الإمامُ الجوادُ (ع): التميّزُ العلميُّ والرّساليُّ

السيد علي محمد حسين فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. صدق الله العظيم.

في العاشر من هذا الشَّهر، شهر رجب الحرام، نلتقي بذكرى ولادة الإمام التاسع من أئمّة أهل هذا البيت (ع) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، وهو الإمام محمد بن علي الجواد (ع).

والجواد هو لقب اقترن باسمه الشَّريف، لأنه كان يعطي الكثير، ولا يبقي لنفسه إلا القليل، ولا ينتظر فقيراً حتى يسأله، بل هو من كان يذهب إليه ويبحث عنه.

الإمامةُ المبكرةُ

وقد حظي هذا الإمام بتربية أبيه الإمام الرّضا (ع) وبرعايته، وقد أشار إلى موقعه عندما سأله أحد أصحابه عنه، فقال: لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركةً على شيعتنا منه. وقد تسلّم الإمام الجواد (ع) زمام الإمامة بعد وفاة أبيه، وكان آنذاك في حداثة سنّه، وهذا الأمر من الطبيعي أن يطرح تساؤلات وشكوكاً، ويثير علامات استفهام حول كيفيّة تولي هذا المنصب الخطير لمن هو بهذه السّن.

وقد جاء الردّ على التّشكيك بما ورد في القرآن الكريم عندما تحدَّث عن النبيّ يحيى (ع): {وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً}[مريم: 12]، وما ورد من تولي النبيّ سليمان (ع) الحكم بعد أبيه داود (ع)، وكان بمثل سنّ الإمام الجواد (ع)، وللتميز العلمي الذي عرف عن الإمام الجواد بالرّغم من صغر سنّه، والذي شمل ميادين العقيدة والفقه والتّفسير والحديث، ومختلف ألوان الثقافة الإسلاميَّة، وقد تقدَّم فيه على كلّ العلماء الذين عاشوا في عصره، ما جعله موضع عناية المأمون الخليفة العباسي آنذاك. فقد ورد عن الشيخ المفيد (ع) قوله إنّ المأمون شغف فيه لما رأى من فضله، رغم صغر سنّه، وبلوغه من العلم والحكمة والأدب وكمال الفضل ما لم يساوه به أحد في زمانه.

وقد عبَّر عن ذلك عندما جاء إليه العباسيّون معترضين على تزويجه الإمام من ابنته أمّ الفضل، وخوفهم من أن يؤدّي ذلك إلى أن يخرج الحكم من بني العباس وينتقل إلى أهل البيت (ع)، عندها قال: إني اخترته لتفوّقه على أهل الفضل في العلم والثقافة كافة مع صغر سنّه، وأنا أرجو أن يظهر للناس ما عرفته منه، فيعلم الرأي فيه. وعندما قالوا له: ولكنه لا يزال صغيراً، أجاب: وَيْحَكُم، أنا أعرف به منكم، وإنه لأفقه منكم، وأعلم بالله ورسوله وسنَّته وأحكامه، وأقرأه لكتاب الله منكم، إنه من أهل بيت علم من الله.. ولم يزل آباؤه أغنياء في علم الدّين والأدب عن بقية الرعايا.

ورغم قصر المرحلة التي عاشها الإمام الجواد (ع)، حيث تذكر سيرته أنَّه لم يعش سوى خمس وعشرين سنة، وكان من أصغر أهل البيت (ع) سناً، فقد ترك أثره بين النَّاس، وذاع صيته لدى العلماء، وأصبح طالبو العلم يفدون إليه من كلّ فجّ عميق.

من هديِ دروسِهِ (ع)

ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة الكريمة، لنتوقَّف عند بعض ما ورد عن الإمام (ع)، بما يظهر عظمة شأنه، ومدى علمه وعمق إيمانه:

النصّ الأوَّل: روى بكر بن صالح أنَّ شابَّاً من الموالين لأهل البيت (ع)، كتب إلى الإمام الجواد (ع) وقال إنَّ أبي شديد العداء لكم، وقد لقيت منه شدّةً وجهداً، فرأيك – جعلت فداك – في الدّعاء لي، وما ترى – جعلت فداك – أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟

فكتب (ع): “قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدّعاء لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ومع العسر يسر، فاصبر، فإنَّ العاقبة للمتَّقين. ثبَّتك الله على ولاية مَنْ تولَّيت، نحن وأنتم في وديعة الله الَّذي لا تضيع ودائعه”.

لقد أراد الإمام (ع) بذلك أن يبقى الشابّ بارّاً بأبيه، محسناً إليه، حتى لو كان معادياً لأهل البيت (ع) وشديداً عليهم. وفعلاً، عمل الشابّ بوصية الإمام (ع) له، وراح يحسن إلى والده، ولا يبادل إساءته بإساءة، ما جعل الأب يعيد النَّظر بتصرّفاته تجاه ولده، حتى لم يعد يعارضه، وبعد ذلك، أصبح من الموالين والمحبّين لأهل البيت (ع)، بعدما كان من أعدائهم. وهو بذلك حقَّق ما أمره الله، عندما دعاه إلى الإحسان إلى الوالدين، حتى مع الاختلاف معهم في الدين أو المذهب، وقدَّم بحسن خلقه صورةً تعبِّر عن المنتمين إلى أهل البيت (ع) الَّذين يعملون بوحي ما قاله الإمام الصّادق (ع) لشيعته: “كونوا لنا دعاةً صامتين”.

النصّ الثّاني: يروي أحد أصحاب الإمام الجواد (ع)، وهو أبو هاشم الحموي، إنّه قال: سمعت أبا جعفر يقول: إنَّ للجنّة باباً يقال له: باب المعروف، لا يدخله إلّا أهل المعروف، وهم من يبذلون الخير إمَّا مالاً، أو خدمةً، أو كلمة طيّبة، أو نصيحة.. يقول هذا الرَّجل: فحمدت الله تعالى في نفسي، وفرحت مما أتكلَّفه من حوائج الناس، فنظر إليَّ أبو محمد (ع) وقال لي: “نعم، قد علمت ما أنت عليه، يا أبا هاشم، وإنَّ أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، يجودون على أهل المعاصي بحسناتهم، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك”.

النصّ الثالث: جاء إليه أحد الأشخاص ليحدّثه عن أهميّة ما حصل له في أحد الأيّام، فقال: “لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم”، فقال (ع): “يا أبا هاشم! عظمت بركات الله علينا فيه، فلا تنسب البركة إلى اليوم، فإنَّ اليوم لا يملك أن يؤخِّر أو يقدِّم، ولكن إذا جاءتك البركات في أيِّ يومٍ وزمان، فانسبها إلى الله تعالى الَّذي لولاه ما كان كلّ هذا الخير والعطاء، فالله هو يعطي ويمنع. فقال له: “فما نقول في اليوم؟”، قال (ع): “قل فيه خيراً فإنّه يصيبك”، أي عليك أن تتفاءل، وتفاؤلك ينبع من ثقتك بالله.

وهذا هو ما كان يحرص عليه رسول الله (ص)، فقد كان يبدأ يومه قائلاً: “اللَّهمَّ لا يؤتي الخير إلّا أنت، ولا يدفع السيّئات إلّا أنت، ولا حول ولا قوَّة إلا بك”.

وهذا ما حرص عليه الإمام الصَّادق (ع)، فهو عندما سمع رجلاً يقول: لولا فلان لهلكت، قال له: لا تقل هذا، بل قل: لولا أنَّ الله منَّ عليّ بفلان لهلكت.

النص الرابع: أشار فيه إلى ضرورة توفّر خصائص ثلاث في شخصيَّة المؤمن، فقال (ع): “توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه”.

رفضُ الظّالمين والفاسدين

وأخيراً، حرص الإمام الجواد (ع) على أن تبقى جذوة الرّفض للظالمين والفاسدين، فدعا إلى الوقوف في وجههم، وعدم مدِّ يد العون إليهم، وبأيّ شكل من أشكاله، فقال (ع): “من استحسن قبيحاً – أي أيَّده في ظلمه – كان شريكا له”.

وقال: “كفى بالمرء خيانةً أن يكون أمينا للخونة”.

واعتبر الراضي بالظّلم والسّاكت عليه شريكاً فيه، فقال: “العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به شركاء”.

أيها الأحبة: هذا هو الإمام الجواد (ع)، في عظمة علمه وجوده وهديه، في وصاياه ومواعظه ونصائحه، ونحن أمام ذكراه، علينا أن ننهل من سيرته وكلماته ومواعظه ما نستعين به في حياتنا، لنكون أطهر وأنقى وأصفى وأفضل، والذي به نكون مخلصين له أوفياء ومحبّين وموالين، وزيناً له لا شيناً عليه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية الإمام الجواد (ع)، عندما قال لأحد أصحابه: “إياكم والظلم، واعلموا أنّ يوم العدل على الظَّالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم”. هي وصيّة الإمام لكلّ منا، بأن لا تدفعه نفسه إلى ظلم أحد؛ أباً كان أو أماً أو زوجة أو أبناءً أو رحماً أو موظفاً أو عاملاً، أو أي إنسان، صغيراً كان أو كبيراً، عدواً كان أو صديقاً، وأن يتَّقي اليوم الَّذي لا مفرّ منه حين يقف المظلومون في مواجهة ظالميهم، ويقولون لله عزّ وجلّ الحاكم بالعدل في ذلك اليوم: يا عدل يا حكم، خذ لنا حقنا ممن ظلمنا، فيأخذ الله الظالمين أخذ عزيز مقتدر، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}[الشعراء: 227].{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً}[الكهف: 29].

فلنحرص، أيها الأحبة، على أن نخرج من الدنيا، وليس هناك تبعة لأحد نواخذ عليها، لنكون بذلك أقرب إلى الله وإلى قلوب الناس، وأقدر على مواجهة التحديات.

استحقاقُ الانتخاباتِ

والبداية من الانتخابات التي بدأت القوى السياسيّة بكلّ تنوعاتها بالتحضير لها، إن على مستوى اختيار المرشَّحين أو التحالفات، للحفاظ على مواقعها وتعزيزها، أو لإحداث تغيير يؤدّي إلى انقلاب الصورة في المجلس النيابي، إن لم يكن جذريّاً، فجزئياً.

ونحن في الوقت الذي نعيد تأكيد أهمية إجراء هذا الاستحقاق، لأن فيه تجديداً للحياة السياسية، وتعبيراً عن آمال الناس باختيار ممثليهم، فإننا ندعو هذه القوى إلى أن يحسنوا اختيار مرشَّحيهم، بأن يختاروا الأكفاء نظيفي الكفّ والتاريخ الَّذين لم تتلطخ أيديهم بالفساد، والقادرين على أداء دورهم على صعيد الرقابة والتشريع، ومن يحملون هموم الناس وتطلعاتهم وأمن ومستقبل هذا البلد، وأن يكون سلاحهم الوحيد في هذه المعركة هو سلاح البرامج التي تركز على الإصلاحات الضرورية لإنقاذ البلد، والوقوف بثبات ضد أيّ تدخلات خارجية تضعف موقع لبنان وقوته واستقلاله.

إن على القوى السياسيّة أن تعي أن الناس الذين عانوا ويعانون الواقع الصعب الذي بات يمسّ أبسط مقوّمات حياتهم، لن يكرّروا تجارب فاشلة، ولن يلدغوا من جحر مرة أخرى.

استمرارُ المعاناةِ المعيشيّةِ

ضمن هذه الأجواء، تستمر معاناة اللبنانيين على الصعيد المعيشي والحياتي، من دون أن تبدو هناك أيّ بارقة أمل تخرجهم من معاناتهم، بل هم يخشون من أن تزداد معاناتهم، فبالرّغم من الاستقرار الَّذي لا يزال يشهده سعر صرف الدّولار، يستمرّ ارتفاع أسعار السِّلع الأساسية، والذي نعيد التأكيد أنَّه لا يتحمل مسؤوليّته صغار التجار فحسب، بل الكبار منهم ممن يحتكرون سوق السّلع والموادّ الغذائية والدواء والمحروقات، والقادرين على التلاعب بالسوق.

ومن هنا، فإننا ندعو مجدَّداً إلى تأكيد القيام بإجراءات أكثر جديّة وفاعليّة لمنع الاستمرار بهذا النزف بحقّ ذوي الدخل المحدود، وفي الوقت نفسه، نضم صوتنا إلى كلّ الأصوات التي تدعو إلى عدم حصر عقود الاستيراد بأسماء وأشخاص وشركات معيَّنة، منعاً للاحتكار، وإفساحاً للمجال لمبدأ المنافسة المفتوحة التي نراها تشكل عاملاً أساسياً في خفض الأسعار.

إنَّ من المؤسف أن تعطى المطالبة بهذا الأمر أبعادا ًطائفيَّة أو مذهبيَّة، فيما ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنيّة التي ينبغي أن تكون فوق الجميع، والَّتي سوف يستفيد منها كلّ الطّوائف والمذاهب.

مع الاستقرارِ الدّاخليِّ

ونبقى على صعيد الطروحات التي تتعلَّق بواقع البلد أو مستقبله، والتي تصدر عن مراجع سياسية أو روحية، فإننا نعيد التأكيد على حقّ أيّ موقع سياسي أو روحي بإبداء رأيه ونظرته إلى حلّ أزمات البلد، لكن بما لا يؤدِّي إلى توتير الساحة الداخلية، وإلى الشّرخ بين اللبنانيين وتعقيد العلاقات فيما بينهم، وبعيداً عن منطق السجالات والاتهامات.

إننا أحوج ما نكون في هذا البلد إلى الاستقرار الداخلي الذي لا يتحقَّق إلا بالحوار الجاد بين اللبنانيين، لا بالتراشق أو بإدارة الظَّهر لهواجس كلّ فريق أو أيّ مكوّن من مكوّنات هذا البلد أو ما يراه لعلاج أزماته.

قضيّةُ ترسيمِ الحدودِ

وبالانتقال إلى زيارة المبعوث الأمريكي لترسيم الحدود، فإننا في الوقت الذي ندعو إلى ضرورة الوصول إلى حلّ لهذه القضيّة التي تجعل لبنان قادراً على أن يستفيد من ثرواته النفطية والغازية، بما لهذا من دور في علاج أزماته وإخراجه من الواقع الصعب الذي يعاني منه، فإننا نريد أن لا تجري هذه المفاوضات على حساب حق اللبنانيين في مياههم والحصول على ثرواتهم، ونشدد على عدم الخضوع لأيّ ابتزاز قد يحصل تحت أيّ ضغط لفرض شروط تمسّ بسيادته وأمنه وثرواته، فلبنان ليس ضعيفاً حتى تملى عليه الشّروط، بل هو محصَّن بقوة القانون وبجيشه ومقاومته.

موازنةٌ لا ترأفُ باللّبنانيّينَ

وعلى صعيد الموازنة، فقد كنا نأمل أن تكون الحكومة أكثر رأفةً باللبنانيين، وأن تأخذ بالاعتبار أوضاع اللبنانيين الذين باتوا غير قادرين على تحمّل أعباء جديدة، بعد أن أفرغت الطبقة السياسية والمالية جيوبهم، وجمدت ودائعهم، وجعلت البلد يتسكَّع على أبواب الآخرين، أو تحت سطوة شروط صندوق النقد الدولي.. لقد قلناها، إنَّ من حقّ الدولة أن تسعى لتأمين موارد لها، ولكن لا ينبغي لها أن تكون على حساب اللبنانيين، بل على من أثروا على حسابهم، وبالاستفادة من موارد الدولة، واستعادة الأموال المنهوبة والمعروفة لديهم من نهبها، وإلى أين هرِّبت، وإيقاف مزاريب الهدر والفساد.

إنَّ على المجلس النيابي أن يأخذ دوره ليعيد التَّوازن إلى هذه الموازنة، ليكون معبِّراً حقيقيّاً لمن يمثّلهم.

إدانةٌ للجريمةِ الصهيونيّةِ

وعلى صعيد فلسطين، فإنَّنا ندين الجريمة النكراء التي نفَّذها العدوّ الصهيوني بحقّ ثلاثة مقاومين، والّتي تضاف إلى سجلّ جرائمه، وأن تكون حافزا ًللفلسطينيّين لتوحيد جهودهم، لأنه لا يفرق بين فصيل وفصيل، في الوقت الذي ندعو إلى وقف مسلسل التطبيع الذي يعطيه شرعيّة الاستمرار بجرائمه بحقّ الشعب الفلسطيني، واستمرار اعتداءاته على الدول العربّية، وآخرها ما جرى في سوريا.

ذكرى انتصارِ الثّورةِ

وأخيراً، نطلّ على ذكرى انتصار الثّورة الإسلاميّة في إيران؛ هذه الثَّورة التي أظهرت قدرة الشعوب على تغيير واقعها، والإمساك بقرارها الحرّ، وبناء قواها الذاتية بعيداً من الارتهان للآخرين.

إننا نرى أنَّ الإنجاز الذي حقَّقته الجمهوريّة الإسلاميَّة في مجالات التقدّم العلمي والتطوّر التقني، وفي السّعي للاكتفاء الذاتي على أكثر من مستوى وقطاع، وفي بناء قواها الذاتية، على الرغم من العقوبات والحصار، يمثّل تجربة مهمَّة يمكن لشعوب المنطقة أن تقتدي بها لتعزيز حرّيتها وكرامتها واستقلالها السياسي والاقتصادي، حتى لا تكون في مهبّ رياح الآخرين.