التعويل على دفع دولي للحكومة غير واقعي | فضل الله: للخارج شروطه على مستوى ملفات المنطقة

العلامة السيد علي فضل الله

رأى العلامة السيد علي فضل الله أن الطموحات التي بُنيت على الحكومة العتيدة ليست واقعية، مؤكداً أننا ننظر بعين الشك إلى التعويل على دفعة دولية لها.

سئل سماحته في درس التفسير القرآني حول الحكومة وعما إذا كانت الآمال التي رافقت ولادتها قد تبخرت فأجاب:

لقد انتظر اللبنانيون بفارغ الصبر ولادة هذه الحكومة لتبدأ مسيرة العمل الطويلة في إخراج البلد من مآسيه،  ولتؤسس لمسيرة الإصلاح  قبل أن تغادر بعد بضعة أشهر، ومع أن الجميع كان يعرف أنها لا تملك عصىً سحرية لإدارة الأزمات، إلا أن التوقعات التي رافقت تأليفها كانت أكبر من الواقع، وخصوصاً أن الولادة العتيدة لهذه الحكومة جاءت بفعل ضغوط دولية كان من المتوقع أن يعقبها حلحلة في بعض الملفات من خلال مساعدة الدول المعنية بإطلاق العجلة السياسية والاقتصادية وإن تم ذلك بطريقة سلحفاتية، وليتبين لاحقاً أنه حتى باب المساعدات مقفل إلا تلك التي تتسم بالطابع الإنساني.

أضاف: إن الذي رآه اللبنانيون إلى الآن  يتلخص في أن الحكومة عاجزة عن وضع حدٍ لارتفاع سعر صرف الدولار والارتفاع الكبير للأسعار، والبدء بمعالجة ملف الكهرباء التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في حين أنها وُضعت على رأس أولويات الحكومة وبيانها الوزاري، وهذا لا يُبشّر بالخير ولا  يشي بإشارات تفاؤل حقيقية بل يضع علامات استفهام حول حقيقة الإمكانيات التي تمتلكها هذه الحكومة  ومدى ما تستند إليه من دعم والمدى الذي يمكن أن تصل إليه الآمال التي نشأت في أعقاب ولادتها، ما يؤدي إلى التشكيك في أن تكون منتجة لتحظى بثقة الداخل والخارج.

وتابع: إننا لا نريد أن نستعجل الحكم على الحكومة ولكن يبدو إلى الآن أن الطريق أمامها ليست مفروشاً بالورود، وأن الطموحات التي بُنيت عليها ليست واقعية، وحتى ما توقعه البعض من مساعدات دولية محدودة لم تكن صحيحة، كما أن أبواب المساعدات العربية تبدو موصدة ما يشير إلى أن نظرة الخارج إليها مختلفة عن آمال الداخل حيالها، وأن ما تتطلع إليه الدول الغربية هو أن تنجح الحكومة عند محطة الانتخابات النيابية، وأن تباشر مفاوضة صندوق النقد الدولي لتنتظر النتائج في أعقاب الانتخابات..

وختم: ولذلك فإننا ننظر بريبة وشك إلى التعويل على دفعة دولية حقيقية للحكومة وتخفيف وطأة الضغط الهائلة عن اللبنانيين، نظراً إلى تركيبتها الداخلية التي تجعل من أطرافها يهتمون أولا بمصالحهم الذاتية إضافة إلى شروط الخارج المتعلقة بالإصلاح والمتصلة ببعض الملفات في المنطقة والتي للبنان دور فيها، وكذلك ما يتصل بالجنوب وترسيم الحدود ، وهذا كله يجعل الطريق أمام الحكومة صعباً وغير معبّد.