استقبل رئيس جمعيَّة المرأة والطّفل الإعلاميَّة وفاء بيضون فضل الله: الحلول لن تأتي من الخارج وليكن رهاننا على الحلول الداخليَّة

استقبل سماحة العلَّامة السيِّد علي فضل الله رئيس جمعيَّة المرأة والطفل الإعلاميَّة والشَّاعرة وفاء بيضون الَّتي قدَّمت له المعايدة بحلول شهر رمضان المبارك، ووضعته في أجواء نشاطاتها الاجتماعية والإعلامية، مقدّرةً مواقفه الحوارية والانفتاحية والداعمة للمرأة والطفل، والتي تحاكي لغة الشباب وهموهم.

من جهته، قدم سماحته المعايدة للزميلة بيضون بمناسبة عيد الأمّ، مثمّناً الدور الذي تقوم به المرأة اللبنانيّة على غير صعيد، ولا سيما في ظلّ التحديات والأزمات التي يعانيها الوطن، مشدّداً على ضرورة تعزيز لغة الحوار الهادفة إلى أن يفهم كلّ منا الآخر، ما يصل بنا إلى أن نلتقي على الكثير من القواسم المشتركة، ونتمكَّن من إزالة كل الهواجس والمتاريس والمخاوف التي رسمت بين اللبنانيّين.

وتساءل سماحته: ماذا جنينا من لغة القطيعة والسقوف العالية سوى المزيد من الانقسام والتشرذم، مؤكّداً أن هذا الوطن لا يمكن أن يبنى أو تقوم له قائمة إلَّا من خلال التواصل الجادّ والعميق بين مكوّناته، وتقديم التنازلات المتبادلة لمصلحة الوطن.

وتوجَّه سماحته إلى الطبقة السياسيَّة بالقول: ارأفوا بحال الشعب اللبناني ومعاناته الذي حولتموه إلى متسول على أبوابكم وأبواب العالم، يستجدي السفارات، أو يركب المخاطر في البحر للهجرة، معتبراً أن لبنان ليس بلداً فقيراً، ولكن سوء الإدارة والمحاصصة والنهب أوصلته إلى هذا الانهيار، مشيراً إلى أن التغيير لا بدّ من أن يحصل من الداخل، ومن خلال تغيير هذه العقلية التي ما زالت تتحكَّم بالواقع السياسي.

وأكَّد سماحته أنَّ الحلول لن تأتي من الخارج، أو من رهان على تفاهم هنا أو تفاهم هناك قد يتأخر فيما البلد لا يتحمَّل، فضلاً عن أنه ليس مضموناً أن ينعكس إيجاباً على البلد، بفعل تعطيل محلّي أو فيتو دولي، وبالتالي، فإن علينا أن نراهن على الداخل، بأن لا نتأخر عن القيام بتفاهمات داخليَّة تأخذ في الاعتبار مصلحة هذا الوطن وإنسانه، بعيداً من أيّ حسابات أخرى، داعياً الناس إلى رفع صوتها عالياً لمواجهة هذا الانهيار الحاصل، ووقف هذه المعاناة بالطّرق التي تسهم في إيصال هذا الصّوت، بعيداً من أيّ تحركات غير مدروسة قد تربك أيّ تحرك أو تجهضه، داعياً رجال الدين إلى أن يكونوا صمَّام أمان لهذا الوطن، بدلاً من أن يكونوا طرفاً في زيادة الانقسامات والشَّرذمة.