الإمامُ العسكريُّ (ع): الدّورُ الرّساليُّ رغمَ المعاناةِ

السيد علي محمد حسين فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}. صدق الله العظيم.

مرَّت علينا في الثّامن من شهر ربيع الأوّل، ذكرى الولادة المباركة لواحدٍ ممن جعلهم الله عزّ وجلّ أئمّة يدعون إلى أمر الله ويعملون الخير وكانوا لله عابدين. ومن الذين أمرنا رسول الله (ص) بالتمسّك بهم، وأن ننهل من معينهم الصَّافي حتى لا نضلّ، عندما قال: “إني تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي”، الإمام الحسن بن عليّ العسكريّ (ع)، وقد لقِّب بالعسكريّ نسبة إلى المكان الذي عاش فيه الإمام (ع)، ويقال له العسكر، وهو أحد أحياء سامراء الّتي كانت آنذاك عاصمة الخلافة العباسيّة.

معاناةٌ وحصارٌ

وقد عانى الإمام الحسن العسكريّ (ع) في خلال فترة إمامته التي امتدّت لست سنوات ما عاناه والده من الحصار والتَّضييق والتّشديد عليه، لمنعه من التّواصل مع الناس، وقد سجن في خلالها مرات عدة في سجون بني العباس.

وقد أشار (ع) إلى حجم هذه المعاناة، عندما قال: “ما مُني أحدٌ من آبائي بمثل ما مُنيت به”، حتى إنّه كان يرسل إلى شيعته يوجّههم: “ألا لا يسلّمنّ عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم”.

وهذا يشير إلى مدى مراقبة السّلطة له ولكلّ من كان يلتقي به، وحتى من يسلّم عليه. ويعود خوف الخلفاء العباسيّين من الإمام العسكريّ (ع) إلى أمرين؛ الأمر الأول: ما كان يتميّز به الإمام (ع) من سعة العلم وحسن الخلق والتّواضع والكرم والهيبة، ما جعله مهبط قلوب النّاس جميعهم ومهوى أفئدتهم.

وإلى هذا يشير نصّان:

الأوّل: هو ما ورد عن وزير الخليفة العبّاسي المعتمد، عندما سأله ولده أحمد عن سبب إجلاله وإعظامه للإمام الحسن العسكريّ (ع) عندما كان يلتقيه، أو عند الحديث عنه رغم أنّه لم يكن من الموالين لأهل البيت (ع)، فقال له: “اعلم يا بُنيَّ، أنّه لَوْ زالَتِ الخِلاَفةُ عَنْ بَني العَبَّاسِ، مَا اسْتَحَقَّها أَحَدٌ غَيْرُهُ، لِفَضْلِهِ وَزُهْدِهِ وَعِبادَتِهِ وَجَميلِ أَخْلاقِهِ وَصَلاحِهِ”. هكذا كان والده، وهكذا كان أجداده، هو من أهل بيت زقّوا العلم زقاً.

يقول ابن الوزير هذا: “ازددت بعد حديث أبي رغبةً في التعرّف إلى هذا الإمام، فرحت أسأل عنه، فسألت القادة العسكريّين والسياسيّين والكتّاب والقضاة والفقهاء وسائر النّاس، فما سألت أحداً عنه، إلّا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحلّ الرّفيع والقول الجميل، فعظم قدره عندي، إذ لم أر له وليّاً ولا عدوّاً إلّا وهو يُحسن القول فيه والثّناء عليه”.

أمّا الثاني، فهو عندما طلب العبّاسيون من صالح بن وصيف الّذي كان يتولى أمر حبس الإمام العسكريّ (ع)، أن: “ضيّق عليه ولا توسِّع”، لما رأوا من تهاونه في أمر حبس الإمام العسكريّ، فقال لهم صالح: “ما أصنع به؟! قد وكّلت به رجلين من شرّ من قدرت عليه، فصارا من العبادة والصّلاة والصّيام إلى أمر عظيم”.

وحينما حلّ في سجن عليّ بن أوتامش، والذي كان من أشدّ الناس عداوةً لأهل البيت (ع)، تحوّل بعد لقائه بالإمام وتواصله معه إلى واحد من أشدّ محبيهم والداعين لهم..

أمّا الأمر الثّاني، فهو شيوع الخبر آنذاك، والذي وصل إلى مسامع الخلفاء العباسيّين، وهو أنّ الإمام المهدي الذي سيخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، هو من أولاد الإمام الحسن العسكريّ (ع)، فكانوا يخشون من هذا الإمام على حكمهم الظّالم.. لذا كان الخلفاء العباسيون المتعاقبون يتابعون ما يجري في بيت الإمام (ع)، وحتى إنهم فتّشوا بيته لمرات عدة ليتأكّدوا من عدم ولادة المهدي، ولكن شاء الله أن يحمي هذا الإمام (عج)، وأن لا يسمح لمن كانوا يكيدون له أن يظفروا به.

مهمّةُ التعليمِ والتَّوجيه

لكن رغم كلّ هذه الضغوط، فقد قام الإمام العسكريّ (ع) بدوره الرسالي في التعليم والتربية والبناء.. وسنشير اليوم إلى بعض ما ورد عنه في هذا المجال:

الأول: وهو تفسيره للحروف المقطَّعة الواردة في القرآن الكريم، بعد أن تعارضت الأقوال فيها، وبالغ البعض بها إلى حدِّ اعتبارها رموزاً، أو إشارةً إلى أحداثٍ جرت أو ستجري، أو لأسماء الله الحسنى وصفاته العليا، لكنَّ الإمام (سلام الله عليه)، صوّب آنذاك المسار، وبيَّن حقيقة هذه الحروف، عندما قال (ع): “كَذبَتْ قُريشٌ واليَهودُ بالقرآنِ، وقَالوا سِحْر مبين تقوَّلَه.. فَقَالَ اللهَ كمثل: {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}، أي: يَا مُحمَّد، هَذا الكِتَاب الَّذي نزَّلنَاهُ عَليكَ هُوَ الحُروفُ المقطَّعَة الّتي منها (أَلِف)، (لام)، (مِيم)، وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأْتُوا بِمِثْلِهِ إنْ كُنتُم صَادِقِين، واسْتَعينُوا عَلَى ذَلِكَ بِسَائِرِ شُهَدَائِكُم”.

ثمّ قال ما أشار إليه الله سبحانه: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.

الثاني: كان البعض يلقون وساوس الشّكِّ في عقول المسلمين، فيقولون لهم: إنَّكم تقولون في صلواتكم: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}، أولستُم فِيه؟! فإذا قلتم نعم، فما معنى هذه الدعوة؟! أو أنّكم متنكِّبون عنه، فتدعون ليهديكم إليه؟! وهذا يعني أنكم لم تصلوا إلى الهداية بعد وأنتم لا زلتم في ضلال؟!..

فجاؤوا إلى الإمام (ع) مستفسرين، فأجابهم أن ليس الأمر كما يقول هؤلاء ويتحدّثون، بل هو دعاء لله سبحانه أن: “أَدِمْ لَنَا تَوفِيقَكَ الَّذي بِهِ أطَعْنَاكَ فِي مَاضِي أيَّامِنا، حَتَّى نُطِيعَكَ كَذَلِكَ فِي مُسْتَقبَلِ أعْمَالِنَا”.

الثالث: وهو ردّه على من جاء يسأله: ما بال المرأة المسكينة الضّعيفة تأخذ سهماً واحداً، ويأخذ الرّجل سهمين؟ فقال له الإمام (ع): “إنّ المرأة ليس لها جهاد ولا نفقة ولا عليها معقلة”، فقد حمّلت الشريعة الإسلامية مسؤوليات مالية على عاتق الرّجل، ولم يجعلها على عاتق المرأة، فمن مسؤوليّة الرجل أن يؤمِّن سلاحاً ومؤونة ليقاتل، عندما كان يخرج إلى الجهاد، فيما ليس على المرأة ذلك، والرّجل من واجبه الإنفاق على زوجته وعلى أولاده، وتأمين البيت وتأثيثه، فيما هذا الأمر ليس واجباً عليها، وإن هي أنفقت، فمن باب التبرع لا من باب الوجوب، ومن الواجبات التي ألقيت على عاتق الرّجل، أنه إذا قتل شخص إنساناً خطأً، فإنَّ الدّية تتحمّلها العاقلة، وهي الرّجال من الأقرباء لا النّساء.. فالقرآن عندما أعطى الذَّكر ضعف حصّة الأنثى، حمّله في ذلك كلّ تلك المسؤوليات من الجهاد والنفقة والدية.

الرابع: قول الإمام (ع): “مَنْ وَعَظَ أَخَاهُ سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ، وَمَنْ وَعَظَهُ عَلَانِيَةً فَقَدْ شَانَهُ”.. فقد أراد الإمام (ع) من ذلك أن تكون النصيحة سراً، وبعيداً من أعين الناس وأسماعهم، فمن أراد أن يبيّن لأحد أخطاءه أو أن يصحّح له مساره، أو يوضح له ما فيه المصلحة له، فلا بدّ من أن يذهب إليه ويتحدّث إليه بشكل شخصي، فلا نجعل، كما نرى في واقعنا، الانتقاد والنصيحة على صفحات التواصل، أو التشهير عبر وسائل الإعلام أو أمام الناس، سواء من الأصدقاء أو الأقارب أو غيرهم..

الخامس: ورد عنه (ع): “أعرف النّاس بحقوق الإخوان، وأشدّهم قضاءً لها، أعظمهم عند الله شأناً”. فقد أراد (ع) من خلال هذا الحديث، أنّ من يريد أن يكون له شأن وموقع عند الله، فعليه أن يؤدّي حقوق المؤمنين ويلتزم بها.

وقد أشار إلى هذه الحقوق، عندما قال (ع): “للمؤمن سبعة حقوق: الإجلال له في عينه، والودّ له في صدره، والمواساة له في ماله، وأن يحرِّم غيبته، وأن يعوده في مرضه، وأن يشيِّع جنازته، وأن لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً”.

الالتزامُ بخطِّ الإمامِ (ع)

أيُّها الأحبّة؛ إنّ إخلاصنا لهذا الإمام في ذكرى وفاته، لن يكون بما اعتدنا عليه بإقامة المجالس على اسمه أو بزيارته فحسب، بل أن نقرن ذلك بـأن نعمل بكلّ القيم والمعاني التي دعا إليها، ولأجلها عانى وتألم وقدّم التضحيات، أن نكون أمناء عليها، أن نعيها ونحركها في حياتنا وفي حياة الآخرين.

فالسَّلام على الإمام الحسن العسكريّ يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربّه، ويوم يبعث حيّاً.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الحسن العسكري (ع) محبيه وشيعته، فقال: “أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (ص)؛ صلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرّجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن خلقه مع النّاس، قيل: هذا شيعيّ، فيسرّني ذلك. اتّقوا الله، وكونوا زيناً، ولا تكونوا شيناً”..

لقد أراد الإمام (ع) بهذه الوصيّة أن يبيّن حجم المسؤوليات التي تقع على عاتق من يلتزم التشيّع لأهل البيت (ع)، والصفات التي عليهم الاتصاف بها، ليكونوا بذلك ممثّلين لأئمتهم وقادرين على مواجهة التحديات..

تهديدُ السِّلمِ الأهليِّ!

والبداية من النفوس البريئة التي سقطت بالأمس في الشّوارع، والتي خرجت لتعبّر عن رأيها وقناعتها بما تراه خيراً لوطنها ولمستقبله، بعد أن آمنوا بأنّ هناك في هذا البلد مساحة لحرية التعبير، وأنّ السلاح لا ينبغي أن يكون وسيلةً لفرض الرأي أو القناعات، بل هو فقط للعدوّ الذي يريد أن يحتلّ الأرض ويمتهن الكرامات، وللدفاع عن النفس والوطن.. خرجوا عزّلاً، ولم يظنوا أن هناك في هذا البلد من يترصّد الفتنة ويعيش عليها، ومن هو مستعدّ لأن يدمّر البلد ليحقق مكسباً خاصّاً له أو للآخرين.

إننا نرى الخطورة في ما حصل، لكونه مسّ بالحياة وبأغلى ما لدى اللّبنانيين، وهو السِّلم الأهلي وبحرية التعبير التي يتميّز بها هذا الوطن، وقد أعاد إلى أذهانهم صوراً من الحرب الأهليّة ما كانوا يريدون لها أن تتكرّر بكلّ كوارثها ومآسيها وآلامها.. ولذلك نقولها لكلّ اللبنانيين، إنه لا ينبغي أن يوضع ما حصل في إطار استهداف طائفة او جهة سياسية، بل هو استهداف لكل اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم.

أولويّةُ كشفِ الحقيقةِ

ومن هنا، فإننا في الوقت الذي نتوجه بأسمى آيات العزاء لكلّ اللبنانيين ولأهالي الشهداء، والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، سائلين الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته، ندعو الدولة بكل أجهزتها إلى التعامل مع ما جرى بالخطورة التي هي عليها لكشف حقيقة ما حصل، وأن تضرب بيد من حديد على من تسببوا فيما حصل، ومن يريدون التلاعب بأمن هذا البلد واستقراره، ومن أيّ موقع كان، أو إلى أيّ فريق أو طائفة انتمى، وبالمعالجة السريعة للأسباب التي أدّت إلى ما جرى، والتي تعود إلى أداء المحقق العدلي في التعامل مع قضية بحجم قضية انفجار المرفأ، وللريبة التي تثار حول التحقيق أو أدائه. لذلك ندعو إلى أن تكون المعالجة بحجم الهواجس التي تطرح من وجود أهداف سياسية داخلية، أو أهداف خارجية، وأن تؤخذ كل هذه الهواجس في الاعتبار، وأن لا يدار الظهر لها كما أدير، حتى يتمّ الوصول إلى العدالة التي نريدها وينشدها كل اللبنانيين..

إننا نجدد دعوتنا إلى ضرورة أن يكون من يحمل هذا الملفّ بعيداً من الشبهات، وأن يكون هاجسه الوحيد هو الوصول إلى العدالة وتبريد مشاعر اللّبنانيّين وأهالي الضحايا لا أيّ شيء آخر.

ونحن في هذا المجال، لا بدّ من أن نقدّر الدور التي قامت القيادات السياسية والدينية والحزبية والقوى الأمنيّة، بالعمل الفاعل لمنع الفتنة التي أريد لها أن تحدث رغم الجرح الدامي، ووأدها من خلال إفساح المجال للجيش اللبناني للقيام بدوره، في الوقت الّذي نقدّر الاستجابة التي حصلت من شعبنا وأهلنا الذين لطالما عضّوا على الجرح من أجل وأد الفتنة واستقرار البلد وضمان الأمن فيه..

ونبقى في هذا المجال، لندعو كل من يملكون الوسائل الإعلامية ووسائل التأثير والتواصل، إلى العمل على وأد الفتنة وبلسمة الجراح، بدلاً من نكئها وإذكاء نارها..

هل تنفجرُ الحكومةُ؟!

في هذا الوقت، فإننا نخشى أن يؤدي ما حصل إلى تفجير الحكومة من الداخل أو عرقلة عملها، ولذلك فإننا ندعو كلّ الأطراف إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنيّة، بالعمل على كلّ ما يساهم في استقرار الحكومة وتعزيز الوحدة داخلها، فالبلد لا يتحمل أيّ فراغ على هذا الصعيد وغيره، وخصوصاً في ظل الواقع المعيشي الصّعب والمأزوم الذي يعانيه اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي، والآن على الصعيد الأمنيّ، والذي بات يتجاوز كلّ الحدود.

انتخاباتُ العراقِ

وعلى الصعيد العراقي، فإنّنا نهنّئ الشعب العراقي على إنجاز الانتخابات التي نأمل أن تساهم في إخراج العراق من أتون الفساد ومن الإرهاب الّذي لا يزال يهدده، وأن يستعيد العراق دوره على الصعيدين العربي والإسلامي.

في الوقت نفسه، ندعو إلى معالجة أيّ علامات استفهام قد تتسبّب في عدم الثقة بهذه النتائج..

إننا نريد للشعب العراقي أن يتجاوز كلّ الصراعات التي قد ينتجها التنافس الانتخابيّ، ليعمل الجميع معاً على بناء العراق، ليستعيد ثقة المواطنين العراقيّين وثقة العالم به، ويعود إلى العراق دوره الريادي الذي يستحقه..