فضل الله معلقاً على عملية القدس: قيمتها في تراكم وسائل المواجهة التي تصنع الخوف المستمر للعدو

رأى العلامة السيد علي فضل الله أن العملية التي نفذها الشيخ فادي أبو شخيدم ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في القدس تعبّر عن الموقف الفلسطيني العام الذي سيظل حاضراً في مواجهة الاحتلال.

وقال لسماحته: لعل ما يميز الشعب الفلسطيني أنه استطاع طوال الفترة السابقة والمرحلة الحالية الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية أن يترك بصمة في هذا الصراع جعلت جذوة القضية تمتد وتتفاعل على الرغم من كل ما يحصل من تطبيع مع العدوّ، ومن حصار مستمر للفلسطينيين في غزة، ومن محاولات اقتلاعهم من داخل القدس والضفة الغربية وغيرها.

أضاف: ولذلك نرى أن الخوف الإسرائيلي من أن تمثّل هذه العمليات التي تبرز بين الفترة والأخرى بتعابير متنوعة ــ “عهداً جديداً”، كما تعبّر بعض وسائل إعلام العدو، ومنطلقاً لمرحلة جديدة من مراحل المقاومة التي تؤثر في الشارع الفلسطيني الداخلي، والتي يمكن أن تحدث مشكلة كبرى للاحتلال في تراكمها، سواء في كيّها للوعي الصهيوني أو استنهاضها للواقع العربيّ والإسلامي، بالنظر لما للقدس في هذا الوعي من أثر وامتداد على طول الساحة العربية والإسلامية.. إنَّ خوف العدوّ من ذلك هو خوف حقيقي، حتى في ظل التنسيق الأمني المستمر معه وهو نقطة الضعف الأساسية في عملية الصراع معه على المستوى الداخلي الفلسطيني..

وتابع: لقد كنا نرى ولا نزال أنَّ وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس في أي عملية مواجهة، وفي إبقاء جذوة القضية الفلسطينية مشتعلة، ولذلك فإن المطلوب هو منع العدوّ من تحقيق أي نصر وإحداث أي شرخ في هذه الوحدة، على الرغم من كل ما يدفعه الشعب الفلسطيني من أثمان وما يعانيه من ضغوط تأتيه من الاحتلال، وممن يسهّل له عملية مطاردة الناشطين وملاحقة المقاومين.. وهنا تكمن قيمة هذا الشعب في ابتداع وسائل جديدة في عملية الصراع، وخصوصاً لجهة إذكاء عناصر الشك والقلق داخل مجتمع العدوّ، ومنعه من الإحساس بالأمان طالما استمر في ممارساته الإرهابية وعدوانه واحتلاله.