مسؤوليَّة المؤمن في زمن التَّضليل الإعلاميّ

 

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}. صدق الله العظيم.

كلّنا بتنا نعرف مدى تأثير الضّخّ الإعلاميّ الّذي تتركه وسائل الإعلام ومواقع التّواصل في آرائنا وتوجّهاتنا وأفكارنا، ولا سيَّما بعد انتشارها، والّتي قد يختلط فيها الحقّ بالباطل، والصّحيح بالكاذب، ما يدعونا إلى أن ندقّق في كلّ ما يرد إلينا، حتّى لا نسمح للّذين يريدون التّلاعب بنا أن يملكوا الحريّة في ذلك، ونقول يوم القيامة: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}.

وقد حرص الإسلام على أن يعزّز لدينا هذا الوعي، وأن يجذّره فينا، حتّى لا نكون أسرى أهوائنا وعصبيّاتنا وانفعالاتنا ومن يريد العبث بنا. ومن هنا، فإنّنا سنتوقّف عند بعض ما ورد من توجيهات على هذا الصّعيد، وذلك استنادًا إلى ما أشارت إليه الآيات القرآنيّة والأحاديث الشّريفة.

التّأنّي وعدم التّسرّع

أوَّل هذه التَّوجيهات، هو التّأنّي، بأن لا نتسرّع في الأخذ بكلّ ما يرد إلينا قبل أن نتثبّت ممّا سمعناه أو قرأناه، وهو ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى عندما قال لنا: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ  سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}.

وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): “إنّما أهلك النَّاس العجلة، ولو أنّهم تثبّتوا لم يهلك أحد”. وقد ورد عن أمير المؤمنين عليّ (ع): “مَعَ العَجَلِ يَكْثُرُ الزَّلل”.

وقد قدَّم لنا القرآن الكريم أنموذجًا نتعلّم منه كيفيَّة التَّعامل مع أيّ خبر يرد إلينا، وهو تعامل النّبيّ سليمان (ع) مع الهدهد، عندما جاءه قائلًا: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}. فلم يتعجّل يومها النّبيّ سليمان (ع) في تصديق الهدهد والبناء على ما أتى به، رغم أنّه كان مقرّبًا لديه، بل قال: {سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}، ولما تثبّت من قوله، بنى عليه موقفه تجاه هؤلاء القوم.

التنبّه إلى مصدر المعلومة

ثاني هذه التَّوجيهات هو التّنبّه جيّدًا إلى مصدر أيّ خبر أو معلومة أو فكرة أو رأي، بأن نتأكّد أوّلًا من صحّة صدورها، وبعد ذلك التّحقّق من وثاقة مَنْ نقلها ومن دقّته وعلاقاته وارتباطاته، وأيّ أهداف يسعى إلى تحقيقها من خلال نقله لها، وهل تصبّ في الخير، أم أنّه يريد منها تزييف الحقائق وتشويه الأفكار؟ وإلى هذا دعا الله عزَّ وجلَّ حين قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

وقد ورد في سبب نزول هذه الآية، أنَّ رجلًا من أحد أصحاب رسول الله (ص)، وهو الوليد بن عقبة، بعثه النّبيّ (ص) إلى قبيلة بني المصطلق لجمع الزّكاة، فلمَّا وصل إليهم، خرجوا لاستقباله لكونه موفدًا من رسول الله (ص)، وليلبّوا دعوته لهم بدفع الزّكاة، لكنَّه، وبسبب العداوة بينه وبينهم، حدّثته نفسه، وتراءى له أنّهم يريدون قتله… وبدون أن يتثبَّت من الأمر، رجع إلى رسول الله (ص)، وقال له إنّ بني المصطلق امتنعوا عن دفع الزّكاة. هنا بالطّبع لم يسارع رسول الله (ص) إلى ترتيب الأثر على كلامه، بل أرسل من يتأكّد منه، ليتبيّن له أنّ كلامه يجافي الحقيقة. هنا، لو أنّ رسول الله (ص) لم يتثبّت، وبادر إلى ترتيب الأثر على الخبر، لكان ظلم هؤلاء، وأدّى ذلك إلى قتالهم، لرفضهم لاالتزام بأوامر رسول الله (ص) وتنفيذ قوانين الدّولة الإسلاميّة الّتي كان يقودها.

الحذر من المخادعين

التَّوجيه الثّالث، هو التّنبّه جيّدًا ممّن يتقنون فنَّ الخطاب، أو تقديم الصّور والأفلام، ويملكون القدرة على التّأثير، ويستغلّون ذلك في إضلال النَّاس وإفساد حياتهم، وإلى هذا أشار الله عزَّ وجلَّ عندما قال: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}.

حيث تدعو هذه الآية إلى عدم الوقوع في فخّ هؤلاء، وإلى النّظر جيّدًا في أهدافهم، لا الاكتفاء بكلامهم، كما قال الشَّاعر:

كثر الخداعُ اليوم في أقوالنا      فانظر إلى مَنْ قال لا ما قيلا

وما أكثر من يستخدم في هذه الأيّام الكلام المزيّن والمنمّق تحت عنوان أنَّ لديه الغيرة على الوطن أو الدّين أو المذهب أو على النّاس أو هذه الجهة أو تلك! ولا يكون الهدف من وراء ذلك، الطّائفة أو المذهب، بل أهدافًا خاصَّة ومكاسب ذاتيّة.

التّدقيق في الخبر

التَّوجيه الرّابع: وهو أن نحاكم كلّ ما يرد إلينا بمعايير العقل والعلم والمنطق والدّين، وبعيدًا من الأهواء والعصبيّات والجوّ العامّ، فلا نأخذ بالخبر أو المعلومة الملتبسة والمشكوك فيها، أو بما يتناسب مع أهوائنا وعصبيّاتنا وانفعالاتنا ومصالحنا، بل ما تأكّدنا من صدقيّته ومن مطابقته للحقيقة وللمنطق وللواقع، وهذا ما أشار إليه الله عزَّ وجلَّ عندما قال: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، أي لا تتبع ما لا تعلم، وعندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}.

وممّا ورد عن رسول الله (ص) أفضل تعبير، عندما سئل عن كيفيَّة الأخذ بما يرد من الآخرين، فقال: “على مثل هذه – وكانت الشّمس آنذاك في وضح النّهار – فاشهد أو دع”.

أمَّا من لا يملك القدرة على محاكمة الأخبار والتَّدقيق فيها، فليس معذورًا إن هو أخطأ، بل عليه أن يرجع إلى من يملك العلم  فيها، إلى من يملكون الرّأي والتّجربة والعلم، وهذا ما قاله لنا سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

مسؤوليّة الوعي

أيُّها الأحبَّة: لقد أرادنا الله سبحانه وتعالى أن نكون واعين في هذه الحياة، نحرص فيها على بلوغ الحقيقة دائمًا، وهذا يدعونا إلى أن نملك السَّمع الواعي والبصر الواعي والعقل الواعي الَّذي يدقّق في كلّ شيء، وبذلك لن نقع في حبائل الآخرين، أو فريسة مواقف تنتجها أفكار ومعلومات خاطئة، والّتي قد نضطرّ أن نعتذر منها أو نتراجع عنها، بل أن يكون كلّ ذلك بابًا لمزيدٍ من الوعي.

إنَّ الإسلام يدعونا إلى أن نصل إلى هذا المستوى من الوعي، وإلى أن نستذكر دائمًا أنّنا مسؤولون أمامه سبحانه وتعالى، وأن ننهج ما دعانا إليه الإمام زين العابدين (ع) عندما قال: “وَأَمّا حَقّ السّمْعِ، فَتَنْزِيهُهُ عن سَماعِ الغيبةِ، وسَماعِ ما لا يحلّ سَماعه، وأنْ تَجْعَلَهُ طَرِيقًا إِلَى قَلْبِكَ، إِلّا لِفُوّهَةٍ كَرِيمَةٍ تُحْدِثُ فِي قَلْبِكَ خَيْرًا، أَوْ تَكْسِبُ خُلُقًا كَرِيمًا، فإنّه باب الكلام إلى القلب… وأمَّا حقّ البصر، فغضُّه عمَّا لا يحلّ لك، وترك ابتذاله إلّا لموضع عبرة تستقبل بها بصرًا، أو تستفيد به علمًا؛ فإنّ البصر باب الاعتبار…”.

جعلنا الله ممّن {يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثَّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به رسول الله (ص) ذلك الصّحابيّ الّذي جاء إليه طالبًا وصيّة، فقال له رسول الله (ص): “لا تغضب قطّ، فإنَّ فيه منازعة ربّك، فقال: زدني، قال: إيّاك وما يعتذر فيه، فإنّ فيه الشّرك الخفيّ، فقال: زدني، فقال: صَلِّ صلاةَ مُودِّعٍ، فإنّ فيها الوصلة والقربى، فقال: زدني، فقال: استحيِ من الله استحياءك من صالحي جيرانك، فإنّ فيها زيادة اليقين، وقد جمع الله ما يتواصى به المتواصون من الأوّلين والآخرين في خصلة واحدة، وهي التّقوى، فقال: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}، فبالتّقوى عاش من عاش مع الله بالحياة الطّيبة، والأنس الدّائم، قال الله عزّ وجلّ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}.

فلنستوصِ بوصايا رسول الله (ص)، لنحظى بنتائجها في الدّنيا والآخرة، ولنكون أكثر وعيًا ومسؤوليّة وقدرة على مواجهة التّحديات.

تصاعد الاعتداءات

والبداية من الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي يبدو أنّها لن تتوقّف، والّتي شهدناها في الغارات الّتي استهدفت الجنوب والبقاع، أو في عمليّات الاغتيال الّتي طاولت مواطنين لبنانيّين في أثناء تنقّلاتهم أو داخل قراهم، أو في التَّفجيرات لمبانٍ في قرى الشّريط الحدوديّ، لاستكمال ما يهدف العدوّ إليه بإفراغها من أهلها، وفي التّرهيب المستمرّ الّذي يجري عبر الطّلعات الجويّة للمسيّرات الّتي تجوب المناطق اللّبنانيّة…

يترافق كلّ ذلك مع تصاعد التّهديدات الصّادرة عن قياداته الأمنيّة والسّياسيّة بحرب قادمة على لبنان. وهو يجري تحت عين اللّجنة المعنيّة بالإشراف على وقف إطلاق النّار وضمان تطبيقه، الّتي تحصر دورها بمراقبة أداء الجيش اللّبنانيّ في تطبيقه لخطّة حصر السّلاح جنوب اللّيطانيّ، من دون أن تقوم بأيّ جهد لإيقاف اعتداءات العدوّ اليوميَّة، أو تتّخذ أيّ قرار عمليّ فاعل في مواجهته، وهي قادرة عليه لو أرادت.

لقد أصبح واضحًا أنَّ كلّ هذه الاعتداءات تأتي في إطار الضّغوط الّتي تمارَس على لبنان، لدفعه للتّسليم بشروط العدوّ الّتي تمسّ سيادته وأمنه وحريّة قراره، بنزعه السّلاح الّذي يخشاه العدوّ، والقبول بإنشاء منطقة عازلة على حدوده، وامتلاك العدوّ حريّة الحركة على تمام السّاحة اللّبنانيّة لمواجهة أيّ تهديد يراه يمسّ أمنه، وقد يكون هناك شروط أخرى لم يعلن عنها.

مسؤوليّة الدّولة

ومن هنا، فإنَّنا نجدّد دعوة الدّولة اللّبنانيّة إلى القيام بالدّور المطلوب منها لحماية مواطنيها ومقدّراتهم وحماية سيادتها على أرضها، والّتي هي معنيَّة بالقيام به، وذلك بدعوة الدّول الرّاعية لاتّفاق وقف إطلاق النّار إلى الضّغط على العدوّ للوفاء بالتزاماته بإيقاف اعتداءاته، وإعادة الأسرى، والكفّ عن سياسته الرّامية إلى منع الإعمار، بعدما قام لبنان بالوفاء بالتزاماته، وبما هو مطلوب منه بموجب اتّفاق وقف إطلاق النَّار.

وهي معنيَّة في الوقت نفسه بأن تفعّل دبلوماسيّتها في المحافل الدّوليّة لفضح انتهاكات العدوّ للاتّفاق، وتبيان المخاطر النّاجمة عن استمرار اعتداءاته، وهنا ندعو الدّول العربيّة أن تستخدم كلّ وسائل الضّغط الّتي تمتلكها لإيقاف العدوان الصّهيونيّ المستمرّ على لبنان، أسوةً بما حصل في غزّة…

ولذلك، ندعو الحكومة إلى القيام بالدّور المطلوب منها لتفعيل حضورها لدى مواطنيها، لتعزيز ثقتهم بها، وإشعارهم بأنّها حكومة قادرة على حمايتهم وإخراجهم من معاناتهم، بأن تفعّل جهودها في الأمن والسّياسة والاقتصاد والمال لتحسين أوضاع اللّبنانيّين، وانتشالهم ممّا يعانونه في هذه المجالات، والوصول بهم إلى برّ الأمان، وضمن الحدود الّتي تتوافر لديهم…

إنَّ من المؤسف أن نشهد تباطؤًا غير مبرَّر على هذا الصَّعيد، ممّا يقدّم ذرائع للخارج كي يفرض على هذا البلد ما يخدم مصالحه في قضايا الإصلاح في قطاعات الأمن والمال والاقتصاد والسّياسة على حساب لبنان.

دعوة إلى التَّكاتف

في هذا الوقت، نجدّد دعوتنا للّبنانيّين الغارقين في خلافاتهم، إلى التّكاتف والوحدة في هذه المرحلة، لمواجهة المخاطر الّتي تحدق بوطنهم على صعيد سيادته وأمنه وحريّته، والتّحديات الّتي تلوح من خلال ما يحصل على حدوده، أو ما يخطّط في الخارج، والّذي من الطّبيعي أن ينعكس على لبنان ويترك تداعياته عليه، بأن يكونوا أكثر وعيًا لهذه المخاطر، وأن يقاربوها بروح وطنيّة خالصة، لا لحسابات ضيّقة طائفيّة أو مذهبيّة أو بمصالح فئويّة.

إنَّ من المؤسف أن نشهد كلّ هذا العصف من الكلمات المتوتّرة والمؤثّرة والمستفزّة، بما يقدّم ذرائع للعدوّ في استمرار عدوانه وبقاء احتلاله. فلنتوقَّف عن كلّ هذا الطّعن في جسد الدّولة والوطن، ولنكفّ عن جعل كلماتنا ومواقفنا سلاحًا يوجّهه بعضنا إلى بعض، بدلًا من أن نوجّهه إلى من يريد العبث بأمننا وسياستنا ويطمع بأرضنا، والّذي يستفيد أكثر ما يستفيد من خلافاتنا، ويحقّق أهدافه على حسابنا…

تملّص العدوّ من التزاماته

ونصل إلى غزّة الّتي لا يزال العدوّ الصّهيونيّ يتملّص من التزاماته في الوقف التّام لإطلاق النّار فيها، وإيصال المساعدات إلى أهالي القطاع، والّذي يستكمله في الضّفّة الغربيّة من خلال الاعتداءات والاعتقالات والحصار المعيشيّ والزَّحف الاستيطانيّ، وصولًا إلى سنّ القوانين المجحفة بحقّهم، وهو ما ينبغي أن يدفع العرب والمسلمين وكلّ الأحرار إلى الوقوف مع هذا الشّعب، وعدم تركه رهينة ما يعمل عليه لتهجيره، وصولًا إلى إسقاط القضيّة الفلسطينيّة.

العراق: إنجاز الانتخابات

وأخيرًا، نصل إلى الإنجاز الجديد الّذي حقّقه الشّعب العراقيّ بإجراء الانتخابات البرلمانيّة والنّسبة العالية من المشاركة فيها. إنّنا نهنّئ الشّعب العراقيّ على هذا الإنجاز الَّذي لا نريده أن يكون سببًا للانقسام، بل للعمل المشترك من أجل النّهوض بالعراق وتعزيز دوره وحضوره في العالم العربيّ والإسلاميّ، بعيدًا من منطق المحاصصة والفساد والهدر الَّذي اكتوى بها الشّعب العراقيّ، ولا يزال يعاني تداعياتها.

***