رعى احتفال مبرَّة الرّضا (ع) في النبطيَّة فضل الله: لا حلَّ إلَّا بتوافقٍ داخليٍّ في ظلِّ عقمِ الرّهانِ على الخارج

رعى العلَّامة السيِّد علي فضل الله الاحتفال الَّذي أقامته مبرَّة الإمام الرّضا (ع) في النبطيَّة، وذلك بمناسبة ولادة الإمام الرضا (ع)، وبحضور فاعليَّات دينيَّة وتربويَّة وثقافيَّة واجتماعيَّة وأعضاء مجلس أصدقاء المبرَّة.

استهلَّ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فالنَّشيد الوطني اللبناني، ثمّ قدَّم أطفال المبرَّة نشيد المبرَّة الجديد، تلاه كلمة مديرة المبرَّة الحاجة رابعة الفقيه الَّتي رحَّبت بالحضور، شاكرة دعمهم المستمرّ للمبرَّة على مختلف الصّعد.

ثم كانت كلمة لأمَّهات الأيتام، والَّتي تضمَّنت الشّكر للمبرَّة على احتضانها للأيتام ورعايتهم. 

ثم ألقى العلَّامة فضل الله كلمته الَّتي هنَّأ في بدايتها الحضور وإدارة المبرَّة والعاملين فيها بذكرى ولادة الإمام الرّضا (ع) الَّتي تحمل هذه المؤسَّسة اسمه، ويمثّل عنواناً لها في كلّ حركتها، ما يحمّلها مسؤوليّة مضاعفة وكبيرة كي تكون على قدر هذا الانتماء، متحدِّثا عن مزايا الإمام الرّضا (ع) على مستوى العبادة والحلم وسعة الصَّدر وحسن الخلق والتَّواضع والانفتاح والعطاء والبذل.

وأكَّد سماحته أنَّ هذه المؤسَّسات من الناس وإلى الناس، وهي استطاعت، وبفضل روحيَّة الطهر والصدق والإخلاص، أن تنال ثقتكم وثقة المجتمع، حيث استمرَّت في عطائها وفي تأدية رسالتها الإنسانيَّة، وفي تقديم خدماتها، وفي احتضانها الأيتام والفقراء والتَّخفيف من آلام المجتمع، بالرّغم من كلّ الظروف الصَّعبة التي يعانيها الوطن، مشيراً إلى أنَّها ليست ملكاً لأحد، ولا تعمل لحساب فرد أو عائلة أو جهة أو دولة، بل قامت وأنشئت من أجل النهوض بمجتمعها وتطويره، والوقوف إلى جانب إنسانه في الأزمات والتحدّيات التي تواجهه.

وشدَّد سماحته على أنَّ هذه المؤسَّسة ستبقى أبوابها مفتوحة للجميع، من دون أيّ اعتبارات أو تمييز، وستسعى للتكامل والتواصل مع كلّ المؤسَّسات التي تعمل في هذا المجال، فنحن ليس لدينا منطق عصبيَّة المؤسَّسات.

وأضاف سماحته: إنَّ المرحلة ما زالت صعبة، ونخشى أن تطول حتى يتعافى هذا الوطن. ومن هنا، نتوجَّه إلى كلِّ هذه الطبقة السياسيَّة، أن تفكِّر في إنسان هذا الوطن الذي يعاني على مختلف المستويات، وأن تخرج من أنانياتها وحساباتها الضيِّقة والفئويَّة، وتعمل على الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال توافق داخليّ، وأن لا تنتظر كلمة سرّ من هنا أو عقوبات من هناك.

وختم كلامه بدعوة هذه الطبقة إلى النزول إلى أرض معاناة الشَّعب، وعدم الاكتفاء بتوصيف الوضع بدلاً من إيجاد الحلول لمعالجة هذا الواقع، فالبلد ليس فقيراً، لكنه أُفقِر، وثرواته سرقت، واذا صدقت النيَّات، فنحن على ثقة بأنَّنا نستطيع أن نتجاوز كلَّ هذا الانهيار.

وفي الختام، تمَّ توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقتي حفظ القرآن الكريم والأدعية المأثورة ومسابقة أنيس النّفوس.

***