رعى إفطار مبرة الرضا(ع) في النبطية فضل الله: هناك من يبخل بتقديم التعويضات إلى من تهدمت بيوتهم وقدموا أنفسهم لحماية الوطن
رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل الإفطار الذي أقامه مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا(ع) في النبطية بحضور النائب ناصر جابر، مدير عام جمعية المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله فضيلة الشيخ فؤاد خريس وعدد من الفاعليات الدينية والتربوية والاجتماعية والثقافية وأعضاء المجلس.
استهل الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم تم عرض فيلم وثائقي عن المبرة ثم قدمت زهرات المبرة نشيد من وحي المناسبة واختتم الحفل بكلمة للعلامة فضل الله قال فيها: أبارك لكم هذا اللقاء الرمضاني الذي يستظل بفيوضات الرحمة والمحبة التي يغدقها الله على عباده في هذا الشهر والعطاء غير المحدود الذي وعدهم به.
وأضاف: يأتي هذا اللقاء الذي حرص مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا(ع) مع إدارتها على القيام به وأنتم حرصتم على ان تشاركوهم رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها جنوبنا العزيز بفعل الاعتداءات الإسرائيلية والتي أصابت هذه المدينة العزيزة … وهنا نسأل الرحمة للشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم فيها والدعاء لله عز وجل أن يحميها ويحمي جنوبنا الأبي الصامد من غدر هذا العدو واعتداءاته وأن ينعم هذا الوطن بالأمن والسلام والاستقرار الذي يستحقه.
وتابع: ان هذه المشاركة هي تعبير منكم عن إرادة الخير التي تحملونها وحرصكم الدائم على مد يد العون لأولئك الذين فقدوا الأب والمعيل والراعي ممن يعانون ظروفا اجتماعية صعبة احتضنتهم هذه المبرة كما سائر المبرات لدينا.
ورأى في ذلك تعبيرًا عمليّا وصادقًا عن إنسانيتكم التي لا تكتمل إلا بأن تنغرس في إنسانية الآخر وعن مدى إيمانكم
حيث لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها فلا يمكن أن يكون المؤمن مؤمناً حتى يؤمن احتياجات الذي يعانون الفقر والعوز.
وقال: نحن عندما نتحدث عن العطاء نريده عاما وشاملا وان لا يقف عند حدود وأن يتسع باتساع حاجات الناس وكل من يتألم ويعاني ويحتاج إلى من يسنده لا بد أن نقف إلى جانبه لا نفرق في ذلك بين عباد الله ولا بين خلقه فكما ينزل الله العطاء على الجميع نحن نريده أن يصل للجميع.
وأشار إلى أن المجتمع المتماسك لا يبنى إلا بالتراحم والتحابب والتباذل كما أشار رسول الله(ص) عندما قال:” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”. وبهذه الروحية وبهذا المنطق نستطيع أن نبني وطنا فهو لا يبنى بالذين يختنقون في إطار ذواتهم او من يحيطون بهم او بطوائفهم أو بمذاهبهم تاركين الآخرين لمصيرهم بل المطلوب أن نكون معنيين بكل الوطن وبكل إنسانه.
وأردف: إننا نعاني في هذا الوطن وسنبقى نعاني إن بقينا على هذه الصورة التي بتنا نشهدها اليوم حيث يغيب الشعور بالذين يتألمون ويعانون كالذي يجري اليوم في هذه المنطقة وكأن لا علاقة للبعض بهؤلاء الناس وكأن هذه المنطقة ليست من لبنان حتى وصل الأمر إلى أن يبخل بتقديم التعويضات إلى من تهدمت بيوتهم وباتوا بالعراء وقدموا أنفسهم حفاظا على كرامة هذا الوطن وسيادته …
وأضاف: أنتم هنا تقدمون صورة جميلة عن هذا الوطن عندما تستحضرون إنسانيتكم التي لا تقف عند حدود تعينون أي يتيم وأي فقير وأي عاجز وأي نازح من دون أن تسألوا عن طائفته او مذهبه او موقفه السياسي يكفيكم أنه إنسان.
واعتبر أن هذا التوجه الإنساني هو رسالتكم إلى كل هذا الوطن وهي الرسالة التي دعا إليها السيد(رض) وتربينا عليها والتي تأسست عليها المبرات وستبقى دائما حاضرة في كل ميادين خدمة الناس وهي تعمل على توسعة دائرتها لكي تصل إلى كل من يحتاج إليها.
وهنأ مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا(ع) لما يقدمه معتبرا انهم يمثلون أنموذجا في الصداقة الصادقة وهو عمل في أعلى الدرجات حيث العطاء دون مقابل والهدف فقط هو مرضاة الله.
تابعوا هذا الطريق وسنتابعه معكم حتى نعزز إنساننا ونعزز إنسان هذا الوطن.
وفي الختام توجه بالشكر لإدارة هذه المبرة على جهودها وجهود العاملين فيها وهم الذين لا يتوانون عن تأدية واجبهم والقيام بكل ما يستطيعون رغم الظروف الصعبة ان على صعيد الأمني او الاقتصادي او الاجتماعي مجددا شكره للحضور على تشريفهم قائلا لن ننسى أولئك الذين يقفون اليوم لحماية هذا الوطن وأهله.