عاد من تركيا بعد مشاركته في أعمال لجنة المساعي الحميدة فضل الله: مشاكل الشّيعة والسنّة منشؤها التّخويف والجهل المتبادل

رأى العلامة السيد علي فضل الله، أنَّ الفتنة المذهبيَّة تتسلَّل إلى واقعنا من خلال جهل كلّ فريق إسلامي بالفريق الآخر، داعياً إلى معالجة هذه الآفة بالخطاب الوحدوي، ونبذ القطيعة بين العلماء والدول الإسلاميّة، مشدداً على عدم إلقاء اللوم على الآخرين، والبدء بالمعالجة الجذريّة لمشاكلنا، ودراسة المرتكزات الفقهيَّة والدينيَّة للفكر الإقصائي والتَّكفيري ومعالجتها.

 

عاد العلامة فضل الله من تركيا بعد مشاركته في أعمال الاجتماع الثاني للجنة المساعي الحميدة، المنبثقة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

وقد ألقى سماحته كلمةً أشار فيها إلى أنَّ المرحلة التي يعيشها العالم الإسلامي، هي من أصعب المراحل وأشدّها حراجة، بفعل الفتنة المذهبيَّة الَّتي نجحت قوى الاستكبار العالمي في تحريكها في أكثر من مكان داخل جسد الأمة، للعبث بالواقع العربي والإسلامي وإضعافه، والسيطرة على مقدراته.

واعتبر أنَّ إلقاء اللوم على الآخرين هو تكريس للضعف، فيما المطلوب أن نبادر لمعالجة واقعنا جذرياً، وأن نحاصر الجهل الذي يصنع الخرافة ويباعد بين المسلمين، وأن نعمل على طرد عنصر الخوف والتخويف الناشئ من عدم معرفة السنة للشيعة على حقيقتهم، وعدم معرفة الشيعة للسنة على حقيقتهم، في الوقت الذي يتفق الطرفان على أكثر من تسعين في المئة من المسائل.

ودعا إلى معالجة القطيعة الملحوظة بين العلماء والحركات الإسلامية، وبين الدول الإسلامية، والتي تنطلق من أساس سياسيّ معقّد أو مذهبيّ متعصّب، يكرسه هؤلاء الذين يصبّون الزيت على النار، ويراكمون عناصر الخوف.

وشدَّد سماحته على ترشيد الخطاب الإسلاميّ، ليتجاوز مواقعه الخاصة، ويدخل إلى الفضاء الإسلامي والعالمي الواسع، وهجر منطق الإقصاء والاستبعاد، أو منطق الحكم على مذهب بعينه أو طائفة بعينها من خلال ما يرتكبه البعض من أخطاء.

وأكَّد أنَّ الظّلم الَّذي تشعر به هذه الفئة أو تلك، أو الذي يطاول شعباً بأكمله هنا أو هناك، غالباً ما يمثل الثغرة التي تدخل منها الأطراف المعادية للأمة، لكي تصنع الفتن والمآسي والحروب، فالظلم هو المدخل للفتنة المذهبية، ولذلك، علينا مواجهته، وإشاعة العدل في مجتمعاتنا، وإعطاء كل ذي حقّ حقّه، حتى نعالج المخاوف ونقطع دابر الفتنة.

ورأى أنَّ المطلوب هو فهم الوحدة الإسلاميَّة، فلا يكفي أن نعلن أنها في رأس أولوياتنا، بل علينا أن نتحرك على هذا الأساس، وأن تكون مواقفنا وخطواتنا منطلقة من هذا المبدأ، وأن نراعي هذه الوحدة في الخطاب، وفي تأصيل المفاهيم الإسلامية، وفي محاربة الخرافة، وفي العمل بالمشتركات وما أكثرها!

ورفع سماحته للمؤتمر عدداً من المقترحات، من بينها إيجاد مجموعة إسلاميّة معروفة بالتزامها ورزانتها وتوازنها، لكي تكون حاضرة لإطفاء نيران الفتنة ومعالجة الخلافات داخل المواقع الإسلامية، وتعزيز الفضائيات والإعلام الإسلامي الوحدوي، وترشيد الخطاب الإسلامي، وتشجيع منتديات الحوار الوحدوية، ودراسة المرتكزات الفقهية والدينية والواقعية التي ينطلق منها المنطق التكفيري والإقصائي، والعمل على معالجتها وفق القواعد الأساسية المنفتحة على أجواء المحبة والرحمة والتسامح. 

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 28 محرم 1435هـ الموافق: 2 كانون الأول 2013م

Leave A Reply