مشاهدُ من جوانبِ الشَّخصيَّة الإنسانيَّةِ للإمامِ الحسينِ (ع)
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}. صدق الله العظيم.
لا زلنا في هذه الأيَّام نعيش في رحاب ذكرى عاشوراء الَّتي هي بالنسبة إلينا مناسبة نستعيد فيها كلَّ المعاني التي تمثَّلت في شخصية الإمام الحسين (ع)، والَّتي نحن معنيّون بتمثلها، لا خياراً، بل واجباً، لكونه بالنّسبة إلينا إماماً وقدوة ونبراساً ومصباح هداية، ومن شاءت الإرادة الإلهيَّة أن يذهب عنه الرِّجس ويطهِّره تطهيراً، ومن قال فيه رسول الله (ص): “حسينٌ منِّي وأنا مِنْ حسين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حسيناً”، وقال (ص) عنه وعن أخيه: “الحسنُ والحسينُ سيِّدا شباب أهل الجنَّة”، والَّتي بها نعبِّر عن حبّنا وولائنا ووفائنا له، ونسمو إلى الرقيّ الروحيّ والإنساني والإيمانيّ والجهاديّ الَّذي بلغه وجعله مهوى أفئدة النَّاس، وباعثاً على مدى الزَّمن لقيم العنفوان والعزَّة والكرامة، وعدم الرَّضوخ للظلم والفساد والانحراف…
ونحن اليوم سنتوقَّف عند بعض المشاهد التي أشارت إلى البعد الإنساني في شخصيَّة هذا الإمام:
كرمُ الحسينِ (ع)
المشهد الأوَّل: حصل عندما جاء إليه رجل من الأنصار يسأله حاجة، فقال له الإمام (ع): “يا أخا الأنصار، صن وجهك عن بذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة”… فكتب إليه: يا أبا عبد الله، إنَّ لفلان عليّ خمسمائة دينار، وقد ألحَّ بي، فكلّمه ينظرني إلى ميسرة، فلما قرأ الحسين (ع) الورقة، دخل إلى منزله، وأتى بصرَّة فيها ألف دينار، وقال له: “أمَّا خمسمائة فاقض بها دينك، وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين، أو مروَّة، أو حسب، فأمَّا ذو الدِّين فيصون دينه، وأمَّا ذو المروة فإنَّه يستحيي لمروَّته، وأمَّا ذو الحسب، فيعلم أنَّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك، فهو يصون وجهك أن يردَّك بغير قضاء حاجتك”.
وفي مشهد آخر له؛ أنَّ إعرابياً جاء إليه طالباً حاجةً، وكان الإمام واقفاً آنذاك يصلِّي، فخفَّف من صلاته حتَّى لا يذهب الرَّجل من عنده دون أن يتعرَّف إلى ما يريد، فخرج إلى الأعرابي، فرأى عليه الضّرّ والفاقة، فرجع ونادى بقنبر، ولكنَّه ليس أيّ نداء، بل نداء استعجال، فقال له: ما تبقَّى معك من نفقتنا؟ قال مائتا درهم أمرتني بصرفها على أهل بيتك وليس هناك غيرها، قال (ع): هاتها، فقد أتى من هو أحقّ بها منهم، فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي.
وفي مشهد ثالث؛ دخلت عليه جارية وهي تحمل باقة ريحان تريد أن تقدِّمها إليه، فقال لها الإمام (ع): “أنت حرَّة لوجه الله”، فقيل له ما هذا؛ تجيئك بباقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟ قال: “كذا أدَّبنَا الله، قالَ الله: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}، وكان أحسن منها عتقها”.
إنسانيَّتُه مع أعدائِهِ
أمَّا المشهد الرَّابع، فقد حصل في كربلاء، حينما وصل الحرّ بن زياد الرياحي، ومعه ألف فارس، وكانوا في غاية العطش، حتَّى كادوا يهلكون من شدَّة الظَّمأ لشدّة الحرّ، وكان الحرّ آنذاك لا يزال في جيش عبيد الله بن زياد، وقد جاء بأمر منه لقطع الطَّريق على الإمام الحسين (ع) ومن معه، لمنعه من دخول الكوفة، حتى لا يلتقي بأهلها والعودة إلى المدينة، فطلب من الإمام (ع) أن يفسح له المجال ولجيشه أن يشربوا من الماء الّذي كان تحت سيطرته، فلم يتردّد يومها الإمام (ع) بقبول طلبهم، رغم أنَّه كان يعلم لما قدموا لأجله، وأنهم يريدون حصاره، وقال لأصحابه: أوسعوا لهم وقدِّموا لهم الماء، فالتعطيش والتجويع ليس وارداً في قاموس الإمام (ع)، ومهما كانت الأسباب، ولو كان ذلك مع أعدائه ومع من جاؤوا لقتاله.
وكان موقفه (ع) هذا معاكساً لمواقف أعدائه بعد ذلك، حين منع جيش عبيد الله الإمامَ (ع) وأصحابَه من الوصول إلى مشرعة الماء في يوم عاشوراء، حتى أعياهم العطش وأعيا نساء الحسين (ع) وأصحابه وأطفاله.
خطابهُ لأصحابِهِ
مشهدٌ آخر شهد على إنسانيَّته، وتمثَّل فيما حدث في ليلة العاشر من محرَّم، حين وقف أمام أصحابه ليخبرهم بحقيقة ما وصلت إليه الأمور، بعدما رفض عرض ابن زياد بأن يعطي البيعة ليزيد، وأنَّ القوم خيَّروه بين البيعة ليزيد أو القتال، ودعاهم لذلك إلى أن ينجوا بأنفسهم، وأنَّ القوم لا يريدون غيره، قائلاً: “ألا وإنّي أظنُّ يَومنا من هؤلاءِ الأعداء غداً، ألا وإنّي قد أذنتُ لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍّ ليس عليكم حَرجٌ منِّي ولا ذمام، هذا اللَّيلُ قد غشيكم فاتّخذوه جَمَلاً، وليأخُذ كلُّ رجلٍ منكم بيدِ رجلٍ من أهل بيتي، وتفرَّقوا في سَوادِكم ومدائنكم حتَّى يُفرجَ الله، فإنَّ القومَ إنَّما يطلبونني، ولو قد أصابوني لَهوا عن طلب غيري”.
فهو لم يطلب منهم البقاء معه، واعداً إيَّاهم بالنصر الَّذي سيتحقَّق إن هم بقوا، ولكنَّه كان واضحاً معهم فيما سيقدمون عليه، وترك لهم الخيار في البقاء معه، وفي ذلك قمَّة الوضوح والشفافيَّة والحسّ الإنساني تجاههم وتجاه عيالهم، وجاء ردّهم برفض ذلك حاسماً، وتعبيراً عن صدق ولائهم لإمامهم ولأهداف ثورته.
سعيُهُ لهدايةِ أعدائِهِ
المحطَّة الأخيرة الَّتي عبَّرت عن مدى إنسانيَّته مع أعدائه، عندما لم يكلّ أو يملّ طوال المعركة من أن يبذل جهده لهدايتهم، حرصاً منه على فتح قلوبهم على الحقِّ الَّذي كانَ يدعوهم إليه، وأن يروا مدى التَّداعيات التي تحصل لو نفَّذ يزيد مشروعه، وحتَّى لا يصلوا إلى النَّار بسببه. وقد وقف لأجل ذلك داعياً ومحاوراً ومحذِّراً قبل بدء المعركة وأثناءها، وبقي على ذلك حتَّى آخر رمق من حياته، فيما كان قادراً أن يدعهم لمصيرهم، ويكتفي بالدعاء عليهم، ولكنَّه لرحمته بهم ورأفته بهم وحرصه عليهم، فعل كلَّ ذلك.
الولاءُ للحسينِ (ع)
أيُّها الأحبَّة: هذا هو الحسينُ (ع) في كرمه وبذله وإيثاره وتواضعه وإنسانيَّته الّتي عمل بها في حال السِّلم وفي حالة الحرب، وحتَّى مع من جاؤوا لقتله، وهذا ما ينبغي أن نتطلَّع إليه، أن نعمل بها نحن الَّذين نأتي إلى مجالس عاشوراء، لنعبِّر عن ولائنا له، فصورة الولاء للحسين (ع) لن تكتمل إلَّا بالأخذ بإنسانيَّته ورحابة صدره وانفتاحه، هذه الإنسانيَّة الَّتي استمدَّها من رسالة جدِّه رسول الله (ص) الَّذي تحدَّث الله عن هدف بعثته، فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وعندما قال عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
وقد عبَّر عن ذلك رسول الله (ص)، عندما قال: “الخلقُ كلُّهم عيالُ اللهِ، وأحبُّهم إليهِ أنفعُهم إلى عيالِهِ”، “خيرُ النَّاس مَنْ نَفَعَ النَّاسّ”.
وعبَّر عنها أمير المؤمنين (ع)، عندما قال: “عاشِرُوا النَّاسَ معاشرةً إنْ متُّم بكوا عليْكم، وإنْ عشْتُم حنُّوا إليكم”، “كونوا في النَّاسِ كالنَّحلةِ في الطَّيرِ”.
وبذلك نفهم الحسين (ع)، فلا يتجزَّأ فهمنا له، ولا تعود دروس عاشوراء متوقّفةً على الَّذين ينطلقون إلى ساحات القتال والمواجهة فحسب، بل تمتدُّ إلى كلِّ أولئك الَّذين تمثَّلت فيهم شخصيَّة الإمام الحسين (ع)، ليكون لهم مثالاً في عبادته لله وتضرّعه له، وفي أخلاقه وإنسانيَّته، وقدوةً للعابدين والباذلين والطَّائعين له، كما للمجاهدين والباذلين دماءهم في سبيل الله…
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثَّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة الإمام الحسين (ع) الَّتي أودعها عند أخيه ابن الحنفيَّة قبل أن يغادر المدينة المنوَّرة، وجاء فيها: “إنِّي لم أخرجْ أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنَّما خرجْتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمَّةِ جدِّي رسولِ الله (ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب (ع)، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتَّى يقضي الله بيني وبين القوم، وهو خير الحاكمين… هذه وصيتي يا أخي إليك، وما توفيقي إلَّا بالله، عليه توكَّلت وإليه أنيب”.
فقد حدَّد الإمام (سلام الله عليه) بكلِّ وضوح أهداف ثورته، والَّتي لأجلها بذل دمه وقدّم التَّضحيات الجسام.
ومن هنا، فإن إخلاصنا للحسين (ع) لن يقف عند ذرفنا للدّموع فحسب عند ذكر مصابه، بل أن نعمل للأهداف الَّتي لأجلها كان هذا المصاب، وكانت كلّ هذه الآلام، بأن نكون حاضرين في كلِّ ساحة من ساحات الحقّ والعدل، وصوتاً يرتفع في مواجهة كلِّ ظالم أو فاسد أو منحرف عن جادة الحقّ، لا نجامل في ذلك مهما كانت هويَّة الفاسد والظَّالم أو المنحرف أو طائفته أو مذهبه، وبذلك نكون قادرين على مواجهة التحدّيات…
غزَّة: الرِّهان على الصّمود
والبداية من غزَّة التي يستمرّ العدوّ الصهيوني بارتكاب مجازره فيها، واستهدافه للمستشفيات والمخيَّمات الفلسطينيَّة وبناها التحتيَّة، والتي يهدف من ورائها إلى تيئيس أهلها من البقاء فيها…
ومع الأسف، يجري هذا على مرأى من العالم ومسمعه، من دون أن نسمع أيَّ صوت يدين هذا الكيان ويدعوه إلى إيقاف نزيف الدَّم ورفع الحصار عنه، وكأنَّ العالم اعتاد على ما يجري من جرائم إبادة، وهناك من أعطاه صكّ براءة في كلِّ ذلك، ويمدّه بكلِّ سبل الدَّعم، فيما يستمرّ الشَّعب الفلسطيني بتقديم أمثولات حيَّة في الصَّبر والتحمّل والصّمود، وتتصدَّى مقاومته الباسلة بلحمها الحيّ وإمكاناتها المتواضعة، لمنع هذا الكيان من تحقيق أهدافه والحصول على نصر يقدّمه إلى شعبه، وبات الصَّوت يرتفع داخله من قادته السياسيّين والعسكريّين بالإسراع في الخروج من هذا المأزق، والاستجابة لدعوات المفاوضات القائمة.
في هذا الوقت، تستمرّ المفاوضات الَّتي يبدي المفاوض الفلسطيني فيها مرونة وإيجابيّة، حرصاً على إيقاف معاناة شعبه، فيما لا يكفّ العدوّ عن المناورة والمماطلة لكسب مزيد من الوقت، في رهانٍ منه على تحقيق نصر على الأرض لم يبلغه، أو انتظاراً لمتغيّرات تكون لمصلحته على صعيد الانتخابات الأميركيَّة، وقد بات واضحاً أنَّه يريد أن تكون المفاوضات مرحلة عابرة يحقِّق منها بعض مطالبه باستعادة أسراه، لينتقل بعدها إلى استكمال عدوانه، وإذا كان من ضغوط سياسيَّة باتت تمارس على هذا الكيان من الدَّاخل والخارج لدفعه إلى القبول بنتائجها، فهي لم ترق إلى مستوى دفع هذا الكيان إلى الاستجابة للمطالب المشروعة للشَّعب الفلسطيني في وقف إطلاق نار دائم، وإعادة الأهالي إلى مناطقهم، وفكّ الحصار ومباشرة الإعمار.
ومن هنا، فإنَّ الرِّهان يبقى لتحقيق هذه الأهداف على استمرار هذا الشَّعب في مقاومته، واستمرار دعم قوى الإسناد والرَّأي العام الدّولي له على كلِّ الصّعد السياسيَّة والإعلاميَّة والماديَّة والقانونيَّة.
فيما نعيد التَّأكيد أنَّ المسؤوليَّة الأكبر تقع على عاتق الدّول العربيّة والإسلاميّة، وأن تخرج من حالة الصَّمت أو عدم المبالاة تجاه ما يجري في غزَّة وفي كلّ فلسطين، وأن تعي مسؤوليَّتها العربيّة والإسلاميّة تجاه شعب عربي وإسلامي يشكِّل خطَّ الدّفاع الأوَّل عنها، لأنَّه إذا سقط وحقَّق العدوّ فيه مشروعه، لن يكون أحدٌ من هذه الدول في منأى عن أطماع هذا العدوّ أو إخضاعه وإذلاله.
ولا بدَّ في إطار الحديث عن غزَّة، أن لا نغفل عمَّا يجري في الضفّة الغربيّة، وبشكل يومي، من قتل وتدمير لبنيتها التحتيَّة ومرافقها، ومن مصادرة لأراضيها لتوسعة الاستيطان، ومن تفلّت المستوطنين للتَّنكيل بأهلها، والَّذي يريد العدوّ الصّهيوني منه استكمال مشروعه الَّذي بدأه في غزّة، بالإجهاز على القضيَّة الفلسطينيَّة، وقطع الطريق على كلِّ من يفكر في إمكان تحقيق الدولة الفلسطينية الموعودة.
مواجهةُ العدوِّ بالوحدة
ونعود إلى لبنان، الَّذي يستمرُّ فيه العدوّ الصهيوني بجرائمه واعتداءاته على قراه الحدودية، واستهداف المقاومين حيث يمكنه ذلك، بهدف ردع المقاومة عن استكمال ما بدأت به من دعم للشَّعب الفلسطيني، وجعل هذا البلد يرضخ لشروطه الَّتي يريد أن يمليها عليه، والّتي تتضمَّن إعطاء الأمن لمستوطني هذا الكيان، من دون تحقيق الأمن للّبنانيّين، وضمان أن يكفّ هذا العدوّ عن عدوانه واستباحته للبنان في البرِّ والبحر والجوِّ، ما يدعو اللّبنانيين الحريصين على سيادة هذا البلد وأمنه وحريته، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة تهديداته وعدوانه، والكفّ عن كلّ ما يهدّد المناعة الوطنية في مواجهته، حتى لا يخرج من هذه المعركة منتصراً، ولتبقى لهذا البلد مناعته وقوَّته واستقلاله.
وهنا نجدِّد دعوتنا إلى استمرار بذل الجهود للخروج من حال المراوحة التي نشهدها على الصعيد الرئاسي، وملء الشغور في مؤسسات الدولة، لإيجاد حلول للأزمات الاجتماعيَّة والمعيشيَّة، والَّتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، لما يعانيه البلد على الصعيد الاقتصادي والمالي، والَّتي وصلت إلى حدود العجز عن توفير موازنة لتأمين الفيول الّذي يشغّل الكهرباء…
وهنا، لا بدَّ من أن نشكر الدولة العراقيَّة على استجابتها للطلب اللبناني بتأمين هذه المادَّة، رغم عدم دفع مستحقَّاتها المطلوبة من الدّولة اللّبنانيّة، لمنع التَّعتيم الشَّامل على لبنان…
الانتخابات الإيرانيَّة
ونتوقَّف عند الانتخابات الإيرانيّة الَّتي جرت في أجواء من الحريَّة عبَّرت عن خيارات الشَّعب الإيراني.
ونحن في الوقت الَّذي نبارك للشعب الإيراني وقيادته هذه الخطوة، فإنَّنا نأمل أن تسهم هذه الانتخابات في رفع كاهل الحصار الظَّالم عن الشَّعب الإيراني، ومعالجة الأزمات الَّتي يعانيها على الصعيد الاقتصادي والمالي، وأن يتابع الدّور الذي رسمته الجمهوريّة الإسلاميّة لنفسها، وخطّها الَّذي اعتمدته منذ بدايتها في دعم القضيّة الفلسطينيّة، والوقوف مع المستضعفين في العالم، وتعميق العلاقات الأخويَّة مع جيرانها من الدول العربيّة والإسلاميّة.
لرفعِ الصَّوت يومَ العاشر
وأخيراً، سنكون على موعد يوم الأربعاء مع اليوم العاشر من محرَّم الَّذي نريده أن يكون يوماً يرتفع فيه الصَّوت في مواجهة كلِّ المؤامرات الَّتي تحاك لإسقاط القضيَّة الفلسطينيَّة، والَّذي نشهده في المعاناة الَّتي تحدث في غزَّة والضفَّة وكلّ من يساندون هذا الكيان ويدعمونه، والدّعم لكلِّ الَّذين يقفون في وجه هذه المؤامرات، وأن يكون تعبيراً عن المعاني الإنسانيّة والإيمانيَّة لعاشوراء، وبعيداً كلَّ البعد من كلِّ ما يخلُّ بأهدافها ورموزها الَّتي كانت مثالاً في العنفوان والقوَّة والعزَّة والكرامة، ورسالة تصل إلى العالم التوَّاق إلى العدل والحريّة.
