف الإمام، فصاح بالجنديّ لقد هلكت، أتستخدم ابن بنت رسول الله (ص)؟! فذعر الجنديّ، ووقع على قدمي الإمام (ع) يقبّلهما، ويقول له متضرّعًا: “يا بن رسول الله! هلاّ عصيتني إذ أمرتك؟”، فقال له الإمام (ع): “هوّن عليك، إنّها لمثوبة، وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه”.
عطاءٌ بلا منّ
الموقف الثَّالث: هو الَّذي أشار إليه أحد أصحابه، وهو اليسع بن حمزة، قال: “كنت في مجلس أبي الحسن الرّضا (ع)، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن أمور دينهم، إذ دخل عليه رجل، فسلَّم عليه ثمَّ قال له: افتقدْتُ نفقتي، وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي، ولله عليَّ نعمة، فإذا بلغت بلدي، تصدَّقت بالَّذي توليني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له: اجلس رحمك الله، وأقبل على النَّاس يحدِّثهم حتَّى تفرَّقوا”، ثم دخل إلى حجرته، وأتى بصرَّة فيها مبلغ من المال تزيد عمَّا يحتاج إليه الرَّجل، وأعطاه إيّاها من وراء الباب، ثمَّ قال له: “استعن بها في مؤونتك ونفقتك، وتبرَّك بها، ولا تتصدَّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني”، ثمَّ خرج.
هنا، وكما تذكر السِّيرة، استغرب أحد أصحاب الإمام (ع) الجالسين عنده أن يستر الإمام وجهه عن الرَّجل عندما أعطاه المال، فهذا قد يكون طبيعياً لو كان المال قليلاً، استحياءً من هذا الرَّجل، ولكنَّه أعطاه كثيراً، لذا قال له: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال: “مخافة أن أرى ذلَّ السّؤال في وجهه لقضائي حاجته”.
الأحسن معاشًا
الموقف الأخير: عندما دخل إليه رجل من أصحابه، فقال له الإمام (ع): “من أحسن النَّاس معاشًا؟” فقال الرَّجل: يا سيدي، أنت أعلم به مني، فقال: “مَنْ حَسُنَ معاشُ غيرِهِ في معاشه”، وعندما سأله: من أسوأ النَّاس معاشًا؟ قال (ع): “مَنْ لَمْ يَعِشْ غَيْرُهُ في مَعَاشِهِ”. فأحسن الناس معاشًا في منطق الإمام الرّضا (ع)، هو من يترك أثرًا طيّبًا في الحياة، بحيث يُفتقد عند غيابه، ويُبكى عند رحيله. أمّا أسوأ الناس، فهو من يمرّ في الحياة مرور العابر، لا يترك فيها أثرًا ولا ذكرًا، حتَّى يكون موته كحياته، وغيابه كحضوره، لا يُفتقد ولا يُؤبه له، وهذا ما عبّر عنه أمير المؤمنين (ع) عندما قال: “خالطوا النَّاسَ مُخالطةً إنْ متّمْ مَعَهَا بَكَوا عليكم، وإنْ عشتم حَنّوا إليكم، كونوا في النَّاس كالنَّحلة في الطَّيْرِ”.
الاقتداء بسيرة الإمام
أيُّها الأحبَّة، إنَّنا أحوج ما نكون إلى أن نتمثّل هذا السّلوك الإنسانيَّ في حياتنا، الّذي هو التعبير الحقيقي عن القيم الدّينيّة التي جاءت لتعزّز الإنسانية فينا، فلا يمكن للإنسان أن يكون مؤمنًا ولا يكون متواضعًا، يتساوى عنده الناس جميعًا في الإنسانيَّة، ويحظون عنده بالكرامة، ولا يتفاضلون إلَّا بمدى قربهم من الله وطاعتهم له، والّذي يفيض بخيره على الآخرين، وبذلك نعبّر عن حبّنا لهذا الإمام وولائنا له.
لقد اعتدنا، أيّها الإخوة والأخوات، أن نحيي ذكريات أهل البيت (ع) بإقامة الاحتفالات والمآدب، وبزيارتهم، وإقامة الموالد في الأفراح، والمآتم عند الأحزان، ولا بأس بذلك، ولكنَّ هذا لا يكفي، بل لا بدَّ من أن نسعى لأن نوصل كلماتهم ومواقفهم وسيرتهم وعلمهم إلى النَّاس، وهذا ما دعا إليه الإمام الرّضا (ع) عندما قال: “أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا”، وسئل: كيف نحيي أمركم؟ قال: “أن تتعلَّموا علومنا وتعلّموها النَّاس، فإنَّ النَّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتَّبعونا”.
فلنتوجّه إليه في هذه الذكرى، لنعاهده، ومن أعماق قلوبنا، أن نكون على صورته ومثاله في هذه الحياة، وأن نكون صوتًا لتعاليمه وما دعا إليه، والّتي هي تعاليم الإسلام في أيّ مكان نتواجد فيه، وبذلك نكون جديرين بانتمائنا إليه وولائنا له، وأن نسأل الله عزّ وجلّ من أعماق قلوبنا، أن نحظى بزيارته في الدّنيا، وبشفاعته في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرّضا (ع) تلميذه السيّد عبد العظيم الحسني الّذي يزار في طهران، ويسمّى بالشّاه عبد العظيم، وهو من كان الإمام (ع) يرسله ليبلّغ عنه: “أبلغ عنّي أوليائي السّلام، وقل لهم أن لا يجعلوا للشّيطان على أنفسهم سبيلًا، ومرْهم بالصّدق في الحديث، وأداء الأمانة، وأمرهم بالسكوت، وترك الجدال في ما لا يعنيهم، وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة، فإنَّ ذلك قربةً إليّ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضًا، فإنّي آليت على نفسي أنّه من فعل ذلك وأسخط وليًّا من أوليائي، دعوت الله ليعذّبه في الدّنيا أشدّ العذاب، وعرّفهم أنَّ الله قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم، إلَّا من أشرك به، أو آذى وليًّا من أوليائي، أو أضمر له سوءًا، فإنَّ الله لا يغفر له حتى يرجع عنه”.
لقد أراد الإمام (ع) أن يظهر الصّورة الحقيقيَّة للمنتمين إلى أهل البيت (ع)، فلنتدبَّرها، ولنستوص بها، لتجعلنا أكثر وعيًا ومسؤوليّة وقدرةً على مواجهة التحديات.
العدوان المستمرّ
والبداية ممّا لا زلنا نعانيه، وهو الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة على هذا البلد، حيث يواصل العدوّ عمليّات الاغتيال، واستهدافه للبيوت والغرف الجاهزة التي يستخدمها أهالي المنطقة الحدوديّة كبديل ولو مؤقّت عن البيوت التي دمّرها في هذه القرى، أو في الغارات التي طاولت أخيرًا محيط النبطيّة، بكلّ التداعيات الّتي تركتها، والرعب الّذي خلّفته، بفعل نوعيّة القنابل الّتي استخدمتها في اعتداءاتها، وهو في ذلك لا يزال يتعامل من موقع أنَّه يملك حريَّة الحركة من دون أيّ رادع، مستفيدًا من ذلك الصّمت المطبق عن كلّ جرائمه واعتداءاته من اللجنة المكلَّفة بتطبيق قرار وقف إطلاق النار والدول الضامنة له، فيما قامت وتقوم الدولة اللبنانيّة ومن خلفها المقاومة بالإيفاء بالتزاماتها بكل مندرجات قرار وقف إطلاق النار، وحتّى ملاحقة كل من يعمل على المسّ به.
إننا أمام ما يجري، نجدّد دعوة الدولة اللبنانيّة إلى تفعيل دورها الذي أخذته على عاتقها على الصّعيد الدبلوماسيّ، وأن ترفع صوتها في المحافل الدوليّة، وهي تستند في ذلك إلى ما عبّر عنه قائد قوّات اليونيفيل في لبنان، عندما قال إنَّ اسرائيل هي من تعرقل تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النَّار، وهي من تمنع الجيش اللبناني من تنفيذ ما هو مطلوب منه، حتى لا يتحول ما يجري من عدوان إلى أمر روتيني واعتيادي، وكأن شيئًا لم يحصل.
أهميّة وحدة الموقف
وفي الوقت نفسه، نؤكّد مجدَّدًا على الموقف اللّبنانيّ الموحَّد في مواجهة هذه الاعتداءات، واستمرار العدوّ في احتلاله للأراضي اللبنانيّة، مما يمسّ بسيادة لبنان. ويجب أن يكون التَّصويب موجَّهًا نحو هذا العدوّ، لا كما يحدث من بعض الجهات التي توجّه انتقاداتها إلى مواقع القوَّة التي يخشاها العدو ويحسب لها حسابًا. فلا يمكن مواجهة هذا العدوّ بكلّ قدراته، وبالتغطية السياسية التي يحصل عليها، من خلال الضعف والانقسام الَّذي نشهده في التصريحات والمواقف، أو عبر بعض وسائل الإعلام.
ومن هنا، فإننا نعيد القول للقوى السياسيّة إنّ من حقّ كل فريق أن يكون له رأيه السياسي وموقفه مما يجري على صعيد البلد، وفي كيفيَّة التعامل مع التحديات التي تواجههم، ولا نرى أي مشكلة في وجود هذا التنوّع الَّذي هو أمر طبيعيّ، وقد عهدناه في هذا البلد، لكن هذا لا ينبغي أن يتمّ بالخطاب المتوتر والموتّر الذي يزيد من انقسام السّاحة الداخليَّة، ويثير الهواجس والمخاوف بين اللّبنانيّين، ويسهم في زيادة الشرخ فيما بينهم، والّذي قد يأتي بناءً على فعل أو ردّ فعل، ودائمًا نؤكّد أنَّ الخطاب المستفزَّ سيقابله خطاب مستفزّ، والكلام القاسي يرتدّ كلامًا قاسيًا. إنَّنا نريد للغة الحوار الموضوعيّ الهادئ ولغة العقل، أن تكون حاكمة دائمًا في أيّ موقع للخلاف، وهي التي تحقّق النتائج والحلول.
ونحن، على هذا الصّعيد، نعيد التأكيد على الوسائل الإعلاميَّة أن تكون حريصة في هذه المرحلة على أن يكون دورها إطفائيًّا وموضوعيًّا، وأن تشيع كلَّ ما يعزز الوحدة الداخليّة، وأن لا تبيح منابرها لكلّ من يريد إثارة الفتنة أو الحساسيات الطائفيّة أو المذهبيّة أو السياسيّة، ومن لا يريد لهذا البلد الاستقرار والتآلف بين مكوّناته.
انتخابات.. واستحقاقات
ونصل إلى الانتخابات البلديّة، حيث نثمّن دور الدَّولة ووزارة الداخليّة بالتحديد نجاحها في إجرائها بكل حريّة، وبعيدًا من أي تدخلات، والّذي سيشكّل حافزًا إيجابيًا لاستكمال الجولات الأخرى والاستحقاقات التي ستأتي، وهو ما يعيد الاعتبار لدور الدولة وحضورها الّذي نريده أن يتعزّز، في الوقت الّذي نتمنّى للبنانيّين تجاوز كل ما نتج من هذا الاستحقاق من انقسامات، والاستعداد لمواجهة المرحلة التالية من الانتخابات بروح رياضيّة ووطنيّة، يكون التعبير عنها في صناديق الاقتراع، لا استفزازًا مما يُعمل عليه على الأرض…
غزّة: بين الحصار والصّمود
ونصل إلى غزّة الّتي يستمرّ العدوّ فيها بمجازره وحصاره المطبق لها، في إطار حرب الإبادة التي يشهدها القطاع، وفي إطار السّعي المستمرّ لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ومصادرة قراره الّذي يُسعى إليه الآن، والّذي – مع الأسف – بات لا يهزّ ضمير العالم ومن ينادون بحقوق الإنسان، في الوقت الَّذي يصرّ هذا الشَّعب على مواجهة العدوّ، من خلال مقاومته وصبره وثباته، وعدم السّماح له بأن يحقّق أهدافه، ما يدعو إلى الوقوف مع هذا الشعب وإسناده بكلّ سبل الإسناد.
وهنا لا بدَّ أن نشيد بموقف الشعب اليمني ومقاومته، فرغم كلّ التضحيات التي تحمَّلها ولا يزال يتحمَّلها، يصرّ على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينيّ، وهو بذلك قدَّم ويقدّم أنموذجًا على هذا الصّعيد نريد أن يُحتذى.
تهنئةٌ بالبابا الجديد
وأخيرًا، نتقدّم بالتهنئة للمسيحيّين الكاثوليك بانتخاب البابا رئيسًا لكنيستهم، والّذي نأمل أن يحمل رسالة السيّد المسيح (ع) الّتي تدعو إلى المحبَّة والوقوف في وجه الظلم، مما بات يتهدّد استقرار العالم في أمنه واقتصاده، ونصرة المظلومين والفقراء والمعذّبين والمهمّشين.
***