الابتسامةُ سبيلُ المؤمنِ لدخولِ الجنَّةِ

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[النّحل: 97]. صدق الله العظيم.

الابتسامةُ ميزةُ المؤمنِ

من أبرز العناصر الّتي تميّز شخصيّة الإنسان المؤمن، والّتي وعد الله عليها بأفضل الجزاء، هي ابتسامته الدّائمة في كلّ وقت، فالمؤمن يفيض ببسمته على الآخرين حتّى لو كان في أصعب الظّروف الحرجة، ولو كان الحزن يملأ كلّ كيانه.

فقد ورد في الحديث عن عليّ (ع): “المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه”.. وقد حثّت الأحاديث عليها، وبيّنت ما تؤدي إليه، فقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): ” كن بشّاشاً، فإنّ الله يحبّ البشّاشين “.

وقد أشار (ص) إلى أنّها باب لبلوغ الجنّة، عندما قال: ” ثَلَاثٌ مَنْ أَتَى اللهَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ، أَوْجَبَ اللهُ لَهُ الْجَنَّةَ: الْإِنْفَاقُ مِنْ إِقْتَارٍ، وَالْبِشْرُ لِجَمِيعِ الْعَالَمِ، وَالْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ “.

وفي الحديث عن عليّ (ع) أنّه قال: ” إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا، وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرّقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب “.

وقد رفع رسول الله من موقع الابتسامة، فاعتبرها صدقةً يتصدَّق بها الإنسان على نفسه، له ثوابها ونتائجها ومفاعيلها، فقال (ص): ” تبسُّمُك في وجهِ أخيك صدقة… فإنَّها صدقة تصدّق بها على نفسك “.

وهو بذلك وسَّع من مفهوم الصَّدقة، فالصَّدقة في منطق رسول الله (ص) لا تقف عند حدود بذل المال، بل تشمل كلَّ عطاء وبذل، وهذا ما أشار إليه (ص) عندما قال: ” إنَّ على كلّ مسلم في كلّ يوم صدقة، قيل: من يطيق ذلك؟ قال (ص): إماطتك الأذى عن الطّريق صدقة، وإرشادك الرّجل إلى الطّريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السّلام صدقة “.

وقد ورد في الحديث عنه (ص): ” كلّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق “..

وفي وصيّته (ص) لأبي ذرّ: ” لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئاً، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ “.

ولقد ورد في الحديث عنه (ص): “إنَّ الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه”..

نهجُ الرّسولِ (ص)

وسلوك الابتسامة هو النهج الّذي انتهجه رسول الله (ص) مع أصحابه ومع كلّ الناس، إذ ورد عن أصحابه قولهم: كان رسول الله (ص) أكثرنا تبسّماً، وكان (ص) لا يُرَى إلّا مبتسماً، وكان كذلك حتى مع من كانوا يسيئون إليه… وفي ذلك ورد أنَّ النبيَّ (ص) كان يسير في شوارع المدينة، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأقبل إليه أعرابي من خلفه، وبدون مقدِّمات، جبذه بردائه جبذةً شديدة. يقول أحد أصحابه، وهو أنس بن مالك: نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله (ص)، وقد أثّرت بها حاشية البرد من شدَّة جبذته، فقال له: يا محمَّد، مر لي من مال الله الّذي عندك، فالتفت إليه وتبسَّم في وجهه، ثم أمر له بعطاء.

وهذا كلّه يعود إلى الأثر الّذي تتركه الابتسامة في الحياة، فالابتسامة في حدّ ذاتها هي رسالة ودّ ومحبّة للآخرين، تفتح قلوب النّاس بعضهم على بعض، وتساهم في امتصاص مشاعر الغضب والتوتّر التي تنشأ بينهم.

فكم من الأفراد والعائلات والمجتمعات والشّعوب تسامح بعضها مع بعض بسبب ابتسامة! وكم من زوجةٍ سامحت زوجها ووأدت مشكلة معه بابتسامة، والعكس صحيح! وكم من صداقات تكوَّنت بابتسامة، وكم من إنسان اهتدى بمرأى عالم ينفتح على النّاس بطلاقة وجهه، أو مريض ساهمت ابتسامة طيّبة من حوله بشفائه والتّخفيف عنه! وكم فتحت باباً للرزق، حتى ورد: إذا لم تستطع أن تبتسم، فلا تفتح دكاناً!

وإلى ذلك، أشار رسول الله (ص): “البشاشة حِبالة المودَّة”، و”سبب المحبّة البشْر”.

وقال عليّ (ع): ” إنَّ أحسن ما يألف به النّاس قلوب أودائهم، ونفوا به الضّغن عن قلوب أعدائهم، حسن البشر عند لقائهم، والتفقّد في غيبتهم، والبشاشة بهم عند حضورهم “.

وقد قال (ع) لأصحابه: ” إنَّ أحسن ما يألف به النّاس قلوب أودائهم، ونفوا به الضّغن عن قلوب أعدائهم، حسن البشر عند لقائهم، والتفقّد في غيبتهم، والبشاشة بهم عند حضورهم “.

ومع الأسف، ورغم كلّ هذه التّعاليم التي تشجّع على الابتسامة وتحثّ عليها، فإننا نجد الكثير من الناس المؤمنين يبخلون على أنفسهم وعلى الآخرين بها، علماً أنها لا تكلّفهم كثيراً.

الابتسامةُ أملٌ ورحمةٌ

أيها الأحبّة:

إنّنا أحوج ما نكون، وسط التوترات والأزمات التي نشهدها على الصعيدين المعيشي والاجتماعي، وعدم الاستقرار السياسي والأمني، إلى تلك النفوس الطيّبة المعطاءة التي تبثّ من خلال ابتساماتها بذور التّفاؤل والأمل في الحياة. بهؤلاء تبنى الحياة وتنمو، فالحياة لا تبنى بزارعي اليأس والقنوط والكآبة والقلق، فلا يبخل بها الزوج على زوجته، والزوجة على زوجها، والأولاد على أهلهم، والأهل على أولادهم، والتّاجر على زبائنه، والمدير على موظَّفيه، والمدرِّس على طلّابه، والطّبيب على مرضاه، وبالطّبع، عالم الدّين على من يوجّههم ويربّيهم… فالابتسامة إن رسمتها لحبيب، شعر بالرَّحمة، وإن رسمتها لعدوّ، شعر بالنَّدم، وإن رسمتها لمن لا تعرف، فتحت قلبه عليك، وإن رسمتها لنفسك، ازددت ثقةً بها، وهي باب هداية ومفتاح أمل.

العبوسُ استثناءٌ

البعض تراه عابساً دائماً، وحجَّته في ذلك أنَّ التبسّم ينافي الوقار، ويقوِّض من هيبته أمام الآخرين، ويفقده الجدّية الّتي لا بدَّ من أن يكون دائماً عليها. هؤلاء واهمون، فالابتسامة الرّقيقة والصّادقة لا تنافي الوقار والجديّة، فمن أكثر جدّية من رسول الله (ص)، ومن أكثر منه وقاراً وهيبة، وهو من كان لا يُرى إلّا مبتسماً؟!

وإذا كان البعض قد يستند في عبوسه وتقطيب وجهه إلى الحديث الّذي يقول” ” أُمرْنا أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة “، وإلى حديثٍ آخر: ” من تبسَّم في وجه مبتدع، فقد أعان على هدم دينه “، وما أكثر الخائنين والمذنبين والمبتدعين!

فهذا يُرَدُّ عليه، بأنَّ ما ورد في هذه الأحاديث ليس هو القاعدة، بل هو الاستثناء، فقاعدة الدَّعوة إلى الله، هي أن تفتح قلوب النّاس على الحقّ بالكلمة الطيِّبة، والابتسامة الممزوجة بالمحبَّة، وبالأسلوب الّذي ينفذ إلى القلوب ويقرّبها إلى الحقّ. فرسول الله (ص) لم يصل إلى قلوب الناس بوجهه المكفهرّ، ولا بلسانه السليط، ولا بخلقه السيّئ، بل بما أشار إليه الله سبحانه عندما قال: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم: 4]، وعندما قال: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }[آل عمران: 159].

لتكنِ الابتسامةُ مسار

إذاً، أيّها الأحبَّة، ليكن المبدأ والمسار هو أن لا نرى إلَّا مبتسمين في وجه الآخرين؛ أن نبتسم في بيوتنا في شوارعنا، في حديثنا مع الآخرين، وعندما نتعامل معهم، وفي كلِّ لقاءاتنا، وحتى لو كنّا بائسين حزينين.

فالمؤمن يرى أنَّ الطريق إلى الله يمرّ بإسعاد الآخرين، فـ ” الخلق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إليه أنفعهم لعياله، ومن أدخل على أهل بيت سروراً “. والابتسامة هي الطّريق لذلك، فهي تنفع الناس وتدخل عليهم السّرور.

جعلنا الله سبحانه ممن يدخلون السّرور على قلوب الآخرين، لا لشيء، إلّا حبّاً بإسعاد من حولنا، وتخفيف معاناتهم، وبعث الحيويّة لديهم، إنّه مجيب الدّعاء.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية رسول الله (ص)، فيما ورد عن أبي ذرّ الغفاري، حين قال: دخلت على رسول الله (ص) وهو في مسجده، فقلت: يا رسول الله؛ بأبي أنت وأمّي، أوصني بوصية تنفعني، فقال (ص): ” يا أبا ذرّ: أتحبّ أن تدخل الجنّة؟ قلت نعم، فداك أبي وأمّي، قال (ص): فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينيك، واستح من الله حقّ الحياء استحياءك من صالحي جيرانك “.

فلنستوص، أيُّها الأحبّة، بوصية رسول الله (ص)، والتي هي طريق يوصلنا إلى الجنّة التي هي مهوى أفئدة المؤمنين، وهدف وجودهم في هذه الحياة، لنكون بذلك أكثر وعياً لأنفسنا، فلا تودي بنا إلى مهاوي النار، وعملاً بمسؤولياتنا التي على أساسها سنقف بين يدي الله عندما ينادي {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، ولنكون أكثر قدرةً على مواجهة التحديات، وما أكثرها!

استمرارُ مسلسلِ الانهيارِ

والبداية من لبنان الّذي يستمرّ فيه الانهيار على الصعيدين المعيشي والاقتصادي، من دون وجود أيّ كوابح تفرمله، والّذي يعبّر عنه الارتفاع الهائل والمستمرّ في سعر صرف الدّولار، وفي أسعار السِّلع والموادّ الغذائيّة والمحروقات، وصولاً إلى الدَّواء والاستشفاء، ما جعل أكثر من 80% من اللّبنانيّين فقراء، فيما 34% منهم تحت خطّ الفقر، كما جاء في تقرير منظّمة اليونيسيف، وقد بدأنا نشهد مظاهر هذا التردّي في ازدياد أعداد الّذين قرّروا أن يفروا من جحيم هذا البلد إلى بلاد الله الواسعة، بحثاً عن أيّ مكان يلجأون إليه.

وقد وصل اليأس بالبعض إلى أن يركبوا البحر، رغم أنهم يعرفون المصير الذي قد يتعرّضون له هم وعائلاتهم من الغرق، أو أن يكونوا في عداد المفقودين، أو أن يجدوا أنفسهم في أماكن يموتون فيها من البرد، كالذي يحصل الآن على الحدود بين بلاروسيا وبولندا، وقد سمعناهم يقولون إنهم يفضلون هذا المصير على أن يبقوا في بلد يموتون فيه كلّ يوم.

ولعلّ أخطر ما بتنا نعانيه في هذا البلد، هو أن تصل هذه المعاناة إلى الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة الّتي هي صمّام أمان هذا البلد واستقراره، وأن يدفعها ذلك إلى طلب العون من دول العالم لدعم صمودها واستقرارها، ومنع التسرّب من أن يصل إلى صفوفها، والكلّ يعرف ما قد يؤدّي إليه ذلك على صعيد القرار الحرّ لهذه القوى واستقلاليّتها.

الردُّ في صناديقِ الاقتراعِ

ومع الأسف، يجري كلّ ذلك في ظلّ الانسداد على المستوى الحكومي، فرغم الأجواء الإيجابيّة التي يتمّ الحديث عنها، لم تسجل أي خطوات عملية تفتح الباب لعودة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، أمّا الخارج الذي ينتظره اللبنانيون عادةً للتدخل لردم الهوّة بين أطرافه على الصعيد السياسي، ومساعدته على الصعيد الاقتصادي، فيبدو أنّ لبنان لم يعد من أولوياته، بانتظار ما قد يؤول إليه المشهد السياسي وموازين القوى داخله التي ستنتج من الانتخابات، أو ما قد تؤدِّي إليه المفاوضات المنتظر أن تحدث في فيينا، أو أيّ انفراجات تحدث على الصعيد الإقليمي.

ومن هنا، نجدِّد ما قلناه سابقاً للّبنانيّين: أن لا خيار لهم إلّا أن يصبروا على واقع صعب فرض عليهم، وأن يتعاونوا ويتكاتفوا لمواجهته.. وهنا، نقدِّر المبادرات الفردية والجماعية، وما تقوم به المؤسسات على هذا الصعيد، وإذا كان لدى اللّبنانيين من غضب، فلا ينبغي أن يكرّروا الأساليب التي ثبت عدم جدواها والتي تزيد من معاناتهم، وقد تنعكس على الوضع الأمني كما حصل سابقاً، وليكن التّعبير عن ذلك في صناديق الاقتراع، بأن لا يكرروا التجربة مع من أفسدوا وأوصلوا البلد إلى المنحدر الذي وصل إليه، وأن لا يعطوهم قيادهم مجدَّداً إن لم يصلحوا ما أفسدوا، وأن يكونوا جادين بعدم العودة إلى ما أدَّى إليه نهجهم السّابق، ويؤكّدوا ذلك بالعمل..

ونبقى على هذا الصعيد، لندعو مجدّداً القوى السياسية والمواقع الدينيّة إلى الابتعاد عن الخطاب المتشنّج والحادّ والمتوتر في مقاربة القضايا السياسية، والذي ينعكس سلباً على الشارع وفي الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وأن يكون الحاكم بينهم, ولا سيما في هذه المرحلة الحسّاسة والصّعبة، هو الخطاب العقلاني والموضوعي، فهو الطّريق الوحيد لعلاج المشكلات والتقارب بين الطوائف والمذاهب والمواقع السياسيّة.

تداعياتٌ خطيرةٌ

ونبقى على صعيد التحقيق في انفجار المرفأ الّذي نواجه في هذه المرحلة تداعياته التي قد تكون خطيرة على أكثر من صعيد، لندعو إلى معالجة جادّة لهذا الملفّ للوصول إلى معرفة حقيقة ما جرى، وإبعاده عن أيّ تدخلات من الداخل والخارج تسيء إلى صدقيّة التحقيق. وهنا ننوّه بالتجاوب الذي حصل من قبل السلطات الروسيّة في تقديم صور الأقمار الاصطناعيّة للمرفأ قبل الانفجار وبعده، في ظلّ انكفاء دول أخرى عن ذلك، آملين أن يساهم ذلك في تقدم التحقيق وفي تصويب مساره، بما يبرّد قلوب أهالي الضحايا التوّاقين لمعرفة الحقيقة كاملةً، ومن تسبّب بما جرى.

فاتورةُ الدّواءِ.. والوقايةُ!

ونبقى على الصعيد الصحّي الّذي بات في هذه الأيّام هاجس المواطنين، بعد الارتفاع الكبير في أسعار الدّواء، لنجدّد دعوتنا إلى ضرورة العمل بجديّة على هذا الصعيد، لدراسة السبل التي تؤمِّن خفض فاتورة الدّواء والاستشفاء، بفتح باب استيراده من بلاد فيها الجودة وأقلّ سعراً من البلاد التي يتمّ الشّراء منها الآن، أو تأمينه عبر المراكز الصحيّة الرسميّة، أو المستوصفات التي يقصدها الفقراء، حتى لا يبقى مريض بدون دواء أو استشفاء.

إنّ من المؤسف أن نسمع وعوداً من قبل وزارة الصحّة، فيما لا نجد لها أثراً، وإن وجد فليس بمستوى الحاجة المرجوَّة.

وليس بعيداً من ذلك، نجدِّد الدعوة إلى ضرورة العودة إلى إجراءات الوقاية من وباء كورونا المتجدّد، بعد تزايد أعداد المصابين، والّذي نخشى من تداعياته، ولا سيما في ظلّ عدم القدرة على تحمّل أعباء هذا الوباء الّتي قد تكون كارثية وخطيرة في ظلّ التردّي الاقتصادي، وعدم قدرة المستشفيات على تحمّلها.