دروسٌ من رسالةِ الإمامِ الرّضا (ع) إلى ولدِهِ

قال الله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}[الشّورى: 23].

ذكرى ولادةِ الرّضا (ع)

في الحادي عشر من شهر ذي القعدة، استعدنا الذكرى المباركة لولادة واحدٍ من أولئك الّذين أشارت إليهم هذه الآية الكريمة، ممن قرن رسول الله (ص) مودَّته بمودَّتهم، واتّباعه باتّباعهم، لا لقربهم منه فحسب، بل لكونهم الأمناء على رسالته، وصمَّام أمان من الضَّلال، والَّذين قال عنهم: “إنِّي تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكْتُم بهما لن تضلَّوا بعدي أبداً؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي”.

وهو الإمام عليّ بن موسى الرِّضا (ع)، هذا الإمام الَّذي عندما يذكر، فإنَّه يذكر معه التميّز الذي كان عليه في العلم والحلم والعبادة والتَّواضع وحسن الخلق والبذل والعطاء والكرم، والَّذي أشار إليه كل الذين عايشوه وعرفوه. فعن إبراهيم بن العباس أنَّه قال: “مَا رَأَيْتُ أحداً أفضل من أبي الحسن الرّضا، وشهدت منه ما لم أشاهده من أحد، مَا رَأَيْتُه جَفَا أَحَداً بِكَلِمَةٍ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُهُ قَطَعَ عَلَى أَحَدٍ كَلَامَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ، وَمَا رَدَّ أَحَداً عَنْ حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلَيْهَا، وكان كثير المعروف والصَّدقة، وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في اللَّيالي المظلمة… وكان من تواضعه أنَّه إذا جلس على المائدة، لا يدع صغيراً ولا كبيراً، حتّى السّائس والبوَّاب، إلَّا أقعده معه على مائدته”.

وقد أشار إلى ذلك أبو الضحَّاك، وهو الَّذي بعثه الخليفة العبَّاسي المأمون لمصاحبة الإمام الرّضا من المدينة إلى خراسان لتولي ولاية العهد التي عهدها  الخليفة للإمام: “والله ما رأيت رجلاً كان أتقى منه ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته، ولا أشدّ خوفاً من الله عزَّ وجلَّ… وكان لا ينزل بلداً إلَّا قصده النَّاس يستفتونه في معالم دينهم، فيجيبهم بكلِّ محبَّة وعطف منه عليهم.. فلما وردت به عليه، سألني عن حاله في طريقه، فأخبرته بما شاهدت منه، فقال: بلى يا بن أبي الضحاك، هذا خير أهل الأرض، وأعلمهم، وأعبدهم”.

رسالتُهُ (ع) إلى ولدِهِ

ونحن اليوم سنستفيد من هذه الذّكرى لنتوقّف عند الرسالة التي أرسلها إلى ولده الإمام الجواد (ع)، لنستفيد من عبرها ودلالتها:

فقد روى الشّيخ الصّدوق في كتابه “عيون أخبار الرضا (ع)”: أنَّ الإمام الرّضا أرسل، وفي خلال وجوده في خراسان، إلى ولده الإمام الجواد (ع)، الموجود في المدينة آنذاك، رسالةً قال له فيها: يا أبا جعفر، بلغني أنَّ الموالي إذا ركبْتَ أخرجوك من الباب الصَّغير، فإنَّما ذلك من بخل منهم لئلّا ينال منك أحد خيراً، وأسألك بحقّي عليك، لا يكن مدخلك ومخرجك إلّا من الباب الكبير – حيث النَّاس – فإذا ركبت، فليكن معك ذهب وفضَّة، ثمَّ لا يسألك أحد إلّا أعطيته”. ثم بيَّن الإمام (ع) الهدف الَّذي أراده من ذلك: “إنّي إنّما أريد بذلك بهذا العطاء أن يرفعك الله. فأنفق، ولا تخش من ذي العرش إقتاراً“.

أيُّها الأحبَّة: لم تقف حدود هذه الرسالة أن تكون رسالة من الإمام الرضا (ع) لولده، بل أراد لها أن تكون درساً للمسلمين حول ما ينبغي أن يلتزموا به في تربيتهم لأولادهم.

فقد أراد من ورائها أن يشير إلى ثلاثة أمور ينبغي أن يتَّصف بها الآباء والأمَّهات في تعاملهم مع أولادهم:

التّربيةُ على العطاء

الأوَّل: هو تربيتهم على الإنفاق والبذل والعطاء، وأن نشجّعهم عليه، وأن نشعرهم بأنَّ ذلك يكون السَّبيل لنرفع من موقعهم عند الله عزّ وجلّ، والّذي عبَّر عنه الإمام الرّضا (ع) لولده عندما قال له: “إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك الله. فأنفق، ولا تخش من ذي العرش إقتاراً”.

والإنفاق، أيُّها الأحبَّة؛ هو ما دعا الله إليه عباده عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}[البقرة: 254]. وقد جعله السَّبيل لبلوغ ما عنده، عندما قال: {آَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِير}[الحديد: 7]. والباب لكسب الدّنيا، وهو قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ: 39].

لذا ورد في الحديث: ما نقص مال من صدقة قطّ، فأعطوا ولا تجبنوا”.

متابعةُ الأبناء وتوجيهُهم

الأمر الثَّاني الَّذي نستفيده من هذه الرسالة، أن نتابع أولادنا، بأن لا ندع من لا يريدون خيراً بهم أن يعبثوا بإيمانهم وأخلاقهم وتصرفاتهم ومواقعهم، ويأخذوهم إلى حيث يريدون، وأن نكتفي بتوجيههم ونرى أننا أدَّينا واجبنا، بل علينا أن نتابعهم، فكما لا ينبغي أن نكتفي بالزَّرع، بل لا بدَّ من أن نحمي الزرع من الآفات، كذلك أولادنا.

إنَّ أولادنا هم بحاجة إلينا حتى نحميهم من أنفسهم ومن الآخرين، من الأجواء المحيطة التي قد تعصف بهم وتريد أن تعبث بكلِّ تفاصيل حياتهم، سواء كانت من أنفسهم الأمَّارة بالسوء، أو من تسويلات الشيطان الذي يتهدَّدهم، أو من رفاق السّوء، أو مما يرد إليهم من ضخّ أفكار وآراء من الوسائل الإعلاميَّة أو مواقع التواصل وغير ذلك.

إنَّ عدم تواصلنا مع أولادنا وحوارنا الدَّائم معهم، هو الذي يجعلنا نكتشف بعد فترة من الزّمن أنهم صاروا في عالم آخر، وأنّهم تغيّروا وتبدَّلوا ولم يعودوا كما تصوَّرنا.

الاهتمامُ بآخرةِ الأبناء

الأمر الثَّالث: هو أن نهتمَّ بآخرتهم كما نهتمّ بدنياهم، ونعمل لتأمين أفضل سبل العيش الكريم لهم، التي تمثِّل بالنّسبة إليهم المصير ودار القرار، وهذا ما دعانا الله عزّ وجلّ إليه، وحذَّرنا من التهاون فيه، عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التّحريم: 6]، وعندما قال: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[الزّمر: 15].

وقد ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) الإشارة إلى هذه المسؤوليَّات الَّتي تقع على عاتق كلِّ أبٍ تجاه أولادِهِ: “وأمَّا حقّ ولدك، فأن تعلم أنَّه منك ومضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره وشرّه، وأنّك مسؤول عمَّا وليته به من حسن الأدب والدّلالة على ربِّه عزَّ وجلّ، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلمُ أنَّه مثابٌ على الإحسان إليه، معاقَب على الإساءة إليه”.

وفي الحديث: “ميراث الله من عبده المؤمن، ولد صالح يستغفر له”.

ودائماً نذكر قصَّة السيِّد المسيح (ع)، عندما مرّ على قبرٍ يعذَّب صاحبه، ثم مرَّ عليه في العام التَّالي، فإذ قد رفع عنه العذاب، فسأل الله عن ذلك، فأخبره الوحي أنَّه وُلِد له ولد، فأصلح طريقاً، وآوى يتيماً، فغفرت له بسبب ولده.

ولذلك كان عليّ (ع)، يقول: “ﻣﺎ سألت ربِّي أولاداً ﻧﻀﺮ الوجه، ولا ﺳﺄﻟﺘﻪ ولداً ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻣﺔ، ولكن سألت ﺭبِّي أولاداً مطيعين لله، وجلين ﻣﻨﻪ، حتّى ﺇﺫﺍ نظرت ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ مطيع لله، قرّت عيني”.

إنَّ أولادنا هم ذخرنا في الدّنيا بين النَّاس، وهم ذخرنا عندما نقف بين يدي الله سبحانه، وزادنا في ذلك الموقف، وهم أمانة الله عندنا، هم ليسوا امتيازاً لنا لنفرح بهم فحسب، بل نحن نُبتلَى بهم ونُختبَر، وسنحاسب وسنخسر كثيراً إن صدر عنَّا أيّ تقصير تجاههم ونتحمَّل كلّ تبعاته. لذلك، من واجبنا أن نقوم بمسؤوليّاتنا تجاههم، بأن نبني شخصيّاتهم الفكريّة والثقافيّة والروحيّة والإيمانيّة والاجتماعيّة، بحيث تؤهِّلهم ليكونوا خيراً لمجتمعهم وواقعهم، حتى نربحهم في الدنيا والآخرة.

الاقتداءُ بالإمامِ (ع)

هذا درسٌ من دروس الإمام الرّضا (ع) الكثيرة لنا، وبالأخذ به نعبِّر له عن حبنا، عن ولائنا، وعن وفائنا الَّذي لن يكون إلَّا بالسَّير على ما سار عليه، والأخذ بما نهجه، وبذلك نغيِّر واقعنا لنكون زيناً لهم لا شيناً عليهم.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بالأخذ بما ورد عن الإمام الرضا (ع)، والذي أشار إليه أحد أصحابه، حين قال: كنت في مجلس الإمام الرضا (ع)، إذ دخل عليه رجل فقال: يا بن رسول الله، لقد افتقدت نفقتي، وما معي ما أبلغ به بلدي، فإذا رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة، فإذا بلغت بلدي، تصدَّقت بالذي توليني عنك، فلست موضع صدقة. عندها دخل الإمام الرّضا (ع) حجرته، وأتى بصرَّة فيها مبلغ من المال أزيد مما يحتاج إليه الرَّجل، وأعطاه إيَّاها، لكن من وراء الباب، بحيث لا يرى الإمام وجهه، وقال له: “خذ هذه المائتي دينار، واستعن بها في مؤونتك ونفقتك، وتبرَّك بها ولا تصدَّق بها عنّي”. استغرب أحد أصحاب الإمام، وقال له: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال له (ع): “مخافة أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه لقضاء حاجته”.

أيُّها الأحبَّة: إننا أحوج ما نكون إلى الأخذ بهذا السلوك، والذي به نحفظ كرامات النَّاس التي لا ينبغي أن تمسَّ إن هي احتاجت إلى المال أو إلى العون، وبذلك نبني مجتمعاً تكون فيه الكرامة للجميع، للفقراء والأغنياء ولكلّ النَّاس على حدّ سواء، وبذلك نكون أقوى وأكثر قدرةً على مواجهة التحدّيات.

سياسةُ التَّعقيد

والبداية من لبنان الَّذي يستمرّ فيه الشغور على الصَّعيد الرئاسيّ، من دون أن تبدو في الأفق، وحتى الآن، أيّ فرصة تنهي حال الشّغور هذه، في ظل بقاء كل فريق من الأفرقاء السياسيين على موقف، من دون أن يتقدَّم خطوة نحو الآخرين، رغم وعي كلّ الأفرقاء السياسيّين أنَّ أياً منهم غير قادر على تأمين الأصوات الكافية التي تضمن وصول من يراه أهلاً للوصول إلى سدَّة الرئاسة.

في هذه الأثناء، لا يزال هناك من القوى السياسية من يراهن على الخارج، رغم أنه قد وضع كرة الاستحقاق هذه في عهدة اللبنانيين، ودعاهم أن يتدبروا أمرهم فيها، ووصل الأمر به إلى التهديد بفرض عقوبات على من يراه يعطّل هذا الاستحقاق، وإن كنا لا نرى ذلك مجدياً، وقد أثبت الواقع أنَّه ليس حلاً، بل قد يزيد الأمور تعقيداً في بلد متنوّع الآراء والتوجهات.

إننا أمام كلّ ما يجري، نقول للقوى السياسية، عليكم أن تستفيدوا من هذه الفرصة المتاحة لكم لتؤمّنوا استحقاقاً صنع في لبنان ولحساب اللبنانيّين، وإذا كان هناك من يرى أن ما يتحدَّث به الخارج لا يعبِّر عن الواقع، لمعرفته بأنَّ القوى السياسية عاجزة وحدها عن الحل، ومعتادة على أنَّ الخارج بيده القرار، فأحرجوا هذا الخارج في ذلك، وبادروا إلى الحلّ.

  ولكنَّ هذا لن يكون إلا بأخذ خيار التوافق على البرنامج الَّذي ينبغي أن يطبع المرحلة اللاحقة، وعلى الشخص الكفوء الذي يلتقي عليه اللبنانيون، والقادر على تنفيذه وقيادة هذه المرحلة الّتي هي من أصعب المراحل التي تمرّ على لبنان، لأنَّ هذا البلد، وكما أكدنا سابقاً، لن يخرج من أزماته ومن التردّي الَّذي وصل إليه بطائفة وحدها، أو مذهب أو موقع سياسي مهما كبر أو علا شأنه، بل بتعاون كل اللبنانيين.

لهذا نقولها للجميع: وفروا على هذا البلد كلّ هذه المعاناة وهدر الوقت، واستجيبوا لكلّ دعوات الحوار التي انطلقت سابقاً، أو التي يدعى إليها الآن، لكنَّنا نريده حواراً بنَّاءً وجادّاً وبعيداً من الشّروط والشّروط المضادَّة والفرض ومنطق القوَّة والغلبة والاستقواء بالخارج.

معاناةٌ معيشيَّة

في هذا الوقت، تستمرّ معاناة اللبنانيين على الصّعيد المعيشي والحياتي بفعل ارتفاع أسعار السِّلع والموادّ الغذائيّة، والذي لم تعد تداعياته تقف عند عدم قدرة اللبنانيين على تأمين احتياجاتهم للطعام والشراب والكهرباء والماء، بل يمتدّ إلى عدم قدرتهم على تأمين الدواء والعلاج، إن هم اضطروا للدخول إلى المستشفى، وعجزهم عن تأمين التعليم لأولادهم والنقل لهم في ظلّ ارتفاع الأقساط.

إننا أمام كل ذلك، ندعو الحكومة إلى الرأفة باللبنانيين، فلا تزيد من معاناتهم، من خلال ارتفاع الدولار الجمركي أو الرسوم التي تفرض عليهم، أو فواتير الكهرباء العالية، والتي تضاف إلى الفواتير التي يدفعها المواطنون إلى أصحاب المولّدات الكهربائيَّة.

مخاطرُ التفلّتِ الأمنيّ

في الوقت نفسه، ندعوها إلى أن تأخذ في الاعتبار الوضع الأمني الَّذي بات يتهدَّد اللبنانيين في ظلّ تنامي السرقات وتفشّي الجريمة والمخدّرات، وصولاً إلى عصابات الخطف لقاء الحصول على مال، والتي شهدنا أحد فصولها أخيراً في خطف المواطن السعودي لقاء فدية، والتي تجعل الإنسان في هذا البلد غير آمن على نفسه وعلى بيته وممتلكاته، وتجعل الكثيرين من اللبنانيين وغيرهم يتردَّدون في المجيء إليه لداعي الاصطياف أو لأيّ داع آخر.

وهنا، لا بدّ أن نشدّ على أيدي القوى الأمنية التي تبذل أقصى جهدها لجعل هذا البلد آمناً، لكن ذلك لن يتمّ إلَّا بتعاون كل القوى السياسية وغير السياسية لأداء دورها، وعدم تركها وحيدة في مواجهة عصابات الخطف والجريمة والمخدّرات، وهنا نقدّر أيّ تعاون كان وسيكون على هذا الصَّعيد.

الحذر من العدوّ

وأخيراً، إننا ندعو مجدَّداً إلى الحذر من كلّ ما يقوم به العدوّ، سواء في مناوراته التي يحاكي بها هجوماً على لبنان، كالمناورة الأخيرة، أو في اعتداءاته واختراقاته عند الحدود مع فلسطين المحتلَّة، كما حصل بالأمس أو قبل أيام.

إننا نعرف أنَّ العدوَّ يريد من ذلك أن يوحي بأنَّه قادر على خوض الحرب، رغم أنّنا نعرف أنه بات يفكِّر كثيراً قبل أن يقدم على أيّ مغامرة مع هذا البلد، ولكن علينا ألا ننام على حرير، وأن تكون جاهزين لأيّ مغامرة يقدم عليها، تحفظ كلَّ عناصر القوة التي بها هزم سابقاً وبها سيهزم مجدَّداً، ويبقى الأهم فيها هو الوحدة في مواجهته.