صلاة الليل..غذاء للروح

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:


الخطبة الأولى

في حديث لرسول الله(ص) ورد عن معاذ بن جبل وهو أحد أصحاب رسول الله أنه قال: بينما نحن مع رسول الله في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر (لكون غزوة تبوك حصلت خلال شهر الصيف)، فتفرق القوم من حول رسول الله، وراح كل يبحث عما يحميه من حرارة الشمس، فإذا برسول الله أقربهم مني، فانتهزت الفرصة ودنوت منه لأتحدث إليه وهي فرصة كبيرة.. وقال لرسول الله: أنبئني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار..

قال له رسول الله(ص): "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسَّره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت.. قال: وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير (وهنا أراد رسول الله أن يزيده من طرائق علمه) الصوم جنّة، وهو وقاية من النّار ومن أسر الشهوات والأطماع والصدقة تكفر الخطيئة.. أي تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار…

ويضيف رسول الله في حديث عن أبواب الخير فيقول: "وقيام الرجل في جوف الليل".. حيث الناس نيام يبتغي وجه الله ورضاه.. ثم تلى رسول الله(ص) قوله سبحانه: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

 

أيها الأحبة:

لم يكن هذا الحديث الشريف وتراً بين الأحاديث التي أشارت إلى أهمية قيام الليل.. فقد كثرت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي أثبتت هذه الأهمية ويكفي لذلك أن جعل الله قيام الليل واجباً على رسول الله… عندما توجه إليه بالنداء: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً}.

وفي نداء آخر: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً}.

وبذلك كان ينزل جبريل على رسول الله(ص) تكراراً ليوصيه بها.."ما زال جبريل يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا".

وقد كانت هي وصيته لعلي(ع) عندما كان يقول له: "عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل".

ولذلك لم يترك علي(ع) صلاة الليل منذ أن أوصاه بها رسول الله.. وعندما قيل له: وحتى ليلة الهرير،  أي أشد ليلة في معركة صفين ، قال: حتى ليلة الهرير.

وقد أشارت الآيات والأحاديث إلى الأثر الكبير الذي تساهم به هذه الصلاة في بناء شخصية المؤمن وفي تعزيز موقعه عند الله، فهي الباب الذي يلج منه الإنسان إلى التقوى.. وفي هذا ورد كلام علي(ع) عند حديثه عن صفات المتقين: "أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به داء دوائهم".

وقد بينت الأحاديث مدى الثواب الكبير الذي يبلغه المؤدون لصلاة الليل والقائمون فيها..

 

فقد ورد عن رسول الله(ص): "إن العبد إذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ثم يقول جل جلاله لملائكته يا ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم والباطلون لاهون والغافلون نيام اشهدوا أني قد غفرت له".

وجاء عنه(ص):"فمن رُزق صلاة الليل من عبد أو أمة وقام لله مخلصاً، فتوضأ وضوءاً سائغاً، وصلى لله عزّ وجلّ بنية صادقة، وقلب سليم، وبدن خاشع، وعين دامعة جعل الله تعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة، في كل صف ما لا يحصي عددهم إلاّ الله تبارك وتعالى… ".

وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق(ع) ثواب هذه الصلاة: "ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل، فإن الله لم يبيّن حدا لسقف ثوابها عنده فقال: تتجافى جنوبهم عن المضاجع.. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

 

هذا على مستوى الآخرة..

أما في الدنيا فهذه الصلاة تترك أثرها في النفس بما قد لا تضاهيه عبادات و نوافل أخرى.. فهي على وجه الخصوص تبعث في النفس أماناً واطمئناناً، وسروراً وأنساً بالله.. وينعكس هذا إشراقة في الوجه وطيبة في النفس، وبصيرة في العقل، وطاقة في الجسد تيسر له الحصول على رزقه.

 

واللطيف أيها الأحبة إن تمعنا في أثر صلاة الليل بل قيام الليل بشكل عام فهما يشكلان علامة على رضى الله وطريقاً إلى رضاه سبحانه في آن واحد ومن هنا أثرهما الروحي والنفسي العظيم. فعندما ينوي المرء أن يقوم من دفء فراشه للجلوس بين يدي الله فلذلك فضل كبير وطريق إلى رحمة الله ورضاه كما بينت الأحاديث والآيات التي ذكرنا بعضها ولكن في الوقت عينه هذه العبادة هي بشرى للمؤمنين بأنهم في عين الله وأنهم يتممون عباداتهم المفروضة عليهم ونوافلهم المستحبة بقيام الليل فلولا أن كان الله عاصمهم من الشيطان ومن وسوساته وهمزه ولمزه لوجدوا ألف حجة وحجة لعدم الإستيقاظ.

 

فقوّام الليل (ولا نجمل طبعا) يشكلون تجمعاً أكثر حصرية من باقي العبادات، فقد تجد من يصلي الفرائض الواجبة أو من يصوم شهر رمضان أو من يحج وحتى من يزكي وهو في باقي جوانب حياته مقصر في العبادات أو المعاملات الأخرى، ولكن من الصعوبة بمكان أن نجد مقصراً في العبادات ومقترفاً للفواحش وهو يقوم ليله بينما نهاره مملوء بالذنوب. طبعا كما أسلفنا المقارنة نسبية. وقد ورد هذا المعنى عند الإمام علي. فقد جاءه رجل وقال له: إنّي قد حرمت الصلاة بالليل، قال(ع) : "أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك".

 

ولا نريد أن نتحدث هنا بالمثاليات فنحن نعلم والله يعلم مشقات الحياة، وخاصة مع دوام العمل أو الجامعة أو المدارس الذي قد يمتد من الصباح الباكر إلى ساعات الليل، وبالتالي عندما نتحدث عن قيام الليل فنحن لا نتحدث عن ترف لا يملكه الكثير.. والامر ليس بالصعوبة (على من يملك النية والقصد) لأنه من حيث مجال الوقت فهو واسع يتسع من منتصف الليل إلى الفجر، وان كان أفضل أوقاتها السحر. وأكثر من هذا فإن من يستيقظ خلال الوقت لأداء صلاة الليل، وكان غير قادر على إتمام الإحدى عشرة ركعة وهي عدد ركعات صلاة الليل، فيمكنه أن يأتي بركعتي الشفع والوتر أو حتى بركعة الوتر وهي ركعة واحدة. وكذلك الأمر بتلاوة القران أو الدعاء فقيام الليل ليس واجبا ميكانيكياً وإلا لما كان ذكر فيه كل هذا الفضل والثواب والمنزلة الكبرى..

 

لهذا ونحن احوج ما نكون في زمن الماديات والتحديات الى هدوء الروح وسكون النفس وارتمائها في حضن بارئها.. فليأخذ كل واحد فسحة لروحه، وصلاة الليل غذاء الروح، وثمرتها صبر وحكمة وفهم أعمق للحياة

فليقتنصها الصائم فرصة في هدأة الليل والسكون يعم المعمورة وبعيدا عن العلاقات الدنيوية التي تقيد الانسان وتشغله وتأخذ كل حياته يغتنم الفرصة ليعيد توصيف العلاقة التي تربطه بربه، ليزيل الحدود والحجب، والله نفسه يقول لك أنا من جهتي لا حدود بيني بينك وأنا حاضر لأجيب كلما دنوت وانا اقرب اليك من حبل الوريد ..

تجلس بين يديه خاشعاً، يحن عليك وهو الرؤوف العطوف، تفضفض له فيبادلك هجوعك ودعاءك رحمة ومحبة وحناناً وقبولا وتطهيراً ..

 

  في صلاة الليل كان الامام الكاظم عليه السلام  يناجي ربه قائلا:

"هذا مقام من حسناته نعمة منك، وشكره ضعيف وذنبه عظيم، وليس لذلك إلا رفقك ورحمتك، فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل، {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} طال والله هجوعي، وقل قيامي وهذا السحر، وأنا أستغفرك لذنوبي استغفار من لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً، ولا حياتاً…".

 

 

الخطبة الثانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله، الَّتي هي هدف شهر رمضان. وقد رسم لنا الإمام زين العابدين خارطة طريق للتّعامل معه، عندما كان يدعو بين يدي الله على أعتاب الشَّهر الفضيل، فيقول: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ، وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ، وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ، وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ، حَتَّى لاَ نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْو، وَلا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْو، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُور، وَلاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُور، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ، وَلا نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ".

أيّها الأحبَّة، لقد أراد الله لعباده أن يغتنموا فرصة هذا الشَّهر لتطهير أنفسهم من الذّنوب وتخليصها من التّبعات، وبلوغها إلى حيث وعد الله الصّائمين والقائمين والباذلين والذاكرين.

فلنخرج من الشّهر بصورة أفضل مما كنا عليه عند دخوله، وبذلك، نصبح أكثر قدرةً على مواجهة التّحدّيات.

 

 

يدخل شهر رمضان والمنطقة العربيَّة والإسلاميَّة على حالها من أجواء التّوتّر والفتن والصّراعات، واستمرار نزيف الدم والدمار، من دون أن تبدو بارقة أمل بحلول قريبة. ولا نزال نأمل أن يترك هذا الشّهر بصماته على الأرض، وأن يساهم قدومه في إعادة وصل ما انقطع، بحيث لا يقف شهر رمضان عند حدود ترك الطعام والشراب، بقدر ما يتحوّل إلى صيام عن استباحة الدم وما يثير الأحقاد والتوترات، أو ما يؤدّي إلى إشعال الفتن.

من هنا، دعونا وندعو الجميع إلى جعل هذا الشهر محطَّة للتفكير والتأمّل، لعلَّه يساهم في حلّ الكثير مما نعانيه ويعانيه واقعنا.

 

لبنان

ولنبدأ من لبنان، الَّذي لا تقف حدود معاناته على ما يتهدّده على حدوده الجنوبيَّة والشرقيَّة، والأزمات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة، وهو ما تكشف عنه التَّوقيفات اليوميَّة للعابثين بالأمن واعترافاتهم، لنصل إلى المؤسَّسات الَّتي يفترض أن تساهم في إيجاد الحلول لمشاكله، حيث باتت هذه المؤسَّسات أسيرة الفراغ أو الشّلل، لحساب أهواء من يُفترض بهم أن يكونوا أمناء على الوطن.

إنَّ البلد بحاجة إلى قيادات ترتقي إلى مستوى التّحديات الَّتي تواجه الوطن؛ إلى قيادات تنظر بعين الوطن لا بعين طوائفها أو مذاهبها أو طموحاتها؛ قيادات تُسالم وتتنازل لأجل أن يسلم الوطن.

إنَّ العواصف القادمة لا يستطيع مواجهتها من يختنقون في ذواتهم، أو في كهوفهم الطائفيَّة، أو مغاورهم المذهبيَّة، بل الَّذين يشعرون بمسؤوليّتهم عن إنسان هذا الوطن وعن حاضره ومستقبله.. ومن هنا، لا نريد لشهر رمضان أن يُدخل الحكومة وكلّ الملفات العالقة في إجازة، بل أن يبعث فيها الحرارة والرغبة في إيجاد الحلول.

 

فلسطين

وإلى فلسطين، حيث يستمرّ المستوطنون الصَّهاينة بممارساتهم واعتداءاتهم الَّتي تطال البشر والحجر والمقدّسات، فبعد تدنيسهم المستمرّ للمسجد الأقصى ولعدد من المساجد والكنائس، وحتى المقابر، في فلسطين المحتلّة، ها هم يقدمون على حرق كنيسة على ضفاف بحيرة طبريا، ما يؤكّد عنصرية هذا الكيان الّذي قام على إلغاء الآخر، كلّ الآخر.

إنّنا أمام هذه الاستباحة الجديدة لمعلم من المعالم الدينيَّة، نؤكد أهميَّة وجود موقف إسلاميّ ومسيحيّ حاسم في مواجهة الاحتلال وعدم مداهنته، ونشدّد على وحدة الشّعب الفلسطينيّ وعدم السّماح بالعبث بهذه الوحدة.

 

مصر

ونصل إلى مصر، الَّتي شهدت أخيراً محاكمات جديدة، وصدور أحكام بالإعدام على قادة الأخوان المسلمين. وبعيداً عن قانونيَّة هذه الأحكام وعدمها، فإنّنا نخشى أن تؤثّر في استقرار هذا البلد العربي الكبير ونهوضه ووحدته.

إنّنا نريد لكلّ القادة في هذا البلد طيّ صفحة المرحلة السّابقة بكلّ فصولها، والعمل على تهيئة مناخات مصالحة داخلية تنهي ذيول ما حصل، وإعادة اللحمة بين أبناء هذا البلد، وعدم دفع قسم منهم إلى الارتماء في أحضان جماعات حوّلت سلاحها باتجاه جيش مصر أو قواه الأمنيَّة ونسيجه الاجتماعيّ والوطنيّ.

 

البحرين

وبالاتجاه نفسه نتطلَّع إلى البحرين، بعد أن صدر الحكم على سماحة الشيخ علي سلمان، رئيس جمعية الوفاق البحرينيَّة، والذي كنا ننتظر أن يُعاد النظر في قرار سجنه، نظراً إلى ما يتمتَّع به من شخصيَّة متَّزنة وعقلائيَّة، وهو الذي لم يدع إلى العنف، بل كان دائماً داعية سلم.. ولم يطالب إلا بإصلاحات يراها ضرورية لتحقيق التّماسك الداخليّ والاستقرار الوطنيّ، وهي حقّ لكلّ إنسان.

إنَّنا أمام ذلك، نجدّد دعوة السّلطات في البحرين إلى إعادة النظر في قرارها، والمباشرة بحوار جديّ مع رموز البلد وقواه الوطنيَّة والسّياسيَّة، فهو السَّبيل الأمثل لمعالجة أزمة البحرين وكلّ أزمات المنطقة.

 

اليمن

وإلى اليمن، حيث ما زلنا نتطلّع إلى أن تفضي جهود الحوار القائمة إلى نتائج تُنهي معاناة الشعب اليمني، وتعيد إليه لحمته الداخلية، وتُبعد عنه شبح التدخّلات الخارجيّة. ولعل التّفجيرات الّتي حدثت أخيراً، تؤكّد أنَّ العناصر التكفيريّة تعمل للدخول على خطّ الصّراع الجاري، ولمنع الحوار اليمنيّ ـ اليمنيّ من أن يحقّق غاياته المنشودة.. ومن هنا، فإننا نؤكّد الوحدة في مواجهة ذلك كله والتلاحم، حفاظاً على البلد، حتى لا يتكرر فيه ما يجري في سوريا والعراق وليبيا.

 

إرتفاع الأسعار في شهر رمضان

وأخيراً، إنَّنا في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الأساسيَّة التي يحتاج إليها المواطنون في هذا الشَّهر، ندعو الدَّولة إلى تحمّل مسؤوليّتها في حماية المستهلك، وتفعيل عمل هيئة حماية المستهلك، في الوقت الذي ندعو التجار إلى مراعاة أوضاع المواطنين، فهذا الشهر ينبغي أن يكون شهر تكافل وتعاون، لا شهر جشع وطمع واستئثار.

وفي الوقت نفسه، ندعو إلى الابتعاد عن الإسراف الَّذي بات سمة من سمات التعاطي مع هذا الشهر، سواء في الموائد الرمضانيَّة أو في البيوت.

ولا بدَّ هنا من تقدير الذين يعمدون إلى جمع ما يبقى من الطَّعام، إن أمكن الاستفادة منه، لإيصاله إلى الفقراء والمحتاجين، بدلاً من أن يُرمى، في ظلّ تصاعد أرقام الفقر في لبنان، حيث تتحدث الأرقام عن وجود تسعة في المائة من الشعب اللبناني، ممن هم غير قادرين على تأمين قوتهم وطعامهم اليوميّ.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله 

التاريخ : 2 رمضان 1436هـ الموافق :19 حزيران 2015م

 

 

 

Leave A Reply