فضل الله في حفل التّكليف السنويّ لمدارس المبرّات:نطمح أن تقدّم المؤسّسات جيلاً يعمل بالنزاهة والشفافيّة والعدالة
أقامت جمعيّة المبرات الخيريّة حفل التكليف السنوي لأكثر من 300 فتاة من مدارسها في بيروت، وذلك في قاعة الزّهراء (ع) في مجمع الحسنين (ع) في حارة حريك، برعاية العلامة السيّد علي فضل الله وحضوره، وشخصيّات علمائيّة وثقافيّة واجتماعيّة وذوي المكلّفات.
استُهِلّ الحفل بآيات من القرآن الكريم، فالنّشيد الوطني، ثم قدَّمت زهرات المبرّات عدداً من الأناشيد والمسرحيّات من وحي المناسبة. بعدها، كانت كلمة راعي الحفل العلامة فضل الله، الّذي بارك للفتيات المكلّفات تكليفهنّ، قائلاً لهنّ: "نحن نفتخر بكنّ، وعلى ثقة بأنّكنّ ستحملن هذه الأمانة بكلّ حرص وجديّة، وتكنّ على قدر تحمّل هذه المسؤوليّة، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي نعانيها وتواجه إنسان هذا البلد، وستحرصن على عبادتكنّ وسلوككنّ، وتعملن لخدمة مجتمعكنّ على كلّ المستويات للرّفع من شأنه".
وأضاف سماحته: "وأمام هذا الواقع الاقتصادي الصّعب والسياسي المتأزّم، وأمام ما يتهدّد البلد من مخاطر، لا بدّ من أن نشعر بالأمل الذي نتطلّع إليه دوماً، من خلال هذا التصميم الموجود في هذه الأمّة بأن لا تسقط أمام الواقع، والإصرار على مواجهة التخلّف والجهل، والعمل بكلّ ثقة وجدّية على تغيير واقع الإنسان نحو الأفضل، على قاعدة أنَّ التّغيير يبدأ من الذّات ومن الدّاخل، ثم يمتدّ إلى المواقع الأخرى".
وتابع سماحته: "إنّنا نقف في موقع نعتزّ به، ونرى أنّنا إذا استطعنا من خلال تضافر جهود العاملين في هذه المؤسّسات مع الأهل الأعزّاء، أن نقدّم كوكبة من فلذات أكبادنا تربّت على الخير والمحبّة والإنسانيّة، وعلى أن يكون الله حاضراً معها في كلّ أعمالها وحياتها، قولاً وفعلاً وعملاً وسلوكاً، عندها سنننتج جيلاً واعياً ومقدّراً لمسؤوليّاته، محافظاً على هذا البلد ومقدِّراته، ومتمسّكا بقيم العدالة والنزاهة والشفافيّة في أيّ مركز يتسلّمه".
وأضاف سماحته: "تعلّمنا من السيّدة الزهراء (ع)، ونحن في ذكرى مولدها، أن نكون الأمّة الواعية التي تعيش هموم الآخرين وحاجاتهم، بعيداً من الأنانيّة والانغلاق والانتماءات الطائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة"، مشدّداً على ضرورة الحرص على العدالة في هذا البلد، وعلى محاربة الفساد بكلّ ألوانه وأطيافه، والحفاظ على المال العام.
وأكَّد سماحته أنّ الإسلام دعا الإنسان إلى الاهتمام بالصحّة والنظافة، معتبراً أن الوقاية، ولا سيّما أمام ما يتعرّض له العالم من خطر الكورونا، تصبح مسؤوليّة وواجباً، لما يترتب على الاستهتار بالوقاية من أعباء وأخطار على البشرية جمعاء.
ودعا سماحته الوزارات المعنيّة والبلديّات والجمعيّات الأهليّة إلى العمل على التخفيف من آلام هذا الواقع السيّئ الذي يعيشه النّاس، من خلال تفعيل دورها، ولا سيّما وزارة الاقتصاد، لتؤدّي واجبها في مراقبة ارتفاع أسعار السّلع، وخصوصاً الضروريّة منها، والحدّ من سياسة الاحتكار الّتي ينتهجها بعض التجّار الذين يرفعون أسعار بضاعتهم بشكل عشوائي، مستغلّين ارتفاع صرف الدّولار.
وتوجّه سماحته إلى الحكومة وكلّ القوى السياسيّة من الموالاة والمعارضة، بدعوتها إلى وقف سجالاتها ومناكفاتها، والعمل كفريق واحد ضمن خطّة طوارئ، لإخراج البلد من حالة الانهيار والإفلاس التي قد نكون دخلنا فيها، مشيراً إلى أنَّ هناك أطرافاً داخليّين وخارجيّين يسعون إلى تعقيد هذه الأزمة لرهن البلد لإملاءات الخارج، وما يفرضه صندوق النَّقد الدّولي وسياساته الّتي تتضمَّن شروطاً وإجراءات قاسية لا يقدر الشعب اللّبناني على تحمّل تبعاتها.
وختم سماحته بالقول: "ستستمرّ هذه المؤسّسات على هذه الأسس والقيم في تنشئة أجيالها، وفي خدمة الوطن وأبنائه، بعيداً من الحسابات الطائفيّة والمذهبيّة والاعتبارات السياسيّة، فنحن انطلقنا من النّاس وإلى النّاس، وسنبقى نعمل من أجل خدمتهم، بالرغم من كلّ الظروف الصعبة التي نعيشها، فثقتنا بالله أوّلاً، وبأمّة الخير، وبهذا المجتمع الذي يرفدها ويحرص عليها".