الإتقانُ في العملِ سبيلُنا لاستعادةِ دورِنا الحضاريّ

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُور}[الملك: 1-3].

من أبرز الصفات التي دعا إليها الإسلام وحثَّ أتباعه عليها، هو الإتقان في العمل الَّذي يقومون به وفي أداء المسؤوليَّة التي يتحمَّلونها، نظراً إلى أهمية هذه الصّفة ودورها في بناء المجتمع ونهوضه وتطوّره، ولمنع الآثار التي قد تكون كارثيّة عند عدم توفراها في الأداء والأعمال.

والإتقان يعني أداء العمل وإنجازه بأفضل صورة، وعلى أتمِّ وجه، وبالوقت المحدَّد له، بحيث لا يشوب هذا العمل أو الأداء أيّ خلل أو نقص، أو يكون فيه تقصير، أو أن لا يؤدّي الغرض منه.

واجبٌ وليس خياراً

والإتقان في العمل لم يجعله الإسلام أمراً اختيارياً، بحيث يمكن للمسلم أن يتصف أو لا يتصف به، بل جعله واجباً من الواجبات الذي يحقّق به الإنسان أحد أهداف وجوده في هذه الحياة، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان على هذه الحياة خليفته على هذه الأرض، بحيث يتمثله في أن يكون الأحسن عملاً وأداءً للمسؤوليَّات الملقاة على عاتقه.

وهذا ما أشار إليه الله سبحانه: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195]، فعليكم أن تحسنوا في أدائكم لأعمالكم، حتى تبلغوا محبَّة الله، وبدونها لن تبلغوها.

وقال سبحانه في آية أخرى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}. وقد فسِّر الأحسن عملاً بالأصوب عملاً والأكثر إتقاناً.

وفي ذلك إشارة إلى أنَّ الناس لن يحاسَبوا فقط يوم القيامة على أداء أعمالهم، بل على كيفيَّة أدائهم لعملهم، ولماذا لم يكونوا الأحسن عملاً وإتقاناً.

إتقانُ العملِ في الأحاديث

وإلى ذلك أشارت الأحاديث الشَّريفة، حيث ورد في الحديث: "لا يكن همّ أحدكم في كثرة العمل، وليكن همّه في إحكامه وتحسينه".

وفي الحديث: "إنَّ الله تعالى يحبُّ من العامل إذا عمل أن يحسن".

وفي حديث آخر: "إنَّ الله تعالى يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

وقد وصل الاهتمام بموضوع الإتقان إلى أن يدعو رسول الله (ص) إلى الإتقان حتى في الكفن الَّذي يكفَّن به الإنسان، رغم أنَّ الكفن سيبلى، وفي اللَّحد، رغم أنه سوف يهال عليه التراب، حيث قال (ص): "إذا كفَّنَ أحدُكُم أخاهُ، فليُحسِّن كفنَهُ إنِ استطاعَ"، وفي القبر: "احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا".

وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن ليس المقصود من الإتقان في الإسلام أن يلقى من يعمل استحساناً ممن يعمل لهم أو يؤدِّي دوره تجاههم، بل الإتقان في العمل حتَّى لو لم يستفد منه أحد.

وقد عبَّر عن ذلك رسول الله (ص) عمليّاً، فهو عندما توفي أحد أصحابه، وهو سعد بن معاذ، حرص (ص) على أن يقف على قبره ليراقب طريقة بناء اللَّحد، ولما رأى خللاً في تسوية بنائه وعدم الإحكام فيه، أمر بإصلاحه، وعندما قيل له: يا رسول الله، هذا قبر وليس غرفة وسيهال التراب عليه، قال لهم: أعلم هذا، ولكنَّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يحكمه.

إتقانُ العملِ في القرآن

وقد حرص القرآن على أن يشير إلى مظهر من مظاهر الإتقان المطلوب في توجيهه لنبيِّه داوود (ع) الَّذي كان يصنع الدروع التي يتسلَّح بها المقاتل للدِّفاع عن نفسه، عندما قال سبحانه: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ}، أي يا داوود، اعمل عملاً كاملاً لا خلل فيه {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}[سبأ: 11]، أي احرص على أن تكون دقيقاً عند وضع الحلقات للدّرع بطريقة لا تمنع المقاتل من حريّة الحركة.

وقد عزَّز الله سبحانه من إحساس الإنسان بأهميَّة الإتقان؛ أوَّلاً: عندما دعا الإنسان إلى أن يتأمَّل بالكون، فهو لن يجد فيه نقصاً ولا عيباً، بل إتقاناً في الصّنع وجماليّة في المظهر، وهذا ما أشار إليه بقوله سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ}. وقال: {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}[النَّمل: 88]. وقال عن خلق الإنسان: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التّين: 4].

وثانياً: عندما نزع صفة الإيمان عمَّن يخونون أمانة العمل الَّذي أودع بين أيديهم، والمسؤوليَّة التي تحمَّلوها، والّذين يغشّون الناس بسوء أدائهم لها، فهو عندما حدَّد صفات المؤمن، قال: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}[المؤمنون: 8].

وقد ورد في الحديث: "لا إِيمـانَ لِمَنْ لا أَمـانَةَ لَهُ". وفي الحديث: "من غشَّنا فليس منّا"، أي ليس بمسلم.

ثالثاً: عندما دعا العامل أن يعي عندما يعمل أنَّ الله مطَّلع على عمله ورسوله والمؤمنون، وأنّه سيواجه المسؤوليَّة أمام الله وأمام رسوله وأمام المؤمنين، عندما يقف للحساب بين يدي الله سبحانه، فقال: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التَّوبة: 105]، وأنّه سيتحمَّل كلَّ النتائج التي تترتَّب على عدم إتقانه لعمله، وهذا ما أشار إليه الله عندما قال: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس: 12].

تشجيعُ المتقنين

ولم يقف الأمر عند دعوة الله للنَّاس إلى الإتقان، بل دعا المجتمع إلى تشجيع المتقنين، وأن يكون لهم شأن عندهم، وذلك عندما دعا إلى أن يُحظوا بالشّكر والتقدير والاحتضان، وأن يكافأوا ويقدَّروا، وقد ورد في الحديث: "لَعَنَ اللهُ قاطِعِي سَبيلِ المَعروفِ، وهُو الرجُلُ يُصنَعُ إلَيهِ المَعروفُ فَيَكفُرُهُ، فَيَمنَعُ صاحِبَهُ مِن أن يَصنَعَ ذلكَ إلى غَيرِهِ".

قيمةُ الإتقان

أيّها الأحبّة: إننا أحوج ما نكون إلى إيجاد كلّ السبل الكفيلة للوصول إلى الإتقان، بالتعليم المتقن، وبالتقدير والإحسان للَّذين يتقنون، وتشجيعهم على الاستمرار به، واتخاذ المواقف الحاسمة، ومعاقبة من لا يتقنون عملهم.

لقد استطاع المسلمون من خلال قيمة الإتقان التي ربَّاهم عليها الإسلام ليمارسوها في كلِّ مجالات الحياة، أن يصنعوا كلَّ المجد الَّذي حظوا به في الماضي، وكان لهم كلّ هذا التألّق، ولا تزال آثار إتقانهم واضحة في كلِّ ما تركوه من إنجازات حضارية ضخمة في المجالات العلميَّة والتقنية والفكرية والثقافية والصحية والاجتماعية، وهم تراجعوا وتخلَّفوا عندما فرَّطوا بهذه القيمة، وراحوا يودعون المسؤوليَّة عند من لا يملك مؤهِّلاتها، وأصبح الاعتبار للمحسوبيات في تولي المسؤوليَّات والمواقع، وهي من تحظى بالحماية رغم جهل أصحابها وضعف قدراتهم، أو حتى بات الشَّخص غير المناسب يوضع في مكان غير مناسب.

بالإتقانِ نستعيدُ دورنا

أيُّها الأحبَّة: لن نستعيد حضارتنا المجيدة، ولن يكون لنا الحضور القويّ والفاعل في هذا العالم، إلّا إذا كان شعارنا: الأحسن ثم الأحسن، الإتقان ثم الإتقان، الجودة ثمّ الجودة… وهو ما نحتاجه في عبادتنا لربّنا، وفي تنظيم بيوتنا، وفي بناء أُسرنا وتربية أولادنا، وفي حياتنا الزّوجيّة، وفي تنظيم شوارعنا وطرقاتنا، في مدننا وقرانا، في إدارة مؤسَّساتنا ومتاجرنا ومصانعنا، في علاقتنا بعضنا ببعض، أن نتقن الأداء في السّياسة والاقتصاد، وفي مواقع الجهاد، أن نحرص على الأحسن في القول والعمل والسّلوك، فبذلك نستعيد زمام المبادرة الّتي افتقدناها، وبذلك نبني واقعنا ونبني آخرتنا، ونعبِّر عن إيماننا، ونكون في الموقع الأفضل عند الله، كما أشار سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}[البيِّنة: 7]، ونكون كما أراد الله خير أمَّة أخرجت للنَّاس بالقول والعمل والسّلوك.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم بما أوصى به رسول الله (ص)، وورد عنه (ص)، أنَّه التقى يوماً بفتى، فسأله رسول الله (ص): "أتحبّني؟ فقال له الغلام: إي والله يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): مثل عينيك؟ قال الفتى: أكثر، فقال له رسول (ص): مثل أبيك؟ فقال: أكثر، فقال له (ص): مثل أمّك؟ قال الفتى: أكثر، فقال له النبيّ (ص): مثل نفسك، قال: أكثر والله يا رسول الله. فقال: أمثل ربّك؟ فقال الفتى: الله الله يا رسول الله، ليس هذا لك ولا لأحد، فإنّما أحببتك لحبّ الله. فالتفت النبيّ (ص) إلى من كان معه، وقال: "هكذا كونوا، أحبّوا الله لإحسانه إليكم، وإنعامه عليكم، وأحبّوني لحبّ الله".

هذه وصية رسول الله (ص)، أن يكون حبنا لله خالصاً، وإذا أحببنا أحداً، فلحبه لله تعالى، وهذا هو ما نقرأه في الدعاء: "اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ كُلِّ عَمَل يُوصِلُنِي إلى قُرْبِكَ، وَأَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا سِواكَ".

وبذلك نكون أكثر وعياً ومسؤوليَّة، ونكون أكثر قدرة على مواجهة التحدّيات…

هل لبنانُ بلدٌ مستقلّ؟!

والبداية من هذا البلد الّذي مرّت عليه ذكرى الاستقلال الَّتي تأتي لتذكِّر اللبنانيين باستقلالهم، ومناسبة لتكريم من بذلوا جهوداً وقدَّموا تضحيات من أجل إخراج البلد من نير الانتداب الفرنسي، وهم يستحقّون هذا التكريم.

لكنَّنا نريد لهذا الذكرى أن تتوسَّع دائرتها، لتشمل كلَّ من قدَّموا التضحيات الجسام من أجل تحرير أرضهم من العدوّ الصهيوني، ومن كلّ محتلّ وغاز لهذه الأرض الطاهرة. ولكن من حقِّنا أن نسأل مع كلّ اللبنانيين، إذا كنا استطعنا أن نحرِّر الأرض ممن احتلوها، فهل نحن اليوم ننعم فعلاً بالاستقلال، وهل إن قرارنا السياسي والاقتصادي والأمني هو بأيدينا؟!

إنَّا نأسف أن نقول لا، فنحن اليوم رهينة تدخلات الخارج، ننتظر كلمة السرّ منه لننعم باستحقاق رئاسي أو حكومي أو أيّ استحقاق، أو لنعالج أزماتنا الاقتصادية والمعيشية، أو لنحظى باستقرار أمني، وحتى للدفاع عن أنفسنا.

وهذا لن يتحقَّق إلا عندما تحرَّر إرادات من يديرون البلد، ويخرجوا من رهاناتهم الخارجية ومصالحهم الخاصة والفئوية.

المراوحةُ في ملفِّ الرّئاسة

في هذا الوقت، تستمر المراوحة على صعيد الاستحقاق الرئاسي، حيث لا يزال كلّ فريق ملتزماً بالسقوف العالية الَّتي ذهب إليها، فيما إنجاز الاستحقاق الرئاسي يتطلَّب التنازل الذي بات لا بدّ منه في ظلّ التَّوازن الموجود داخل المجلس، وعدم قدرة أيّ فريق على ترجيح كفَّته على الأخرى، ما يجعل البلد أسير الفراغ إلى فترة يخشى أن تكون طويلة ما لم تحصل أيّ تطوّرات على هذا الصّعيد.

ونحن في هذا المجال، نعيد دعوة القوى السياسيّة المتمثّلة في المجلس النيابي، إلى أن يكونوا أمناء على من أودعوهم مواقعهم وأعطوهم قيادهم، بالعمل الجادّ للخروج من هذا الفراغ القاتل الذي بات يضغط على صدور اللّبنانيين، ويهدّد مصالحهم واستقرارهم، والتوصل إلى صيغة تؤمِّن انتخاب رئيس أمين على هذا البلد وإنسانه، ويملك الكفاءة لإخراجه من النفق المظلم الذي دخل فيه.

قتامةُ الوضعِ المعيشيّ

في هذا الوقت، يستمرّ الوضع المعيشي على حاله من التردّي، والذي بُشِّر اللبنانيون بأنه سيزداد قتامةً بفعل رفع سعر صرف الدولار الجمركي إلى 15 ألف ليرة دفعة واحدة، والَّذي لن تقف تداعياته على ارتفاع السِّلع والموادّ الغذائيّة والدواء والاستشفاء، بل يشمل تأثيره التدفئة، حيث الكلفة العالية للمازوت والحطب، وتأثير ذلك في الثروة الحرجيّة للبلد، فضلاً عما ما تشير إليه التقارير الأمنية من ارتفاع كبير في نسبة جرائم السَّرقة في هذا العام، وجرائم القتل ونسب الانتحار.

ونحن على هذا الصَّعيد، نتوقف عند التقرير الخطير لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، الَّذي وصف المشكلة في لبنان بالجريمة ضدّ الإنسان، بعدما انحرف مصرف لبنان عن المعايير الدوليَّة، من دون أن يتمَّ التدقيق عليه من قبل أيّ لجنة برلمانية أو قضائية في ممارساته، ما أدَّى إلى تبخر أموال المودعين وضياعها، ووصول هذا البلد وإنسانه إلى المنحدر الذي وصل إليه.

احترافيّةُ عمليّةِ القدس

ونبقى على الصعيد الفلسطيني، لننوِّه بالعملية المزدوجة، وبالاحترافية والدقة التي اتَّسمت بها في القدس، رغم كلِّ الإجراءات الأمنيَّة التي يعتمدها العدوّ الصهيوني في القدس والضفَّة الغربيَّة، ما أوقع المنظومة الأمنية الصهيونية في مأزق كبير، وقد جاءت هذه العمليَّة رداً على ممارسات العدوّ بحق الشعب الفلسطيني ومقدَّساته، لتؤكِّد مجدَّداً أن لا أمن ولا أمان له ما دام يحتلّ الأرض ويعبث بالمقدَّسات، أو ما دام الشعب الفلسطيني يعاني صلف الاحتلال واعتداءاته وإذلاله.

البيئةُ في خطر

وأخيراً، وفي أعقاب الانتهاء من قمَّة المناخ التي انعقدت في شرم الشَّيخ، نقف عند ما صدر عنها من قرارات قالت عنها الصّحف الغربيّة بأنها تتَّسم بالتردّد والتهرّب والعرقلة من الدول الصناعيَّة، والتي اكتفت بإنشاء صندوق لتعويض الخسائر الناجمة عن التلوث المناخي والبيئي، من دون أن تعالج الأسباب التي أدَّت إليها، والتي تعود إلى الانبعاثات الصناعيَّة التي باتت تهدِّد الأرض ومن عليها وما عليها، وهو ما يشير إلى مدى الانحدار القيمي لدى هذه الدّول الَّتي لا تعرف قيمة للإنسان ومستقبله، ولا تعمل إلَّا لتحقيق مصالحها وأطماعها، حتى لو أدَّى ذلك إلى دمار الأرض ومن عليها.