قيمة الشُّكر وحفظ الفضل والمعروفِ بينَ النَّاس
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. صدق الله العظيم.
بينَ المعروفِ والإحسان
وردت هذه الآية في سياق الآيات الّتي تتحدَّث عن أحكام الطّلاق، وقد أراد الله، سبحانه وتعالى، منها الحؤول دون وقوع أيّ من الآثار السّلبيّة الّتي قد تنتج منه إن هو حصل. فالطّلاق غالبًا ما يؤدّي إلى القطيعة، وإلى أحقاد وعداوات قد لا تقف عند حدود الزّوجين، بل تمتدّ إلى أهلهما، وينعكس ذلك على الأولاد والمحيط الَّذي يعيشان فيه، وهذا ما نشهده في شكلٍ متزايد في واقعنا.
فقد دعت هذه الآية الكريمة الزَّوجين، وفي غمرة التّوتّر الّذي قد يحصل بينهما خلال حياتهما الزّوجيّة، أو بعد حصول الطّلاق، إلى أن يستحضر كلّ منهما عند حصول أيّ خلاف أو عند الطّلاق، الدّور الّذي كان للآخر في حياته، فلا تنسى الزَّوجة إحسان زوجها إليها، وما قام به تجاهها، ولا ينسى الزّوج فضل زوجته عليه ورعايتها له، والأيّام الجميلة الّتي عاشاها معًا، أن لا يتجمّدا عند المشاكل الّتي تحدث بينهما، وهذا سيؤدّي بطبيعة الحال، إن هو حصل، إلى تبريد أجواء التّوتّر والخلاف، ويجعلهما ينسيان ما أدَّى بهما إلى التّفكير في الطّلاق ويعدلان عنه، وإن لم تحصل العودة، فستسهم على الأقلّ في التَّوصّل إلى حلول متوازنة لمسألة حضانة الأولاد أو رعايتهم أو المهر وما إلى ذلك، ما يؤدّي إلى ما دعا إليه الله، عزَّ وجلَّ، عندما قال: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. فهو أراد للحياة الزّوجيّة أن تبنى على المعروف، وإن انتهت، أن تنتهي بإحسان، لا بمشاكل وتوتّرات.
ومع الأسف، هذا ما لا نشهده في واقعنا، بل نجد الكمّ الكبير من الخلافات الّتي تحصل بعد الطّلاق حول المهر أو حضانة الأولاد أو على رعايتهم، ما يرفع حدّة التّوتّر بين الزّوجين أو بين الأهل، وهذا ما نراه في القضايا الزّوجيّة الّتي تعجّ بها المحاكم والمكاتب الشّرعيَّة، وقد تؤدّي إلى ما لا يحمد عقباه…
الشّكرُ والاعترافُ بالفضل
وهذه الآية، رغم أنّها جاءت في إطار الحديث عن العلاقة بين الزَّوجين، لكنَّها لا تقف عندها، بل هي تتّسع لتشمل كلَّ الّذين تركوا أثرًا في حياتنا، ولهم دور فيها، سواء على صعيد التّربية، أو التّعليم، أو العمل، أو الالتزام الدّينيّ والخلقيّ، أو على صعيد الوطن، بأن لا ننسى فضلهم وما قاموا به، والَّذي غالبًا ما يحدث عند أيّ خلاف أو خصام أو اختلاف في الآراء والتَّوجيهات، ممّا نشهده في واقعنا، فيكفي أن يختلف الأخ مع أخيه، حتّى تُنسى علاقة الأخوَّة بينهما، وكلّ ما كان بينهما من مودّة وعطاء وحياة مشتركة، أو ممّا نراه عندما يختلف الجار مع جاره، فينسى كلّ منهما ما للآخر من إحسان معه، أو ما قام به كلّ منهما تجاه الآخر، أو حقّ جاره عليه، أو عندما يختلف شخص مع آخر بالسّياسة أو بالدّين أو على موقع، فينسى كلّ الماضي الَّذي عملا فيه معًا أو تعاونا فيه، أو الكثير ممّا كانا قد توافقا عليه، ونجد ذلك عندما يترك أحد المؤسّسة الّتي كان يعمل فيها، نتيجة خلاف حصل مع مديرها أو المسؤول عنها، فينسى كلّ ما قامت به المؤسّسة تجاهه، وما أدَّته من دور في حياته، وأيضًا نجد المؤسّسة تنسى دور من عمل فيها، وما قدَّمه إليها بمجرّد أن يحصل خطأ معه… وهنا تأتي هذه الآية لتذكّرنا أن لا ينسى النّاس الفضل بينهم…
فالله عزَّ وجلَّ أراد لعباده أن يكون الشّكر وعرفان الجميل هو طابع حياتهم في علاقتهم مع الآخرين؛ أن لا ينسوا معروفهم إن قاموا به، مهما تبدّلت الظّروف والأحوال، وحتّى لو غادروا الحياة، وهذا ما دعانا الله، عزّ وجلّ، إليه، فهو قرن الشَّكر بعبادته، فقال: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}.
وحتّى يعزّز الله عزَّ وجلَّ لغة الشّكر هذه، اعتبر أنَّ شكره لا يكتمل إلّا بشكر من صنعوا إلينا معروفًا، لذا جاء في الحديث: “يقول الله تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلانًا؟ فيقول: بل شكرتك يا ربّ، فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره، أشكركم لله، أشكركم للنَّاس”. وقد اعتبره الإمام زين العابدين (ع) حقًّا على الإنسان لمن صنع المعروف إليه، فقال: “وَأمّا حَقُّ ذِي المَعْرُوفِ عَلَيكَ، فَأَنْ تَشْكُرَهُ وتَذْكُرَ مَعْرُوفَهُ وتَنْشُرَ لَهُ الْمَقَــالَةَ الْحَسَنَةَ، وَتُخلِصَ لَهُ الدُّعَاءَ فِيمَــــا بَينَكَ وبَيْنَ اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإنَّكَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، كُنْتَ قَدْ شَكَرْتَهُ سِرًّا وَعَلانِيَـةً. ثُمَّ إنْ أَمْكَنَ مُكَافَأَتَهُ بالْفِعْلِ كَافَأتَهُ، وإلَّا كُنْتَ مُرْصِدًا لَهُ، مُوطِّنًا نَفْسَكَ عَلَيْهَا”.
مواقفُ من سيرة الرَّسول (ص)
وهذا السّلوك تمثَّل في سيرة رسول الله (ص) في أكثر من موقف، ونحن نذكرها هنا حتّى نتأسّى به في هذا السّلوك الّذي تميّز به.
الموقف الأوّل: تمثّل في علاقته بزوجته السّيّدة خديجة (رض)، والّتي كان لها أثر كبير في حياته الشّخصيّة والرّساليّة، وعلى صعيد بناء عائلته، فهو لم ينسها في حياته معها، وبعدما غادرت الحياة، رغم زواجه من غيرها، والمسؤوليّات الكبرى الملقاة على عاتقه، فكان في حياته يشكرها ويذكر معروفها ويعزّزها أمام الآخرين، وبعد وفاتها لم ينسها، بل كان يكثر ذكرها ويثني عليها، حفظًا لجميلها الّذي هي أهل له. لذا يروى أنَّه غضب غضبًا شديدًا حين سمع أنَّ إحدى زوجاته تتنكَّر لمعروفها وإحسانها، عندما قالت له: “قد أبدَلَكَ اللهُ بها خَيرًا منها”، فقال (ص): “ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها؛ قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي النَّاسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني النَّاسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني النّاس”.
الموقف الثّاني منه (ص): حصل بعدما أصدرت قريش صحيفة مقاطعتها له ولبني هاشم لوقوفهم معه (ص)، وفرضت الحصار عليه في الشّعب، والّذي وصل إلى حدّ أن يأكلوا من حشائش الأرض، فقام يومها رجل من قريش، وهو أبو البختري بن هشام، بدعوة مجموعة من قريش إلى نقض هذه الصَّحيفة وإنهاء الحصار. وبالفعل، نجح في استقطاب عدد من رجالات قريش، فلمَّا كان يوم بدر، خرج أبو البختري في جيش من المشركين لمواجهة المسلمين، فأوصى رسول الله (ص): أنَّ “من لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله”، رغم أنّه كان على الشّرك وخرج لقتاله، وفعلًا امتنع المسلمون عن قتله، رغم أنّهم كانوا قادرين عليه.
الموقف الثّالث: عبّر عنه في تعامله مع أحد أصحابه، وهو حاطب بن أبي بلتعة، وكان من المهاجرين، وممّن شاركوا في بدر، حيث تذكر السِّيرة، أنّه لمـّا عزم رسول الله (ص) على فتح مكَّة، أوصى أصحابه أن يبقى الأمر سرًّا، لأنَّه كان يريد أن يدخلها سلمًا لا حربًا، لكنَّ حاطبًا أفشى السرَّ لقريش، ولـمّا اكتشف النبيّ (ص) أمره، سأله عن سبب فعلته، فقال: لي أهل في مكّة، فخفت أن يحصل لهم شيء، وأردت أن يكون لي يد عند قريش حتّى لا يؤذوا أهلي. فعفا عنه رسول الله، لأنَّه (ص) لم ينسَ ما كان له من دور في الدّفاع عن الإسلام، وقتاله في بدر يوم عزَّ القتال، رغم أنَّ ما فعله كان جرمًا كبيرًا وخيانة.
ترسيخ قيمة الشّكر
أيُّها الأحبَّة: إنَّنا أحوج ما نكون إلى تعزيز هذه القيمة في حياتنا؛ قيمة أن لا ننسى شكر من كان لهم دور في حياتنا، بأن نبادل إحسانهم بالإحسان، والّتي بها نعبِّر عن إيماننا المقرون بالشّكر لله وللنّاس، ونُنمّي المودَّة في القلوب، ونعزّز مشاعر الخير في المجتمع، ونوسّع مساحاته، ونقوّي حضوره، وندفع مَنْ أحسن إلى أن يزيد في إحسانه، وحتّى لا نكونَ من الّذين لعنوا كما ورد في الحديث عن الإمام الصَّادق (ع): “لعنَ اللهُ قاطعي سبيلِ المعروف، وهو الرَّجلُ يُصنَعُ إليه المعروفُ فيكفرُه (ولا يشكره)، فيمنعُ صاحبَه من أن يصنعَ ذلك إلى غيرِه”.
وفَّقنا الله إلى ما دعانا إليه، عندما قال: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}، حتّى نكون شاكرين لصانعي المعروف إلينا، ومن الأوفياء عند الوفاق، وحتّى عند الخلاف، وفي الحياة وبعد الممات.
وَآخر دعوانا أن الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثَّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الله عندما قال: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، والتي جعلها مقياس التعامل بين النّاس، عندما قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وهو الّذي دعانا إلى أن نتزوّد منها: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ}.
وقد أشار أمير المؤمنين عليّ (ع) إلى علامات تميّز هؤلاء الـمتَّقين عن غيرهم، فقال: “إنَّ لأهل التّقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وقلّة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلّة المباهاة للنّاس، وحسن الخلق ممّا يقرّب إلى الله عزّ وجلّ”.
فلنسلك سبيل التّقوى، لنبلغ ما وُعد بها المتّقون في الدّنيا، عندما قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}، {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}. وبذلك نكون أكثر قدرة على مواجهة التّحديات.
غزّة: صمود وإنجاز
والبداية من غزّة الّتي انتهت فيها المرحلة الأولى من الخطّة الأميركيّة الّتي نفّذت بعد التّوافق عليها، وأدّت إلى إيقاف الحرب المجنونة الّتي ذهب ضحيّتها أربعمائة ألف شهيد وجريح ومفقود، وتدمير أكثر من ثمانين في المئة من مباني القطاع وبناه التّحتيَّة، ورفع الحصار المطبق الّذي منع أهله من الحصول على أبسط مقوّمات العيش من الغذاء والدّواء والماء، وعودة مئات الأسرى الّذين كانوا يقبعون في سجون العدوّ إلى الحريّة.
ونحن في هذا المجال، نهنّئ الشّعب الفلسطينيّ على كلّ هذا الإنجاز الّذي لم يكن ليتحقَّق لولا صموده وصبره وتضحياته الجسيمة، والّذي أنهى عذاباته، ونحن بانتظار تنفيذ المراحل القادمة الّتي نريدها أن تلبّي احتياجات الشّعب الفلسطينيّ، وأن تؤمّن له ما يستحقّه من الحريّة الكاملة على أرضه وتعزيز مصيره فيها، أسوةً بكلّ شعوب العالم، وإن كنّا لسنا على ثقة بأنَّ هذا الكيان سيقوم بما عليه ويفي بالتزاماته وعهوده ومواثيقه تجاه هذا الشّعب، بل سيسعى جاهدًا للتنصّل من أيّ ضغوط قد تمارس عليه أو عهود التزم بها.
واجب الوقوف مع غزّة
وهنا نعيد التَّأكيد على من يريدون السَّلام ويرفعون شعاره في هذه الأيّام، أن لا سلام ولا أمان إن لم يحصل الشّعب الفلسطينيّ على كامل حقوقه المشروعة.
ولذلك، فإنّنا نجدّد دعوتنا للدّول العربيّة والإسلاميّة إلى الانتباه والحذر، وأن تبقى يدها ممدودة لهذا الشّعب لمساعدته على نيل حقوقه، ومنع العدوّ من أن يحقّق أهدافه على حسابه، وهي تملك كلّ العناصر الّتي تمكّنها من الوقوف معه، وأن تتحمّل في الوقت نفسه مسؤوليّتها حيال إعمار غزّة، وأن تبادر إلى ذلك بالسّرعة اللّازمة أمام شعب يتحضَّر للشتاء، وقد دُمّرت بيوته، ولم يعد يملك شيئًا يواجه به كلّ هذا الدّمار.
ونحن في الوقت نفسه، ندعو كلّ أحرار العالم الّذين خرجوا لنصرة هذا الشّعب إلى أن يتابعوا دورهم، وأن لا يكفّوا عن رفع أصواتهم، والّتي حالت دون استمرار هذا العدوان، وسوف تترك المزيد من الأثر إن هي استمرّت في الضّغط لرفع الظّلم عن هذا الشّعب.
وسنبقى نراهن على الشّعب الفلسطينيّ الّذي أثبت بصموده ومقاومته أنّه شعب مقدام وصابر وجدير بالحياة وبأرضه، ونحن على ثقة بأنّه كما منع العدوّ من تحقيق أهدافه طوال المرحلة السّابقة، سيتابع العمل في هذه المرحلة لمنعه من تحقيقها الآن وفي المستقبل.
لبنان: خطر التَّصعيد
ونصل إلى لبنان الّذي لا يتوانى العدوّ عن استمرار العدوان عليه، من خلال ما نشهده من عمليَّات القصف والاغتيال الّتي أدّت إلى استشهاد وجرح عدد من المدنيّين، والتّدمير لأيّ مظهر من مظاهر الحياة في القرى الحدوديّة، وفيما شهدناه أخيرًا من تصعيد غاراته لمنع الإعمار، والّتي أدّت إلى تدمير عدد كبير من الآليَّات والموادّ الّتي تستخدم للإعمار، والّتي هدّد بها أرزاق عدد كبير من اللّبنانيين ومقدّراتهم، وقد بات واضحًا أنّه يهدف من وراء ذلك إلى مزيد من الضّغط على الدّولة اللّبنانيّة وعلى الشّعب اللّبنانيّ، حتّى يفرض شروطه على الصّعيد الأمنيّ والسّياسيّ.
مسؤوليّة الدّولة في الإعمار
ونحن في الوقت الّذي نرحّب بالاستنفار الحكوميّ إزاء هذا التّصعيد الصّهيوني، وتقديم الحكومة شكوى لمجلس الأمن احتجاجًا على هذا العدوان المتواصل على لبنان، فإنّنا نرى أنَّ هذه الخطوة ينبغي أن تستكمل بخطوات فاعلة على صعيد اللّجنة المكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النّار، وعلى الصّعيد الدّبلوماسيّ والسّياسيّ، وعلى المنابر الدّوليّة، وفي التّواصل مع القوى القادرة على الضّغط على العدوّ لإلزامه بوقف اعتداءاته، بعدما وفى لبنان، ومعه المقاومة، بما عليه.
وفي المقابل، نعيد دعوة المسؤولين إلى متابعة حقيقيّة لملفّ الإعمار الَّذي هو حقّ للمواطنين على الدّولة الّتي يتعيّن عليها أن تحتضنهم، ونحن في الوقت الّذي نعي عدم القدرة الكاملة للدَّولة على المعالجة الجذريّة لهذا الملفّ، فإنّ هذا لا يعفيها من العمل للوفاء بما التزمت به تجاه مواطنيها، والّذي به تنال ثقة شعبها الّذي يتطلّع إلى دولة تحميه وتحرص عليه وتقوم بمسؤوليّاتها تجاهه…
فيما نعيد مجدّدًا التّأكيد على ضرورة تعزيز الوحدة الدّاخليَّة، والكفّ عن كلّ ما يعكّر صفو هذه الوحدة، ويجعل البلد رهينة الأزمات في هذه المرحلة الخطيرة الّتي نواجه فيها التّحدي من العدوّ، بعدما كثر الحديث عن أنّه سيبادر إلى مزيد من الضّغط على هذا البلد بعد إيقاف الحرب على غزّة…
لقد آن للّبنانيّين أن يعوا أن لا خيار لهم إلّا أن يتوحّدوا طوائف ومذاهب ومواقع سياسيّة، وبدونه لا قيامة للبلد ولا نهوض فيه، وسيكون في مهبّ رياح الآخرين، وأسيرًا لما يخطّط له على صعيد هذا العالم.
***