في ذكرى وفاتها: إشراقاتٌ ودروسٌ من سيرة الزّهراء (ع)
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
ذكرى وفاة الزّهراء (ع)
في الثَّالث من شهر جمادى الثَّانية، سنكون مع ذكرى وفاة واحدة ممّن نزلت فيهم هذه الآية الكريمة، وهي الصّدِّيقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء (ع)، سيّدة نساء العالمين، بضعة رسول الله (ص) وروحه الّتي بين جَنْبَيْه، وذلك بناءً على الرّواية الّتي ترى أنَّ وفاتها حصلت بعد خمسة وتسعين يومًا من وفاة رسول الله (ص).
هذا الرَّحيل الّذي ترك ألـمًا وحزنًا كبيرين في قلب أمير المؤمنين (ع)، وفي قلوب أبنائها زينب وأمّ كلثوم والحسن والحسين (عليهم السّلام)، وقلوب المسلمين جميعًا الّذين بغيابها عنهم غاب فيض الحبّ والعاطفة الّتي كانت تغدقها عليهم، وتوقّف ما كانت تقوم به من النّصح والتّوجيه والتّربية، حين كانت مأوى أفئدة طالبي العلم والمعرفة، وقد عبَّر عن ذلك أمير المؤمنين (ع)، عندما وقف عند جثمانها الطَّاهر قائلًا: “لقد عزَّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ، إلّا أنّه أمر لا بدَّ منه، والله لقد جدَّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله (ص)، وقد عظمَتْ وفاتُك وفقدُك، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، من مصيبةٍ ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها! هذه والله مصيبة لا عزاء منها، ورزيَّة لا خلفها”.
ونحن في هذه المناسبة الأليمة، سنتوقَّف عند بعض الأحاديث الّتي وردت عنها (ع)، لنأخذ منها العبر والدّروس، ولتكون لنا زادًا نستعين به في هذه الحياة.
منهج الإيثار
الأوَّل: ما ورد في حديث نقله عنها ولدها الإمام الحسن (ع)، حين قال: “رأيت أمّي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتّضح عمود الصّبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسمّيهم وتكثر الدّعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أمَّاه! لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ! الجار ثمّ الدّار”.
لقد أظهر هذا الحديث المدى الَّذي بلغته السّيّدة الزّهراء (ع) في عبادتها لربّها، عندما كانت تقوم اللَّيل حتّى مطلع الفجر، والّذي أشار إليه الحسن البصري في حديثه عنها: “ما كان في هذه الأمَّة أعبد من فاطمة؛ كانت تقوم اللّيل حتّى تتورَّم قدماها”. وعبّر عن مدى إيثارها لجيرانها، حين توجّهت لهم بالدّعاء، ومن دون أن تأخذ بالاعتبار انتماءهم وموافقتهم أو عدم موافقتهم لما تؤمن به، قبل أن تدعو لنفسها ولأولادها، حتّى استغرب ذلك ولدها الإمام الحسن (ع) الّذي كانت تجلسه إلى جانبها لتعلّمه كيف تكون عبادته لربّه، وخصوصًا لـمّا سألها: “يا أمَّاه، لم تدعين لجيرانك وأنت أحوج ما تكونين إلى الدّعاء؟”، فقالت: “با بنيّ، الجار ثمَّ الدّار”. وكلّنا نعرف أهميّة الدّور الّذي يؤدّيه الدّعاء عندما يكون بظهر الغيب، فقد ورد في الحديث: “أسرع الدّعاء نجاحًا للإجابة، الدّعاء بظهر الغيب”.
حكمة الصَّمت
الحديث الثّاني: “الصَّمت حكمة”… وقد أرادت السّيّدة الزّهراء (ع) بهذا الحديث أن تشير إلى فضيلة الصّمت والحكمة الّتي يبلغها الإنسان عندما يصمت، فهو يحقّق للإنسان الوقار والهيبة وسلامة الدّين والدّنيا، ولكن هذا لا يعني ترك الكلام والسّكوت عن قول الحقّ، فالمطلوب من الإنسان أن يتكلّم، فبالكلام جاء الأنبياء والرّسل والصّالحون، وبه دعوا إلى ما جاؤوا به، ولكن يعني ذلك التّفكّر مليًّا قبل الكلام، فلا يتحرّك اللّسان إلّا عندما تدعو الحاجة إلى الكلام، ويكون الكلام في موقعه، وفيه الصّلاح للآخرين، لأنّ الكلمة إن تترك ولم توضع لها الحدود والضّوابط، قد تجرّ إلى فتن ونزاعات وحروب، وقد تؤدّي إلى الوقوع في محظور الغيبة والنّميمة وسوء الظّن والفضول، وإلى المسّ بمشاعر الآخرين وآرائهم وأفكارهم وكراماتهم، وإلى الوقوع بما لا تُحمَد عقباه. ويكفي نظرة إلى الواقع، حتّى نرى ما أدّت وتؤدّي إليه الكلمات المنفعلة وغير الواعية والمدروسة. ولذلك قيل: “إذا كان الكلام من فضّة، فالسّكوت من ذهب”.
عونٌ على الطّاعة
الحديث الثّالث: “الزّوج الصّالح هو عون على طاعة الله”، ويراد به الزّوج والزّوجة، لأنّ كلمة الزّوج تطلق عليهما، وهي أرادت بذلك أن توسّع دائرة المسؤوليّة الّتي تقع على عاتق الزّوجين، بأن لا يقف دور الزّوجين على تأمين كلّ منهما لاحتياجات الآخر الماديّة أو الجسديّة أو العاطفيّة، بل إلى جانب ذلك، أن يعين كلّ منهما الآخر على طاعة الله، بأن يذكّره بربّه، والقيام بما دعا إليه، وأن يعينه على أداء ما أوجبه عليه، وأن ينتهي عمَّا نهاه عنه، وحتّى العون على فعل المستحبّات وترك المكروهات، وهذا هو الَّذي يضمن بناء بيت ينعم بالأجواء الرّوحيَّة والإيمانيَّة، ويكون فيه الأب والأم قدوة لأولادهما وللآخرين، بحيث ينعمون في الدّنيا، ويثابون في الآخرة، والّذي أشار إليه الله عزّ وجلّ عندما قال: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
طريق النّجاة
والحديث الأخير: “من أطاع الله نجا، ومن عصاه هلك”… لقد أرادت السّيّدة الزّهراء (ع) بذلك أن تبيّن أنّ الطّريق لبلوغ النّجاة في الدّنيا هو بسلوك الطّاعة لله، فيما الهلاك في عصيانه، لأنّ الله لم يأمر إلّا بما فيه الخير للإنسان والصَّلاح له، وما يرفع به مستواه، فيما نهى عن كلّ قبيح، أو ما فيه الضَّرر لجسد الإنسان ولقيمه الأخلاقيَّة والدّينيَّة والإنسانيَّة… فطاعة الله هي الّتي تؤمّن للإنسان صفاء الرّوح والقلب والعمل والسّمو الخلقيّ والإنسانيّ، والّتي من خلالها، يحظى بالتّأييد والتّسديد والبركة والرّزق من الله في الدّنيا، كما قال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وتؤمّن له النّجاة في الآخرة {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}.
الاقتداء بالزّهراء (ع)
إنَّنا أحوج ما نكون في هذه الذّكرى الأليمة إلى أن نستلهم الزَّهراء (ع)؛ أن ندخلها إلى واقعنا، أن تكون حاضرة فينا بسيرتها وكلماتها ومواقفها، وفي ميادين العبادة والعلم والجهاد والعمل الرّساليّ، وفي مواجهة الظّلم والانحراف…
وبذلك نخلص للزّهراء (ع) في ذكرى عروجها إلى ربّها، فلا يكفي لنكون مخلصين لها، أن نعبّر بالفرح في ذكرى ولادتها، أو بدموع نذرفها عند وفاتها، أو أن نذكر الظّلم الّذي تعرّضت له، هي لا تكتفي منَّا بذلك، بل تريد منّا أن نتمثَّلها، وأن نعمل للهدف الَّذي لأجله عانت وتألمت وضحّت…
فلنسأل الله أن يوفِّقنا لذلك، كي ننال حبَّها وشفاعتها واللّقاء بها في جنان الخلد.
والسَّلام عليها يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربّها، ويوم تبعث حيّة، لتنال ما أعدَّ الله من نعيم مقيم.
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الخطبة الثَّانية
عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصت به السّيّدة الزَّهراء (ع) نساء المهاجرين والأنصار: إنَّ في الجُمعةِ لساعةً لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ فيها خيرًا إلَّا أعطاهُ إيَّاهُ – طبعًا إذا كانت له المصلحة في ذلك – فقالت: قلت يا رسول الله، أيّ ساعة هي؟ قال (ص): إذا تدلَّى نصفُ عينِ الشَّمسِ للغروبِ”.
وقد كانت السّيدة الزَّهراء (ع) تحرص على ذلك وتقول لمن كان في الدّار: “اصْعد على السَّطحِ، فإذَا رأيْتَ نصفَ عينِ الشّمسِ قد تدلَّى للغروبِ، فأعلمْنِي حتَّى أدْعو”.
فلنحرص على الدّعاء في هذا الوقت، لنحظى بما نرجوه من الله عزَّ وجلَّ، وليكن رجاؤنا أن يدفع عنّا بلاء الدّنيا وبلاء الآخرة، وبذلك نكون أقوى وأقدر على مواجهة التّحدّيات في الدّنيا، وسوء الموقف في الآخرة.
الاعتداءات المستمرّة
والبداية من الاعتداءات الصّهيونيّة الّتي باتت ترتفع وتيرتها في هذه الأيّام تكريسًا لواقع جديد، والّتي شهدناها في توسّع العدوّ لعمليّات الاغتيال، باستهدافه من يعملون في المجال التّربويّ والبلديّ، وفي عودة الانذارات الّتي حصلت للعديد من القرى الجنوبيّة واستهدافها بعد ذلك، وفي المجزرة الّتي حصلت في مخيّم عين الحلوة، والّتي حصدت عشرات الشّهداء والجرحى، فيما هو يستمرّ في استهدافه لأيّ مظهر للحياة في قرى الشّريط الحدوديّ، أو لمشاريع إعادة الإعمار.
وتواكب الإدارة الأميركيّة هذه الاعتداءات لممارسة المزيد من الضّغوط على الصّعيد الماليّ أو الاقتصاديّ أو السّياسيّ، والّذي جاء التَّعبير عنه بإلغاء الزّيارة الّتي كان ينوي قائد الجيش القيام بها للولايات المتّحدة الأميركيّة… حتّى أصبح من الواضح أنَّ هذه الضّغوط الّتي تمارس على الدّولة اللّبنانيّة وعلى الجيش اللّبنانيّ، تستهدف حثّهما على الإسراع بالقيام بالخطوات المطلوبة منهما لتنفيذ المصالح الأمنيّة للكيان الصّهيونيّ، من دون أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنيَّة للبنان، والظّروف الموضوعيّة للجيش، والإمكانات المحدودة الّتي بحوزته، وحرصه على أن يكون أداة استقرار للبلد لا سببًا في توتّره.
فيما لا يبدي الكيان الصّهيونيّ أيّ استعداد للوفاء بالتزاماته بإيقاف اعتداءاته وانسحابه من المواقع الَّتي لا يزال يحتلّها، واستعادة الأسرى اللّبنانيّين من سجونه، رغم وفاء لبنان بجيشه ومقاومته بكلّ مندرجات قرار وقف إطلاق النّار، بل نجد لدى هذا العدوّ إمعانًا بزيادة اعتداءاته وتفاقمها، وسعيه في الوقت نفسه لتكريس وقائع جديدة بالسَّيطرة على أراضٍ لبنانيّة، من خلال البناء الّذي يقوم به للجدار الإسمنتيّ على الحدود، والّذي قضم فيه آلاف الأمتار من الأراضي اللّبنانيّة، وهو حصل رغم اعتراض القوّات الدّوليّة الّتي اعتبرته خرقًا للقرار 1701، ورغم الشّكوى الّتي تَقدَّم بها لبنان إلى مجلس الأمن، ومن دون أن يصدر عن اللّجنة المكلّفة بالإشراف على وقف النّار أيّ مواقف شاجبة لما يجري.
مسؤوليّة حفظ السيادة
إنّنا أمام هذا الواقع، نعيد التّأكيد على الدَّولة الإصرار على موقفها الحريص على أمن هذا البلد وسيادته على أرضه، وأن تستنفر جهودها على الصّعيد السّياسيّ والدّبلوماسيّ وفي المحافل الدّوليّة، لوقايته من أيّة مخاطر قد يواجهها بفعل التّغوُّل الإسرائيليّ والتّغطية الّتي تتأمّن له، حماية لسيادة هذا البلد على كامل ترابه الّتي هي مؤتمنة عليه، وأن تستنفر في الوقت نفسه كلّ مواقع القوّة الّتي تمتلكها، حيث لا أمن يمكن أن يحصل عليه لبنان ولا سيادة، بدون أن تكون لديه قوّة تسنده.
خطورة تأليب الخارج
إنّنا على ثقة بأنَّ لبنان يمتلك المقوّمات الّتي تجعله قادرًا على الثّبات والصّمود أمام كلّ الضّغوط الّتي تمارس عليه، إن هو استفاد منها وتوحّدت جهوده.
إنّ من المؤسف أن لا نشهد هذه الوحدة في مواجهة كلّ ما يجري من استباحة للأرض والعمران، ومن سفك لدماء المواطنين، وكأنّ الّذي يحصل من استباحة لا يتهدَّد الدّولة أو يتهدَّد سيادة لبنان على كلّ أراضيه ويمسّ أمنه، بل يمسّ طائفةً أو مذهبًا أو موقعًا سياسيًّا، وعليهم وحدهم أن يتدبّروا أمرهم ويتحمّلوا وحدهم مسؤوليّة ما يحدث.
إنّ من الخطورة أن نسمع الحديث الصّادر من أعلى موقع رسميّ في الدّولة، بأنّ هناك من يسعى في هذا البلد لتأليب الخارج على الدّاخل اللّبنانيّ لحسابات خاصّة أو مصالح فئويّة، أو لكسب ودّ هذا الخارج، من دون أن يأخذ هؤلاء في الاعتبار أنّ ذلك لا يسيء إلى هذا الموقع أو ذاك، أو هذه الطّائفة أو تلك، بل هو يسيء إلى كلّ البلد…
إنّ على من يقوم بذلك أن يعي أنّ الخارج عندما يعمل، فهو لا يعمل لهذا الفريق أو ذاك، أو لهذه الطّائفة أو تلك، أو لهذا الموقع أو ذاك، بل يعمل لحسابه، ولحسابه فقط، وسيكون من يعملون لحسابه مطيّةً له، وسيلفظهم في نهاية المطاف، لأنّه لن يحترم من لم يكونوا أمناء على وطنهم وسيادته.
دعم الجيش اللّبنانيّ
في هذا الوقت، نعيد التّأكيد على كلّ القوى السّياسيّة والفعاليّات على الأرض، بضرورة دعم الجيش اللّبنانيّ، والوقوف معه لمساندته في سهره لتوفير الأمن الاجتماعيّ والأخلاقيّ وكلّ ما يهدّد سلامة اللّبنانيّين، لكي يوفّروا على الجيش التّضحيات الّتي يتحمَّلها من أبنائه وأبناء اللّبنانيّين، كالّتي شهدناها أخيرًا.
واجب الحكومة تجاه المواطنين
ونبقى في الدّاخل، لنعيد التّأكيد على الحكومة أن لا تنسى وسط كلّ ذلك ما عليها القيام به تجاه مواطنيها، ولا سيَّما على الصّعيد المعيشيّ الّذي يتفاقم وضعه يومًا بعد يوم، والإسراع في إعادة أموال المودعين، والإعمار الّذي ينبغي أن يكون في واجهة اهتماماتها وأولويّاتها، أو على صعيد الإصلاح الَّذي نريده أن يكون قرارًا داخليًّا لا أن يدفع لبنان إليه.
حماية الاستقلال
وأخيرًا، في ذكرى الاستقلال، نجدّد الدّعوة للّبنانيّين إلى الحفاظ على هذا الإنجاز الوطنيّ، من خلال تعميق منطق الاستقلال في نفوسهم، الّذي يواجه في هذه المرحلة أقسى التّحديات، بأن يوحّدوا جهودهم، ويقفوا صفًّا واحدًا في مواجهة كلّ المخاطر الّتي تمسّ استقلال هذا البلد وحريّته وسيادته على أرضه.
في الوقت الَّذي علينا أن نذكر في هذا اليوم، أولئك الأبطال الّذين صانوا ويصونون الاستقلال بدمائهم، وقدّموا التّضحيات الجسام ليبقى لبنان كما نريد، سيّدًا حرًّا مستقلًّا.
***


