فضل الله في تكريمه مجلس عشائر ومكوّنات البصرة: تمثّلون الردّ الحقيقيّ على كلّ الذين يريدون إسقاط تجربة العراق الوحدويّة

كرَّم العلامة السيّد علي فضل الله مجلس عشائر ومكوِّنات البصرة، الّذي يضمّ زعماء وقبائل العشائر العربيّة من الشّيعة والسنّة، إضافةً إلى ممثّلين عن مختلف المكوِّنات العراقيّة المتنوّعة، وذلك في عشاءٍ في مطعم قرية السّاحة التراثيّة.

 

وألقى سماحته كلمةً رحَّب في بدايتها بالوفد، شاكراً تلبيتهم دعوته، معبِّراً عن سعادته بهذا اللّقاء الّذي يمثِّل كلّ مكوِّنات وتنوّعات المجتمع العراقيّ، الّذي لم يعرف طوال تاريخه إلا هذه الصّورة المتنوّعة والوحدويّة بين أبنائه وطوائفه وفئاته.

 

وأشار سماحته إلى أنَّ العراق كان يمثّل النّموذج الّذي يُظهِر قدرة هذه الأديان على التّعايش والتّواصل فيما بينها، لذلك وُضِعت الخطط الأجنبيّة لكي لا يبقى العراق على هذه الصّورة الجامعة، مشيداً بهذه المبادرة الانفتاحيّة الّتي رأى أنّها من المبادرات المهمّة والضّروريّة التي تؤكِّد وحدة العراقيّين، وأنّها تمثّل الردّ الحقيقيّ والواقعيّ على كلّ هؤلاء الّذين يريدون إسقاط تجربة العراق الوحدويّة والتواصليّة.

 

وتابع سماحته: "بمبادرتكم هذه تتحدَّون كلّ هؤلاء الذين يسعون إلى تقسيم المنطقة، وليس العراق وحده، وتُفشلون بوحدتكم هذه كلّ هذه المشاريع التقسيميّة، وفي مقدَّمها المشروع الصهيوني، الذي يسعى إلى تحويل بلداننا إلى كيانات طائفيّة ومذهبيّة وعرقيّة متحاربة فيما بينها، لكي يبقى هو الأقوى".

 

 وقال سماحته: "أنتم تقفون في الموقع المتقدِّم لمواجهة كلِّ هذه المشاريع التفتيتيَّة، ولقاؤكم هذا ليس للمجاملة أو الدّيكور أو لالتقاط الصّور، لكنّه لقاء حقيقيّ يعبّر عن إرادة التلاقي والتّواصل التي جاءت بها مختلف الأديان وعملت لأجلها".

وتطرَّق سماحته إلى الأوضاع في المنطقة، فقال إنَّ ما يجري ليس صراعاً دينيّاً، بل صراعاً سياسيّاً تستغلّ فيه المشاعر الدينيّة لأخذ الدّين إلى غير موقعه الحقيقيّ، ولإثارة الخوف بين الأديان والمذاهب بعضها من بعض، لكي يقال إنّه لا قدرة لها على التَّعايش فيما بينها.

 

وأضاف: "مسؤوليّتكم ومسؤوليّتنا جميعاً أن نعمل لتكون قيم الأديان الأخلاقيّة والإنسانيّة والروحيّة هي الحاكمة في هذا الواقع الّذي يضجّ بالفوضى والفتن، وأن نقف في وجه السياسيّين الذين يستخدمون الأديان في صراعاتهم، ونعمل على نزع هذا السّلاح من أيديهم".

 

واعتبر سماحته أنَّ ما يحصل في العراق والمنطقة، من تفجيراتٍ وقتلٍ وخرابٍ، هو حالة طارئة وغريبة عن واقعنا وغير متجذِّرة فيه، آملاً أن لا تطول، لافتاً إلى أنَّ دورنا هو أن نعمل على أن لا تطول، من خلال الوقوف في وجه كلّ من يريد أن يخرّب مجتمعنا لمصلحة تنفيذ مشاريع مدمِّرة للمنطقة، ويراد لها أن تتمّ على حساب جراحنا وآلامنا.

وقدَّم سماحته شهادة تقدير لرئيس الوفد، الشّيخ عباس ناصر الفضلي، وكذلك للقسّ آرام، ممثِّل مسيحيّي البصرة.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 8 شوَّال 1437هـ الموافق: 12 تمّوز 2016م

Leave A Reply