فضل الله: رسالة عاشوراء مواجهة الفاسدين والناهبين للوطن

العلامة السيد علي فضل الله

أشار سماحة العلامة السيد علي فضل الله في محاضرة عاشورائية أنه مع بداية كل موسم عاشورائي يطرح السؤال لماذا إحياء هذه المناسبة ولماذا كل هذا الجهد الذي يبذل والأوقات التي تصرف والإمكانات التي تسخر؟ هل هي مجرد للتعبير عن مشاعرنا وعواطفنا أم القضية تتصل بالاستحضار الحي لتاريخ نحتاج إلى أن نتعلم من عبره ودروسه الأشياء الكثيرة.

 وأضاف سماحته: نحتاج أن نستلهم عاشوراء حتى نقتدي بها، لنميز مواقع الحق والباطل ومواطن الصواب والخطأ، حتى نعيد النظر في خطواتنا وأساليبنا وأهدافنا مشيرا إلى أن وصية الإمام الحسين (ع) لنا هي الوقوف مع كل مظلوم في وجه كل ظالم ومحاربة كل فاسد وفساد وان على الإنسان   أن يتحمل مسؤوليته ويقوم بواجبه، فما دام ساكتاً فسيبقى الظالم ظالماً والمظلوم ضحية، والفساد مستشرياً .. .

 وقال: لقد أراد لنا الإمام الحسين(ع) أن نرفض شرعية أي حكم منحرف وأي حكم طاغٍ أو فاسد، فلا نقف موقف اللامبالاة أو الحياد اتجاهه بل أن نواجه كل هذا المنكر والفساد الذي يضج من حولنا.

 وتابع: لندخل إلى موسم عاشوراء بعقلية العاملين لإصلاح هذا الواقع في مواجهة كل هؤلاء الذين نهبوا البلاد وأثروا على حساب العباد وأوصلوا الوطن إلى الانهيار وليعمل كل واحد منا حسب قدراته وظروفه ودوره…

وأكد سماحته: أن الفساد والانحراف والباطل والظلم لا يتجزأ… هو واحد فلا فرق بين ظلم الزوج لزوجه ورب العمل لعامله ولظلم المسؤول لمن تحت مسؤوليته ولا فرق بين الفاسد والمنحرف على أي مستوى من المستويات، والفاسد هو من يجري المعاملات والتعيينات على أساس أن هذا قريبه أو من طائفته أو مذهبه أو موقعه السياسي على حساب من يستحق..

واعتبر أن التغيير  يبدأ من أنفسنا.. أن نغربل أفكارنا.. كلماتنا… مواقفنا… تعاملنا مع الآخرين وهذا مدخل الإصلاح وهو {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

 ورأى أننا لا زلنا نعيش تداعيات الفتنة المريرة التي عصفت بالبلاد العربية والإسلامية، وحيث في بلدنا من الأيادي الخارجية والداخلية من تريد أن تعبث بوحدتنا الوطنية الإسلامية، أن نواجه كل هؤلاء بأن نؤكد على إنسانية هذه الثورة التي قامت على قيم الإصلاح والحرية والعدالة وأن نشدد على إسلامية هذه الثورة التي قامت على قيم الحق والخير والوحدة لا سيما بعد أن عمل البعض من هذا الفريق ومن ذاك الفريق أن يشوهها بإعطائها بعداً مذهبياً ضيقاً وطابعاً عصبوياً منغلقاً أو باعتبارها نزاعاً سياسياً أو صراعاً على السلطة..

 وشدد على أهمية الحفاظ على الصورة المشرقة لعاشوراء التي بغيابها سوف يفقد المسلمون قاعدة أساسية من قواعد استنهاض الأمة في معارك النهوض، ومعياراً رسالياً وأخلاقياً حاسماً في مواجهة الانحراف..

 وختم: إننا نريد لعاشوراء أن تكون مناسبة لإصلاح واقعنا، وتعزيز مناخات الوحدة، في مواجهة الظلم والطغيان وفي مواجهة كل هذا الظلم والفساد ومثيري الفتن والمتعصبين…