احتفال حاشد في بدنايل في ذكرى ولادة الرّسول(ص)

 

 

فضل الله: لمدّ جسور التّواصل بين جميع اللّبنانيّين، لمواجهة الفتن الّتي تحيط بنا

 

برعاية العلامة السيّد علي فضل الله، أقامت بلديّة بدنايل في البقاع احتفالاً حاشداً بمناسبة ذكرى مولد الرّسول الأكرم(ص)، في حسينيّة البلدة، وتقدّم الحضور عدد من الفاعليّات السياسية والدينية والبلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية، وحشد غفير من أبناء المنطقة.

بدايةً مع آيٍ من الذّكر الحكيم، تلاه النشيد الوطني، ثم عرض فيلم تناول إنجازات البلديّة ومشاريعها الإنمائية، ثم كانت كلمة إمام البلدة الشّيخ أديب حيدر، تلتها كلمة رئيس البلديّة السيّد علي جواد سليمان، بعدها، ألقى راعي الحفل، سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، كلمةً بدأها بالإشارة إلى العلاقة الحميمة والطيّبة الّتي كانت تربط هذه المنطقة بالمرجع الرّاحل السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، وما كانت تمثّل له من أهميّة…

وأضاف سماحته: إنَّنا نرى في بلدة بدنايل نموذجاً يُحتذى في التّعاون والتّكافل بين مختلف أبنائها، بحيث استطاعت خلال فترة وجيزة تحويل مكامن الضّعف فيها إلى قوّة، بفضل تضافر جهود أبنائها، وعملهم المخلص في رفع مستوى البلدة، من خلال مشاريعها الإنمائيّة والحياتيّة والاجتماعيّة وإنجازاتها الأخرى المتنوّعة.

ثم انتقل إلى الحديث عن الرَّسول(ص) وأهميّة الرّسالة الّتي حملها، والّتي انفتح من خلالها على تنوّعات المجتمع بكافّة فئاته وتلاوينه، وكان بذلك مثالاً للرّحمة الّتي تستوعب كلّ النّاس وتحمل همومهم، وتنقلهم من انقساماتهم إلى وحدتهم، ومن ظلمات عاداتهم وتقاليدهم، إلى أنوار الرّسالة الإلهيّة السّامية، ليرتقي بذلك المجتمع من جاهليّته إلى حضارة الإسلام، الّتي بدأت مع إرساء أوّل نموذج للمجتمع الإنسانيّ المتنوّع.

واستنكر سماحته الأعمال والممارسات المستنكرة الّتي يلجأ إليها البعض بعناوين إسلاميّة قاصرة، من تكفير وقتل وفتن… كلّ ذلك باسم الإسلام، وباسم الرّسول(ص) الّذي جاء رحمةً للعالمين…

إنّنا نستغرب هذا التوجّه الّذي بدأ يشكّل خطراً كبيراً على مجتمعاتنا، في إثارة الأحقاد والعصبيّات الّتي تؤدّي إلى انهيار القيم والمبادئ، وكلّ معاني الألفة والمحبّة والتّسامح الّتي جاء بها رسول الرّحمة محمّد(ص).

وأكّد سماحته أنّ الرّسول(ص) شيّد جسور التّواصل بين أبناء المجتمع ومكوّناته، فكانت المحبّة عنوان تحرّكه، وهذا ما نصبو إليه اليوم في ظلّ الانقسامات الحادّة بين أبناء الوطن الواحد والمجتمع الواحد والأمّة الواحدة، بأن نعمل على مدّ جسور التواصل والانفتاح بين الجميع، لمواجهة الفتن الّتي تحيط بنا من كلّ اتجاه، والّتي تحاول أن تمزّقنا فرقاً ومذاهب وشيعاً  تحكمها العصبيّات والأنانيّات والغايات الشخصيّة والفئويّة.

وتابع: إنّنا نرى، انطلاقاً من قراءتنا لرسول الله(ص)، ودوره في توحيد المجتمع، أنّ علينا أن نتجاوز كلّ خلافاتنا وانقساماتنا، وأن نتوحّد حول قضايانا الحياتيّة والمعيشيّة والإنمائيّة والسياسيّة، لكي نحصّن مجتمعنا ودولنا من التداعي والانهيار، ولنكون سدّاً منيعاً أمام كلّ العابثين بنا، سواء كانوا من ضيّقي الأفق في الدّاخل، أو من أعدائنا في الخارج.

وختم سماحته بالتّشديد على ضرورة أن يبادر اللّبنانيّون إلى تمثّل قيم الأنبياء والصّالحين، وأن يقتدوا بسيرة هؤلاء ومبادئهم، كي نستطيع الانتقال بهذا البلد المعذّب إلى شاطئ الأمان، وأن نجنّبه الانزلاقات الخطيرة والخضّات المدمّرة، ونأمل أن يستطيع اللّبنانيّون تقديم نموذج رائد في الوحدة الوطنيّة، على قاعدة التّعاون البنّاء بين جميع طوائفه ومذاهبه وفئاته ومواطنيه على اختلاف انتماءاتهم، ولا سيّما في هذه المرحلة الخطيرة والحسّاسة الّتي تجتازها هذه المنطقة.

وبعد باقة من المدائح النبويّة، قدّم رئيس البلديّة في ختام الاحتفال، درعاً تقديريّة لسماحته، وأقيم حفل عشاء بهذه المناسبة الكريمة.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة  السيد علي فضل الله                              

التاريخ: 22 ربيع الأوّل 1434هـ الموافق: 3 شباط 2013م

Leave A Reply