فضيلةُ الاعتذارِ عندَ الخطأ

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 133 ـ 135]. صدق الله العظيم.

دعت هذه الآية النّاس إلى أن يسارعوا إلى مغفرة من ربّهم وجنّةٍ أعدَّها الله للمتّقين. وقد بيَّنت صفات هؤلاء أنهم ينفقون في حال اليسر وحال العسر، ويكظمون غيظهم عندما يتعرَّض لهم أحد بسوء، ويبادلون السيِّئة بالحسنة.

المسارعة إلى التّوبة

وقد أشارت إلى فضيلة يتحلّون بها، ولا بدَّ من التوقّف عندها، وهي أنهم عندما يُخطئون، سرعان ما يعتذرون إلى ربّهم ويتوبون إليه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

وهذا ما حثَّ الله الإنسان عليه، عندما قال: {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيع}[النّور: 31]. وقد ورد عن رسول الله (ص): “ليس شيء أحبّ إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة”، “للهُ أفرح بتوبة عبده من العقيمِ الوالدِ، ومن الضالِّ الواجدِ، ومن الظّمآنِ الواردِ”، وهو وعد الإنسان إن هو تاب أن يغفر له، مهما كان تقصيره تجاهه، ومهما كانت الذّنوب، فقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيع}[الزّمر: 53].

وهذا الأمر كما أراده الله في العلاقة معه، أراده أن يحصل في علاقة النّاس بعضهم مع بعض.

أهميّة الاعتذار

فالله سبحانه يريد للإنسان إن هو أخطأ أو قصَّر وأساء بحقّ الآخرين، سواء أكان الآخر ابناً أم بنتاً أم زوجاً أم زوجة أم زميلاً له في العمل أو في الدراسة، وأيّاً كان موقعه أو عمره، حتى لو كان دونه في الموقع أو الوظيفة، أن يبادر إلى الاعتذار ممن أخطأ معه، فلا ينبغي أن يقف أمام اعتذاره أيّ شيء، فالله توعَّد من يسيء إلى الآخرين أنّه لن يقبل توبته حتّى يعتذر ممن أساء إليهم أو قصَّر بحقهم، وليس خافياً مدى الأثر الإيجابيّ الّذي يتركه الاعتذار.

فالاعتذار ينزع فتيل الغضب عند من أُسيء إليه، ويحتوي توتّره، ويبرّد قلبه، ويعيد إليه كرامته، ويزيل الحواجز الّتي أحدثتها الإساءة، ويتدارك به المعتذر مضاعفات الخطأ الّذي حصل منه. وهو الطّريق الّذي يبلغ به رضا الله الّذي قرن توبته على من أخطأ بهذا الاعتذار {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين}[البقرة: 222].

لذا، ورد في الحديث: “أعقل الناس أعذرهم للنّاس”. أمّا لماذا؟ فلأنّ العاقل حريص على إنهاء التوتّر الّذي قد يحصل بنتيجة الخطأ، فعدم قبول العذر، يعني أن يوصد المرء الباب في وجه من جاء معتذراً ويريد إنهاء تداعيات الخطأ، ليقول له بذلك، لا أريد أن أتابع العلاقة معك، وأريد لهذا التوتر أن يبقى.

الاعتذار ليس ضعفً

وقد رفض الإسلام العقلية التي تعتبر الاعتذار خضوعاً أو ضعفاً أو انكساراً أو هزيمة، ولا سيّما إن صدر هذا الاعتذار عمّن هو دونهم في السنّ أو في الموقع والمكانة، كالتي نراها في واقعنا.

ولذا، بتنا نجد الأمّ تنصح ابنتها، إن هي أخطأت، بعدم الاعتذار لزوجها، كي لا “يكبر” رأسه، والأب ينصح ابنه بعدم الاعتذار للزّوجة لأنّه “رجل البيت”، والمدير إن هو أخطأ لا يعتذر للموظّف، لأنَّ موقعه يتهدَّد بذلك، والمعلّمة لا تعتذر للطالب، لأنَّ ذلك سوف ينتقص من دورها كمعلّمة له، وسيّدة المنزل لا تعتذر للخادمة لأنّ ذلك يجرّئها عليها، والطّبيب لا يعتذر لمريضه إن ارتكب خطأً بحقّه، ويرى ذلك مضراً بموقعه المهنيّ وسمعته، والعالم الدّيني ليس على استعداد لأن يعتذر إن هو أخطأ في رأيٍ أو موقف، لئلّا يخلّ ذلك بالموقع الدّيني الذي ينبغي أن يصان…

ونلمس هذا التوجّه لدى من يتصدّر المواقع العامّة والسياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة، ممن يفعل الأفاعيل ويرتكب الجرائم، ولكنَّه ليس على استعداد لأن يعتذر من الَّذين أساء إلى حاضرهم ومستقبلهم، وهدَّد حياتهم، وعبث بحياة من اكتووا بناره، فهو يرى نفسه أكبر من الاعتذار، ولا يكتفي هؤلاء بعدم الاعتذار، بل يبرّرون أخطاءهم وتجاوزاتهم.

وقد اعتبر الإسلام الاعتذار مظهر قوّة وعنوان شجاعة، فالقويّ والشّجاع هو من يعتذر، لأنَّ من يفعل ذلك، ينتصر على شيطان نفسه، وعلى الشيطان الذين يريد للتوترات أن تحدث بين الناس، كما قال الله تعالى: }إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنـزغُ بَيْنَهُمْ{[الإسراء: 53] ، وهو سيقي نفسه من موقف يوم القيامة، عندما يتعلّق المظلومون بظالميهم، قائلين لله سبحانه خذ لنا حقّنا ممن أساء إلينا أو قصّر بحقنا.

قبول الاعتذار

ويبقى لنا عند الحديث عن الاعتذار أن نشير إلى الأسلوب، فلا بدّ أن يكون هذا الاعتذار مقروناً بالعاطفة والمحبّة التي تبلسم الجرح النّاشئ عن الخطأ، وأن يحمل الاعتراف تحمّل المسؤوليّة عن الخطأ، وإبداء الرغبة بإصلاح ما فسد منه، ولكنَّ هذا الاعتذارَ رغم أهميّته، يبقى ناقصاً، ولا يحقِّق هدفه إلّا بقبول هذا الاعتذار ممن اعتذر منه.

ولذلك، حثَّت الأحاديث على قبول الاعتذار، وحذَّرت من عدم التّجاوب معه.

فقد ورد في الحديث: “إنْ شتمك رجلٌ عن يمينك، ثم تحوَّل إلى يسارك واعتذر إليك، فاقبل عذره”، ولا تتردَّد في ذلك…

وقد وصل الأمر برسول الله (ص) إلى أن يعلن براءته ممن لا يقبلون الاعتذار، فقال: “من أتاه أخوه متنصّلاً، فليقبل ذلك منه، محقّاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل ذلك، لم يرد عليّ الحوض”.

وفي الحديث عن الإمام عليّ (ع): “أعظم الوزر، منع قبول العذر”.

وقد اعتذر الإمام زين العابدين (ع) إلى الله سبحانه في دعائه، من مسيء جاء إليه معتذراً ولم يقبل اعتذاره، فقال: “اللّهمَّ إني أعتذر إليك من مسيءٍ اعتذر إليّ فلم أعذره”.

أمّا النتيجة، فقد أشار إليها الحديث: “اقبل أعذار النّاس تستمتع بإخائهم”.

إنّنا لا نريد من كلامنا هذا أن نبرِّر الأخطاء أو نشجِّع عليها، بل على العكس، فالمؤمن ينبغي أن لا يسيء ولا يعتذر، كما هو مطلوب منه، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصّادق (ع): “لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه”، ولكنّنا نريده إن أخطأ، أن لا ينتظر طويلاً حتى يتراجع عن خطئه، بل أن يسارع إلى الاعتذار.

قيمةٌ علينا تعزيزه

أيُّها الأحبّة: الحياة تحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يقفون بكلّ جرأة ليقولوا نحن أخطأنا إن هم أخطأوا، ويقومون بإصلاح ما صدر عنهم.

هؤلاء بهم تبنى الحياة، وهم يساهمون في توسيع مساحات التّسامح والمحبّة فيها، لا الّذين يتعصّبون لأنفسهم ويصرّون على أخطائهم أو يبرّرونها.

فالاعتذار قيمة علينا أن نعزّزها في مجتمعنا، وأن نربي عليها أولادنا منذ نعومة أظافرهم، بأن نعلّمهم الاعتذار ونعتذر إليهم إن أخطأنا بأيّ تصرّف معهم، بحيث يصبح هذا الاعتذار ثقافةً نمارسها من دون تردّد أو شعور بالضّعف والإهانة.

نسأل الله أن يجعلنا ممن إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أخطؤوا اعتذروا، وإذا اعتذر لنا من أخطأ معنا قبلنا عذره.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيّة أمير المؤمنين (ع) عندما قال: “أَلاَ وَإِنَّكُمْ في أَيَّامِ أَمَل مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ، ‏فَمَنْ عَمِلَ في أَيَّامِ أَمَلهِ قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَدْ نَفَعَهُ عَمَلُهُ، وَلَمْ يَضرُرْهُ أَجَلُهُ… أَلا وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، ‏وَلاَ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، أَلا وَإنَّهُ مَنْ لاَ يَنْفَعُهُ الحقُّ يَضْرُرهُ البَاطِلُ، وَمَنْ لا يستقم بِهِ الهُدَى يَجُرُّ بِهِ الضَّلاَلُ إِلَى الرَّدَىْ، ‏أَلاَ وَإِنَّكُمْ قَد أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ، وَدُلِلْتُمْ عَلى الزَّاد، وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمُ: اتِّبَاعُ الهَوَى، وَطُولُ الاْمَلِ، ‏تَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا مَا تَحُوزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَداً”.

أيها الأحبّة: الدنيا فرصتنا لنتزوّد منها ما نحرز به الآخرة، فلا نضيّع هذه الفرصة، لنكون أكثر وعياً وأكثر مسؤوليّة وقدرةً على مواجه التحدّيات.

لبنان في المجهول!

والبداية من لبنان الّذي شهد في الأسبوع الماضي حراكاً عربيّاً ودوليّاً وداخليّاً على صعيد تأليف الحكومة، منعاً لانهيار البلد، وخوفاً من وقوعه في الفوضى التي يخشى الجميع من تداعياتها على الدّاخل والخارج، بعد أن أصبح واضحاً أن تأليف الحكومة هو السّبيل الوحيد لوقف الانهيار ومنع الفوضى.

لكن رغم كلّ هذا الحراك، وصولاً إلى الضّغوط التي بلغت حدّ التهديد بالعقوبات على المعطّلين لتأليف الحكومة، والأفكار التسوويّة التي تسوَّق من قبل بعض قيادات الدّاخل، لا تزال الحكومة عالقةً وأسيرة التعنّت في مواقف من بيدهم أمر التَّشكيل، وعدم رغبة أيّ منهم بتقديم التّنازلات إلى الفريق الآخر، والذي لم يعرف اللّبنانيون أسبابه؛ هل هو العدد أو الثّلث المعطّل، أو عدم رغبة بالرّئيس المكلَّف، أو انتظاراً لأمر خارجيّ، أو هو كلّ ذلك؟ وهذا إن استمرّ، سيجعل أمد التأليف طويلاً، ويبقي البلد في الفراغ الذي لا تحمد عقباه على صعيد الوطن والمواطن.

إنّنا أمام كلّ ذلك، نعيد دعوة كلّ الذين لا يزالون يقفون حجر عثرة أمام هذا التَّشكيل، أن يتبصّروا جيّداً بتداعيات مواقفهم على الأهداف التي يسعون إليها، سواء على مستوى مواقعهم أو طوائفهم أو مستقبلهم السياسيّ، فليس هذا السّبيل هو لتحسين مواقعهم، ولا هو ما يحفظ طوائفهم أو ما يؤمّن لهم مستقبلاً سياسياً أو نفوذاً.

فاللّبنانيّون لن يرحموا من يتلاعب بلقمة عيشهم ودوائهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ولن يرفعوا من يفعل ذلك على الأكتاف، ولا تحفظ حقوق الطّوائف في هذا البلد بالتعنّت أو بالغلبة، أو بخلق نزاعات داخل كلّ طائفة أو مع الطوائف الأخرى، بل بالتّوازن والتّكامل تحفظ حقوق الجميع.

لذا نقول للجميع، رأفةً بأنفسكم وطوائفكم ومستقبلكم: تواصلوا وتفاهموا وتنازلوا لحساب وطن يتداعى، وأظهروا للّبنانيّين أنكم حريصون على هذا البلد وعلى إنسانه.

لقد أصبح واضحاً على صعيد تأليف الحكومة، أن لا أحد قادر على إلغاء الآخر أو حمله على ترك الموقع الّذي هو فيه، أو أن يمسك وحده بقرار تأليفها.

لذا، وفّروا على هذا الوطن وإنسانه كلّ هذا الوقت الضّائع الّذي ينعكس سلباً على اقتصاده وأمنه وسياسته وصورته في الخارج.

إنَّ الخارج لن يستطيع أن يفعل شيئاً لكم، ولن يفعل شيئاً إن لم يقم من هم في مواقع المسؤوليّة بمسؤوليّتهم في إنقاذ هذا البلد.

معركةٌ لا بدَّ من استمراره

في هذا الوقت، يبقى البلد عرضةً للمتلاعبين بالدولار وارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة وأسعار المحروقات، فيما يبشّر المسؤولون عن الكهرباء بالعتمة بعد التّقنين القاسي، وحاكم مصرف لبنان بعدم قدرته على الاستمرار في دعم الموادّ الغذائيّة والأدوية والمحروقات لأكثر من شهرين، مع كلّ تبعات ذلك على أسعارها، مع تصاعد طلبات اللّبنانيّين للهجرة إلى الخارج، وخصوصاً أصحاب الكفاءات من الأطبّاء والمهندسين والمهنيّين.

فيما لا يزال الفساد يأكل أخضر البلد ويابسه، وإذا كانت تصدر بين فينة وأخرى قرارات من المجلس النيابي بمحاربته، وكان آخرها قانون استرداد الأموال المنهوبة، فهي رغم أهميتها، تبقى حبراً على ورق، لخلوّها من آليات لتنفيذها، فالذين يمسكون بالقرار، لن يخطوا أيّ خطوة تدينهم أو تفقدهم امتيازات تؤمِّن لهم القدرة على الإمساك بقرار الناس والبلد.

لذا، لا خيار أمام اللّبنانيّين إلّا بالاستمرار بمعركتهم بمواجهة الفساد والهدر، والعمل لاسترداد الأموال المنهوبة وودائعهم في البنوك، وأن لا يكفّوا عن رفع صوتهم عالياً في وجه كلّ الفاسدين، أيّاً كانت طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم.

ونبقى في الداخل اللّبنانيّ، لندعو مجدّداً إلى العودة إلى الحوار، والبعد عن السجالات عبر المنابر السياسية والدينية في كلّ ما يتعلّق بأمن البلد وقوّته، لأنَّ في ذلك إضعافاً لمناعته، في وقت نحن أحوج ما نكون للحفاظ على مواقع القوّة التي أثبتت فعاليّتها في مواجهة الإرهاب الّذي يتهدَّد البلد، والعدوّ الصّهيونيّ الذي لا يكفّ عن اعتداءاته واستعداداته.

يوم الأرض

وفي مجال آخر، فإنّنا في يوم الأرض الّذي مرّ، مع الأسف، هذا العام من دون أيّ تعبير عنه في العالم العربي والإسلاميّ، سوى أصوات ارتفعت في داخل فلسطين، إننا في هذا اليوم، نحيي الشعب الفلسطيني الذي لا يكلّ ولا يملّ للعمل على منع تهويد أرضه وابتلاعها، وندعوه للاستمرار على هذا الطّريق، وتعزيز وحدته في مواجهة السّاعين لإيجاد شرخ بين فصائله أو تيئيسه.

وندعو الشّعوب العربية والإسلامية إلى إبقاء هذه القضية حاضرةً في الأذهان، فلا تضيع، ولا تصبح على هامش قضاياه، فهي إن سقطت، فلن يبقى لهذا العالم قوَّة ولا وزن ولا أمن ولا استقرار.

تهنئة بالأعياد

وأخيراً، نتوجّه بالتّهنئة إلى إخواننا المسيحيّين في الوطن بمناسبة الأعياد، التي نأمل أن تحمل معها للبنان سبيل الخلاص من الواقع المتردّي الذي وصل إليه، والأمل والرجاء للّبنانيّين بمستقبل أفضل لهم.