شارك في احتفال لمناسبة ولادة الرسول(ص) فضل الله: نفتقد إلى الشّخصيّات المبدعة فكريّاً وعلميّاً وثقافيّاً

رأى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، أننا نعيش حالة من اللاتوازن في الوسط الإسلامي، حيث يكثر المتحدثون بالسياسة، فيما نفتقد إلى الشخصيات الفكريَّة والعمليَّة والثقافيَّة، معتبراً أنَّ فشل الحركات الإسلاميَّة هنا وهناك، لا يعني فشل الإسلام، بل فشل التجارب التي لم تستند إلى قراءة حقيقية للواقع، داعياً إلى إعادة النظر في استخدام بعض المفردات، كالتكفير، مشيراً إلى أنَّ خيارنا هو خيار الوحدة الذي لا بديل منه.

 

في أجواء ولادة النبي محمَّد(ص)، أقامت حوزة المعهد الشرعي الإسلامي، احتفالاً في المناسبة، في قاعة المحاضرات، في مبنى الحوزة ــ حارة حريك، حضره عدد من علماء الدين، وأساتذة المعهد، والطلاب، والطالبات.

البداية، آيات بيّنات من القرآن الكريم، ثم قصيدة من وحي المناسبة للشاعر السيد موسى فضل الله، فكلمة لطلاب المعهد ألقاها محمد عيشة، تلاها مدائح وتواشيح دينية.

وتخلل الحفل كلمة للعلامة فضل الله، استهلَّها بالحديث عن ضرورة الالتزام بنهج النبي محمد(ص)، من خلال العمل بتعاليمه ووصاياه، داعياً طلاب العلم إلى الاقتداء برسول الله(ص)، وتمثّل صفاته التي جعلت منه الشخصية الأبرز في التاريخ، حيث كان الإنسان الصادق، والأمين، والعامل بالحق، والمدافع عن المظلومين.

وشدَّد سماحته على أن نبني أنفسنا ومجتمعنا، من خلال عملية البناء الروحي التي نقتدي فيها برسول الله(ص)، وأن نكون في موقع الحصانة أمام كل المغريات، وأن نكون في موقع القوة والصبر في مواجهة كل التحديات، وأن نكون المستقبليين الذين يفكّرون بالمستقبل؛ مستقبل الأمة كلها، بعيداً عن الحسابات الذاتية والحزبية والمذهبية.

ودعا سماحته طلاب العلم إلى أن يتحلّوا بالثّقافة العالية أمام التحديات الثقافيَّة والسياسيَّة المستمرة، وخصوصاً أننا في عالم يتسّم بالتغيير السريع في كل شيء، ونحتاج فيه إلى الشخصيات العلمية التي تحمل رؤية مستقبلية، مشيراً إلى وجود الكثير من المتحدّثين في المجالات السياسيَّة والتربويَّة، بينما نفتقد إلى الشَّخصيّات الَّتي تتكلّم في المواقع الفكريَّة والثقافيَّة، ما أوجد حالة من اللاتوازن في واقعنا الإسلامي، الّذي يحتاج إلى المبدعين علميّاً وثقافيّاً واجتهاديّاً، وليس إلى المتكلّمين على المستوى السّياسي والتنظيريّ فقط، وخصوصاً في مرحلة هي من أعقد المراحل وأصعبها، حيث يتعرَّض الإسلام لحملات تشويش وتشويه خارجيَّة وداخليَّة.

وشدّد على العمل مجدداً لإعادة الصدقية إلى الحركات الإسلامية، من خلال مراجعة نقدية ذاتية على مختلف المستويات، مشيراً إلى أن فشل بعض التجارب التي تقودها حركات إسلامية، لا يعني فشل الإسلام، بل قد يعني فشلاً في حركة الأشخاص والأحزاب، وفشلاً في الرؤية وقراءة الواقع وما إلى ذلك، داعياً إلى إعادة النظر في استخدام بعض المفردات في الخطاب السياسي والثقافي والديني، وخصوصاً مفردة التكفير، مؤكداً أنَّ معنى الإقصاء والإلغاء، قد ينطبق على الكثير من الجهات، وإن كانت المسألة تتسم بخطورة أكبر في بعض المواقع، معتبراً أننا جميعاً مدعوون إلى إثارة الحوار في ذلك كله، بعيداً عن منطق التكفير والتخوين.

وختم سماحته مؤكداً أنَّ خيارنا هو خيار الوحدة؛ الوحدة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والوحدة في نطاق الدفاع عن القيم الإنسانية السامية، لافتاً إلى أنَّ الاختلاف السياسي لا يُسقط خيار الوحدة داخل الوسط الإسلامي، وأنَّ المستفيد الأول من الانقسامات هو الكيان الصهيوني.

 وفي الختام، تم توزيع الجوائز على الطلاب والطالبات.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله                      

التاريخ: 19 ربيع الأول 1435هـ  الموافق: 20 كانون الثاني 2014م

 

 

Leave A Reply