الإمام زين العابدين (ع): مسؤوليَّة توجيه الأمَّة وحماية مسيرةِ الحسين (ع)
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} صدق الله العظيم.
في الخامس والعشرين من شهر محرَّم الحرام، مرَّت علينا ذكرى وفاة واحد من أهل هذا البيت الطَّاهر الَّذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهَّرهم تطهيراً، ومن أشار إليهم رسول الله (ص) بقوله: “إني تارك فيكم ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً؛ كتاب الله، وعترتي أهل البيت”، وهو الإمام عليّ بن الحسين (ع) زين العابدين وسيّد الساجدين.
أخلاقُهُ (ع) ومعاناتُهُ
هذا الإمام الَّذي عندما يذكر، يذكر معه العلم والحلم والعبادة والجود والكرم والبذل والعطاء وحسن الخلق، ومعه تذكر أصعب المراحل الَّتي مرَّت على آل رسول الله (ص)، وهي واقعة كربلاء، فقد شهد هذا الإمام هذه الواقعة بكلِّ مجرياتها، وما منعه عنها هو المرض الَّذي أقعده، والذي حصل في اليوم التاسع من محرَّم، فأمام عينيه، وعلى مرأى منه، استشهد أبوه الحسين (ع) وإخوانه وأعمامه وأهل بيته وأصحاب أبيه، وهذا أقسى ما قد يواجهه إنسان.. فنحن الآن بعد أربعة عشر قرناً ونيِّف، تعتصر قلوبنا ألماً عندما نستمع إلى مجريات كربلاء، فكيف بمن شهدها عن قرب..
وبعد الانتهاء من المعركة، عانى الإمام زين العابدين (ع) السبي وقهر الأسر مع عمَّاته ونساء كربلاء، لكن كلّ هذه الآلام والمصائب وأغلال الأسر لم تضعفه، ولم توهن من عزيمته، فقد بقي صلباً صلابة الإيمان الَّذي عاشه في قلبه عميقاً قويَّاً في ذات الله، وهذا ما عبَّر عنه أمام عبيد الله بن زياد مخاطباً إيَّاه عندها هدَّده بالقتل: “أبالقتل تهدِّدني يا بن زياد؟ أما علمت أنَّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشَّهادة؟”.
وعبَّر عن ذلك عندما واجه يزيد المنتشي بما حسبه نصراً، وقال له: “يا بن معاوية، لقد كان جدّي عليّ بن أبي طالب في يوم بدر وأحد والأحزاب في يده راية رسول الله (ص)، وأبوك وجدّك في أيديهما رايات الكفَّار..”، وقوله: “ويلك يا يزيد، إنَّك لو تدري ماذا صنعت وما الَّذي ارتكبت، إذاً لهربت في الجبال، وافترشت الرَّماد، فأبشر بالخزي والنَّدامة“.
توجيهُ الأمَّة وتوعيتُها
وبوصول الإمام (ع) إلى المدينة محطِّ رحله، والموقع الَّذي سيقوم فيه بمسؤوليته، عمل الإمام (سلام الله عليه) على خطَّين؛ الأوّل هو الوقوف في وجه كلِّ محاولات بني أميَّة تشويه الأهداف الَّتي لأجلها انطلق الإمام الحسين (ع)، فعمل على إبرازها وتوعية الأمَّة عليها، وإظهار فداحة الجريمة التي ارتكبها يزيد ومن معه، ما أدَّى إلى إذكاء روح الثَّورة التي بدأت تدبّ في مفاصل الأمَّة، وهناك من الثَّورات ما انطلق من بيته، وقادها أحد أبنائه، وهو زيد..
الخطّ الثَّاني: هو العمل على توجيه الأمَّة روحياً وفكرياً، فقد رأى الإمام (ع) أن الأمة تحتاج في تلك المرحلة إلى إعادة تأهيل وبناء، لتخرج من جهلها وضعفها واستكانتها الَّتي كانت السَّبب في خذلان الحسين (ع)، والإمام الحسن (ع) من قبله… عبَّر عن ذلك من خلال كلماته ومواعظه التي راح يطلقها داخل الأمة، وعبر الدّعاء الذي تحوَّل عند الإمام (ع) من كونه تواصلاً روحياً ووجدانياً بين الإنسان وربِّه فقط، إلى وسيلة للتَّغيير ولبناء العقائد والمفاهيم والسلوك والتربية، فلم يعد الإنسان يكتفي في الدعاء بالطلب من ربِّه المغفرة والرحمة، والدّخول إلى الجنَّة والبعد عن النَّار، أو بلوغ الحاجات التي يحتاجها، أو كشف الهموم الَّتي يريد من الله أن يفرجها له فحسب، بل أصبح أداة تربوية وتثقيقية على المستوى الفكري والعقيدي والروحي والاجتماعي والسياسي.
من عناوينِ رسالةِ الحقوق
وفي هذا المجال، كانت رسالته “رسالة الحقوق” التي تعدُّ من أهم الوثائق على صعيد الحقوق، وهنا ندعو أن تكون هذه الرّسالة موجودة في كلِّ بيت، والأخذ بمضامينها والتربية عليها، فقد أودع فيها طبيعة المسؤوليَّات الفرديَّة والاجتماعيَّة المتبادلة بين النّاس، وإزاء الله تعالى، والنفس والواجبات المفروضة، ووسَّع من دائرتها، فلم تعد تقف عند مسؤوليَّته تجاه ربّه، بل تجاه جوارحه التي أودعها الله عنده، والعبادات التي فرضها عليه، وتجاه النَّاس في تنوعاتهم ممن يختلف معهم أو يتَّفق، ووضع لكلِّ ذلك خارطة الطَّريق للوصول إليها.
ونحن اليوم سنتوقَّف عند بعض هذه المسؤوليَّات، لنستفيد من مضامينها، ونؤدِّي دورنا تجاهها.
يقول (ع): “وأمّا حقّ نفسك عليك؛ بأن تستوفيها في طاعة اللّه”، وذلك بأن تسخِّر كل قدراتك وإمكاناتك، لتحقيق الأهداف التي وجدت لأجلها، إن في هذه الحياة الدنيا، بن تقيم العمران والعدل فيها، أو على صعيد الآخرة، مما أشار إليه أمير المؤمنين (ع): “ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنَّة، فلا تبيعوها إلَّا بها”، فلا نضيعها في اللَّهو والعبث.
وحقّ آخر عليك هو من الحقوق الَّتي تتعلَّق بالجوارح: ““أمَّا حقّ اللّسان، فإكرامه عن الخنا“، أي تعويده على الخير، “وترك الفضول الَّتي لا فائدة لها، والبرّ بالنَّاس، وحسن القول فيهم”، بأن لا تقول فيهم إلا خيراً.
وأشار (ع) إلى حقّ السّمع، فقال: “تنزيهه عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحلّ سماعه”، كالنميمة والغناء بالباطل، وما يهدِّد مناعة الإنسان ويبعده عن طريق الله، “وأن تجعله طريقاً إلى قلبك إلَّا لفوّهة كريمة، تحدث في قلبك خيراً أو تكسبك خلقاً كريماً”.
وقد ورد في الحديث: “إِذَا لَمْ تَكُنْ عَالِماً نَاطِقاً، فَكُنْ مُسْتَمِعاً وَاعِياً”.
وفي الحديث: “عوِّد أذنك حسن الاستماع، ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك استماعه”.
وحقّ آخر من حقوق الجوارح: “وأمَّا حقّ بصرك، فَغَضُّه عمَّا لا يحلّ لك، وتعتبر بالنَّظر به”، فإنَّ البصر باب الاعتبار.
وفي الحديث: “العين جاسوس القلب، وبريد العقل”.
“وأمَّا حقّ يدك، فأن لا تبسطها إلى ما لا يحلّ لك”، لا تتعرَّض بها لأذى الآخر، أو أن تمدَّها إلى مال حرام، أو أن تصافح فيها من يحرم مصافحته، أو أن تستعملها في ظلم الناس والإساءة إليهم.
“وأمَّا حقّ أهل ملّتك عامَّة، فبإضمار السَّلامة والرَّحمة لهم… وكفّ الأذى عن مسيئهم، وتحبّ لهم ما تحبّ لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة إخوتك، وعجائزهم بمنزلة أمّك، والصّغار منهم بمنزلة أولادك”.
“وحقّ من أساءك أن تعفو عنه، وإن علمت أنَّ العفو عنه يضرّ انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}”.
ويبقى الحقّ الأكبر الَّذي ينبغي أن يكون حاضراً لدى كلّ من يعرف الله في عظمته وقوَّته وجبروته، أو في رحمته وعفوه وحبّه لعباده، وهو حقّ الله: “أمَّا حقّ الله الأكبر عليك، فأن تعبده لا تشرك به شيئاً”، بأن تحقِّق إرادته في هذه الحياة، ولا تشرك معه أحداً، قولاً وعملاً وسلوكاً، “فإذا فعلت ذلك بإخلاص”، بحيث يكون عملك خالصاً لله ولله وحده، “جعل الله على نفسك أن يكفيك أمر الدّنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحبّ منهما”.
الإخلاص للإمام (ع)
أيُّها الأحبَّة: إنَّ إخلاصنا للإمام زين العابدين (ع) في ذكرى وفاته، لا يحصل كما اعتدنا بإقامة مجالس عزاء عنه أو بزيارته أو ببذل المآدب على اسمه فقط، بل هو أن نخلص لكلِّ هذا التراث الَّذي تركه من سيرته ودعائه وكلماته وحكمه ومواعظه، وأن نقوم بكلِّ المسؤوليات التي أمرنا بها، الَّتي إن أخذنا بها، فهي تعيننا على سموّ العلاقة بالله، وإعمار نفوسنا بالرقيّ الإنسانيّ والخلق، كما بالشَّجاعة وعنفوان القوَّة، وفي بناء الشخصية الإسلاميَّة المتكاملة الَّتي تتّسع لكلِّ جوانب الحياة..
نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه، إنّه مجيب محقّق الدعاء.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثَّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نستهدي الإمام زين العابدين (ع)، في أسلوب تعامله مع أحد أقربائه الَّذي أساء إليه وهو أمام أصحابه، يومها قال لأصحابه: “قد سمعتم ما قال هذا الرَّجل، وأنا أُحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا منّي ردّي عليه“. وعندما ذهبوا، كانوا لا يشكّون أنّ الإمام سيكون قاسياً معه، ولكن في الطّريق، سمعوه يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، فعرفوا أنَّ الإمام يريد به خيراً.
ولما وصل الإمام (ع) إلى بيت ذلك الرَّجل، خرج متوثّباً للشرّ، فهدَّأ الإمام من روعه، وقال: “يا أخي، إن كنت قد قلت ما فيَّ فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيَّ فغفر الله لك”.
كلمات قليلة كانت كافية لأن تجعل الرَّجل يقول: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحقّ به… وصار بعدها الرَّجل من أخلص الناس للإمام (ع).
وهنا نسأل: ماذا لو بادل الإمام هذا الرَّجل بمثل فعله أو بأقسى من ذلك كما يحصل عادة، أكان حقَّق ما تحقَّق بأسلوبه؟!
إننا أحوج ما نكون إلى هذا الأسلوب، لنبرد به التوترات التي تحصل داخلنا، لنكون بذلك أكثر قوَّة ومسؤوليَّة وقدرة على مواجهة التحديات.
تداعياتُ تصعيدِ العدوّ
والبداية من التصعيد الَّذي أقدم عليه العدوّ قبل أيّام، والَّذي من الطبيعي أن تكون له تداعيات خطيرة، لتجاوز هذا الكيان الخطوط الحمراء في إطار الصِّراع الجاري داخل فلسطين، أو في مواقع الإسناد لها، وقد يدفع بالمنطقة إلى انفجار لن يكون العدوّ بمنأى عن تداعياته، وذلك باستهدافه لعمق الضَّاحية الجنوبيَّة، وفي منطقة مكتظة بالسكَّان، يشهد على ذلك سقوط عدد كبير من الشّهداء المدنيّين والجرحى، واغتيال أحد أبرز رموز المقاومة، والَّذي برَّره العدو الصهيوني بأنَّه يأتي على خلفيَّة ما حصل في مجدل شمس، بحجَّة واهية لم يقدِّم العدوّ عليها دليلاً، وحتى إنه لم يقبل بتحقيق محايد، والَّذي شهدناه بعد ذلك في اغتيال الرَّمز التاريخي، والرَّجل الأوَّل في حركة حماس، رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنيَّة، والَّذي كان باستضافة الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران، وفي ذلك تجاوز واضح للمواثيق الدوليَّة واحترام سيادة الدول.
لقد أراد العدوّ من سياسة الاغتيال الَّتي بات يتَّبعها، استعادة قدرة الرَّدع التي فقدها في الميدان، والإيحاء مجدَّداً بأنَّ يده لا تزال هي الطولى، وهو قادر على أن يصل إلى أيِّ مكان، وبهدف إضعاف المقاومة الَّتي أربكته وأربكت كيانه، ولم يستطع أن يخمد جذوتها، لكنَّه لم يعِ بعد أن سياسة الاغتيال هذه لقادة المقاومة وأيّ من رموزها، لم تؤدِّ سابقاً إلى إنهاء المقاومة، بل زادتها قوّة وحضوراً في الميدان، ودفعت بها إلى المزيد في مواجهة هذا العدوّ.
لقد بات واضحاً أنَّ ما يشجّع هذا الكيان على إجرامه، هو الدَّعم الذي لا يزال يحظى به من الدول الدَّاعمة رغم كلِّ جرائمه، وهي الَّتي تنشر اليوم بوارجها وآلتها العسكريَّة للدفاع عن هذا العدوّ.
الرّدُّ.. وحكمةُ المقاومة
إننا في الوقت الّذي نتقدَّم بأحرّ التعازي إلى المقاومة في لبنان وفلسطين، لشهيديها اللَّذين انضمَّا إلى قافلة الشّهداء لنصرة القضيَّة الفلسطينيَّة وشعبها، وإلى أهالي الشّهداء وذويهم، سائلين المولى أن يحظى الشّهداء بما وعدهم به الله، وأن ينالوا الكرامة عنده، والشّفاء العاجل للجرحى… نرى خطورة ما أقدم عليه العدوّ، والذي لا يمكن أن يبقى بدون ردّ فعل من المقاومة في فلسطين، ومن مواقع الإسناد لها في لبنان أو العراق أو اليمن، ومن الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران.
لكنَّنا على ثقة بالحكمة التي تحلَّت بها قيادات المقاومة، ومعها القوى المساندة، والتي لا تزال تتمسَّك بها عند أيّ قرار تتَّخذه بالردّ على العدوان الَّذي تأخذ فيه بالاعتبار الظّروف الموضوعيَّة، فيما هي تحرص على ردع الكيان الصهيوني ومنعه من الاستمرار بمغامراته غير المحسوبة.
وهنا نجدِّد دعوتنا للعالم الَّذي يتحدَّث عن رغبته بعدم توسعة دائرة الحرب، أنَّ الطريق إلى ذلك لن يكون بالدَّعوة إلى ضبط النفس للمعتدى عليهم ومن يستهدفهم هذا العدوّ بمجازره وحصاره، بل هو بكفّ يد هذا الكيان، والضَّغط عليه بما تملكه من وسائل الضَّغط للانصياع لمطلب إنهاء الحرب، وإعطاء الشَّعب الفلسطيني حقَّه في تقرير مصيره. ومن المفارقة هنا أن نشهد في هذا العالم من يدعو إلى عدم توسعة دائرة الحرب، وهو في الوقت نفسه يعلن بأنَّه سيدعم هذا الكيان، وهو ما يشجِّع هذا الكيان على الاستمرار في حربه واعتداءاته.
يبقى علينا، وأمام كلِّ ما يجري، أن لا نخضع للتَّهاويل التي يقوم بها العدوّ وكل الذين يدورون في فلكه، والتي تهدف إلى هزيمتنا نفسياً وروحياً.
إنَّ علينا أن نثق بالله أوَّلاً، وبمواقع القوَّة التي نملكها ومواقع الضَّعف لدى هذا العدوّ، ودائماً نستحضر ما قاله المسلمون أيَّام رسول الله (ص)، عندما قيل لهم: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، وفيما قاله الله لهم: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}.
إنَّنا لا نريد هنا أن نهوّن من إمكانات هذا العدوّ وقدراته، ولكنَّنا في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نهوِّن من قدراتنا وإمكاناتنا الَّتي استطعنا ونستطيع بها أن نسقط أهداف هذا العدوّ، وأن نربك مشاريعه إن لم نستطيع تعطيلها، ونحن قادرون على ذلك، ونحن على ثقة بوعد الله لنا، عندما يقول: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
***