أهمُّ أعمالِ شهرِ رجبَ الاستغفارُ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}[نوح: 10 ـ 12].

أهمّ أعمال رجب

إنّ من أهمّ الأعمال التي دعا إليها رسول الله (ص) في هذا الشّهر، الاستغفار، فقال (ص): “رجب شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار”.

وقد وردت في ذلك العديد من صيغ الاستغفار، فقد ورد فيه الإكثار من قول: “أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كلّ شيء قدير”.

والقول: “أستغفر الله” سبعين مرّة بالغداة، وسبعين مرّة بالعشيّ، وبعد هذا القول، يرفع المستغفر يديه بالدّعاء: “اللّهمّ اغفر لي وتب عليَّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم”.

وصيغة أخرى وردت للاستغفار، وهي الإكثار في هذا الشّهر من قول: “أستغفر الله ذا الجلال والإكرام من جميع الذّنوب والآثام”.

والاستغفار يعني أن يدعو الإنسان ربّه بأن يعفو عن ذنوبه وآثامه، وعن تقصيره في أداء المسؤوليَّات التي أوجبها الله عليه، سواء كانت تجاه ربِّه، أو تجاه عائلته أو أرحامه أو جيرانه، أو من هم تحت رعايته ومسؤوليَّته.

أو تلك الّتي كان يعتذر منها الإمام زين العابدين (ع) عندما كان يقف بين يدي ربّه معتذراً ويقول: “أَللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَـذِرُ إلَيْـكَ مِنْ مَـظْلُومٍ ظُلِمَ بِحَضْرَتِي فَلَمْ أَنْصُرْهُ، وَمِنْ مَعْرُوفٍ اُسْدِيَ إلَيَّ فَلَمْ أَشْكُرْهُ، وَمِنْ مُسِيءٍ اعْتَذَرَ إلَيَّ فَلَمْ أَعْذِرْهُ، وَمِنْ ذِيْ فَاقَةٍ سَأَلَنِي فَلَمْ أوثِرْهُ، وَمِنْ حَقِّ ذي حَقٍّ لَزِمَنِي لِمُؤْمِن فَلَمْ أوَفِّـرْهُ”.

أو عندما كان يقول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ”.

أثر الاستغفار

وقد أشارت الآيات الكريمة والأحاديث الشَّريفة إلى مدى الأثر الَّذي يتركه الاستغفار على الإنسان، فهو يؤدِّي إلى أن تزكو نفس الإنسان وتطهر، وأن تصلح علاقته بربّه وتتوطّد. وقد وعد الله سبحانه المستغفرين بقبول استغفارهم، أيّاً كان الذّنب الذي اقترفوه، فقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً}[النّساء: 110].

وقال عزّ وجلّ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزّمر: 53].

وفي الحديث القدسيّ: “يا بن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السَّماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي”.

وفي الحديث: “ألا أدلّكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إنّ داءكم الذّنوب، ودواءكم الاستغفار”.

وقد ورد في الحديث أنَّ إبليس يقول لله عزَّ وجلَّ: “وعزَّتِك، لا أبرحُ أغوي عبادَك ما دامت أرواحُهم في أجسادِهم”. فقال: “وعزَّتي وجلالي، لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفَرُوني”.

ولا يقف الأمر عند ذلك، فالاستغفار يؤدّي إلى زيادة الرزق ودفع البلاء في الدنيا، وإحاطة الله للإنسان برعايته وعنايته، وهذا أمر طبيعيّ، فمن يحسّن علاقته بالله ويتطهّر، لن يدعه الله يعاني صعوبات الحياة ومشاقّها وعذاباتها، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارً}.

وفي الحديث: “استغفرْ ترزَقْ”. وفي الحديث: “مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمّ فرجاً”. وفي الحديث: “من كثرت همومه فعليه بالاستغفار”..

وإلى ذلك أشار الإمام عليّ (ع) بعد وفاة رسول الله (ص)، فقال: “كان في الأرض أمانان من عذاب الله، وقد رفع أحدهما، فدونكم الآخر فتمسّكوا به: أمّا الأمان الَّذي رُفِع فرسول الله (ص)، وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار، قال تعالى: {وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الأنفال: 33]”.

كيفيّة الاستغفار

أمَّا كيفيَّة الاستغفار، فهي لا تقف عند اللّسان كما قد يعتقد البعض، بل تتعدّى ذلك إلى إزالة آثار الذّنب والتّقصير وتصحيح المسار، وقد بيّن الإمام عليّ (ع) طريقها عندما سئل عن الاستغفار، فقال: “تَدْرِي مَا اَلاسْتِغْفَارُ؟ إِنَّ لِلاسْتِغْفَارِ دَرَجَةَ اَلْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اِسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ؛ أَوَّلُهَا اَلنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى، وَاَلثَّانِي اَلْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ اَلْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً، وَاَلثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى اَلْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ، وَاَلرَّابِعُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا، وَاَلْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اَللَّحْمِ اَلَّذِي نَبَتَ عَلَى اَلسُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ حَتَّى تُلْصِقَ اَلْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ، وَاَلسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ اَلْجِسْمَ أَلَمَ اَلطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ اَلْمَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ أَسْتَغْفِرُ اَللهَ”.

المسارعة إلى الاستغفار

ولذلك أيّها الأحبّة: نحن مدعوّون أن نغتنم فرصة هذا الشّهر المبارك الذي وعد الله أن يفتح فيه أبواب رحمته أكثر من أيّ شهر آخر، لنكون من المستغفرين، فنحسّن بذلك علاقتنا بالله التي لا يصلح شيء بدونها، لنحظى بما وُعِد به المستغفرون.. ولا نقول كما يقول البعض عندما يدعى إلى التَّوبة أو إلى أن يراجع حساباته مع ربِّه: غداً أتوب أو بعد غد، أو عندما أذهب إلى الحجِّ أو الزِّيارة، بل أن نسارع إلى ذلك، لنحصل على ما وعد به الله سبحانه: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران: 133]، وهي التي يحصل عليها أولئك الّذين قال عنهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 135].

فطوبى لمن وُجِدَ في صحيفته استغفارٌ كثير، وطوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة تحت كلّ ذنب “أستغفر الله”، وطوبى لمن طرق أبواب رحمة الله باستغفاره، ولمن قال الله عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذّرايات: 17 -18].

أيّها الأحبّة: إنّنا أحوج ما نكون في هذه الظّروف الصّعبة إلى ردم الهوّة التي قد تكون نشأت بيننا وبين الله، أن نعيد تصويب المسار، حتى ينظر إلينا نظرة رحيمة، لننعم بسببها بالمغفرة والرّحمة والتّسديد، وإزالة الهمّ والغمّ ودفع البلاء.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، والتّقوى هي أن نعبده وأن نخضع له، وقد بيَّن لنا ذلك الإمام الجواد (ع) الذي نستعيد ذكرى ولادته في العاشر من هذا الشّهر، عندما قال: “من أصغى إلى ناطقٍ فقد عبده، فإن كان النّاطق يؤدّي عن الله فقد عبد الله، وإن كان النّاطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس”. فأنت عندما تصغي إلى إنسان، ينشدّ إليه فكرك وقلبك، فأنت تعبده لأنّك تخضع فكرك له، وكذلك مواقفك وسلوكك وحركاتك، فإن كان ينطق عن الله ويعبّر عنه، فأنت في حالة عبادة لله، أمّا إذا كان ينطق بغير ما يريده الله، بحيث يكذب عليه، أو عمّن يعبّرون عنه، أو يسيء إلى أحكامه وشريعته، أو يخرّب على الإنسان أخلاقه وقيمه، فأنت هنا تعبد الشّيطان. ولذلك، عندما تصغون إلى أحد، أكان خطيباً أم واعظاً، مباشرةً أو عبر شاشات التّلفاز أو عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، فتّشوا عمّن يمثّل في فكره، حتى لا يخدعنا أحد ونقع في مصيدة شيطان هو بصورة إنسان، وبذلك نكون أصحاب وعي في الدّين والسّياسة والاجتماع وكلّ مفاصل الحياة، وبذلك نواجه التحدّيات.

اشتداد الأزمة

والبداية من لبنان الّذي يضيق فيه الخناق على اللّبنانيّين بفعل تفاقم الأزمات على الصّعيد الاقتصادي والنقدي والاجتماعي والأمني، من دون أن تبدو أيّ بادرة جدّية لإخراج البلد من حالة التردّي، سوى المزيد من المسكّنات، حيث يستمرّ ارتفاع سعر الدولار، ومعه الموادّ الغذائيّة الضّروريّة، وتزداد يوماً بعد يوم نسب الفقر وأعمال العنف ومعدَّلات الجريمة والسّرقة، فيما الحكومة الّتي من المطلوب منها أن تعالج هذه الأزمات، وأن تخرج البلد من هذا النّفق المظلم، باتت بعيدة المنال، بفعل استمرار تصلّب مواقف الأطراف المعنيّين بالتأليف، ووقوف كلّ منهم عند شروطه، لا يريد أيّ منهم أن يتقدّم خطوة نحو الآخر أو يبدي تنازلاً تجاهه.

وقد أظهرت السِّجالات الحادّة التي جرت، مدى عمق الأزمة، ومدى انعدام الثّقة، وحتى التّعايش فيما بينهم، ما يعني أنّ الحكومة حتى لو تألَّفت، قد لا تستطيع القيام بدورها ومهامها.

كلّ هذا يجري وسط توقّف سعاة الخير في الدّاخل، وعدم رغبة الخارج في التدخّل، إن لم يقم المسؤولون في الدَّاخل بما عليهم بإيقاف التّجاذبات فيما بينهم، والتي أدَّت إلى تعطيل مبادرات سابقة، ولم يبادروا إلى تأليف حكومة قادرة على النّهوض بهذا البلد وإجراء إصلاحات فيه، وان كنَّا لا نعفي الخارج من مصالحه.

إنّنا نرى أنَّ انسداد الأفق على مستوى تأليف الحكومة، سيؤدِّي إلى انفلات الأمور في الدّاخل، ليصبح البلد لقمة سائغة في يد من يريدون الإمساك بقراره، وجعله ورقة في ظلّ المتغيّرات التي ترسَم للمنطقة.

ومن هنا، فإنّنا نجدّد دعوتنا للجميع، رأفةً بالبلد وإنسانه، وحتى بمواقعهم، بضرورة الخروج من حساباتهم الخاصّة إلى حساب الوطن، فما قيمة كلّ الحسابات الخاصّة والمصالح الفئوية أو الطائفية، عندما يسقط البلد ويتداعى وينهار، ويهيم شعبه في بلاد الله الواسعة؟!

لقد آن الأوان للجميع أن يعوا أنّ هذا البلد كان وسيبقى قائماً على ثلاثة أعمدة؛ التفهّم والتفاهم، وأن لا غالب فيه ولا مغلوب، وضرورة تبادل التّنازلات لحساب وجوده واستقراره.

تحذيرٌ من الخطاب الطّائفيّ

وهنا، نحذّر من العودة إلى استخدام الخطاب الطائفي أو المذهبي في إطار الصّراع الجاري، لما له من تداعيات خطيرة، والّذي قد يدخل الكثيرون على خطّه، فالصّراع الجاري ليس له بعد طائفيّ أو مذهبيّ، بقدر ما له بعد شخصيّ، ويدخل في إطار المصالح السياسيّة لهذا أو ذاك، أو لهذه الفئة أو تلك، وغالباً ما لا تستفيد منه الطائفة أو المذهب، بل قد يكون على حسابها..

إنّنا نثق بوعي اللّبنانيّين الذين لن يلدغوا من أحجار السياسيّين مرة أخرى، ولن يسمحوا لهم بأن يتلاعبوا بعواطفهم وغرائزهم المذهبيّة والسياسيّة.

مع حرّيّة التّعبير.. ولكن!

ونبقى على الصعيد الداخليّ، لندعو إلى أن تتوقّف السجالات التي تجري من خلال وسائل الإعلام أو عبر مواقع التّواصل، وأن يعي الجميع مدى مسؤوليّتهم عن الكلمة التي يطلقونها أو يكتبونها.

إنّنا لسنا من الّذين يدعون إلى كمّ الأفواه ومنع حريّة الكلمة والتّعبير، فهذا البلد لا بدَّ أن يبقى واحةً للحريّات، ولكنّنا ندعو كلّ من لديه وسيلة إعلاميّة إلى الحذر من إطلاق الكلام على عواهنه، أو نقله من دون التدبّر لآثاره وتداعياته التي قد تكون كارثيّة.

فالكلمات إن لم تكن مدروسةً وواعيةً، قد تكون بمثابة صبّ الزّيت على النّار، ودائماً هناك من يتصيّد الكلمات للوصول إلى ذلك.

القرض الدّوليّ.. والتّحقيق

وفي موضوع القرض الدّوليّ لتأمين شبكة أمان اجتماعيّة في هذا البلد، فإنّنا ندعو إلى الإسراع في إقراره وإيصاله إلى مستحقّيه، بعيداً من كلّ الاعتبارات السياسيّة والمحسوبيّات لمواجهة الأعباء المعيشيّة المتزايدة عليهم، رغم تحفّظنا عن مبدأ القروض، بعد أن أصبح هذا هو السّبيل الوحيد لمساعدة المواطنين.

وفي اطار استمرار تصاعد أعداد المصابين بوباء “كورونا”، فإننا نجدّد الدعوة إلى ضرورة الاستمرار بإجراءات الوقاية المطلوبة بكلّ دقّة، في وقتٍ نأمل أن يساهم وصول اللّقاح في الحدّ من انتشاره. وهنا نقدّر كلّ الجهود التي بذلت لوصول هذا اللّقاح، ونأمل أن تتضافر الجهود لزيادته وتوسيع مساحته، بعد أنّ أصبح واضحاً أننا في سباق مع هذا الفيروس.

وإلى قضيّة التّحقيق في انفجار المرفأ، والتي يخشى أهل الضّحايا والمصابين بعد الإجراء الأخير للقضاء بتغيير المحقّق العدليّ، من التّمييع والتأجيل والتّسييس.

إنّنا أمام ما جرى، ندعو إلى الإسراع في تعيين محقّق عدليّ جديد، يطمئن أهالي الضّحايا إلى سلامة التّحقيق وشفافيّته وعدالته، ومحاسبة المجرمين والمقصّرين، بعيداً من أي ضغوط واعتبارات، للوصول إلى الحقيقة كاملةً غير منقوصة.