شدّد العلامة السيد علي فضل الله، على أن تبقى عاشوراء صافية في مفرداتها وأساليب إحيائها، مشيراً إلى دورها الوحدوي في مواجهة الفتن المذهبيّة والطائفيّة، مؤكداً أن المستفيد الأول من الفتن والفوضى في العالم العربي والإسلامي، هو العدو الصهيوني.

حاضر سماحته في مسجد الإمام علي(ع) في الحوش ــ صور حول ذكرى عاشوراء، فرأى أنها لا تمثل مرحلة زمنيّة تنتهي بانتهاء وقائعها، ولكنّها الموقف الذي يتكرر في رفض الظلم والظالمين في كلّ زمانٍ ومكان.

وقال إنَّ "عاشوراء الحسين(ع) لا تنفصل عن الخط الرسالي الذي يعدّ امتداداً لخط الرسول محمد(ص)، ولذلك، يجب ألا تقتصر علاقتنا بالإمام الحسين على البعد العاطفي الذي تثيره كربلاء، بل أن تكون هذه العلاقة أعمق، وأن تمتد امتداد حركة الإسلام واتساعها، وأن تكون عاشوراء محطة أساسيَّة من محطّات توحيد السّاحة الإسلاميّة، بدلاً من أن تكون ساحة من ساحات التنافس المذهبي أو الطائفي، كما يحاول البعض أن يصوّرها أو يقدّمها".

ورأى أن ما يحدث من فتن في العالم الإسلامي، ومن إثارة للفوضى في تونس وليبيا واليمن ومصر والعراق وسوريا وغيرها، يمثل خدمة مجانية للعدو الصهيوني، الذي يعمل في هذه الأيام على تهويد القدس وتقويض المسجد الأقصى، ويسعى لفرض شروطه على العالم العربي والإسلامي، وتخريب كل محاولات التقارب مع الغرب، والالتفاف على أية جهود لتعطيل الفتن والحروب في هذا البلد أو ذاك.

ودعا سماحته إلى الاستفادة من عاشوراء، بإدخالها في تفاصيل حياتنا، وترجمتها إلى سلوك عملي في مواجهة كلّ التحديات الداخلية والخارجية الَّتي تعصف يومياً بواقعنا وأمتنا، وخصوصاً أنّ الإسلام يتعرض لحملات تشويه مستمرة، سواء من بعض الجماعات التي تدّعي الإسلام وتقوم بأعمال لا يقبل بها، أو من الغرف الإعلامية المنظمة في الدوائر الغربية. ولذلك، المطلوب أن نستدعي عاشوراء لكي تصحّح الكثير من المفاهيم التي أُدخلت إلى واقعنا، وعملت على تشويه صورتنا لدى الآخرين، وأن نقدم عاشوراء صافية في مفرداتها وفي أساليب إحيائها.

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله 

التاريخ: 7 محرم 1435هـ الموافق:11 تشرين الثاني 2013م