التَّحذيرُ من الاستغراقِ في الدّنيا والاستسلامِ لزينتِها

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ}[فاطر: 5].

الدُّنيا الغرَّارة

يدعو الله سبحانه وتعالى في هذه الآية النَّاس إلى أن لا تغرهم الدنيا، أن لا تخدعهم بزخارفها وزينتها وشهواتها ومواقعها وكل ما فيها، وأن ينظروا إليها بعين البصيرة لا بعين البصر، حتى لا يغفلوا عن الحقيقة التي طالما نبَّههم الله عليها، والتي يرونها في كل يوم، والتي تقول بأن الدنيا لن تدوم لأحد، ولن تبقي على ظهرها الَّذين يعيشون عليها، فهي كما لم تدم للسابقين، لن تدوم للاحقين، فهم سيغادرونها عندما يأتي أوان مغادرتهم لها بدون أن يكون لهم الخيار في ذلك: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[الجمعة: 8]، {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}[النساء: 78].

وإلى هذا أشار الإمام عليّ (ع) عندما قال: "ألا وإنَّ الدنيا دار غرارة خداعة، تقتل في كل ليلة أهلاً، وتفرّق في كل ساعة شملاً… فلا يغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها، لقلَّة ما يصحبكم منها".

وقال (ع) في موعظة له لأصحابه: "أَلَسْتُمْ فِي مَسَاكِنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَطْوَلَ أَعْمَاراً، وَأَبْقَى آثَاراً، وَأَبْعَدَ آمَالاً، وَأَعَدَّ عَدِيداً (أكثر)، وَأَكْثَفَ جُنُوداً! تَعَبَّدُوا لِلدُّنْيَا أَيَّ تَعَبُّد، وَآثَرُوهَا أَيَّ إِيثَار، ثُمَّ ظَعَفُوا عَنْهَا بَغَيْرِ زَاد مُبَلِّغ، وَلاَ ظَهْر قَاطِع"..

قصّةٌ وعبرة

وقد عبرت عن هذه الحقيقة هذه أجمل تعبير، القصة التي وردت عن أحد الملوك، فقد ذكر عنه أنَّه حين حضرته الوفاة، استدعى قائد جيوشه، وأوصاه بثلاث وصايا؛ الأولى: أن لا يحمل نعشه إلَّا أطباؤه. والثانية: أن ينثر في الطريق من قصره إلى حيث يدفن قطع الذهب والفضة والأحجار الكريمة التي يحملها. والثالثة: أن يخرج يده من النعش. وعندما سأله: لم كل هذا؟ قال: أمَّا الوصية الأولى، فلكي يعرف الناس أنَّ الأطباء المهرة لم يستطيعوا أن ينقذوه، ووقفوا عاجزين عندما جاءه الموت. وأمَّا الوصية الثانية، فلكي يعرفوا أنه لن يأخذ معه ما كان يملك. وأمَّا الوصية الثالثة، فليعلم الناس أني سأخرج من هذه الدنيا فارغ اليدين، ليس معي شيء مما جمعت من مال أو عقارات أو أيّ شيء من أمور الدنيا.

وهذه الصورة هي الَّتي أشار إليها القرآن الكريم، عندما قال: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}[الأنعام: 94].

وقوله سبحانه وتعالى: {كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ}[الدّخان: 25 – 28].

حقُّ الاستمتاعِ بالدّني

لكن كلّ هذا لا يعني أبداً أن الله سبحانه وتعالى الذي يحذِّرنا من الدنيا وما فيها من زينة وبهجة وجمال ومتع، لا يريدنا أن نتمتَّع بخيراتها، بل هذا ما دعانا إليه، وقد جاء ذلك في قوله: {وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَ}، {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الأعراف: 32]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[المائدة: 87]. والله هو الَّذي أمرنا عندما ندعوه أن نقول: {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[البقرة: 201].

وقد ورد في الحديث: "الدنيا إذا أقبلت، أولى النَّاس بها أبرارها لا فجَّارها، وأخيارها لا أشرارها".

ولذلك، عندما سمع رسول الله (ص) جمعاً من أصحابه يذمّون الدنيا ويسبّونها، قال لهم: "لا تسبّوا الدنيا، فنِعْمَتْ مطيّةُ المؤمن، فعليها يَبْلُغُ الخير، وبها ينجو من الشرّ".

عدمُ الاطمئنانِ إلى الدّني

ولكنَّ الله سبحانه وتعالى نبَّهنا، أوَّلاً، إلى أن لا نطمئنَّ إليها، فلا نتعامل معها تعامل من يعتقدون أنهم سيشاركون في مناسبات موت الآخرين ولن يشارك أحد في مناسباتهم، وأنَّ الحياة مداها طويل ما داموا شباباً وفي صحة جيدة، وأن الأمن من حولهم مستتبّ وأمورهم ميسَّرة، من دون أن يتذكَّروا أنَّ الموت يأتيهم من دون إنذار، حتى لو توافرت لهم كلّ هذه الظروف والأسباب، وقد جاء التَّحذير من ذلك في قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يونس: 7 – 8].

وقد ورد في الحديث: "انْظُرُوا إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِينَ فِيهَا، الصَّادِفِينَ عَنْهَا، فَإِنَّهَا وَاللهِ عَمَّا قَلِيلٍ تُزِيلُ الثَّاوِيَ السَّاكِنَ، وَتَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الآْمِنَ".

وثانياً: أن لا نتعامل معها كهدف وغاية، بل كوسيلة أرادها الله لبلوغ رضوان الله سبحانه وتعالى وبلوغ جنته، وهذا ما عبَّر عنه الله سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ}[القصص: 77]، وقال: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[العنكبوت: 64].

وفي الحديث: "إنَّ الله سبحانه قد جعل الدنيا لما بعدها، وابتلى فيها أهلها، ليعلم أيّهم أحسن عملاً، ولسنا للدّنيا خلقنا، ولا بالسعي فيها أمرنا".

فيما ندَّد الله سبحانه وتعالى بأولئك الذين يؤثرون الدنيا، فقال: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[الأعلى: 16 – 17]، {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}[النّازعات: 37 – 39].

السَّبيلُ إلى الجنَّة

أمَّا الطَّريق الذي يوصل إلى الآخرة، ويهيِّئ السَّبيل إلى رضوان الله وجنَّته، فقد أشار إليه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة: 197].

وهذا ما عبَّر عنه الإمام عليّ (ع) في خطابه لأهل القبور، عندما قال لهم: "يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ، وَالْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ، وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ، يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ. أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الْأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الْأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ، لِأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ {خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}".

والتقوى تعني، كما عبَّر عنها الإمام الصّادق (ع): "أن لا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك". التقوى أن لا تقدِّم رجلاً ولا تؤخِّر أخرى، أن لا تنطق بكلمة، أن لا تتخذ موقفاً، أن لا تؤيد، أن لا تعارض، إلا بعد أن تتوثَّق بأن في ذلك لله رضا.

وقد عبر الحديث عن صفات هؤلاء: "إنَّ أهلَ التَّقْوَى أَيْسَرُ أَهلِ الدّنيا مَؤُونَة، وأكثرُهُم لكَ مَعُوْنَةً"، "قوّالون بأمر الله، قطعوا محبَّتهم بمحبَّة ربهم، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبَّته بقلوبهم، وعلموا أنَّ ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه".

زوَّدنا الله بالتقوى وجعلنا من أهلها، ومنطقنا في ذلك هو ما أشار الله إليه: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَ}[القصص: 77].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيّة رسول الله (ص) لأبي ذرّ الغفاري الصحابي الجليل، حين قال له: "يا أبا ذرّ، إذا سألت عن علم لا تعلمه فقل لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفتِ النَّاس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة. يا أبا ذرّ، يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم؟ فيقولون: إنَّا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله. يا أبا ذرّ، لا تنظر إلى صِغَر الخطيئة، ولكن انظر إلى من عصيت. يا أبا ذرّ، إنَّ المؤمن ليرى ذنبَهُ كأنَّه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنّه ذباب مرَّ على أنفه".

أيٌّها الأحبَّة: إنّنا أحوج في أيام رسول الله (ص) وفي شهره أن نهتدي بوصاياه، لنعبِّر بذلك عن التزامنا به وحبّنا له وسيرنا على هديه، ولنكون أكثر وعياً وقدرة على مواجهة التحديات.

لا حدَّ للانهيار

والبداية من الواقع المعيشي والحياتي الذي يعانيه اللبنانيون، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم بفعل استمرار ارتفاع سعر صرف الدّولار، بعدما تجاوز الأربعين ألف ليرة، وهو مرشَّح للزيادة، ولا يبدو أنَّه سيقف عند حدّ في ظلّ عدم الاستقرار على الصَّعيد السياسي والانهيار الاقتصادي وسوء إدارة المال العام، ويضاف إليها ضغوط الخارج وتداعيات التطورات الدولية، والتي لم تعد آثارها تقف عند عدم قدرة اللبنانيين على تأمين احتياجاتهم من الغذاء والدواء والاستشفاء والنقل والكهرباء، بل باتت تداعياتها تهدِّد أمنهم واستقرارهم وحياتهم بفعل التوتر الذي تحدثه، والذي نشهده في تفشي الجريمة وارتفاع معدّلات السرقة.

يأتي كلّ ذلك من دون أن تكون هناك بوادر لعلاج هذا التردّي أو التخفيف منه ممن يديرون الواقع السياسي أو المالي.

فالمطلوب أن تؤلَّف الحكومة اليوم قبل الغد، والتي يسعى الحريصون على البلد وعلى استقراره لإزالة العقبات أمام تأليفها، فهي لا تزال أسيرة الشروط والشروط المضادة والمصالح المتعارضة، من دون الأخذ بالاعتبار التداعيات الخطيرة التي قد تنتج من عدم التأليف، فيما الجلسات المتتالية لم تحدث أي خرق على صعيد انتخاب رئيس للبلاد، ليبقى هذا الملف رهينة الفراغ الذي أصبح أمراً مسلَّماً به.

مَنْ يستسهلُ الشّغورَ الرّئاسيّ؟!

إننا أمام هذا الواقع، نعيد دعوة كلّ القوى السياسية إلى تحمّل مسؤوليتها عن الناس الذين أودعوهم مواقعهم ومسؤوليَّاتهم، فمن حقّ هؤلاء عليهم أن يكون لهم حكومة كاملة الصلاحية، وأن يكون لهم رئيس جامع يقود سفينة البلد إلى شاطئ الأمان السياسي والاستقرار الاقتصادي، وكفى استهتاراً وتلاعباً بمصير هذا البلد، وكفى إغراقاً للبلد بمزيد من الانهيار، وللنَّاس بمزيد من المعاناة.

إنَّ من المؤسف أن يكون هناك في النادي السياسي اللبناني من بات يستسهل الشغور على صعيد الحكومة أو رئاسة الجمهوريَّة، ويعتذر لذلك بأنَّه ليست أول مرة يحدث فيها مثل هذا الشغور، بل هو مما اعتاد عليه اللبنانيون، وقد تكرر سابقاً، متناسين في ذلك أنَّ الشغور هذه المرة يختلف عن كل المرات السابقة داخلياً أو خارجياً، حيث كان البلد لا يزال لديه ما يستعين به لتحمّل تبعاته وتداعياته، إن في الداخل أو الخارج، ولكنَّ الأمر مختلف اليوم، حيث لا مبالاة من الخارج المشغول بأزماته، ولا إمكانات وقدرات ماليَّة في الداخل تجعله قادراً على تحمّل تبعات الانهيار الشامل.

ومن هنا، فإننا نقف مع أيّ حوار يجري بين اللبنانيين وندعو إليه، بصرف النظر عن المكان الذي يجري فيه هذا الحوار، وحتى عن الجهات التي تحثّ عليه، ونراه الطريق الأسلم لإنجاز الاستحقاقات وتيسير عجلة الدولة، وحل الأزمات التي يعانيها اللبنانيون.

الترسيمُ البحريُّ: الحذرُ المطلوبُ

ونبقى على صعيد ترسيم الحدود البحريَّة، فإننا في الوقت الذي ننوّه بالإنجاز الذي حصل، ندعو إلى إبقاء الحذر إلى حين انجلاء الصورة عما جرى بالكامل، إن على صعيد نص الاتفاق، أو ما قد يقوم به العدوّ على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه، العمل جدياً للإسراع بالخطوات التي تضمن استفادة لبنان من هذه الثّروة، سواء على صعيد الإسراع بالبدء بالتَّنقيب، أو تأمين عدم ضياع هذه الثَّروة كما ضاعت الكثير من مقدّرات هذا البلد.

العراقُ: الأملُ ببدايةِ الحلّ

ونبقى على صعيد العراق، فإنَّنا نأمل أن يكون اختيار رئيس للحكومة ورئيس للجمهورية في العراق بداية الطريق لحلٍّ يضمن إخراج هذا البلد العزيز من معاناته الطويلة الَّتي هدَّدت كيانه واستقراره، وأن تعود إليه منعته وقوَّته التي هي قوَّة له وللعرب والمسلمين جميعاً، وذلك باستكمال الخطوات التي تجري لتأليف حكومة جامعة نريدها أن تكون لكلّ أطياف الشعب العراقي ومكوّناته.

اعتزازٌ بالشَّعب الفلسطينيّ

وعلى الصعيد الفلسطيني، فإننا نشعر بالاعتزاز أمام التضحيات التي يقدّمها الشعب الفلسطيني في مواجهة غطرسة العدوّ وبطشه، بعد العمليات النوعيَّة الأخيرة، وآخرها العملية البطولية للشهيد عدي التميمي، التي استطاعت أن تربك الكيان الصهيوني، وتجعله يشعر بالخطر والخوف على كيانه من تنامي روح المقاومة في الضفَّة الغربية والقدس، رغم كل أساليب الضغط والإرهاب والقتل التي يمارسها عليه.

حماس في سوريا

ونحن على هذا الصعيد، ننوِّه باللقاء الأخير الذي حصل في دمشق، والذي أعاد الروح إلى العلاقات بين حماس وسوريا، والَّذي سيساهم تفعيله في تعزيز الموقف العربي في مواجهة الفتن الداخلية والمخطّطات الخارجية، ودعم القضيّة الفلسطينيَّة في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يواصل عدوانه في شكل متواصل على الأرض العربيَّة في فلسطين وسوريا.