افتتح مسجد النَّبي إبراهيم(ع) في عين بسوار فضل الله: لاحتضان الجيش اللبناني شعبيّاً وسياسيّاً

استنكر العلامة السيد علي فضل الله، ما يتعرض له الجيش اللبناني من استهداف مباشر، معتبراً أن هذا الاستهداف هو استهداف للبلد كله، ولأمنه وسلامته، داعياً إلى دعم هذه المؤسَّسة الوطنية ومواكبتها على المستويين الشعبي والسياسي.

 

جاءت هذه المواقف خلال افتتاح جمعية المبرات الخيرية، مسجد النبي إبراهيم(ع) في عين بسوار، الّذي شيّد على نفقة الحاج علي جباعي، عن روح والده المرحوم الحاج رضا محمد جباعي. وقد حضر الحفل عدد من العلماء وفاعليات المنطقة، وحشد من المواطنين.

بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى السيد فضل الله، كلمة تناول فيها قيمة المسجد في الإسلام، كقاعدة للتربية على الفكر الأصيل المنفتح على الآخر، بعيداً عن أيّ تعصب أو استعلاء أو تكبّر.

وتوقَّف سماحته عند الدّور الذي لعبه المسجد على طول التاريخ الإسلامي، داعياً كلّ الذين يدخلون المساجد، إلى أن يفدوا إليها من أبواب الحسابات المنفتحة على الله، بعيداً عن الحسابات الذاتية، لتكون المساجد قلاعاً نحصّن بها أنفسنا، وحصوناً نتدرّب فيها على السلوك الحسن والأخلاق الطيّبة، لا أن نبني من خلالها جدراناً مع الآخرين.

وشدَّد على أن تنفتح المساجد على الدائرة العامة للمسلمين جميعاً، في كل معاني التنوع المذهبي، لتكون مواقع للرسالة، ترسم جسور التواصل مع المسلمين الآخرين، وتؤسّس لقواعد الوحدة الإسلامية، فلا يقال: "هذا مسجد للشيعة، وهذا مسجد للسنّة"، بل هو مسجد لكل المؤمنين والمسلمين، وأن لا تأخذ المساجد عنوان هذا الحزب أو هذه الجماعة، فالمساجد لله، وعلينا أن نحترم أحكام الله في المساجد وخارجها.

وأضاف: "علينا أن نحافظ من خلال المساجد على الصورة النقية للإسلام والنبي محمد(ص)، وأن لا نسمح بتشويهها عبر أعمال القتل والعنف والتفجير والذبح وما إلى ذلك، لأننا نريد للمساجد أن تُطلق أجيالاً تتراحم فيما بينها، لا أن نستولد أحقاداً وعصبيات وإثارات من هنا وهناك".

ورأى سماحته أن المستفيد من كل ما يجري في واقعنا من دمار، هو العدو الصهيوني، وخصوصاً بعد انتقال ظاهرة التفجير وقتل الأبرياء، إلى واقعنا اللبناني، ومعظم بلدان المنطقة، داعياً إلى العمل لتحصين الساحة الداخلية، بدءاً من الخطاب السياسي والديني، الذي نريده أن يكون خطاباً شفافاً ومتوازناً، ومنفتحاً على قضايا الجميع، لا على قضايا الحزب والمنطقة والطائفة فقط، وصولاً إلى القيام بخطوات عملية، من خلال التواصل اليومي بين جميع الفئات والطوائف والأحزاب.

وقال: "لا بدّ من الوقوف مع الجيش اللبناني، والالتفاف حوله في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، لأن الأعباء التي يحملها ثقيلة وخطيرة، كما أنه يحتاج إلى احتضان ومواكبة شعبية وسياسية من الجميع، للحفاظ على الوحدة الداخلية، وحماية السلم الأهلي". واستنكر ما تعرض له الجيش من استهداف مباشر، مشيراً إلى أنَّ هذا الاستهداف هو استهداف للبنان كله، ولأمن البلد وسلامته واستقراره.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله                   

 التاريخ: 24 ربيع الآخر 1435هـ الموافق: 24 شباط 2014م

 

Leave A Reply