في ذكرى ولادةِ الزَّهراءِ (ع): لتعزيزِ قيمةِ الحجابِ

السيد علي محمد حسين فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا }[الأحزاب: 33]. صدق الله العظيم.

نلتقي في العشرين من هذا الشّهر، شهر جمادى الثانية، بذكرى الولادة العطرة للصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، بضعة رسول الله (ص) وروحه التي بين جنبيه.

وهذه الذكرى هي مناسبة لنستعيد من خلالها كل الصفات التي اتصفت بها السيدة الزهراء (ع) وأشارت إليها سيرتها العطرة. ولعل أبرز هذه الصفات، هي التي وصفها بها رسول الله (ص) في آخر أيامه وهو على فراش المرض، لما رأى الحزن بادياً على وجهها لفراقه: “أما ترضين يا فاطمة أن تكوني سيّدة نساء العالمين؟!”. لم يقل رسول الله (ص) ذلك تخفيفاً من وقع حزنها الكبير عليه، ولا تعبيراً عن العاطفة التي كان يكنّها لها، وهو الذي أشار إليه الله سبحانه: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }[النّجم: 3 -4]، بل أراد من خلال ذلك أن يبيّن الموقع الذي بلغته السيدة الزهراء من نساء العالمين، لا في الزمن الذي عاشته، بل على مدى الزمن، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، والمثال الّذي ينبغي أن تقتدي به كلّ بنت وزوجة وأمّ وإنسانة لتعيش في هذه الحياة.

قيمةُ الحجابِ

ونحن اليوم سنتوقف عند قيمة عبّرت عنها السيدة الزهراء (ع) في حياتها، ودعت إليها وحثّت عليها، وهي الحجاب، وهو يمثّل قيمة لدوره في تعزيز كيان المرأة وحضورها.

ونحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى استحضار هذه القيمة، وما يدفعنا للحديث عنها، هو التّشكيك الذي بات يطرح حول الحجاب، حتى وصل الأمر بالبعض إلى القول بعدم وجوبه، وأنّه ليس سوى عادة، أو أنّ وجوبه محصور بنساء النبيّ (ص)، وهو ما يجافي الحقيقة، فالحجاب فريضة أوجبها الله على كلّ مسلمة ما إن تبلغ سنّ التّكليف، ودلّ على ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية، وسنشير إليها بشكل موجز:

الآية الأولى هي قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيما }[الأحزاب: 59]. فالله سبحانه وتعالى توجَّه بالنِّداء في هذه الآية إلى رسول الله (ص)، ليدعو زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بعامّة، إلى أن يدنين من جلابيبهنَّ، وهذا يعني أن يلبسن الجلابيب. والخطاب في ذلك، كما هو واضح في الآية، كان عامّاً وشاملاً لكلّ مسلمة، وشمل نساء النبيّ (ص) وبناته ونساء المؤمنين.

وقد ذكر المفسِّرون آراء عدَّة حول ما يراد من الجلباب، فهناك من قال إنّه الغطاء الذي يغطّي تمام الجسد بما يشمل الرّأس، فيما هناك من ذكر أنَّ المقصود به ما يغطّي تمام البدن، ولا يشمل الرّأس، والجامع بين هذين القولين هو ستر تمام البدن.

وإذا كان البعض يرى أن ليس هناك وضوح تامّ في دلالة الآية على حجاب الرأس، تأتي الآية الثّانية، لتبيّن بما لا يقبل الشّكّ شمول غطاء الرأس بالسّتر الواجب على المرأة، ولا يقف عند جسدها، عندما يقول: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }[النور: 31]. والخمار هو غطاء الرأس، والجيب هو الصَّدر، فهي تدعو إلى أن تغطّي المرأة رأسها وصدرها.

وتأتي الآية الثَّالثة لتوضح أكثر صورة الحجاب، عندما قالت: { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }[النّور: 31]، حيث بيَّنت هذه الآية، أنَّ على المرأة أن لا تظهر زينتها عندما تخرج إلى غير محارمها من الرِّجال، فلا يجوز للمرأة أن تلبس المجوهرات، أو أن تضع مساحيق التَّجميل، ما عدا بعض الاستثناءات الّتي حدّدها الشرع الحكيم. وهناك من رأى أنّ المقصود بعدم الزينة، عدم إظهار ما فيه الزينة من جسدها، وأنّ الاستثناء أشار إليه القرآن الكريم بقوله: { إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }، يُقصَد به الوجه والكفّان، وظاهر القدمين.

حجابُ الصّوتِ

ولم تقف الآيات القرآنيّة في الإشارة إلى الحجاب على غطاء الرأس أو الجسد وعدم إبداء الزينة، بل توسّعت للحديث عن حجاب آخر، وهو حجاب الصّوت، فدعتها إلى أن تحجب صوتها. وهو لا يعني، كما قد يتصوَّر البعض، أن لا تظهر صوتها، فللمرأة أن تتحدَّث في مجتمع الرّجال، وأن تخطب أمام النّساء والرّجال، أو تتحدَّث عبر وسائل الإعلام والتّواصل، وتشارك في النّدوات والحوارات، وفي مجالات العمل المختلفة والتّعليم، وهذا ما لا خلاف عليه، بل إنّه مطلوب. لكنَّ المقصود من ذلك، هو أن لا ترقّق في صوتها، بحيث تبدو فيه ميوعة أو إغراء، ما يدفع من في قلبه مرض إلى الانجذاب إليها، وهذا ما أشار إليه الله سبحانه وتعالى بقوله: { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }[الأحزاب: 32].

والإشكاليّة التي تطرحها الآية الكريمة لا تقف على النّساء اللّواتي يخضعن في القول، بل تنطبق على الرّجال الّذين، كما وصفهم القرآن، في قلوبهم مرض. إذاً المسؤوليَّة ملقاة على عاتق المرأة أن لا ترقّق في صوتها، وعلى عاتق الرّجل أن لا يدفعه ذلك إلى الوقوع في الحرام.

حجابُ البصرِ

ويبقى حجاب آخر، وهو أيضاً مطلوب من النّساء، كما هو من الرّجال، وهو حجاب البصر. وهذا ما أشار إليه سبحانه وتعالى، حين قال: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ… }[النور: 30 – 31].

فريضةٌ لا عادةٌ

إذاً، الحجاب الشَّرعيّ الوارد في القرآن الكريم، وبالوضوح الّذي أشرنا إليه، وإليه أشارت العديد من الأحاديث، هو ليس عادةً أو تقليداً اجتماعيّاً، وقد تمسَّكت به المسلمات في كلّ تاريخهنّ منذ عهد رسول الله (ص)، والمسلمون رغم اختلافاتهم في مذاهبهم وآرائهم، لم يختلفوا في وجوب الحجاب، بل كلّ المسلمين بشتّى مذاهبهم وآرائهم يرونه واجباً وفريضةً لا بدَّ من الالتزام بها.

ومن هنا، فإنَّنا ندعو إلى تثبيت هذه الفريضة في أذهان فتياتنا وتعزيزها لديهنّ، بإبراز أهميّة هذه الفريضة للفتاة، بأنّ الله أراد أن يعزّز من خلال الحجاب أن لا تكون نظرتها إلى نفسها ونظرة المجتمع إليها كأنثى، بل كإنسانة لها دورها وحضورها في كلّ الميادين.

مواجهةُ التحدّياتِ

إنَّ حجم التحدّيات في بناء شخصيّات متديّنة ملتزمة بأصول الدّين وتشريعاته، تكبر يوماً بعد يوم. فالعولمة، وانتشار وسائل التّواصل المشرَّع على مصراعيه على المغريات والوسائل الإعلاميّة التي تزيّن الانحراف والتَّشكيك في أصول الدّين وفروعه، كلّ هذا يستدعي وعياً في الأفراد والأسر، ودوراً يقوم به الآباء والأمّهات والمؤسّسات الدينيّة والتربويّة والاجتماعيّة.

ومن هنا، فإننا ندعو فتياتنا إلى الوعي، وأن يثقن بما أمرهنّ به الله، وما دعاهنَّ إليه رسول الله (ص) من أنَّ ما عند الله خير لهنّ في الدنيا والآخرة.. ويكفيهنَّ أن يكنَّ في ذلك على صورة الزّهراء (ع) ومثالاً عنها، وهي الّتي قدَّمت أنموذجاً رائداً لكلّ فتاة وامرأة، فهي لم يُعقْها حجابها عن أن تكون حاضرةً بقوّةٍ في ساحات العلم والعمل والجهاد والتّربية، وأداء دورها الرّساليّ في مواجهة الظّلم، وأخذ المواقف الصّلبة في مواجهة الانحراف، وبلغت في الموقع أعلى المراتب عند الله وعند رسوله (ص) وفي الحياة، حيث ملأ ذكرها الآفاق، وسيبقى يملؤها.

وهنا يستحضرني في ذلك كلام الشّاعر:

ما تمنّى غيرها نسلاً ومنْ يلدِ الزّهراء يزهد في سواه

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصت به الزّهراء (ع) ذلك الرّجل، عندما جاء إليها قائلاً: “يا بنة رسول الله، هل ترك رسول الله شيئاً عندك تُطرفينيه؟” (تتحفينني به)، فقالت: “يا جارية، هاتي تلك الحريرة”، والمقصود بها قطعة من الحرير كان يكتب عليها.. فطلبتها فلم تجدها، فقالت لها الزهراء (ع): ” ويحك، اطلبيها، فإنَّها تعدل عندي حسناً وحسيناً “، فطلبتها، فإذا هي قد قمّتها في قمامتها، ففتحتها للرَّجل، وكان فيها: ” ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه (شره)، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليسكت. إنَّ الله يحبّ الخيّر الحليم المتعفِّف، ويبغض الفاحش الضّنين ” (شديد البخل).

لقد أظهرت الزهراء (ع) أهميَّة ما ورد في هذا الحديث وعظمته، عندما قالت إنّه يعدل عندها حسناً وحسيناً، مع ما لهما من الشّأن والموقع عندها. وهذا الحديث حدَّد الصِّفات التي تميّز المؤمن من غيره، فالمؤمن هو من يأمن جاره من شرّه ولا يؤذيه، وهو إن نطق لا ينطق إلّا خيراً، ومن يتَّصف بأنّه كثير البذل والعطاء وبسعة الصَّدر، والّذي لا يتسرّع بردود الفعل عند الغضب، والعفيف النفس الّذي لا يبيع كرامته وعزته مقابل شهوة أو مال أو موقع.

إنّنا أحوج ما نكون إلى استحضار هذه المعاني، لنصحِّح صورة المؤمن فينا، ولنبني من خلالها المجتمع المؤمن الّذي يريده الله، والّذي دعا إليه رسوله (ص)، وبلّغتا إيّاه الزهراء (ع).. وبذلك نصبح أكثر وعياً ومسؤوليّة وقدرةً على مواجهة التحدّيات.

استمرارُ التأزّمِ المعيشيّ

والبداية من الوضع المعيشي والحياتي، حيث يستمرّ التأزّم على هذا الصعيد، بفعل استمرار ارتفاع أسعار الموادّ الغذائيّة والدواء وكلفة الاستشفاء والنقل والكهرباء ومتطلبات التدفئة…

ورغم انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء، فإنّ أسعار السلع لا تزال على حالها، فالمشهد الذي كنا نراه في المتاجر حين كانت تبدَّل الأسعار صعوداً مع كلّ ارتفاع جديد لسعر صرف الدولار، افتقدناه عند الانخفاض..

وهذا ما يدعو إلى تحرك أكثر فاعلية من قبل أجهزة وزارة الاقتصاد والبلديات، لمراقبة الأسعار والتدقيق فيها، وملاحقة جادّة للمحتكرين والمتلاعبين بلقمة عيش اللّبنانيين ومتطلبات حياتهم.

وهنا نشدّد على أن لا تقف هذه الإجراءات عند صغار التجار كما هو الحال، بل أن يتعدى ذلك إلى كبارهم، ومن يتحكّمون بسوق الموادّ الغذائيّة والدواء والمحروقات.. لكن يبقى الأساس في تحسين الوضع المعيشي والحياتي ومنع الأزمات النّاتجة منه، هو الحفاظ على انخفاض سعر صرف الدولار، وهذا لن يتمّ إلا بإقرار خطة تعاف اقتصادي، حتى لا يكون هذا الانخفاض آنياً كما هو الحال، ولفترة وجيزة، أملاه تدخل سياسي على هذا الخطّ.

وهنا من حقّ اللبنانيين أن يتساءلوا: ما دام المصرف المركزي قادراً على التدخل لإيقاف سعر صرف الدولار إلى ما وصل إليه، فلماذا لم يتدخَّل قبل ذلك، أم أنّ الحسابات السياسيّة هي التي تتحكم بسعر صرف الدولار؟!

أزمةُ الصّقيعِ وتداعياتُه

ونبقى على هذا الصعيد، لنطلّ على المعاناة التي تحدث بفعل أزمة الصقيع وتداعياتها، والتي تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يعانيها اللبنانيون، لندعو إلى تضافر الجهود من الداخل والخارج، للمساعدة على تأمين سبل التدفئة لمن يحتاج إليها، وهم كثر في هذه الأيّام، ولا سيّما كبار السنّ، ومن هم في المناطق الجبليّة.

وهنا نقدِّر كل الجهود التي بذلت والتي تبذل على هذا الصعيد، ونأمل أن تتوسّع، نظراً إلى حجم الحاجة وحجم الأعباء لتأمينها.

المطلوبُ من الحكومةِ

أما على الصعيد السياسي، فإننا نرحّب بعودة مجلس الوزراء إلى الالتئام، والذي كنا ننتظره مع كل اللبنانيين بفارغ الصبر، لمعرفتنا بمدى الحاجة إلى وجود حكومة تدير أمور البلد، وتعالج الأزمات التي يكتوي منها اللبنانيون.

ونحن نأمل أن تقوم الحكومة بالدور المطلوب منها، والذي ينبغي أن تعتبره من أولوياتها، وهو الإسراع في إقرار المساعدات الاجتماعية والمعيشية التي وُعِد اللبنانيون بها، وأن لا تألو جهداً لفتح كل الأبواب المتاحة لها لإخراج البلد من الانهيار والتردّي الذي وصل إليه، لا أن تضيف عليهم أعباء جديدة لا قدرة لهم على تحملها.

في الوقت نفسه، ندعو القوى السياسية المتمثلة في هذه الحكومة والراعية لها، إلى أن تسهل عملها، وأن تؤمّن التضامن المطلوب داخلها في هذه المرحلة، وأن لا تكون محلاً لصراعاتها وخلافاتها، أو موقعاً لتصفية الحسابات.

رفضُ الخطابِ المتوتّرِ

أما على صعيد الخطاب الداخلي، فإننا نجدّد دعوتنا للكفّ عن الخطاب المتوتر والمستفز، أو الخارج عن اللياقات أو القيم الأخلاقية، والذي يزيد من شحن النفوس ومن التوتر، ويهدّد استقرار البلد وعلاقة اللبنانيّين بعضهم ببعض، في وقت هم أحوج ما يكونون إلى تعزيز أواصر الوحدة فيما بينهم، سواء كان الهدف من ذلك انتخابياً أو لأيّ سبب آخر، فلا يمكن أن نبني وطننا، أو أن نواجه صعوبات المرحلة وتحدياتها بمثل هذا الترهل الداخلي.. إنَّ من حقّ كلّ فريق أن يعبّر عن رأيه ويدافع عن قناعاته وخياراته، ولكن دائماً بالصورة التي يريدها الله عندما قال: { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ } {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

أما على صعيد فلسطين، فلا يزال العدوّ الصهيوني يمارس سياسته العدوانيّة بحقّ الشعب الفلسطيني، وهذه المرة في حيّ الشيخ جرّاح في القدس، حيث هدم البيوت وشرد العائلات، فيما يتواصل تكثيف الزحف الاستيطاني، وتتواصل هجمات المستوطنين على المسجد الأقصى، ما يدعو إلى موقف عربي وإسلامي ضاغط لمواجهة هذه الغطرسة الصهيونيّة التي تستفيد من التطبيع مع هذا العدوّ، بحيث يزيده طغياناً وجرأةً على استهداف الشعب الفلسطيني الّذي لا يكلّ، وبكل الوسائل، عن مواجهة الاعتداءات.

وأخيراً، نأمل أن تؤدي تداعيات ما جرى أخيراً في اليمن، والتصعيد الخطير الذي وصل إليه، أن لا يزيد الأمور تأزماً وحدّة، بل أن يفتح الباب لحلول توقف نزيف الدّم الجاري، وأن يتأكّد معها الجميع أن ليس بالقوّة تعالج أزمات اليمن ومشاكله، بل بالحوار الذي يأخذ بالاعتبار احترام خيارات الشعب اليمني وقراره الحرّ، وفي الوقت نفسه، حسن الجوار مع محيطه.