فضل الله: الوطن سقط بفعل الفساد ولا يبنى إلَّا بالأخلاق والتضحيات

كرّم الناجحين في ثانوية الإشراق في بنت جبيل

فضل الله: الوطن سقط بفعل الفساد ولا يبنى إلَّا بالأخلاق والتضحيات

رعى سماحة العلَّامة السيِّد علي فضل الله الاحتفال الذي أقامته ثانوية الإشراق في مدينة بنت جبيل لطلَّابها الناجحين في الامتحانات الرسمية للمرحلة المتوسطة، وذلك في ملعب الثانوية، وبحضور وفد من قوات الطوارئ الدولية، وعدد من الشخصيات الدينية والبلدية والثقافية والتربوية.

استهلَّ الحفل بآيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدَّم تلاميذ الثانوية مسرحية وباقة من الأناشيد من وحي المناسبة، بعدها كانت كلمة الخرّيجين، تلتها كلمة مديرة الثانوية رابعة بيضون، ثم ألقى العلَّامة فضل الله كلمته التي عبَّر في بدايتها عن سعادته بأن يكون في هذه الأرض الطاهرة التي جبلت بمداد العلماء وعرق المجاهدين ودماء الشهداء، لنحتفي بهذه الكوكبة من أبنائنا الَّذين يعيشون هذه المرحلة العلمية في حياتهم بكلِّ جهد ومثابرة، ليأتي من بعدها هذا الحصاد من النجاح والتفوق الذي يؤهِّلهم للارتقاء نحو مرحلة علميَّة جديدة بحافز أكبر، رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتهم ويعانيها هذا الوطن.

وأكَّد سماحته أهمية العلم الممزوج بالقيم الأخلاقيّة والإيمانيّة والإنسانيّة في بناء الشخصيّة الإنسانية، منبِّهاً إلى أنَّ العلم من دون هذه القيم قد يتحوَّل إلى مشكلة وإساءة إلى الإنسان والمجتمع، بما يفقده دوره على صعيد تطوير الحياة، ولا سيما في القضايا التي تتَّصل بتعزيز مواقع الوطن والأمَّة.

وأكَّد سماحته أنَّ هذه المؤسَّسات بنيت على أساس الخير والمحبة، ووجدت حتى تبني مجتمعاً متعلماً واعياً يحمل كل هذه القيم، ويسعى إلى مدّ الجسور مع كلّ أبناء الوطن، يعيش الانفتاح وليس الانغلاق، الحوار وليس التعصب، بما يرسِّخ الانسجام الداخلي والوحدة الوطنية والتواصل الإنساني.

وتابع سماحته: إنّ هذه المؤسسات من الناس وإلى الناس، ولذلك سوف تبقى تعمل لخدمتهم وخدمة مجتمعها وأهلها، وهي لن تتوانى عن الاهتمام بقضايا الناس وحاجاتهم وتخفيف آلامهم ومعاناتهم، ولكن هذا لا يعني أننا بديل من الدولة، بل نحن من دعاة بناء الدولة، الدولة العادلة التي تحتضن كلَّ مواطنيها.

وقدِّر سماحته كلَّ الخيرين الذين كانوا سنداً وعضداً لهذه المؤسَّسات، مثنياً على كلّ الجهود التي بذلت من إدارة الثانوية ومعلّميها، شاكراً الأهل الذين وقفوا إلى جانب أولادهم ودعموهم حتى يتابعوا مسيرتهم العلمية.

وتوجه سماحته إلى الخريجين قائلاً: عليكم أن تقدِّروا كل هذه الجهود التي بذلت من أجلكم خلال متابعتكم هذه المسيرة العلمية، من دون أن يُطلب منكم إلا المحافظة على تفوقكم وتميزكم، ولتكون لكم الصورة المشرقة والنموذجية التي تساهم في صناعة المستقبل المزدهر لمجتمعكم، وهو ما لا يمكن أن يبنى بالتمنيات، بل بالعمل والتضحية والمثابرة.

وقال سماحته: سوف تبقون أنتم الأمل لهذا الوطن الذي هناك من فرَّط بحقوقه ولا يزال، مشيداً بتضحيات أبناء هذه المنطقة والمقاومة في تحرير الوطن واستعادة الحقوق، فيما هناك من استمرّ ينظر إلى هذا الوطن كبقرة حلوب، ولا يزال يسعى لأن ينهب ما تبقَّى من مقدرات البلد ويجعله في مهبّ رياح الآخرين، معتبراً أن البلد يمكن بما يملكه من طاقات وإمكانات أن ينهض من جديد بالاعتماد على أبنائه، وأن يتخطَّى كلَّ هذه التحديات وهذا الانهيار الَّذي أوصلتنا إليه هذه الطبقة السياسية.

ولفت سماحته إلى أنَّ المرحلة صعبة ومعقَّدة، ولكن سيبقى صوتنا عالياً لبناء وطن نريده وطناً عادلاً حراً مستقلاً خالياً من الفساد والهدر والمحاصصة، وطناً لا يرتهن لأحد، وطناً يحتضن أبناءه، فلا يتركهم يخاطرون بحياتهم حتى يبتلعهم البحر في سبيل لقمة عيش كريمة.

وفي الختام، تمَّ توزيع الشهادات وأخذ الصّورة التذكارية.