في ذكرى المبعث النبوي: للارتقاء نحو افاق العلم والمعرفة
ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ*مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ* وَإِنَّ لَكَ لأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ* وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
صدق الله العظيم
إختلف المفسرون في معنى القلم فمنهم من قال أنه القلم الذي تخط به صحائف أعمال البشر أو القلم الذي تخط به الملائكة العظام الوحي السماوي. ولكن كون هذه السورة مكية.. لذا قد يرجح القلم هنا، ما كان متعارفا عليه عند العرب. وما هو متعارف عليه لدينا للكتابة…و هذا المعنى فيه دلالة عميقة و بالغة لا يمكن تجاوزها، كون الله أقسم به أولاً وقدمه على ما سواه ، و ثانياً كون الكتابة عند العرب في مكة كانت صنعة نادرة لم يدركها إلا القليل في مكة وكان مجتمعهم مجتمع ( الأميين: هو الذي بعث في الأميين..) و على كل فالأمم كانت في ذلك الزمن بأكثرها أمية فمن هنا الأهمية.
و لكن هذا المعنى و إن كان ثوريا نسبة إلى المجتمع الذي نزل به ومعنى تغييرياً.. و لكنه متناسق ومنسجم مع عمق القران وظاهره ومع آياته التي كانت تتوالى على الرسول ومنذ بدئها إلى اكتمالها.
في السابع والعشرون من شهر رجب الحرام نزل جبريل على رسول الله وهو في غار حراء يتعبد ويتفكر ويتأمل، ليبلغه الآيات التي ستكون الأساس في فتح القلوب على الدعوة التي أمره الله بتبليغها للناس كافة.. فبدونها لن تبلغ الرسالة أهدافها ولن يتحقق مشروعها:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
تعالوا نتأمل في مدلول هذا التوقيت والاختيار ..
فمن اللحائظ اللطيفة هو هذا التناظر بين الإيذان بنبوة محمد(ص) و بتكريم آدم من نفس العنوان من عنوان العلم {عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} و حتى أن الملائكة عندما وضعوا عبادتهم و تسبيحاتهم، وهي مهمة طبعا، كأساس لسؤالهم عن سبب خلق آدم و هم موجودون, وضع الله علم آدم كمفاضلة.{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* } إلى أن قال عز من قائل: {… يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ..}
والسبيل إلى العلم هو القراءة وهو من علامات القوة وهذا أيضا بادٍ في القرآن في عدة مواضع منها ما ورد في سورة النمل: " قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ،قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ..}, فالعلم هو السلاح الأمضى هو العلامة لتقدم الأمم و تأخرها و القوة التي تُبنى بغير العلم هي قصيرة المدى لا يعوَّل عليها كقوة حقيقية وثابتة ومستقرة.
وهذا المعنى واضح و جلي في واقعنا تمام الوضوح، فالأمم التي تملك مفاتيح العلم و تُطبع فيها الكتب و تقرأ وتؤلف وتنتج علوماً ومعارف هي التي تتسيد هذا العالم، و تسيره وفق ما تريد. ولذلك فإن ما تخشاه القوى الإستكبارية هو أن تملك الدول التي تتعارض مع مصالحها، للقدرات العلمية أولاً وآخراً ويظل هذا هاجس استخباراتها، من هنا عمليات اغتيال العلماء من فترة الى أخرى في بلدان العالم العربي والاسلامي وآخرها كان اغتيال العلماء للطاقة النووية في الجمهورية الإسلامية في إيران .
ايها الأحبة:
إن فعل القراءة كأساس لبناء المعرفة والوعي والثقافة، هو ما توجه به الله سبحانه وتعالى إلى رسوله في أول خطاب له بالوحي، وهو ما أراده الله لأمته أن تكون: الأمة القارئة والأمة الواعية.
ونظرة إلى الماضي الإسلامي تؤكد هذا المعنى فالمنهج القرآني المُفتَتَح بإقرأ والاهتمام الذي أولاه الإسلام بالكتابة و القراءة ومحو الأمية واضح و جلي من خلال عتق الأسارى لقاء التعليم وهذه البذرة التغييرية هي التي نقلت العرب من مجتمع جله أمي (و إن كان يتقن فنون الشعر) إلى أمة متعلمة انتشرت فيها المكتبات العامة و حتى المقاهي الثقافية ودور الأوراق و الترجمة التي كانت حركتها نشيطة و مكافأتها جزيلة – طبعاً نحن لسنا من دعاة تقديس التراث والزهو بالتاريخ بغير عين ناقدة- و لكنه في موضوع النتاج الثقافي عند فإن النقلة من حال إلى حال كانت بسرعة سبقت الأمم في حينه، بشكل كبير ويشهد لذلك العدد الهائل من الكتب و المطبوعات التي أنتجتها تلك المرحلة.
ذلك كان في الماضي، أما اليوم فإننا نحن الذين تأخرنا عن الأمم و بشكل مخز، وها هي الاحصاءات تنذرنا بتدني معدلات القراءة اليومية والترجمة وهي في تراجع..
و لنعد إلى إقرأ مجدداً، وللأسف، فإن تأملاتنا القرآنية لا نسيّلها نقدا ً لواقعنا، بعمق يتناسب مع عمق مفاهيم القران، ف"إقرأ" التي خاطب الله بها رسوله هي ليست إقرأ في الإطار الشرعي فقط بل هي "اقرأ" مقرونة بمفاهيم متناهية وغير محدودة كالخلق – {إقرا باسم ربك الذي خَلَق خلق الإنسان من علق إقرا و ربك الأكرم }– قرن الله بين القراءة و الأفق الأوسع.. أفق الخلق الطبيعي (العلق و الآفاق والسموات والأرض) و الخلق الذاتي (الروح و علّم الإنسان ما لم يعلم).
أراد الله ل"إقرأ" أن تكون نافذة واسعة، للإنسان على الإنسان و على الطبيعية و على الخالق لينهل من العلوم و التجارب و الظواهر و الأفكار من علوم الناس على اختلافاتهم العقدية و الفلسفية والفكرية وغيرها من العلوم التي نحن مدعوون لنقرأها …
و من هنا عندما نتحدث عن كمية أو إحصاءات عن عدد الساعات أو الدقائق التي يقرأ بها الفرد فهذه على فرض صحة الإحصائيات، مهمة، لكن الأهم هو نوع القراءة و تنوعها وعمقها وجديتها، فإن قرأ المرء الساعات الطوال يومياً بما لا يُخرج العقل من حدود الدوائر الضيقة التي يعيشها الإنسان فهذه قراءة لا توصلك الى الفضاءات الرحبة، بل المطلوب القراءة الموسعة التي يراد منها تكسير الحواجز وردم الهوات و توسعة الآفاق و التعرف على الآخر لا الخوف من نتاجه الفكري ومن كتبه وحرمانه من حقه في أن يُقرأ وصولاً إلى منعها ومصادرتها فنحن للأسف ثقافتنا لا تزال تعيش في إطار محارق الكتب ومصادرتها لمحتواها أو حتى لهوية مؤلفها و خلفيته…
ايها الاحبة
نحن مطالبون بأن نقرأ بوعي و دون أفكار مسبقة كذلك من دون استسلام و تلق أعمى وحفظ ببغائي. مطلوب أن نحرر عقولنا ونطلقها في الفضاء الرحب أن نخرجها من السجون الاجتماعية و الفكرية والسياسية والدينية.. ان للعلم عدة سبل ووسائل ويبقى أوسعها مدى وغنى وأكثرها موضوعية هي القراءة ولذلك نحن أحوج إلى تدريب أنفسنا وتعزيز قيمتها بيننا فهي ليست خياراً بل فرضاً.
ايها الاحبة
في ذكرى المبعث النبوي الشريف نحن مدعوون لنرتقي نحو افاق العلم والمعرفة ونترفع عن الضحالة والهوامش الضيقة التي تثقلنا الى الارض وتحرمنا الهواء النقي في الاعالي.
رسول الله جاءنا بالعلم والاخلاق وفتح قلوب الناس بالقراءة والتعلم واستطاع أن ينقلهم من ظلام جاهليتهم الى نور رسالته
ان من يأتي بالقراءة والتفكر والتعرف والتأمل لا يمكن أن تشمل رسالته ما يغلق العقول والقلوب وكل ما يؤدي إلى الاقصاء والالغاء والتدمير…علينا كعلماء وباحثين أن نعيد النظر بالموروثات التي أدت إلى كل هذا الواقع السيء الذي نعاني منه وأن لا نكتفي باعلاء الصوت بل بإكثار العمل تعبيرا عما بعث به رسول الرحمة والعلم والايمان
والحمدلله الذي من علينا بنبيه ليكون هدي وبشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً والحمدلله رب العالمين
الخطبة الثانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، فهي القيمة الّتي ليس فوقها قيمة، فلا يتم عمل بدونها، ولا يُنال ما عند الله إلا بها، ففيها نزل قول الله تعالى: {إنما يتقبّل الله من المتقين}. والتقوى تعني أن يملك الله قرارنا، أن نسلّمه أمرنا، أن نعطيه قيادنا، فلا يتم شيء بدون رضاه، ولا يقرّ قرار إلا بإذنه، فرضاه فوق كلّ رضا، كقول الشاعر:
فليتك تحلو والحياة مريرةٌ وليتك ترضى والأنام غِضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خرابُ
إننا أحوج ما نكون إلى استعادة هذه القيمة، أن نعيد إنتاجها في نفوسنا، فلا نفقدها في حمى صراع الأهواء والعصبيات والانفعالات والتوترات، فبدون التقوى، سنصبح بدون كوابح وضوابط، بينما نكون معها واعين وأحراراً وأسياداً في الحياة..
إنّ شهر شعبان الّذي نستقبل إطلالته يوم الأحد، هو شهر رسول الله(ص)، وهو فرصة لنا لتعزيز قيمة التقوى في نفوسنا، من خلال العيش في أجواء الدعاء والذكر والمناجاة والصيام والمناسبات، واستثمار أيامه بالأعمال الصالحة، لكي نكون أكثر قدرةً على مواجهة التّحدّيات…
لبنان
والبداية من التقرير الَّذي صدر أخيراً، والذي صنّف لبنان من أوائل البلدان فساداً في الشرق الأوسط. لقد كان يُفترض بهذا التقرير أن يشكّل صدمة تهز أركان الطبقة السياسية، وتُشعرها بالخجل من نفسها، لكونها تشارك في إدارة بلد حمل عنوان الفساد..
ولكن مع الأسف، مرّ هذا الخبر عادياً، ولم يكلّف أحد نفسه بالتثبّت من مصداقيته أو دقّته، فلم يجتمع مجلس الوزراء لأجل هذه الغاية، ولم تستنفر الجهات الرقابية. وبالطبع، لن يُفتح لذلك المجلس النيابي، ولن يُعاد النظر في الوضع المزري القائم في البلد.
إنّ حديث الفساد صار يمرّ مرور الكرام، ولا يثير فينا أي ردود فعل، وبات يوحي بأننا أدمنّاه واعتدناه، وأصبح جزءاً من سيرة حياتنا السياسية اليومية، ويكفي أن نتطلّع من حولنا لنجد أنّ كل ملفات الفساد التي فُتِحت والتي ستُفتح، لا تُنتج إلا ضجيجاً، وينتهي الأمر باجتماعات ولقاءات ومحاكمات، من دون فعل شيء على الأرض.. فيما تلقى المسؤولية على هذا أو ذاك، ولا يتحملها المفسدون الحقيقيون، لأنهم يملكون التغطية التامة من طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية.
إننا أمام هذا الواقع، ندعو كل من هم في المواقع السياسية إلى تبرئة أنفسهم، فهم مُدانون بحسب التقرير، وبالطبع نحن لن ندين الجميع.. ومن هنا، فإننا ندعو إلى إعلان حالة طوارئ وطنية.. في الوقت الذي ندعو الشعب اللبناني إلى تحمل مسؤوليته، بأن يرفع صوته، وأن لا يعتبر صوته غير مجدٍ، أو أن يعتقد أن لا أمل في التغيير.
إنّ القرار يكون بيد اللبنانيين إن أرادوا أن يملكوا قرارهم. ولعلّ الاستحقاق البلدي القريب هو واحد من الوسائل في هذا المجال، ليعلنوا بأصواتهم أن لا عودة للفاسدين، سواء على مستوى البلديات، أو المخاتير، أو المشاريع القادمة.
وهنا نسجِّل أنّ الاستحقاقات الانتخابيّة، مع الأسف، لا تزال تُدار بالصورة نفسها التي اعتدناها، حيث لا تزال الغلبة للحسابات الطائفية والمذهبية والسياسية والعائلية، ولاستحضار أحقاد التاريخ، وانتخاب الرموز نفسها، وعدم اختيار الكفاءات وأصحاب المشاريع الجادّة.
إنّنا نعيد التّأكيد أنّ الصّوت مسؤوليّة، وأنّ التكليف الشّرعيّ الوحيد في هذه المرحلة، هو اختيار الإنسان الكفوء والصّادق الأمين، فهذه العناصر أساسية في عملية الاختيار، وهنا نستحضر الحديث: "لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، بل إلى صدق حديثه وأداء أمانته".
إنّنا نريد لهذا الاستحقاق أن يكون متنفّساً للناس، ليعبّروا بجدّيّة عن إرادة التّغيير الّتي يستحقونها، وعن نيتهم في إزاحة رموز الفساد، مهما تجذّروا…
لقد بات واضحاً أنّ التغيير لن يتم ولن يحصل إلا بإرادة اللبنانيين وبقرارهم، وإلا، فإنّ المفسدين لن يتركوا مواقعهم، ونحن لن نعوِّل على قانون انتخابي، لأنه إن أقرّ، فلن يأتي إلا على قياس القوى السياسية والطائفية.. ونحن لن نكسب الرهان على التغيير، إلا حينما يغيّر المقترعون طريقة تعاملهم مع الانتخاب.
ولا بدّ لنا ونحن نشهد انقسامات داخل العائلات أو داخل البلدات، من التشديد على ضرورة أن لا تتحوّل هذه الانقسامات إلى صراعات داخلية تساهم في انقسام داخل العائلة الواحدة والقرية الواحدة، بل أن تدخل في إطار التنافس على المصلحة العامّة، وأن نتقبّل كلّ النتائج برحابة صدر بعيداً عن أي تشنج.
سوريا
أما سوريا، فإننا نأمل أن تصمد فيها دعوات الهدنة لإيقاف نزيف الدم، الّذي بات المدنيون وقوده الأساس، وهم الذين يعانون تداعياته ما دام عدّاد الضحايا لا يتوقّف..
إننا نرى أن لا أمل في وقف الدمار في هذا البلد إلا بعودة الجميع إلى طاولة المفاوضات، وتقديم كل الأطراف التنازلات لحساب سوريا، حيث بات واضحاً أن لا حسم للصراع في هذا البلد في ظلّ التعقيدات الإقليمية والدولية. وإذا اعتقد أحدهم أنّ بإمكانه الحسم، فهو واهم، فقد يحصل حسم في جهة، ولكن سيقابله حسم في جهة أخرى.
ونحن أمام ذلك، نعيد دعوة الدول المؤثّرة في هذا الصراع، إلى أن تخرج من حمى صراعاتها، كما ندعو الدول العربية والإسلامية إلى أن تستعيد عروبتها وإسلامها وإنسانيتها، للخروج من هذا النفق المظلم، فإذا كانت الدول الكبرى تتصرف وفق مصالحها، ولا تأخذ بالاعتبار القيم والمبادئ، فلا ينبغي أن نتصرف بأسلوب هذه الدول نفسه.
ذكرى الاسراء والمعراج
وفي هذه الأيام، نستعيد ذكرى الإسراء والمعراج؛ هذه الذكرى التي تعيد تذكيرنا بمسؤوليتنا تجاه المسجد الأقصى وما حوله وتجاه كلّ فلسطين. إن هذا المسجد هو مسرى رسول الله ومنطلق معراجه، والمسؤولية عنه ينبغي أن توازي المسؤولية التي تقع على عاتق المسلمين تجاه المسجد الحرام.
إننا نريد لهذه الذكرى أن تكون حافزاً للمسلمين ليستعيدوا دورهم، فلا تضيع قضية المسجد الأقصى والقدس في ظل الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية والفتن التي تضجّ بها المنطقة.
إنّ هذه الذكرى تأتي في هذه المرحلة لتستصرخ إيماننا، لعلّ ذلك يساهم في إعادة توجيه البوصلة إلى حيث ينبغي، إلى فلسطين.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله