فضل الله في لقاءٍ مع وفد منتدى “الحوار الثّقافي”: لا تراجع عن الوحدة ومسؤوليّتنا حماية التّجربة الإسلاميّة

أكّد العلامة السيّد علي فضل الله على خيار الوحدة الإسلاميّة كخيار نهائيّ لا رجوع عنه، مهما حصل من تطوّرات وأحداث، ومهما انتشرت أجواء الفتنة المذهبيّة، لأنّ الظّروف الحاليّة هي ظروف طارئة، والجميع سيعود إلى الحوار والتّواصل.
ودعا فضل الله إلى حماية التَّجربة الإسلاميَّة السياسيَّة، وعدم العمل لإسقاطها، "لأنَّ هذه التّجربة لا تزال تجربةً حديثة، وهي خاضعة للمحاسبة والرّقابة، وحصول الأخطاء لا يعني أنّ علينا إسقاط التّجربة، بل المطلوب ترشيدها ومتابعتها".
مواقف سماحته جاءت خلال استقباله وفداً من منتدى الحوار الثّقافي في الضّاحية الجنوبيّة، في أجواء التَّحضير لإحياء الذّكرى السنويّة الثّالثة لرحيل المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض.(
وبعد كلمة تقديم من الزّميل قاسم قصير، تناولت طروحات المرجع السيّد محمد حسين فضل الله الوحدويّة والتجديديّة، وأهميّة الاستمرار في متابعة نهجه وأسلوب عمله ودعوته للحوار، تحدّث العلامة السيِّد علي فضل الله. ومما قاله:
"نحن نفتخر بهذه الطّليعة الإسلاميّة الّتي واكبت العمل الإسلاميّ منذ أكثر من ثلاثين سنة، ونحن معنيّون بحماية الحالة الإسلاميّة الوحدويّة، وعلينا الابتعاد عن ردود الفعل السَّريعة، ودراسة كلّ الأوضاع، والتّشكيك فيما ينقل إلينا من أخبار حتّى نتأكّد منها، لأنّ هناك من يعمل اليوم لنشر الفتنة المذهبيّة عبر نشر الأخبار والتّقارير، ولا سيّما عبر وسائل الإعلام الحديثة".
وأضاف: "إنّ خيار الوحدة الإسلاميَّة هو خيار لا رجوع عنه، وهو دين ندين الله به، كما كان يتحدَّث سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، وإنَّ علينا رفض أيِّ دعوة للانغلاق والعمل على أساس مذهبيّ، والسّقوط تحت دعوات الخوف والتَّرهيب. لقد عشنا سنّةً وشيعة مع بعضنا البعض، وسنظلّ نعيش سويَّة، ويجب علينا أن لا نحمِّل الكثرة أخطاء القلّة، وخصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائيّة، إذ لا سبيل لنا إلا عودة الجميع للجلوس مع بعضهم البعض، والتّحاور فيما بينهم.
وهذه المرحلة تحتاج إلى تأكيد الوحدة الإسلاميّة، والتّواصل مع جميع المرجعيّات الدينيّة والسياسيّة، لمواجهة التطرّف والتّكفير والغلوّ من أيّ جهة أتى ذلك، من أجل حماية الوحدة الإسلاميّة".
وتابع: "علينا الإضاءة على التّجربة الإسلاميّة الحديثة بإيجابيّاتها وسلبيّاتها، وعدم القبول بالعمل لإسقاط هذه التّجربة، لأنّ البعض يعمل لإسقاط ما يسمّى "الإسلام السياسيّ"، وهذه مسألة خطيرة، قد يرتكب الإسلاميّون بعض الأخطاء، لكنّ المطلوب استكمال هذه التّجربة والحفاظ على الهويّة الإسلاميّة".
وعن مؤسّسات سماحة المرجع الرّاحل السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، أوضح سماحته: "المؤسّسات مستمرّة، ونحن حريصون عليها، وهي تعمل تحت إشراف مجلس الأمناء، ونحن نؤكّد تطويرها وحمايتها، رغم الظّروف الحاليّة الصّعبة، وعدم وجود أيّ تمويل خارجيّ، ونحن نعتمد على دعم النَّاس وما يقدّمونه من صدقات وأموال شرعيَّة وكفالات. ونحن مستمرّون في هذه المسيرة رغم كلّ الظّروف الصّعبة".
 
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله                                          
التاريخ: 18 شعبان 1434هـ الموافق: 27 حزيران 2013م

Leave A Reply