أسلوبُ الأنبياءِ والرساليِّين: مواجهةُ الإساءةِ بالعفوِ والإحسان

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصّلت: 34 – 35] صدق الله العظيم

يريد الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآية، أن يبين لعباده الأسلوب الذي ينبغي أن يواجهوا به الإساءات التي قد تصدر عن الآخرين، حيث غالباً ما تتمّ مبادلة الكلمة السيّئة بالكلمة السيّئة، والتصرف السيّئ بمثله. وهذا ليس عيباً أو مما حرَّمه الله سبحانه وتعالى، بل هو ما تقتضيه العدالة، وهي التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَ}، وقد يكون ذلك بالعفو والتَّجاوز، وهو خُلق دعا إليه سبحانه وتعالى وحثَّ عليه: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}[الشورى: 40]، وعندما قال: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237].

ولكنَّ الله سبحانه وتعالى أراد من خلال الآية التي تلوناها، أن يترقى الإنسان في ردود فعله، فلا يكتفي بالعفو عمَّن أساء إليه، بل أن يبادل الإساءة بالإحسان.

خيارُ العفوِ والإحسان

وقد أشار القرآن الكريم إلى أن هذا الخيار ليس سهلاً، ولا سيَّما عندما تكون الإساءة مهينة أو موجعة ومؤثرة، لأنَّ في ذلك وقوفاً في مواجهة النفس التي تدعو إلى الثأر والانتقام لمن أساء إليها، ولذلك، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، ويقول: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُو}، أي أنَّ ذلك لن يصل إليه إلَّا الذين يقاومون روح الانتقام في أنفسهم، ويجبرونها على ما يحبه الله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، لكون هذا الخلق من خواص المؤمنين الذين ينالون محبة الناس في الدنيا، والموقع الرّفيع في الآخرة، والذي أشار إليه سبحانه وتعالى: {أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}[آل عمران: 136].

وهذا الأسلوب هو الذي اتَّصف به رسول الله (ص)، وبه نال أعلى وسام من الله عزّ وجلَّ، عندما قال الله عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4].

فقد بلغ رسول الله (ص) هذا الموقع عند الله عزّ وجلّ، عندما كان يصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويعفو عمَّن ظلمه.

مواقفُ من حياةِ السّجَّاد (ع)

وهذا السلوك سوف نستحضر بعض مظاهره اليوم، ونحن نستعيد ذكرى وفاة الإمام زين العابدين (ع) الذي تمرّ علينا ذكراه في الخامس والعشرين من محرَّم، هذا الإمام الذي اتَّصف بالعلم والعبادة والشجاعة والكرم والسخاء، وقد امتلأت سيرته بالمواقف الذي بادل فيها الإساءة بالإحسان.

ومن هذه المواقف، أن أحد أقربائه كان يحسد الإمام ويحقد عليه، ما دفعه يوماً إلى أن يتهجَّم عليه، ويصفه بنعوت مسيئة، وعلى مرأى من أصحابه، فلمَّا انصرف، قال (ع) لأصحابه: "لقد سمعتم ما قال هذا الرَّجل، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردّي عليه!"، فقالوا: نفعل، وإن كنَّا نحبّ أن تردَّ الردّ الذي يستحقّه. فمضى هؤلاء مع الإمام، وهم لا يشكّون أنَّ ردّ الإمام (ع) سيكون قاسياً. ولكن في الطّريق، سمعوه يقول: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134]، فلمَّا وصل الإمام (ع) إلى بيت ذلك الرّجل، خرج متوقّعاً الشّرّ، وهو يعتقد أنَّ الإمام (ع) جاء ليحاسبه على بعض ما كان منه. لكنّ الإمام (ع) هدّأ من روعه، وقال له: ما جئنا لهذا، ولكن لأقول لك: "إنَّك كنت قد وقفت عليّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما فيّ فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر الله لك"، فقال له الرجل: ما قلته ليس فيك، بل أنا الخاطئ الجاني، وأرجو أن تعفو عني، وأن تستغفر لي ربَّك. وأصبح المعادي بعد هذا الموقف أخلص الناس للإمام (ع).

وموقف ثان، حيث تحدِّثنا السّيرة عن أمة للإمام (ع)، كانت تحمل إبريقاً نحاسياً ليتوضّأ به الإمام، ولسوء تصرّفها، وقع هذا الإبريق على رأس الإمام فشجَّه، فقالت له: "والكاظمين الغيظ"، قال: "قد كظمت غيظي"، قالت: "والعافين عن الناس"، قال: "قد عفوت عنك"، قالت: "والله يحبّ المحسنين"، قال: "اذهبي، أنت حرّة لوجه الله".

وموقف آخر مع هشام بن إسماعيل، وكان هشام والياً على المدينة من قبل عبد الملك بن مروان، وكان من أركان بني أميّة، ومعروفاً بعدائه للإمام زين العابدين (ع) ولأهل البيت (ع). وتذكر السيرة أنَّه بعد موت عبد الملك بن مروان، تولّى ولده الوليد بن عبد الملك الخلافة، فعزل الوليد هشاماً بسبب معارضته لخلافته، وقرَّر أن يوقفه للناس ليقتصّوا منه على إساءاته إليهم، وكان هشام يقول حينها، أنا لا أخشى أحداً أكثر من زين العابدين، لما ارتكبت بحقّه من ظلم. ولكنّ الإمام (ع) لم يقل حينها كما نقول إنّه حان وقت الاقتصاص، بل طلب من أصحابه أن لا يتعرّضوا له بسوء. ولما وصل إليه قال له: "انظر إلى ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك، فطب نفساً منّا، ومن كلّ من يطيعنا". فنادى هشام، وهو يستمع إلى هذا المنطق، بأعلى صوته: "الله أعلم حيث يجعل رسالته".

وقد صوَّر هذا المشهد أحد الشعراء حين قال:

ملكنا فكان العفو منّا سجيّة فلمّا ملكتم سال بالدَّم أبطح

وحللتم قتل الأسارى وطالما غدونا عن الأسرى نعفّ ونصفح

فحسبكم هذا التّفاوت بيننا وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح.

وكثيرة هي مواقف الإمام (ع)…

الإحسانُ أسلوبُ الرساليّين

أيّها الأحبّة: إنّنا أحوج ما نكون إلى اعتماد هذا الأسلوب، أن يكون هو الأساس في بنائنا لأنفسنا وفي تعاملنا مع الآخرين، لنواجه به الإساءات الّتي تحصل من الآخرين، إمَّا بفعل الأخطاء التي تصدر عنهم، أو بفعل الظروف الضّاغطة، وقد يكون بعضٌ منها مما تحمله الإشاعات، أو ما يبثّ عبر الإعلام، وما يجري على مواقع التَّواصل، فبهذا الأسلوب يمكن معالجة كلّ هذه التوترات والانفعالات والعصبيّات، فهي لا تعالج بالانفعالات المعبِّرة عن الغيظ والانتقام مما قد يزيد الأمور تعقيداً، بل باعتماد أسلوب الإحسان مع المسيئين، وهو أسلوب الأنبياء والأئمة والرساليّين والدعاة إلى الله الَّذين كلّ همّهم أن يقتلعوا الشرّ والحقد والعداوة من قلوب الآخرين، والّذين يعملون على تحويل الصّورة السلبيّة إلى إيجابية، وتصويب مسارهم إلى الحقّ، فبالإحسان تمتلك القلوب، فقد ورد: "جُبِلَتِ القُلُوبُ على حُبِّ مَنْ أحسَنَ إليها، وبُغْضِ مَنْ أساءَ إليها".

وإذا كان البعض يرى أنّ هذا الأسلوب قد يجرّ إلى تمادي البعض بالإساءة ممن يرون في ذلك ضعفاً، فإنّنا لا نرى أنّ هؤلاء هم القاعدة، بل إنهم الاستثناء. نعم، مثل هؤلاء لا بدَّ من أن تبادَل إساءاتهم بالمثل، وأن يؤخذ بحقّنا منهم، وهذا ما أشار إليه الإمام زين العابدين (ع): "وأمّا حقّ من ساءك، فأن تعفو عنه، فإن رأيت أنّ العفو عنه يضرّه، انتصرت".

أيُّها الأحبّة: قد يكون هذا الطريق صعباً، لكنَّه الأسلم لبلوغ الدنيا، به نحول أعداءنا إلى أصدقاء، والطريق الذي نسلك به إلى الجنَّة والرضوان، التي أشار الله تعالى إليه بقوله: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 133 – 134].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به رسول الله (ص) أحد أصحابه، وهو أبو ذرّ الغفاري، عندما قال له:

"يا أبا ذرّ، احفظ ما أوصيك به تكن سعيداً في الدّنيا والآخرة.

يا أبا ذرّ، اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.

يا أبا ذرّ، إياك والتسويف بأملك فإنَّك بيومك، ولست بما بعده، فإن يكن غد لك، فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك، لم تندم على ما فرَّطت في اليوم.

يا أبا ذرّ، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله، ومنتظر غداً لا يبلغه.

يا أبا ذرّ، إذا أصبحت فلا تحدِّث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، وحياتك قبل موتك، فإنك لا تدري ما اسمك غداً".

أيها الأحبة: إننا أحوج ما نكون إلى هذه الوصايا التي تجعلنا أكثر وعياً لموقفنا في هذه الدنيا، ولمسؤولياتنا التي علينا أن نبادر إلى القيام بها، وأقدر على مواجهة التحديات.

وضعٌ مأساويّ

والبداية من الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط على اللبنانيين، والذي بات مأساوياً بفعل الارتفاع المتصاعد لسعر صرف الدولار، والذي يخشى أن يصل إلى أرقام غير مسبوقة، ومن الطبيعي أن يزيد ذلك في ارتفاع أسعار السِّلع والمواد الغذائية والخدمات وكلفة الدواء والاستشفاء والنقل، في بلد يدولر ويترك تأثيراته على حياة اللبنانيين، وبات يمسّ بمؤسّسات الدولة وإداراتها الَّذي وصل أخيراً إلى القضاء، وبدلاً من أن يدعو ذلك إلى أن تستنفر الدولة أجهزتها لتخفيف العبء عن مواطنيها، فإننا نجد إمعاناً في زيادة الأعباء عليهم، ومدّ اليد إلى جيوبهم الفارغة. فبعد رفع الدَّعم عن المازوت، تتجه إلى إقرار رفع الدعم عن البنزين والطحين، ورفع الدولار الجمركي أضعافاً مضاعفة، في بلد يعتمد في أكثر احتياجاته على الاستيراد من الخارج، ومن دون أن تؤمِّن الدولة البدائل التي تتيح للمواطن تحمّل هذه الأعباء، فلا الرواتب ارتفعت، وإن ارتفعت فليست بالمستوى المطلوب، ومن دون توفير التقديمات الاجتماعية الكافية التي تقدِّم للطبقات المسحوقة، وهي إن قدِّمت فبالنزر اليسير…

فيما لا يزال العالم يدير ظهره لهذا البلد، ولا يريد مساعدته حتى يسلِّم للشروط التي يريدها، أو هو ينتظر الإصلاحات التي لم تتمّ حتى الآن، وإذا قدّم بعض المساعدات، فهي لإبقاء لبنان في قيد الحياة.

ونحن أمام ما يجري، نعيد دعوة الحكومة والمجلس النيابي إلى عدم استسهال مدّ اليد إلى جيوب اللبنانيّين، وإعادة النظر في أي قرارات قد تزيد من معاناتهم وأعبائهم، ونخشى إن استمرت في هذا الأسلوب، أن نصل إلى الانفجار الاجتماعي الذي قد يودي بالسِّلم الأهلي.

إنّ على كلّ من هم في مواقع المسؤوليّة، أن يتقوا غضب الناس وسطوتهم ورفع أصواتهم، بعد أن باتوا غير قادرين على تحمّل كلّ هذه الضغوط، بعدما استنفذوا كلَّ مخزون الاحتياط لديهم الَّذي كانوا يستندون إليه، سواء من جنى عمرهم، أو مما كان يأتيهم من الخارج، وأن لا يراهنوا على صبر اللّبنانيين، وأنهم سرعان ما يتأقلمون مع واقعهم، وأنهم لن يخرجوا من تحت سلطانهم.

لحكومةٍ توقفُ الانهيار

ومن هنا، فإننا نجدد دعوتنا للمعنيين بتأليف الحكومة، إلى القيام بمسؤوليَّتهم بتأليف حكومة قادرة على إيقاف هذا الانهيار الَّذي وصل إليه البلد، ومعالجة الأزمات والملفات المطروحة، ونحن نقف مع كل جهد يبذل على هذا الصَّعيد، فالبلد لا يمكن إدارته بحكومة تصريف أعمال لا تملك الصلاحيات الكاملة، ولا تحظى بتمثيل المجلس النيابي الجديد.

في الوقت الَّذي ندعو إلى تهيئة كل المناخات التي تؤدي إلى الإسراع للتوافق على رئيسٍ للجمهورية، قادر على جمع اللبنانيين، وإدارة دفة البلد إلى شاطئ الأمان. إننا نرى أن القوى السياسية قادرة على تحقيق ذلك إن خرجت من حساباتها الخاصة والضيقة ورهاناتها غير الواقعية، وفكرت في مصلحة الوطن ومصلحة إنسانه، وحتى في مصلحتها، فاللبنانيون لن يغفروا بعد هذا اليوم لمن يفرّط في مصالحهم.

مراوحةٌ في قضيّةِ المودعين

أما على صعيد المودعين، فقد كنا ننتظر أن تستنفر كل الجهود بعد الحادثة الأخيرة التي حصلت في أحد المصارف لمعالجة قضيَّة المودعين، وتلافي المخاطر التي يمكن أن تترتب على عدم حلِّها، إلَّا أن أي تحرك لم يحصل على هذا الصعيد.

ونحن هنا نجدِّد دعوتنا إلى الإسراع بمعالجة هذه القضيَّة، وعدم ترك هذا الجرح مفتوحاً، منعاً لوقوع حوادث قد تكون تداعياتها أخطر من هذه الحادثة.

في الوقت نفسه، ندعو إلى البتّ في الدعاوى المطروحة أمام القضاء، وعدم الرضوخ لتهديدات المصارف، ومن المؤسف هنا القول إن اللبنانيين الذين يملكون جنسية أخرى، باتوا قادرين على الاستفادة من جنسياتهم لتحصيل إيداعاتهم من البنوك اللبنانية من خلال جنسيتهم هذه، كما حصل أخيراً في بريطانيا، فيما لا يستطيع اللبنانيون ذلك من خلال قضائهم.

قضيّةُ الترسيمِ البحريّة

وبالتوجه إلى قضية الترسيم البحرية، حيث لا يزال لبنان ينتظر ردّ الكيان الصهيوني على المطالب اللبنانية، فإننا على هذا الصعيد، نحذِّر من المماطلة التي ينتهجها العدوّ، والذي يهدف من خلالها إلى كسب الوقت إلى حين البدء باستخراج الغاز، لفرض أمر واقع على اللبنانيين، وإحراجهم أمام العالم التوَّاق للحصول على هذه المادة الضرورية.

ونشدِّد على وحدة الموقف اللبناني، ومنع العدوّ الصهيوني من الاستفادة من الانقسام في مقاربة هذا الملف لتعزيز موقعه وفرض شروطه.

معاناةُ سوريا.. ووضعُ العراق

ونبقى في الشأن السوري، حيث تستمرّ معاناة هذا البلد بفعل الاعتداءات المتكررة من العدو الصهيوني التي تطاول أمنه واستقراره، وتهدّد حياة أبنائه وجنوده، وإننا نعلن الوقوف إلى جانبه، وندعو الدول العربية للوقوف مع أشقائهم في هذا البلد العربي، وعدم تركهم لمعاناتهم أو الاستفراد بهم، وتحويل هذا البلد إلى لقمة سائغة لمن يريد إضعافه أو نهب ثرواته وإفقاده مقوّمات وحدته.

وعلى صعيد العراق، فإنَّنا نجدِّد دعوتنا إلى كلّ القوى السياسية للتلاقي مجدَّداً للحوار الذي يبقى هو السَّبيل الوحيد لإخراج العراق من المأزق الذي وصل إليه، والنهوض بهذا البلد، حيث لا استقرار للعراق ولا حلَّ لأزماته بالغلبة والاستئثار، بل بالتَّعاون والتواصل والعمل جميعاً لمصلحة الشَّعب العراقي.

تنديدٌ بالتَّفجيرات

أمّا في أفغانستان، فإنَّنا نندِّد بأعمال التفجير التي تطاول أكثر من مسجد، والذي أودى بعدد كبير من روَّادها، وندعو في هذا المجال الحكومة الأفغانيَّة لتحمّل مسؤوليَّتها في حماية المساجد، والوقوف في وجه الإرهاب الذي لا يبالي بحرمة بيوت الله، ولا يراعي المصلين فيه.