حاضر في المجلس العاشورائي في قرية زيتون الكسروانيَّة – فضل الله: يبدو أنَّنا لن نتلاقى في البلد إلَّا بقرار يأتي من الخارج

حاضر في المجلس العاشورائي في قرية زيتون الكسروانيَّة

فضل الله: يبدو أنَّنا لن نتلاقى في البلد إلَّا بقرار يأتي من الخارج

ألقى العلَّامة السيّد علي فضل الله كلمة في المجلس العاشورائي الَّذي أقيم في حسينيَّة عيسى بن مريم (ع) في قرية زيتون الكسروانيَّة.

استهلّ المجلس بآيات من القرآن الكريم، فكلمة ترحيبيَّة من سماحة الشَّيخ محمد حيدر، أشاد فيها بمدرسة الوعي والانفتاح والتضحية التي أسَّسها المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله (قده)، ويتابعها نجله العلَّامة السيِّد علي فضل الله.

ثم ألقى العلَّامة فضل الله كلمة عبَّر في بدايتها عن اعتزازه وسعادته لوجوده في هذه القرية الطيِّبة التي تسكن القلب، والتي تمثِّل عنواناً للوحدة والتواصل والتلاقي بين أبنائها ومع محيطها المتنوّع، معتبراً أنَّ التزامنا بتعاليم رسول الله (ص) وأهل البيت (ع)، يحمِّلنا مسؤوليَّة رساليَّة وروحيَّة تتمثَّل بمحبة الناس كلّ الناس، والانفتاح عليهم، بعيداً من أيّ اعتبارات، وأن تشكّل هذه المحبة بقعة ضوء تشع خيراً ومحبة وعطاءً على المجتمع.

وأضاف سماحته: مشكلتنا في هذا البلد أننا لن نستطيع بناء دولة قوامها الإنسان بعيداً من انتماءاته الفئوية، لذلك نجد أنَّ المسؤوليَّات والمواقع والوظائف لا يصل أحد إليها إلَّا من خلال المعايير الطائفية والمذهبية والسياسية، أو مدى القرب من هذا الزعيم أو ذاك، وليس على أساس الكفاءة.

وأكَّد سماحته: إنَّنا أصحاب رسالة وقيم، لذلك من مسؤوليَّتنا الشرعيَّة والأخلاقيَّة والإيمانيَّة استخدام الأسلوب الأحسن والكلمة الطيّبة حتى مع من نختلف معهم، سواء دينيّاً أو سياسيّاً أو فكريّاً، بعيداً من الانفعالات وردود الفعل الَّتي تزيد من التفرقة والشرذمة والانقسام.

وتابع سماحته: لا يمكن أن يقوم أيّ بلد أو يبنى إلَّا بتضافر جهود أبنائه وقواه السياسيّة، بعيداً من لغة الانقسام والاتهامات والهواجس المصطنعة، فنحن في الماضي جرَّبنا الإلغاء والإقصاء، فلم نحقِّق من ذلك سوى دمار بلدنا، داعياً إلى الحوار الصادق البعيد من الشكليات والمجاملات.

وختم سماحته: البلد مهدَّد بالكثير من التحديات والأزمات، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، التي تهدِّد مستقبل أولادنا ووطننا، ونحن نقول للمسؤولين: تعالوا على مصالحكم وأنانياتكم، ووحِّدوا جهودكم، وتلاقوا حتى ننقذ الوطن، ولكن لا يبدو أننا نتلاقى إلَّا بقرار يأتي من هنا أو هناك.