شدَّد على احتضان المقاومة وإبعادها عن الحسابات الضيِّقة, فضل الله: لم يتحقَّق الانتصار على العدو إلا بالوحدة

شدَّد العلامة السيّد علي فضل الله على أهميَّة الوحدة الَّتي تجلَّت في مواجهة العدو الصّهيوني في حرب تموز في العام 2006، داعياً إلى احتضان المقاومة وإبعادها عن كلّ الحسابات الضيقة، وحماية إنجازاتها، واحترام دورها إلى جانب دور الجيش والشَّعب اللبناني.

لمناسبة الذكرى السابعة للانتصار على العدو الصهيوني في حرب تموز 2006، أصدر سماحته بياناً جاء فيه:

"إنَّ مفاعيل الانتصار الَّذي تحقق في شهر آب من العام 2006 على العدو الصّهيوني، لا تزال قائمة إلى الآن، وعلى أكثر من صعيد، وإن حاولت الأجهزة الاستكباريّة الدوليّة ومن يقف إلى جانب العدو، الالتفاف عليها بأكثر من وسيلة، أبرزها العمل على إنتاج فتن مذهبيَّة وسياسيَّة متنقّلة في لبنان والمنطقة".

وأضاف: "نحن في الوقت الّذي نهنئ اللبنانيين، ولا سيما العرب والمسلمين، وكل طلاب الحرية في العالم، بهذا الانتصار في ذكراه السّابعة، نؤكد أهميّة الوحدة في تحقيق أيّ إنجاز، وخصوصاً إذا كان بهذا المستوى. وقد تجلَّت هذه الوحدة في الاحتضان الَّذي حصل في الدّاخل لكلّ النازحين من الجنوب والبقاع الغربي والضاحية الجنوبيّة، وفي الخارج، حيث كان لسوريا وشعبها دور كبير في هذا الاحتضان، إضافةً إلى المواقف التي احتضنت المقاومين وشكّلت مظلّة حماية لهم، وبقيت تشدّ على أياديهم وتشحذ هممهم حتى نهاية المعركة الميدانيّة مع العدو الَّذي لا يزال يتربّص شراً بلبنان.

وعلينا ألا ننسى كلّ الَّذين ساهموا في إعمار لبنان بعد هذه الحرب المدمّرة، من دول عربيّة وإسلاميّة وأهل الخير، من خلال مساهمتهم في إعمار الضّاحية والمدن الجنوبيّة والمؤسَّسات العامّة".

وتابع: "عندما نعرف أنَّ هذا الانتصار لم يتحقَّق إلا بالتَّعاون وبتضافر جهود اللبنانيين، ندرك أهميَّة العمل المستمر لحمايته من خلال الإصرار على الوحدة الداخليّة التي تشكّل الضمان الأساسي في التصدي لأية حرب صهيونية قادمة، كما تمثل عنصراً أساسياً في منع العدو من الإقدام على أية مغامرة مماثلة.. وعلينا جميعاً من أن نعمل لاحتضان المقاومة، حتى يعرف العدو أنه عندما يحاول الاعتداء على لبنان، فلن يواجهه فريق واحد، بل سيقف الشَّعب اللبناني كلّه في مواجهته. ولا بدَّ من العمل على كلّ المستويات للحفاظ على الصورة الناصعة للمقاومة، التي مثلّت نموذجاً رائداً على مستوى الأمة كلها، ورفض كلّ المحاولات السّاعية لإدخالها في الحسابات الضّيقة، والحفاظ على دورها الأساسي، بعيداً من السجّال غير المسؤول الَّذي يطاول هذا الدور بين الوقت والآخر، فهي كانت ولا تزال عنصر حماية حقيقية للبلد".

وختم قائلاً: "إننا نؤكد على دور المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني، وإلى جانب الشعب الَّذي احتضنها وحماها، ونريد لكلّ خلاف في هذا المجال، أن يُصار إلى مقاربته من خلال حوار داخلي يأخذ مصلحة البلد بعين الاعتبار، ويرصد المطامع الصهيونية بلبنان وأرضه وثرواته".

 

Leave A Reply