فضل الله: انهيارُ الوطنِ سببُه غيابُ السّلوكِ الأخلاقيِّ والعقليَّة العلميَّة

كرَّم الناجحين في ثانويَّة الإمام جعفر الصَّادق (ع) في جويَّا

فضل الله: انهيارُ الوطنِ سببُه غيابُ السّلوكِ الأخلاقيِّ والعقليَّة العلميَّة

رعى العلَّامة السيِّد علي فضل الله حفل التَّكريم الَّذي أقامته ثانويَّة الإمام جعفر الصَّادق (ع) في بلدة جويَّا الجنوبيَّة لتلاميذها الناجحين في الامتحانات الرسمية للشَّهادة المتوسطة والثانوية.

حضر الحفل رئيس بلدية جويَّا الأستاذ نعمان هاشم، فضيلة الشَّيخ فؤاد خريس، مدير الثانويَّة الأستاذ محمد نصرالله، وعدد من الفاعليات التربوية والثقافية والاجتماعية والبلدية والاختيارية وأهالي الخريجين والمكرَّمين.

استهلَّ الحفل بآيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني اللبناني، ثم قدَّم طلاب الثانوية باقة من الأناشيد من وحي المناسبة، تلاه كلمة للخريجين، بعدها كانت كلمة أولياء الأمور ألقاها رئيس البلدية الأستاذ نعمان هاشم، رحَّب في بدايتها بحضور العلَّامة فضل الله ورعايته لهذا الحفل، معتبراً أنَّ المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله (رض) رسم لنا درباً واضحاً في الاستقامة والفكر المنفتح والتسامح وكرامة الإنسان وسموّ مقامه، مشيراً إلى العلاقة المتينة والصلبة التي تربط الثانوية مع أهل الطلاب، والتي أثمرت هذا النجاح وهذا التألق.

ومن ثمَّ ألقى العلَّامة فضل الله كلمةً عبَّر في بدايتها عن سعادته الكبيرة لرعايته هذا الحفل، ولكونه يُقام على هذه البقعة الجنوبيَّة الطاهرة التي جبلت بمداد العلماء وتضحيات الشهداء وعرق المجاهدين، فأثمرت نصراً وعزةً وكرامةً وتفوقاً ونجاحاً.

وأضاف سماحته: نلتقي اليوم لنخرِّج كوكبة من طلابنا وطالباتنا الأعزاء، الذين استطاعوا بجهدهم وتعبهم وسهرهم تخطّي كلّ الصّعاب والتحدّيات، وأن يصلوا إلى هذه المرتبة من العلم ومن النجاح، ويحصلوا على هذه النتائج المميَّزة التي كرَّست المعادلة التي أسَّست من أجلها هذه المؤسَّسات، وهي حرصها على أن تكون في المقدِّمة في كلّ الميادين التي تعمل فيها.

وتابع سماحته: نحن هنا لنؤكِّد التزامنا بوصايا رسول الله (ص) وتعاليمه، ولا سيَّما ونحن نعيش في أجواء ولادته، ليس قولاً، بل عملاً وسلوكاً، فهو حرص منذ انطلق في دعوته، على أن ينقل الناس من الجهل والتخلّف والعصبيَّة، إلى رحاب العلم والمعرفة والمحبَّة والرَّحمة.

وطالب سماحته الخرِّيجين بعدم تجميد عقولهم، بل تحريكها في الفضاء الواسع، وأن يكونوا خيراً لمجتمعهم، وأن يمثِّلوا الصّورة النموذجيَّة لهذه المؤسَّسات التي بنيت من أجل الإنسان، كل إنسان، داعياً إلى عدم الاستسلام للواقع الفاسد الَّذي يعانيه الوطن، وإلى الانفتاح ومدّ الجسور مع الآخرين، حتى نستطيع أن ننهض بهذا الوطن وننقذه من أزماته ومعاناته، مشدداً على ضرورة مزج العلم بالأخلاق والقيم، حتى نسير بالاتجاه الصَّحيح في تأدية الدَّور الذي يصبّ في خدمة الإنسان والبشرية.

وأكَّد سماحته أن هذه المؤسَّسات حرصت على أن تحافظ على هذه المسيرة العلميَّة، من خلال تخريجها جيلاً رساليّاً يحمل القيم الأخلاقية والإنسانية، ويسعى إلى الوصول إلى أعلى درجات العلم، لافتاً إلى أنّ همّنا أن نبني جيلاً يحمل العقلية العلمية والانتماء الوطني، ويعيش روح المحبة والانفتاح والحوار، حتى نضمن مستقبل هذا الوطن وننهض بمجتمعه.

تابع: مشكلتنا في هذا البلد، في ما وصلنا إليه من حالة الانهيار، فقدُنا لهذه القيم، وانغماسنا بالفساد والهدر والمحاصصات، ما انعكس فشلاً على الصعيد الاقتصادي والمالي والمعيشي في هذا الوطن.

وفي الختام، شكر الأهل الذين وقفوا إلى جانب أبنائهم، وقدَّموا لهم كلَّ العون والمساعدة، كما قدَّر كلَّ الجهود والتضحيات التي بذلت من قبل إدارة الثانوية، من معلمين ومعلمات وإداريين وعاملين، وتكللت بهذا النجاح، ومن ثم تمَّ توزيع الشهادات على الخريجين.