الوعدُ الإلهيّ: المهديّ سيحقِّق العدل في الأرض

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }[النّور: 55]. صدق الله العظيم.

في الخامس عشر من شهر شعبان، ستمرّ علينا ذكرى الولادة العطرة لخاتم السّلسلة المباركة لأئمة أهل البيت (ع)، القائم بالحقّ والعدل المنتظر، الإمام محمد بن الحسن العسكري، صاحب العصر والزّمان، أرواحنا لمقدمه الفداء.

هذا الإمام الذي تأتي ذكراه في كلّ سنة لتحمل معها الأمل إلى نفوس المظلومين والمقهورين والمعذَّبين والمستضعفين، ولتذكّرهم بأنّ المستقبل لن يكون أبداً للطّغاة والمستكبرين، ولا للّذين يستبيحون دماء النّاس وأعراضهم، أو يعيثون في الأرض فساداً، بل هو لعباد الله الصّالحين، لدعاة الحقّ والعدل والحريّة، وللمستضعفين…

الوعد الإلهيّ

هذا الأمل الذي نتحدّث عنه هو الذي سيتحقّق بخروج الإمام (عج). والذي أشارت إليه الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة، أنَّ على يديه سيعمّ العدل أرجاء الأرض، لا يندرج في خانة الأماني الموهومة، ولا أحلام اليقظة، كما يتحدّث به البعض، بل هو يأتي بناءً على وعد الله سبحانه الّذي وعد به عباده، وهو ما أشارت إليه الآية التي تلوناها: { وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً… }.

وقوله سبحانه: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }[الأنبياء: 105]، والآية الّتي تقول: { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }[القصص: 5].

وقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }[الصّفّ: 9].

وقد أشار المفسِّرون إلى أنّ كلّ هذه الوعود ستتحقّق بخروج الإمام المهدي (عج).

وإلى ذلك أيضاً، أشارت الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص)، فقد ورد عنه (ص): “لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ، لطوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتَّى يَبعثَ فيهِ رجلًا منِّي، يواطئُ اسمُهُ اسمي، يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلاً، كما ملئت ظُلمًا وجَوراً” .

وورد في الحديث: “إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكتُم به لن تضلُّوا: كتاب الله، وعِترتي أهل بيتي؛ فإنَّهما لن يفترقَا حتى يرِدَا عليَّ الحوضَ” . وفي ذلك إشارة إلى تلازم الإمامة مع وجود القرآن، فهما لا ينفصلان، وهذا يثبت وجود إمام على مدى الزّمن.

إذاً، إيماننا بالإمام المهديّ (عج) ينطلق من إيماننا بصدق وعود الله لنا، وما ورد عن رسول الله (ص) الّذي { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }[النّجم: 3 -4]. وإذا كان هناك من قد يثير علامات استفهام حول إمكانيّة حياته طوال هذه الفترة الزمنيّة، وبعيداً من الأعين، فإننا نقول له: { وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ }[فاطر: 17]، وهو من بيده الأمر وعلى كلّ شيء قدير.

الدّور المطلوب

ونحن اليوم، وفي أجواء هذه الولادة المباركة، لا بدّ من أن نطرح على أنفسنا السّؤال: ما هو الدور المطلوب منّا ونحن في مرحلة الانتظار؟ هل نكتفي بانتظار خروجه، حتى نقوم بما أمرنا به من الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وإقامة العدل ومواجهة الظّلم، فما دام غائباً، لا نرى أنفسنا معنيّين بأيّ من هذه الواجبات، بحيث نرى من حولنا الفساد والظّلم والانحراف، ولا نتحرك لمواجهته أو اتخاذ موقف منه؟! وهذا ليس صحيحاً، فهذه الواجبات هي ملقاة على عاتقنا على مدى الزّمن، وما دمنا قادرين عليها.

أو أن ننشغل كما ينشغل الكثيرون بالتفتيش عن علامة هنا أو هناك تؤشّر إلى وقت الظّهور ونستغرق فيها، مما دعانا الأئمَّة (ع) إلى عدم الوقوع فيه؟! فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في كلامٍ لأحد أصحابه حين سأله: هل لهذا الأمر وقت؟ (أي وقت لتحديد الخروج)، فقال (ع): “كذب الوقَّاتون، كذب الوقَّاتون، كذب الوقَّاتون” .

وعن الإمام الصَّادق (ع): “كذب الموقّتون، ما وقّتنا فيما مضى، ولا نوقّت فيما يستقبل” . فكلّ توقيت لخروجه لا أساس له، حتى لو تحقّقت علامة من العلامات وثبتت، فقد لا تكون هذه العلامة في هذا الزّمن، بل في أزمنة أخرى..

إنَّ علينا أن نعي أنَّ خروج الإمام (عج) هو بيد الله الّذي لم يطلع أحداً عليه، بل أبقاه سرّاً إلى حين تهيئة الظّروف لخروجه، والزَّمن المناسب له، والأمَّة الجديرة به. وعند خروجه، ستكون العلامات بيّنةً وواضحةً وجليَّة.. إنّ ما ينبغي علينا القيام به في هذه المرحلة، أن ننتظره ونحن نعمل للتّمهيد لتحقيق الأهداف التي أشار إليها رسول الله (ص)، عندما تحدث عن أنه “يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً”، بأن نعمل للعدل؛ أن نكون عادلين مع أنفسنا ومع النّاس، وأن نكون عادلين مع العدوّ والصّديق، وأن يكون هو المقياس الّذي نقيس به كلماتنا ومشاعرنا، وفي تأييدنا للأشخاص والجهات والمواقع أو رفضنا لها، وبأن نقف مع كلّ قضيّة عدل، ومع كلّ من يحمل لواء العدل، حتى لو كان ذلك على حسابنا، مهما كثرت التحدّيات من وراء ذلك وغلت الأثمان، وأن نكون في مواجهة الظّلم بكلّ ما أوتينا من قوّة، حتى لو كان الظّالم من طائفتنا أو مذهبنا أو موقعنا السياسيّ، فمن يكون مع الإمام المهديّ (عج)، لا يمكن أن يكون حياديّاً بين الحقّ والباطل، وبين الظّلم والعدل، وبين الصَّلاح والفساد.. ففي منطقه، الحياديّون هم شركاء للظّالمين والطّغاة والمستكبرين، هم يقودنهم بصمتهم وسكوتهم وتخاذلهم.

الانتظار المجدي

لذلك، أيّها الأحبّة؛ عندما ندعو الله عزَّ وجلَّ أن يعجّل الفرج بخروجه علينا، علينا أن نتأكَّد من أنّنا أدَّينا دورنا في هذا الطّريق، وأنّنا جاهزون لتحمّل المسؤوليَّة التي سيحمّلنا إيّاها إن وفَّقنا الله أن نكون معه وقت خروجه، وهي، بالطّبع، ستكون ثقيلةً بأعبائها وتحدّياتها، وأن لا يكون حالنا في ذلك كمن يدعو إلى ظهور الإمام ليكون معه، ثم رأى الإمام في المنام، ولما دعاه أن يتنازل عن بعض ما يملك من عقاراته وعن موقعه، استيقظ مذعوراً، وحمد لله أنه كان في المنام.

سننتظر الإمام (ع) بكلِّ شوقٍ ولهفة، سنترقَّب حضوره في كلِّ وقت، وسنراه دائماً قريباً لا بعيداً، ولكنّنا، بالطبع، لن يكون انتظارنا انتظار القاعدين المتواكلين الذين يقلبون كفّاً على كفّ أسى على واقع الظّلم والفساد أو التخلّف في أيّ ميدان من ميادين الحياة، بل سننتظره في كلّ السّاحات التي يريدنا أن نكون فيها؛ في ساحات العلم والعمل والجهاد والبناء والتطوّر، وفي مواجهة كلّ الظّلم والطّغيان والفساد، ولن نتخلَّف عن أيّ مسؤوليَّة يدعونا إليها الله عزَّ وجلَّ… سننتظره ونحن ندعو الله من كلّ قلوبنا أن نحظى برؤيته والانضواء تحت رايته، وأن نكون من جنوده وأنصاره والمدافعين عنه، ونقول:

“اللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَمِيدَةَ، وَاكْحُلْ نَاظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ”، “وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَاَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، بِرَحْمَتِـك يـا أرحم الرّاحمين”.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بإحياء ليلة النّصف من شعبان؛ هذه اللّيلة المباركة التي أشارت الأحاديث إلى أنها من أفضل اللّيالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنّه، هي ليلة آلى الله عزَّ وجلَّ على نفسه أن لا يردَّ فيها سائلاً ما لم يسأل المعصية.

وقد كان رسول الله (ص) يحرص على إحياء هذه اللّيلة بالعبادة، وتصف إحدى زوجاته ذلك الإحياء فتقول إنّها افتقدت رسول الله ذات ليلة (منتصف ليلة الخامس عشر من شهر شعبان)، فوجدته في محرابه يدعو ويصلّي ويذكر الله ويقرأ القرآن، وظلّ على ذلك طوال اللّيل لا يكلّ ولا يملّ، حتى طلع الفجر.

فلنتأسَّ، أيّها الأحبَّة، برسول الله، ولنغتنم فرصة هذه اللّيلة، لندعو الله فيها ونصلّي ونقرأ القرآن، مما وردت الإشارة إليه في كتب الأدعية، حتى لا تضيع منّا بركاتها وخيراتها، فنحن أحوج ما نكون إلى تعزيز علاقتنا بالله، وبلوغ ثوابه والتضرّع إليه، ليدفع عنّا البلاء، ويفرّج همومنا، ويكشف كربنا، ويجعل مستقبل أيّامنا خيراً من ماضيها، ونصبح أقدر على مواجهة التحدّيات!

التَّلاعب بمصير البلد

والبداية من لبنان الّذي كان فيه اللّبنانيّون ينتظرون أن ترأف بهم القوى السياسيّة المعنيّة بتأليف الحكومة، بتجاوز حساباتها الخاصّة ومصالحها الفئويّة وصراعاتها، وتتوافق في ما بينها على تأليف حكومة تلبّي مصالحهم، وتمهّد الطريق لإخراجهم من معاناتهم، ولكن جاءت النّتيجة مخيّبةً لآمال اللّبنانيّين، وأظهرت مجدَّداً مدى استهتار هذه الطّبقة السياسيّة بمصالحهم وأمنهم وسلامهم الدّاخلي، فهم لم يكتفوا بعدم توافقهم وتركهم مصير البلد للمجهول، بل نقلوا خلافاتهم العالية السّقف في الأداء والمضمون إلى وسائل الإعلام ومواقع التّواصل، من دون الأخذ في الاعتبار تأثيرها في الشارع المتوتّر طائفياً ومذهبياً، أو على صعيد الاستقرار النقدي والماليّ، وعلى صورة البلد في الخارج.

إنّنا أمام ما جرى ويجري، نعيد القول لكلّ المعنيّين بتأليف الحكومة: كفى تلاعباً بهذا البلد ومصيره وجعله مشرَّعاً على رياح الآخرين، فالحلول فيه لن تأتي بإثارة التّوترات، أو بعرض العضلات، أو بالتعنّت أو بتسجيل النقاط، بل بالتّواصل والحوار البنّاء والتفاهم الذي يبنى على التنازلات المتبادلة، ورعاية مصلحة البلد وإنسانه، فلم يعد ينفع في هذا البلد، ولن تنفع سياسة الاستقواء بالطّائفة أو بالخارج أو بالتحالفات الداخليّة أو الخارجيّة، أو أن يقف كلٌّ عند موقفه أو بالكيد للآخرين.

لبنان في الكارثة!

لقد بات البلد على حافة كارثة، في ظلّ ارتفاع سعر صرف الدّولار، وتفاقم الأزمة المعيشية والصحية، مما لا طاقة للبنانيين على تحمّله، فيما لا يلوح في الأفق أيّ بادرة أمل لصحوة ضمير لدى المسؤولين حتى يقوموا بالدور المطلوب منهم، أو رقّة قلب وإحساس من تاجر جشع أو مضارب أو مهرّب أو مستغلّ لآلام الناس.

لقد قتلتنا الأنانيّات والمصالح والحسابات الخاصّة؛ في السياسة والاقتصاد والإدارة وفي المال، فيما الحياة لم تصلح ولن تصلح إلا بالمشاعر الإنسانيّة والعطاء وتجاوز الذات لحساب الآخر، لتكون القاعدة في التعامل: “أحبّ لأخيك ما تحبّ لنفسك”.

وهنا نقدّر كلّ المبادرات التي تتعزّز في مجتمعنا، سواء على مستوى فرديّ، حين راح كلّ فرد يلتفت إلى جيرانه ومحيطه، أو المبادرات العامة التي تنطلق من المؤسّسات عبر المساعدات العينيّة أو النقديّة، أو المساهمات في القروض لذوي الدّخل المحدود أو للفقراء.

إننا نأمل أن تتوسّع هذه المبادرات، والتي من خلالها نستطيع تجاوز هذه المرحلة الصّعبة التي تداخلت فيها الضّغوط الخارجيّة مع فساد الدّاخل وخفّة من هم في مواقع المسؤولية، وَمَنْ وضعهم النّاس موضع الثّقة، فخيّبوا آمالهم.

إنّنا لن نراهن على الخارج، فهو لن يعطي إلّا ليأخذ منا الكثير، وما يريده منا من الصَّعب أن نعطيه، ولن نراهن كثيراً على من يريد للبلد أن يكون بقرة حلوباً له ولأزلامه، إننا نراهن في هذا البلد على بناء دولة عادلة وقيادات ومسؤولين يعيشون إنسانيّتهم في إنسانيّة الآخرين، والمعاناة في معاناة الآخرين، والجوع مع جوع الآخرين.

تهويد القدس!

وإلى فلسطين المحتلّة، حيث يتابع العدوّ مخطَّطاته في تهويد القدس، من خلال قراره بهدم عشرات المنازل في حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلّة، وبحجّة عدم ترخيص البناء، وهي الحجَّة التي يسوقها العدوّ لاقتلاع المقدسيّين من أرضهم وتهويد المدينة بالكامل، مستفيداً من اتفاقيّات التّطبيع والزّحف العربي الرسمي لنيل رضاه.

في هذا الوقت، جاءت الانتخابات الأخيرة في كيان هذا العدوّ لتشير إلى زيادة ملحوظة في جمهور اليمين المتطرّف، ما يعني زيادة الضّغط على الشّعب الفلسطينيّ، من خلال تعزيز سياسة الاستيطان، وضمّ المزيد من الأراضي الفلسطينيّة إلى هذا الكيان، ما يستدعي تعزيز الوحدة الداخليّة بين الفلسطينيّين، إضافةً إلى وقفة عربيّة وإسلاميّة ومن كلّ الأحرار، تعزّز صمود هذا الشعب أمام كلّ هذه المخطّطات.

متى تنتهي مأساة اليمن؟!

وبالانتقال إلى اليمن الّذي تستمرّ معاناة أهله بالعدوان المستمرّ عليه، والذي أدّى إلى مأساة إنسانيّة لم يعهدها شعب من الشّعوب، فإننا مع أيّ مبادرة جديّة توقف الحرب العبثيّة، وتفسح في المجال لحوار سياسيّ ومصالحة تنهي مأساة هذا البلد، على أن تأخذ في الاعتبار مصالح اليمنيّين والإمساك بقرارهم الحرّ، فقد آن الأوان أن يرفع الحصار عن اليمن، وتتوقّف الغارات والمعارك، ويبدأ الحوار لإنقاذ الملايين الّذين اكتووا بنار الحرب والجوع والأوبئة.