الإمامُ الرِّضا (ع): نشرُ علومِ أهلِ البيتِ والتصدّي للانحرافات

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }. صدق الله العظيم.

نلتقي في الحادي عشر من هذا الشهر، شهر ذي القعدة الحرام، بذكرى ولادة الإمام الثَّامن من أئمَّة أهل البيت (ع)، وهو الإمام عليّ بن موسى الرِّضا (ع).

صفاتٌ رساليّةٌ

ونحن عندما نستعيد ذكرى هذا الإمام، فإنَّنا بذلك نستعيد كلَّ الصّفات الّتي عرف بها وتمثَّلها في حياته، وهي العلم والحلم والعبادة والجود والكرم والإحسان، والَّتي إليها أشار أحد الَّذين عايشوا الإمام (ع) عن قرب، فقال: “ما رأيت أعلم من أبي الحسن (ع)، وشاهدت منه ما لم أشاهده من أحد، وما رأيته جفا أحداً بكلامه قطُّ، ولا رأيته قطع على أحدٍ كلامَه حتَّى يفرغ منه، وما ردَّ أحداً عن حاجة يقدر عليها… وكان قليل النَّوم باللَّيل، يحيي أكثر ليلته في العبادة، كثير الصَّوم، فلا يفوته صيام ثلاثة أيَّام في الشَّهر، ويقول: إنَّ ذلك يعدل صيام الدَّهر، فمن زعم أنَّه رأى مثله في فضله فلا تصدِّقوه”.

وإلى ذلك، أشار رجاء بن أبي الضحاك، وهو الَّذي بعثه المأمون لمصاحبة الإمام الرضا إلى خراسان لتسلّم ولاية العهد، فقال: “والله ما رأيت رجلاً كان أتقى منه ولا أكثر ذكراً له في جميع أوقاته، ولا أشدّ خوفاً من الله عزَّ وجلَّ.. وكان لا ينزل بلداً إلَّا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم”، فقال له المأمون: “يا بن أبي الضحاك: هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم”.

ولايةُ العهد

وقد تميَّز هذا الإمام (ع) في خلال إمامته، بتولّيه ولاية العهد للمأمون العبَّاسي، هذه الولاية التي لم يكن الإمام راغباً بها، فهو كان يعرف أنَّ المأمون لم يكن جاداً فيها، وقد أراد أن يكسب منها ودَّ أتباع أهل البيت واستمالتهم إليه في الصِّراع الذي جرى بينه وبين أخيه الأمين، والَّذي انتهى بقتله لأخيه. لكنَّ الإمام عاد وقبل بها عندما رأى فيها فرصةً له لنشر علوم أهل البيت (ع)، والوقوف في وجه ظواهر الانحراف الَّتي بدأت تدبّ في الواقع الإسلامي على مستوى العقيدة والمفاهيم والحديث وغير ذلك.

ولذلك يقال إنَّ الحرية التي حصل عليها الإمام الرضا (ع) لم تتوافر لأحد من أئمَّة أهل البيت (ع)، فقد أكسبه ذلك القدرة على التواصل مع الناس بكلّ تنوّعاتهم، برز ذلك في اللّقاءات والحوارات التي جمعته مع العلماء والمفكّرين من كلّ الأديان والاتجاهات الفكرية.

إشكالاتٌ وردودٌ من الإمام (ع)

ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة العزيزة لنتوقَّف عند بعض الأسئلة والحوارات التي جرت مع الإمام الرضا (ع).

الأوَّل: سأل رجل: هل إنّ ربَّك موجود في السماء حتى ترفعوا رؤوسكم إليه بالدّعاء، فأجابه الإمام (ع): ليس الأمر كذلك، فالله سبحانه وتعالى لا يحدّه مكان، وهو من قال: { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ }[الزخرف: 84]، { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُو }[المجادلة: 7]، { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ }[البقرة: 115].. “إنَّ الله عزَّ وجلَّ استعبدَ خلقه بِضُروب من العبادة، ولله مَفازِعَ يفزعون إليه، ومستعبد، فاستعبَدَ عبادَه بالقول والعلم والعمل والتّوجيه ونحو ذلك، استعبدهم بتوجيه الصَّلاة إلى الكَعبة، ووجَّه إليها الحَجَّ والعمرة، واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرّع ببسط الأيدي، ورفعها إلى السَّماء حال الاستكانة وعلامَة العبودية والتذلّل له”…

الثاني: جاء إليه رجل وقال له: يا بن رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله (ص)، أنه قال: إنَّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلة إلى السَّماء الدنيا؟ فقال (ع): “لعن الله المحرِّفين للكلم عن مواضعه”، وهو أراد بذلك أن يشير إلى التَّحريف في الأحاديث. “والله ما قال رسول الله (ص) كذلك، إنما قال (ص): إنّ الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السَّماء الدنيا كلَّ ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أوّل اللّيل، فيأمره فينادي إنَّ الله يقول: هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشرّ أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء. حدَّثني بذلك أبي عن جدي عن رسول الله (ص)”.

الحديث الثَّالث: وقد جاء من استشكل على الإمام عليّ (ع) قوله: إنَّ الله لا يرى، والَّذي جاء في قوله عزَّ وجلَّ للنبيِّ موسى (ع) لن تراني، فقال له: كيف تقولُ ذلك، والله عزَّ وجلَّ يقول: { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ }[المطففين: 15]. وفي ذلك إشارة إلى أنَّ هناك من لا يحجبون عن الله يوم القيامة بحيث يرونه، فقال (ع): “إنَّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحلّ فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنَّه يعني: إنَّهم عن ثواب ربِّهم لمحجوبون”، لكفرهم وانحرافهم وطغيانهم.

فقال له: إذاً ما تقول في: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }[القيامة: 22 – 23]؟ قال (ع): “أي إنَّها تنتظر ثواب ربِّها”.

ثم قال له: وماذا تقول في قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّ}[الفجر: 22]؟ قال له: “لا يراد أنَّ الله عزّ وجلَّ يأتي، بل جاء أمر ربِّك بالحساب، والذي سيكون فيه العقاب لمن أذنب، والثّواب لمن أحسن”.

الحديث الأخير: جاء رجل إلى الإمام الرضا (ع)، وقال له: إنّ عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين (ع) وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولا نعرف مثلها عندكم، أفندين بها؟ فقال: “يا بن أبي محمود؛ إنَّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام؛ أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوَّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التّقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا، وقد قال الله عزّ وجلّ: { وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ }[الأنعام: 108]”…

الأخذُ بإرشاداتِهِ (ع)

أيُّها الأحبَّة: في ذكرى الإمام الرضا (ع)، نحن أحوج ما نكون إلى الأخذ بكلماته ومواعظه وإرشاداته ومواقفه، لأنَّ في ذلك إحياءً لأمر أهل البيت (ع)، وإحياءُ أمرهم لا يقف، كما يرى الكثيرون، عند حدود إقامة الموالد في أفراحهم، أو المآتم في أحزانهم، أو زيارتهم، مع أهميّة كلّ ذلك، بل أن نعمل كما أرادوا هم، وهو ما أشار إليه الإمام الرّضا (ع) عندما قال: “أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا”.

السلام على الإمام عليّ بن موسى الرضا، يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربّه، ويوم يُبعث حياً.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرضا (ع) أحد أصحابه، وهو عليّ بن شعيب، عندما قال له: “يا عليّ، من أحسن الناس معاشاً؟ قلت: يا سيّدي، أنت أعلم به مني. قال (ع): يا عليّ، من حسن معاش غيره في معاشه. ثم قال: يا عليّ، من أسوأ الناس معاشاً؟ قلت: أنت أعلم، قال: من لم يعش غيره في معاشه.. يا عليّ، إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده”.

لقد أراد الإمام (ع) من خلال وصيَّته هذه الَّتي هي وصيّة لكلّ واحد منا، أن يبيّن لنا أن الطريق إلى السعادة التي يسعى إليها كلّ إنسان، لا تصل إلى الأنانيين الذين يعيشون في الحياة لذواتهم ولمصالحهم ولحساباتهم، ولا همَّ لهم بما يجري من حولهم، السعادة هي للّذين يتركون أثراً طيباً في حياة الناس، كلّ الناس، يعيشون آلامهم وآمالهم وطموحاتهم، ويعملون في الليل والنهار ليزرعوا البسمة على الشفاه، والسرور في القلوب، ويكونون سنداً لكلّ مظلوم ومغموم ومهموم، وعند حاجة كل محتاج.

هؤلاء هم من وعوا حقيقة الحياة، وبهم تنمو وتستمرّ، وبذلك نصبح أكثر قدرةً على مواجهة التحديات.

العدوّ يستهدفُ ثروةَ لبنان

والبداية من الاستهداف للثروة الغازية والنفطيَّة للبنان من قبل العدو الصهيوني، باستقدامه السفينة التي تضمّ وحدة إنتاج الغاز الطبيعي، والتي تسمح باستخراج الغاز في خلال ثلاثة أشهر من حقل كاريش، من دون أن يأخذ في الاعتبار الخرائط الَّتي قدمها المفاوض اللبناني، والتي أثبت من خلالها دخول هذا الحقل في إطار السيادة اللبنانية، فيما أدار العدوّ الصهيوني، ومعه المفاوض الأمريكيّ، الظهر لها، حتى إنّه لم يتمّ الإقرار بأنَّ هذا الحقل هو موضع نزاع، وهو في ذلك استفاد من تلكّؤ الدولة اللبنانية في القيام بمسؤوليَّتها في تقديم الوثائق التي تملكها لتثبيت حدود سيادتها البحريّة إلى الأمم المتحدة، لتعديل ما كان وارداً لديها على هذا الصعيد، ما أضعف الموقف اللبناني على الصعيد الدولي وبدا معه غير موحَّد.

ومن المؤسف أن يجري هذا التلكّؤ في وقت كان العدوّ الصهيوني، ومنذ سنوات، يعمل على التنقيب في المنطقة الَّتي هي من حقّ لبنان واللّبنانيين، ورغم إعلانه المسبق عن استقدام سفينته التي ستتولى الاستخراج بعد الفراغ من التنقيب.

إن من حقنا ومن حقّ اللبنانيين أن يتساءلوا عن الأسباب التي أدَّت إلى كل هذا التباطؤ المستمرّ حتى الساعة، ونرى أنَّ من واجب المعنيّين بالتفاوض أن يقدّموا إلى البنانيين الجواب الكافي والمقنع عن أمر ليس من حقّ أحد التفريط به.

مسؤوليّة الدّولة

ومن هنا، فإنّنا ندعو الدولة اللبنانية إلى أن تستدرك هذا الخطأ، بالعمل بكلّ جدية ومسؤولية للإسراع في القيام بالإجراءات الكفيلة التي تضمن تثبيت حدود السيادة اللبنانية، من دون أي تفريط بأيّ نقطة ماء وبالثروة الحيوية للبنانيين، وأن لا يكون الاعتبار في ذلك إلَّا مصلحة لبنان واللبنانيين التوَّاقين إلى ما ينقذ بلدهم.

إننا نريد للدولة اللبنانية أن لا تتعامل مع هذا الأمر السيادي على كل الصعد من موقع الضعف أو الاستجداء، بل من موقع الحقّ والقانون، ومن موقع القوَّة التي يمتلكها اللبنانيون، والتي أثبتت أنها قادرة على أن تجعل العدوَّ يحسب ألف حساب قبل إقدامه على أيِّ مغامرة تمسّ سيادة هذا البلد، إن في البرِّ أو البحر.

وهنا ننوّه بكلّ المواقف الإيجابيَّة التي أشارت إلى حقّ اللبنانيين باستعمال كلّ الوسائل الكفيلة بحفظ هذا الحقّ، وندعو إلى تكامل هذه المواقف لتشمل كلَّ القوى السياسية، لنؤكّد لكلّ الذين يراهنون على اللَّعب على انقسام اللّبنانيّين، أنّ اللبنانيين يقفون صفاً واحداً عندما يتعرَّض البلد لاعتداء أو تُمسّ سيادته وثروته الوطنية… ولتجمَّد لأجل ذلك كل الخلافات والمناكفات والصراعات التي تضجّ بها الساحة اللبنانيّة، والابتعاد عن أسلوب المزايدات، لينطلق الجميع صفاً واحداً لمواجهة هذا العدوان الجديد على ثروات لبنان بما يمسّ مستقبله ومستقبل اللبنانيين.

لورشةٍ عملٍ نيابيّة

ونبقى على صعيد الاستحقاقات القادمة، لندعو المجلس النيابي بكلّ هيئاته، وبعد اكتمال عقده، إلى ورشة عمل يتعاون فيها الجميع هي مطلوبة على الصعيد التشريعي والرقابي، وأن لا يغرق في حسابات الربح والخسارة لهذا الفريق أو ذاك، وندعو في الوقت نفسه إلى الاستعداد للقيام بدور ريادي على صعيد الاستحقاق الحكومي.

ونحن على صعيد هذا الاستحقاق المنتظر، ندعو إلى عدم التباطؤ، والإسراع في البدء بالاستشارات اللازمة لتأليف الحكومة القادرة على القيام بالمسؤوليَّات في هذه المرحلة الخطيرة التي يواجه فيها البلد الكثير من التحدّيات، لأنَّ أيّ تأخير على هذا الصعيد، ستكون فاتورته مرتفعة جداً، ويدفع ثمنها اللّبنانيون الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل الواقع الاقتصادي والمعيشي الّذي وصلوا إليه، والذي يمسّ لقمة عيشهم ودواءهم وسبل استشفائهم وتنقلاتهم وتأمين مقاعد الدراسة لأولادهم، أو تحمل كلفة الكهرباء والمحروقات وغير ذلك…

وهنا نخشى من الحديث المتزايد عن عدم القدرة على تأليف الحكومة وإبقاء الوضع على ما هو عليه.

معَ الجيشِ ضدَّ المطلوبين

ونبقى على صعيد الداخل، لننوّه بالجهد الذي بذله ويبذله الجيش في ملاحقته كلّ الذين يبثّون سموم المخدّرات في جسد هذا الوطن، والذي أصاب ويصيب الكثير من أبنائه، والتي تجاوزت حدوده إلى أوطان أخرى، وتسبَّبت في الإساءة إلى سمعة لبنان واللبنانيين والمسّ بصورة البلد…

إنَّنا أمام ذلك، نؤكِّد على الجميع بضرورة الوقوف في هذه الخطوة مع الجيش والقوى الأمنية، والتي يستفيد منها لبنان بكل مكوّناته، لأنّ كل اللبنانيين خاسرون عندما تنتشر هذه الآفة في هذا البلد، في الوقت الّذي ندعو الجيش وكلّ القوى الأمنيّة أن يكونوا على قدر آمال أهالي المناطق التي تجري فيها ملاحقة المطلوبين في تحمّل المسؤوليّة الأمنيّة، وبالصورة التي نعهدها منهم، ولتبقى هذه الصورة ناصعة في أعين كل اللبنانيين.

ونحن على هذا الصعيد، نؤكِّد ما كنا قلناه سابقاً، من أنه لا يكفي الاستناد إلى القوَّة الأمنيَّة لاستئصال هذه الآفة، بل لا بدَّ من رفدها في شكل متواز بالتوجيه والتربية، بالعمل على توفير فرص العمل، والقيام بالمشاريع الإنمائيَّة من زراعية وصناعية، بل وسياحية وخدماتية، وتأمين أبسط مقوّمات العيش الكريم في المناطق التي تنتشر فيها.