كيفَ نحفظُ أعمالَنا منَ الضَّياعِ عندَ الله؟!

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}[محمَّد: 33]. صدق الله العظيم.

دعا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة عباده المؤمنين إلى طاعته وطاعة رسول الله الَّتي بها سعادتهم في الدّنيا والآخرة، ولكنّه حذَّرهم من أن يبطلوا كلَّ ما أنجزوه من طاعات، وما أدّوه من أعمال، فيكون حالهم في ذلك حال تلك المرأة الَّتي كانت تعيش في مكة أيام الجاهلية، والتي أشار إليها الله سبحانه بقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً}[النَّحل: 92]. فقد ذكر أن هذه المرأة كانت تغزل الصوف مع عاملاتها من الصَّباح إلى المساء، وبدلاً من أن تستفيد مما غزلت لسدِّ حاجاتها، كانت في المساء تأمر عاملاتها بنقض ما غزلن، ما يجعل ما عملته مع عاملاتها يذهب سدى ولا يستفيد منه أحدٌ شيئاً.

وقد جاءت الإشارة إلى هذه الآية في حديث رسول الله (ص) مع أصحابه، حين قال لهم: “من قال: سبحان الله، غرس الله له بها شجرة في الجنَّة، ومن قال: الحمد لله، غرس الله له بها شجرة في الجنَّة، ومن قال: لا إله إلا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنَّة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في الجنَّة. فقيل له: يا رسول الله، إنَّ شجرنا في الجنة إذاً لكثير، قال: نعم، ولكن إيَّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}”.

أمورٌ تُبطِلُ العمل

وقد بيَّنت الآيات القرآنيَّة والأحاديث الشَّريفة الموارد التي تجعل أعمال الإنسان تضيع ولا يستفيد منها عندما يحتاج إليها يوم يقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ، من ذلك، الشِّرك، حيث قال الله سبحانه وتعالى لرسوله (ص): {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[الزّمر: 65]. والشرك نوعان؛ الأوّل، وهو عبادة الحجر والبشر والكواكب، وهناك شرك خفيّ، وهو الَّذي أشار إليه الله تعالى بقوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}[يوسف: 106]، والَّذي أشار إليه الإمام الصّادق (ع) بقوله: “الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، ألا ترى أنَّه قد جعل لله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه؟!”، وقوله (ع) في تفسير هذه الآية: “شرك طاعة وليس شرك عبادة”، وعنه (ع) في ذلك قوله: “منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه هذا”.

ومن ذلك قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ}، حيث بيَّن أنّ أهمَّ هذه الأسباب التي تبطل الأعمال هو المنّ والأذى لمن تبذل لهم الصَّدقات وأعمال الخير، وأن يكون هذا العمل رياءً لا يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى.

ومن ذلك، ما أشار إليه رسول الله (ص): “لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا”. فقيل له: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: “أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا”. فهم عندما يختلون بأنفسهم، وبعيداً من أعين النَّاس، ينتهكون محارم الله ويفعلون الحرام، فهم يخشون النَّاس ويأخذون في الاعتبار وجودهم، فلا يفعلون ما يسيء إليهم في خلال وجودهم، فيما لا يخشون ربهم المطَّلع على سرهم وعلانيتهم، فيرتكبون الحرام رغم معرفتهم باطّلاعه عليهم.

المُفلِسُ عندَ الله

وهناك حديث آخر عمَّا يؤدِّي إلى ضياع الأعمال، يتمثَّل في ما أشار إليه رسول الله (ص) في قوله: “أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي؟، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهُ (ص): الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ”.

وفي حديث آخر: “يُؤتَى بأحدكم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى، ويدفع إليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول: إلهي! هذا كتابي، فإني لا أرى فيه طاعتي، فيقول له: إنَّ ربّك لا يضلّ ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب النَّاس، ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيها طاعات كثيرة، فيقول: إلهِي، ما هذا كتابي، فإني ما عملت هذه الطّاعات، فيقول: إنَّ فلاناً اغتابك، فدفعت حسناته إليك”.

الحالقة.. والتألّي على الله

وفي حديث عن رسول الله (ص) لأصحابه أنَّه قال لهم: “دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ؛ فقيل له: ما هو هذا الدّاء؟ قال: الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ، هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ؟! أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ”، وهذا يعود إلى ما قد يؤدِّي إليه الحسد والبغضاء من إساءات وتعطيل مصالح وحروب ونزاعات.

ومن ذلك، التألّي على الله ممن يضيِّق رحمة الله على عباده، ففي الحديث عن رسول الله (ص): “إنَّ الله سبحانه يقول لرجل قال لآخر: والله لا يغفر لك، من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك”.

حفظُ الأعمالِ من الضَّياع

أيُّها الأحبَّة: ليس هناك من خسارة أشدّ على الإنسان من أن يكدح في هذه الحياة ويبذل جهوداً مضنية فيها، وقد تؤدِّي إلى بذل ماله وحياته ليصل إلى الله عزّ وجلّ بعمل يستعين به على موقفه في يوم القيامة، حيث الجزاء هناك بالأعمال، فيجد ما عمله، هو ما أشار إليه الله عزّ وجلّ بقوله: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً}[الفرقان: 23]، ما يدعو الإنسان إلى أن يكون واعياً لنفسه، بأن لا يكتفي بالاهتمام بأداء الواجبات والقيام بالطاعات وبذل الخيرات فحسب، بل أن يهتمَّ بحفظها من أن تضيع، وذلك بأن يتابع نفسه ويراقبها ويحاسبها، حتى لا تنزلق به إلى حيث يصل إلى الله وهو خالي الوفاض من كلِّ ما قام به.

وليكن لذلك أيضاً دعاؤه، وفي كلِّ وقت: “اللَّهُمَّ ثَبِّتْنا عَلى دِينِكَ ما أَحْيَيْتَنِا، وَلا تُزِغْ قَلوبنا وأبصارنا وأسماعنا وجميع جوارحنا… واجعلنا من المرحومين، ولا تجعلنا من المحرومين، يا أرحم الراحمين”.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الجواد (ع) أحد أصحابه، وهو الإمام الذي نستعيد ذكرى وفاته في التَّاسع والعشرين من ذي القعدة الحرام، حين كتب له: “إنَّ أبي شديد العداء لكم، وقد لقيت منه شدّةً وجهداً، فرأيك – جعلت فداك – في الدّعاء لي، وما ترى – جعلت فداك – أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟”، فكتب (ع): “قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدّعاء لك، إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر. فاصبر، فإنَّ العاقبة للمتَّقين”.

عمل الشابّ بوصيَّة الإمام (ع)، فراح يحسن إلى والده، ولا يبادل إساءته بإساءة، وإن تكلَّم فبكلِّ أدب، وبالتي هي أحسن، ما جعل الأب يعيد النَّظر بتصرّفه، حتى لم يعد يعارضه في ولائه، بل أصبح من المحبّين والموالين لأهل البيت (ع).

أيُّها الأحبَّة: إننا أحوج ما نكون إلى هذا الأسلوب الذي دعا إليه الإمام الجواد (ع) في تعاملنا مع من نختلف معهم في الدّين أو المذهب أو السياسة أو عند أيّ اختلاف، الذي به نكسب قلوب الناس، ونوصل رسالتنا إليهم، ونكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات.

لبنانُ: الواقعُ المأزوم

والبداية من معاناة اللّبنانيّين المستمرَّة على الصعيد المعيشي والحياتي، والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، ما جعل غالبيَّة اللبنانيين غير قادرين على تأمين أبسط مقوّمات حياتهم، وأوصل بعضهم إلى حدّ اليأس من هذه الحياة وحتى الانتحار، رغم وعيهم لتداعيات ذلك عليهم، والعقوبة الشَّديدة التي يفرضها الله على من يقدمون على ذلك.

رغم كلِّ ذلك، يستمر الواقع السياسي على حاله من التردي والانقسام، من دون أن تبدو في الأفق أيّ إرادة جديّة ممن يديرون هذا الواقع، تخرج البلد من حال الانهيار التي وصل إليها، والَّذي أصبح من الواضح أنَّه لن يكون إلَّا ببناء دولة قادرة على إدارة شؤونه، بدءاً بملء الشغور على صعيد رئاسة الجمهورية، وصولاً إلى حكومة تحقّق النهوض الاقتصادي، وتقوم بإصلاحات تعيد الثقة إلى هذا البلد وثقة أبنائه به.

وبدلاً من أن تتضافر جهود كلّ القوى السياسيَّة لتحقيق آمال اللّبنانيّين التوَّاقين إلى رؤية بلدهم يسير نحو عافيته، نجد إمعاناً في الانقسام، ومزيداً من التأزم على الصعيد السياسي، والَّذي عبرت عنه الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهوريَّة، التي رغم إيجابية انعقادها، ولكن النتائج جاءت مخيّبة لآمال اللّبنانيّين، وزادت من مخاوفهم وهواجسهم على مصير هذا البلد، بعدما لم تتحقَّق آمالهم منها، وبعدما أخذت هذه المعركة بعداً طائفياً ومذهبياً حاداً، وبدت وكأنها تهدف إلى إقصاء فريق من اللبنانيين، ما يزيد من الشرخ في هذا البلد.

إننا بعد كلِّ الذي جرى، ومع الخشية من أن يستمرَّ هذا الشغور طويلاً، مع بقاء الواقع المتأزم على حاله، وتوهّم كلّ فريق أنَّه حقَّق في الجولة الانتخابية الأخيرة انتصاراً مبيناً، نعيد التّأكيد على القوى السياسية التي لا تزال ترى أنَّ خيارها هو الاستمرار في معركة التحريض والتجييش لكسب مزيد من الأصوات بما يحقِّق لها الغلبة، أن يتخلوا عن مثل هذه الرهانات الخاسرة، والتي تهدِّد وحدة البلد ومصيره، وأن يوفّروا على الوطن هذا الوقت الَّذي يستنزف ما تبقى من رصيده ومن قدراته، وأن يسارعوا إلى الحوار فيما بينهم للوصول إلى صيغة توافق تنهي هذا الشّغور، بعدما ثبت مجدَّداً أن لا قدرة لأيِّ فريق من الفرقاء على أخذ البلد إلى حيث يريد، أو فرض خياره للرَّئيس الذي سيحكم البلد في المرحلة القادمة.

إنَّ على هذه القوى أن تستفيد من فرصة تلاقي الخارج على دعوة اللبنانيين للإسراع في تحقيق هذا الاستحقاق وترك الخيار لهم، وفي أنَّه لم يعد عائقاً أمام تحقيق توافقهم، وأن تنعكس الأجواء الإيجابيَّة الحاصلة في الخارج في دفع اللّبنانيين لتعزيز لغة الحوار فيما بينهم، وتساهم في توفير آلياتها…

لقد آن الأوان لانتهاء مأساة وطن تتداعى أركانه، وآلام شعب لم يعد قادراً على تحمل المزيد منها، والتي وصلت إلى تهديد إدارات الدولة ومؤسَّساتها والبقية الباقية من مقدّراتها، وإلى المسّ بالاستقرار الأمني.

إنَّنا لا نريد للبنانيين الذين يفدون إلى بلدهم زرافات ووحداناً لقضاء عطلة الصَّيف مع أهلهم، رغم معرفتهم بمدى المعاناة التي يواجهونها، تعبيراً عن حبّهم وولائهم لوطنهم، أن يروه على هذه الصّورة المأساوية، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا أيّ من متطلبات الحياة التي تتوافر في بلدانهم، ما يؤدِّي إلى زيادة إحباطهم ويأسهم، واتخاذ القرار الذي لا يريدونه بعدم العودة إليه.

وهنا، لا بدَّ من التقدير للدور الكبير الذي قام به الاغتراب اللّبناني ولا يزال، رغم الأوضاع الاقتصادية الصَّعبة التي يعيشونها في بلاد الاغتراب، بفعل هذا التوتر الحادّ الذي يعيشه الوضع الدولي بعد أحداث أوكرانيا.

معاناةُ المودعين

في هذا الوقت، تعود إلى الواجهة معاناة المودعين الذين بلغ بهم اليأس إلى حدّ استعمال العنف الذي لا نريده ولا يريدونه، ما يدعو إلى علاج هذه القضيَّة، وإشعار المودعين بأنَّ هناك أملاً بعودة أموالهم إليهم ولو بعد حين، حتى لا يدفعهم اليأس إلى التصرّف بما لا تحمد عقباه.

ونقف أخيراً عند بدء موسم الحجّ، حيث بدأ الحجَّاج يتوافدون لأداء هذه الفريضة المباركة، والَّتي من خلالها يعزّزون علاقتهم بربّهم، ويؤكدون وحدتهم وتلاقيهم، رغم اختلافهم في البلدان، أو تنوع مذاهبهم وآرائهم، في طوافهم وسعيهم وفي كلِّ مواقعهم، ويعززون بذلك قوتهم وإحساسهم بما يجمعهم، سائلين المولى أن يعينهم على أداء مناسكهم، وأن يرجعوا إلى بلادهم غانمين بما وعدهم الله به، وأن يتقبّل طاعاتهم وعباداتهم…

***