رموزنا الرسالية: قدوة في التضحية والعنفوان

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

 

الخطبة الأولى

 

يقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}،  في رحاب هذا الشهر المبارك، التقينا بالعديد من المناسبات ممّن اصطفاهم الله سبحانه وتعالى، من بين خلقه ليكونوا نماذج وقدوةً نتأسى ونحتذي بهم، ومن خلالهم نحدد بوصلة حياتنا حتى لا نضيِّع الطريق الصحيح ونحدد المسار الأسمى، كما قال رسول الله(ص): "إني تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يرِدا عليَّ الحوض".

 

فقد مرت علينا في الأيام الماضية في الثالث من شهر شعبان، ذكرى ولادة الإمام الحسين(ع)، وفي الرابع منه ذكرى ولادة العباس(ع)، وفي الخامس منه ذكرى ولادة الإمام زين العابدين(ع)، وهناك الكثير مما يجمع بين هؤلاء، ولكننا سنتوقف عند جامع كبير بينهم، وهو العنفوان وروح التضحية والاستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل الله، من أجل إنسان حرّ وعزيز، ولتكون الحياة أكثر عدلاً واستقامة وحيوية.

 

هذه الروح هي التي عبّر عنها الإمام الحسين(ع) عندما انطلق بثورته وهو حدّد أهدافها عندما قال: "أيها الناس من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهده، يعمل في عباده بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بقولٍ أو فعل كان حقاً على الله أن يُدخله مدخله، ألا وأنّ هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأحلّوا حرامه وحرّموا حلاله، واستأثروا بالفيء وعطّلوا الحدود، وأنا أحقُّ من غيّر"..

 

وقال(ع): "إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليَّ أصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين".

 

كان الحسين(ع)، ومنذ أن انطلق بمسيرته هذه، واعياً لحجم الصعوبات التي تعترضه والتحديات التي ستواجهه والتي قد تصل إلى أن يبذل نفسه وكل الذين معه، وأن تُسبى نساؤه، ولكنه ما كان ليهادن أو يتنازل أو يسكت، فيما الحق لا يُعمل به والباطل لا يُتناهى عنه، وهناك فاجر وفاسد يتحكّم برقاب الناس ويتسلط عليهم..

 

ولذلك لم يتراجع عن هذا الطريق، ولم يتردد في الاستمرار فيه، وكان قادراً على ذلك بمجرد أن يبايع، عندها تُفتح له أبواب الدنيا بكل خزائنها،  ولكن ليس هذا منطق الرساليين، الذين لا يفكرون بمصالحهم بقدر ما يفكرون بمصالح أمتهم.

 

لقد قال للذين حاصروه وحشدوا الجيش لمواجهته وأرادوا قتله وقتل أصحابه: "لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد"، وعندما خُيِّر بين الموت والإقرار بالأمر الواقع، قال(ع): "ألا أنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون"، ولم تكن الحياة تمثل بالنسبة له شيئاً سوى أن يقرّ حقاً ويدفع باطلاً، لذلك قال(ع): "إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما".

 

وهذه الروح هي التي تمثّلت في العبّاس حين وقف في كربلاء مع أخيه الحسين(ع)، لم يتركه رغم كل الظروف التي تهيّأت له لينجو بنفسه، حيث تذكر السيرة، أن الشمر بن ذي الجوشن نادى يوم كربلاء: أين ابن اختنا، أين العباس؟ لوجود قرابة بينه وبين العباس لجهة أمه، يومها لم يستجب العباس، لكن الحسين(ع) قال له: أجبه، فإنه بعض أخوالك، فقال الشمر: أحمل لك الأمان من عبيد الله بن زياد، فأنت تستطيع أن تنجو بنفسك ويُترك لك المجال للخروج من أرض المعركة آمناً، قال العباس: لا، أتعطيني الأمان ولا أمان لابن بنت رسول الله؟..

 

ووقف العباس في كربلاء، يمثّل أعلى درجات الإيثار والنبل والتضحية، لم يتراجع رغم كل ما أصابه، وقال: "والله إن قطعتم يميني، فإني أحامي أبداً عن ديني، وعن إمامٍ صادق اليقين، نجل النبي الطاهر الأمين".

 

وقد عبّر الإمام زين العابدين(ع) عن هذه الروح المتفانية المضحية حينما قال: "رحم الله عميَ العباس، قد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه". ويقول الإمام الصادق(ع): "كان عمنا العباس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، لا تأخذه في الله لومة لائم"..

 

وقد تجلّت روح البطولة والاستعداد للتضحية في الإمام زين العابدين(ع)، الذي نستذكره في عبادته، هو زين العابدين وسيد الساجدين، وفي حلمه وعفوه وهو الذي كان العفو سجيّته، وفي سموّ أخلاقه وفي عونه للفقراء وهذا كان دأبه، وهو الإمام الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحلِّ والحرمُ، يخرج في الليالي الظلماء يبحث عن فقير خشية أن يبيت الليلة خاوياً من جوع..

 

كما نستذكره في كربلاء، وهو يتثاقل على نفسه ليخرج ويقاتل في كربلاء، نستذكره وهو يقف بكل عنفوان وعزّة، أمام عبيد الله بن زياد في الكوفة، وهو مصفد بالأغلال ليقول له بعدما راح يهدده بالقتل إن بقي يرفع صوته أمامه وأمام الناس: "أبالقتل تهددني يابن الطلقاء، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".

 

وقوله(ع) ليزيد في الشام: "ويلك يا يزيد إنّك لو تدري ماذا صنعت وما الذي ارتكبت من أبي وأخي وعمومتي إذاً لهربت في الجبال وافترشت الرماد فأبشر بالخزي والندامة".

 

وعاش الإمام زين العابدين(ع) بهذا العنفوان وهو يتابع مسيرة كربلاء ليغرس معانيها من خلال إثارة الوجدان والعاطفة ومن خلال كلماته ومواقفه، وقد استعمل الدعاء كأسلوب يربط الناس بهذا الخط، ويكفي للدلالة على ذلك دعاؤه، في كل صباحٍ ومساء، والذي ضمن فيه البرنامج اليومي، الذي لأجله جاء الإسلام ولأجله بّذِلت كل التضحيات: "اللهم وفقنا في يومنا هذا، وليلتنا هذه، وفي جميع أيامنا، لاستعمال الخير وهجران وشكر النعم واتباع السنن ومجانبة البدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحياطة الإسلام وإعزازه وانتقاص الباطل وإذلاله، ونصرة الحق وإعزازه وإرشاد الضالّ ومعاونة الضعيف وإدراك اللهيف"، "اللهم إني أعتذر إليك في كل مظلوم ظُلِم بحضرتي فلم أنصره".

 

أيها الأحبة، إنّ رسالتنا في الحياة ينبغي أن تبقى هي رسالة محبة وانفتاح ومبادلة الإساءة بالإحسان، ومدّ الجسور وردم الهوات، فهذا ديننا وقيمنا، ولكن هذا للذين يعون لغة الحب، فلا يشهرون السلاح ويعلنون الحرب، ويستبيحون الدماء، ويظلمون ويطغون في الأرض بغير حق، حيث المنطق هنا ما قاله الله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}، {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}، {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ}.

 

 

لقد مثّل أهل البيت(ع) في حياتهم هذا التوازن بين الحب الذي عاشوه والذي تحوّل دموعاً وعفواً للمسيئين إليهم، وفي الوقت نفسه عنفواناً وعزةً في مواقفهم ضد الطغاة والمستكبرين والباغين، هذه الصورة هي التي رسمها الإمام زين العابدين(ع) بقوله: "وحق من ساءك أن تعفو عنه وإن علمت أن العفو يضر انتصرت" "وَسَدِّدْنِي لأنْ أعَـارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْـحِ، وَأَجْـزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ وَأُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ"، "وَاجْعَلْ لِيْ يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي وَلِسَـاناً عَلَى مَنْ خَـاصَمَنِي وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي وَهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَنِي وَقُدْرَةً عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي".

هذا التوازن بين قلوب مفتوحة ممتلئةً إنسانية  وبين إرادات قوية تتطلع إلى تحقيق العدل، هو ما أراده الله وهو ما تُبنى به الحياة.

 

الخطبة الثانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله… فهي وسيلتنا في الدنيا والآخرة. ويكفينا في ذلك قوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}، وعندما يكون الله مع الذين اتقوا، فلا خوف عليهم بعدها ولا هم يحزنون.. 

 

وقد دلنا الإمام الحسين(ع) على الطريق الذي يوصلنا إلى التقوى، حين جاء رجل وقال له: "أنا رجل عاصٍ ولا أصبر على المعصية، فعظني بموعظة…"، قال له الإمام(ع): "افعل خمسة أشياء وأذنب ما شئت ـ وأوّل ذلك ـ لا تأكل من رزق الله، وأذنب ما شئت".. فقال له الرجل: وكيف ذلك وكل الرزق من الله؟ هذه لا قدرة لي عليها، فقال له الإمام(ع): "اخرج من ولاية الله، وأذنب ما شئت".. فقال له الرجل: هذه أصعب! وإلى أين أخرج وكلّ الكون ملكه وفي قبضته؟! دعني منها.. قال(ع) له: "اطلب موضعاً لا يراك الله فيه، وأذنب ما شئت".. فقال الرجل: كيف وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء؟! ائتني بغيرها.. فقال له الإمام(ع) حينها: "إذا جاء ملك الموت ليقبض روحك، فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت"، فقال له: كيف ولم يستأذن الأنبياء عندما قبض أرواحهم.. 
والخامسة ما هي؟ قال الرجل. أجاب الإمام(ع): "إذا أدخلك مالكٌ في النار، فلا تدخلها وأذنب ما شئت".. فقال له الرجل: وأنى لي هذا والحكم يومئذ لله؟! وأضاف: أعدك أن لا تراني في معصية..
 
أيها الأحبّة، لقد تجرّأنا على الله عندما لم نعد نقيم وزناً لحدوده، فلم نعُد نراه رازقاً وحاكماً ومراقباً، ولم نعُد نخشى محكمته والموقف بين يديه. ولكن متى رأينا الله في كل ذلك، فبالطبع سنحسب له حساباً، وليس أي حساب، وبذلك لن يدخل الشيطان إلى ساحتنا، ولن تهزمنا نفسنا الأمارة بالسوء، ولن يأخذنا أحد إلى حيث يريد ولا يريد الله.. وبذلك نكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات…
 
فلسطين
والبداية من فلسطين، حيث يستعيد الفلسطينيون والعالم العربي والإسلامي في الخامس عشر من شهر أيار، الذكرى الثامنة والستين للنكبة، والتي هي مناسبة تذكرهم بالمآسي التي قام بها العدو في العام 1948 في تدميره للقرى، وارتكابه للمجازر، وتشريده لشعب بأكمله، وتهجيره من أرضه.
إن هذه المآسي لم تنته بعد.. فالعدو هو هو، ولا يزال يتابع عمله في زرع المستوطنات، وفي القضم التدريجي لما تبقى من فلسطين، ليتحقق له مشروع تهويد فلسطين بالكامل..
 
ومع الأسف، يتم كل ذلك على مرأى ومسمعٍ من العالم المتحضر، والذي لا يبدو جدياً في التعامل مع هذه القضية.. حيث يصر على إبقائها في الدائرة الإنسانيّة، من دون بعدها السياسي والأمني.
 
إننا لا نريد لهذه المناسبة أن تمر علينا مرور الكرام، كما اعتدنا، بقدر ما نريدها أن تساهم في إعادة إحياء هذه القضية في النفوس.. بعد أن صرنا نسمع مقولات من نوع: "ما لنا وفلسطين.. وما علاقتنا بها.. ليتحمل شعب فلسطين المسؤولية عن أرضه".. فيما راح البعض يلفت إلى أن المشكلة ليست مع العدو الصهيوني، بل مع من يسميهم أعداء الداخل.
 
إن على الشعوب العربية والإسلامية أن تعي أن كل ما جرى ويجري هو بسبب وجود هذا الكيان، فلأجله يجري العمل على إضعافنا وتقسيمنا وهدر طاقتنا.. لأنه بذلك يكون الأقوى..
 
ولذلك، لا تقع المسؤولية في مواجهة هذا العدو على الشعب الفلسطيني فحسب، بل تقع على عاتق الشعوب العربية والإسلامية جميعاً.. فإذا تحملت هذه المسؤولية، حمت نفسها، وكانت جديرة بحمل راية استعادة القدس وفلسطين..
 
ليكن يوم النكبة هو اليوم الّذي يصدح فيه الصوت عالياً بأن فلسطين كانت وستبقى لأهلها من البحر إلى النهر… وإن لم يسعفنا الحاضر لاستعادتها، فسيسعفنا المستقبل ذلك، فإنّ سنة التاريخ تؤكد أن المحتل لن يبقى، وأن المظلوم والمقهور هو الذي سينتصر…
 
لبنان
أما لبنان الذي اجتاز المرحلة الأولى من الانتخابات بسلام، فقد أكّد اللبنانيون من خلال هذا الاستحقاق وسيؤكدون، توقهم لممارسة خيارهم الانتخابي وبأي شكل، سواء بالتصويت أو الامتناع، وعدم صوابية كل ما كان يثار بحسن نية أو بسوء نية من هواجس كانت تؤدي إلى التمديد، فهي حصلت رغم كلّ اللهيب المشتعل في المنطقة، ومن هنا نأمل أن يؤدي ما حصل إلى طيّ صفحات التمديد بكل ما أنتجت من جمود وترهل في الحياة السياسية.
 
ومن خلال استعراض مجريات هذا الاستحقاق، نجد تغيراً في مزاج اللبنانيين، وإن لم تكتمل صورته بعد، فاللبنانيون بدوا أكثر توقاً إلى أن يتنفسوا الحرية، وإلى أن يملكوا قرارهم بأيديهم، فلا يصادر هذا القرار من خلال منطق التجييش والتخويف وإثارة الهواجس.. أو الاصطفافات الحديدية التي لا يملك أحد الوقوف في مواجهتها، رغبةً أو رهبةً، وخصوصاً حين تقوم على عناوين حادة طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو عائلية..
 
إن التوافقات مطلوبة، أياً تكن منطلقاتها، ونحن ندعو إليها حفاظاً على الوحدة الداخلية.. ولكنها لا ينبغي أن تكون على حساب الكفاءات، أو أن تتحرك لإلغاء التنوعات الأخرى الموجودة في المجتمع.
 
لقد بات جلياً وواقعياً، ومن خلال ما يجري في العالم من حولنا، ما يؤدي إليه تهميش الآخرين من زرع لبذور الفتن، وفتح لثغرات يتسلل منها أعداء البلد من هنا وهناك، وخسارة لكفاءات كان يمكن أن تعطي الكثير لبلدها.. لكن مع الانفتاح على الجميع، لن نحتاج أبداً إلى الحديث عن ترميم للعلاقات الاجتماعية داخل كل القرى والمدن، والتي تفككها الانتخابات…
 
ونحن في هذا المجال، نعيد التشديد على عنصر الكفاءة.. بأن يكون ميزاناً في تحديد الخيار الانتخابي، ولذلك نقولها: قفوا عند كلّ اسم، وادرسوا حاضره وتاريخه وبرنامجه.. بعدها فقط يمكن للإنسان أن يكون معذوراً في صوت هو مسؤولية أمام الله أولاً، وبعد ذلك أمام الناس الَّذين ترسم الانتخابات حدود ما يتحقق من حقوقهم ومصالحهم التي تتصل بمستقبلهم… 
إنَّ المواقع ليست امتيازاً بقدر ما هي مسؤولية لخدمة الناس، ولا سيما البلديات، ومن يخدم الناس أكثر هو من ينبغي أن تكون له الحظوة فيها..
 
إستهداف بدر الدين
وأخيراً، نقف اليوم أمام استهداف جديد لقائد من قادة المقاومة، هو الحاج مصطفى بدر الدين، الذي كان يشكّل ذراعاً من أذرعتها، وكانت له بصماته في تحرير الأرض وصمود لبنان في وجه العدو الصهيوني، ونحن لا نرى هذا الاغتيال إلا جزءاً من العمل لاستهداف هذا البلد، وإضعافاً لواحدٍ من عناصر قوته.
 
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ : 6 شعبان 1437هـ الموافق : 13أيار 2016م

Leave A Reply