في ذكرى ولادة الرَّسول (ص): مدعوّون لأن نحمل الرَّحمة للنَّاس

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[التوبة: 128]. صدق الله العظيم.

ذكرى الولادةِ المباركة

تمرّ علينا في الثاني عشر أو في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل، على اختلاف الروايات في ذلك، ذكرى ولادة نبيّ الرّحمة وقائد الخير ومفتاح البركة رسول الله (ص).

هذا النبيّ الَّذي حظي برعاية الله وتسديده وتأييده منذ أن وجد على هذه الحياة، مما أشار إليه الله عزّ وجلّ عندما قال: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }[الضَّحى: 6 – 8]، وعندما قال: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }[الشرح: 1 – 4]، ليكون، كما أراده الله عزَّ وجلّ، للناس هادياً ومبشّراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ورحمةً لهم. لذا، نشهد له اليوم ،كما نقول في زيارته: “أشهد أنَّك قد بلّغت الرسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحت الأمَّة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وجاهدت في الله حقّ جهاده، حتى آتاك اليقين”.

ولنتوجَّه إلى الله سبحانه وتعالى بما كان يتوجَّه به الإمام زين العابدين (ع)، عندما كان يذكر جدّه رسول الله (ص): “اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، وَمِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، كَمَا نَصَبَ لأمْرِكَ نَفْسَهُ، وَعَرَّضَ فِيْكَ لِلْمَكْرُوهِ بَدَنَهُ، وَحَارَبَ فِي رِضَاكَ أسْرَتَهُ، وَأدْأبَ نَفْسَهُ فِي تَبْلِيغِ رِسَالَتِكَ، إرَادَةً مِنْهُ لإعْزَازِ دِيْنِكَ، حَتّى ظَهَر أَمْرُكَ، وَعَلَتْ كَلِمَتُكَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ”.

ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة الكريمة، لنتوقَّف عند واحدة من الصفات التي تميّز بها رسول الله (ص)، وجعلته مهوى أفئدة المؤمنين، وفتحت قلوب النَّاس عليه وعلى رسالته، وهي الرَّحمة التي أشار إليها الله سبحانه عندما تحدَّث عن رسوله (ص)، فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: 107].

وعندما قال: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }[التوبة: 128].

وقد بيَّن الله سبحانه ما أدَّت إليه هذه الرحمة، عندما قال: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }[آل عمران: 159].

فبالرحمة استطاع رسول الله (ص) أن يبلغ قلوب النّاس ويصل إلى عقولهم، ولو كان فظّاً في لسانه، قاسي القلب، لما بقي معه أحد.

ورحمة رسول الله لم تقف عند الَّذين أحبّوه وساروا معه والتزموا برسالته، بل بلغت حتى أولئك الَّذين ناوأوه وعادوه ورفعوا عليه سيف العداوة.

من مواقفِ رحمتِهِ (ص)

ونحن اليوم سنشير إلى بعض المواقف التي أشارت إلى هذه الرَّحمة وإلى ما أدت إليه.

الموقف الأوَّل: حصل في معركة أحد، عندما اشتدّ أذى المشركين برسول الله (ص)، ووصل إلى حدّ أن كسرت رباعيَّته وشجَّ رأسه، وقُتل فيها عمّه الحمزة، ومُثّل بجسده، واستشهد العشرات من أعزّ أصحابه، يومها، جاء إليه بعض أصحابه وقالوا له: يا رسول الله، ادع عليهم بعذاب من عنده كما عذَّب المشركين الأوائل بدعوة أنبيائهم عليهم. فقال لهم: “إنّي لم أُبعث لَعّاناً، ولكنّي بُعثت داعياً ورحمةً”، لذا ما كان يكفّ عن دعائه لهم بالقول: “اللّهمّ اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون”.

الموقف الثاني: بينما كان رسول الله (ص) جالساً بين أصحابه، أقدم رجل يهوديّ يدعى زيد بن سعنة على شدّ النبيّ (ص) من مجامع ثوبه، وشدَّه شدّاً عنيفاً، وقال له: أوفِ ما عليك من الدَّين يا محمَّد، إنكم يا بني هاشم قوم تماطلون في أداء الدَّين. وكان رسول الله (ص) يومها قد استدان من اليهوديّ بعض الدَّراهم، ولكن لم يحن بعد موعد سدادها، فأخذ رجل من صحابة رسول الله (ص) سيفه يريد ضرب عنق اليهوديّ بسبب إساءته هذه إلى رسول الله (ص)، لكنّ الرسول (ص) نهاه عن ذلك وقال له: “مره بحسن الطَّلب، ومرني بحسن الأداء”، عندها قال له اليهودي: والذي بعثك بالحقّ يا محمّد، ما جئت لأطلب منك ديناً، إنما جئت لأختبر أخلاقك، فأنا أعلم أنَّ موعد الدَّين لم يحن بعد، ولكني قرأت جميع أوصافك في التَّوراة، فرأيتها كلها متحقّقة فيك، إلا صفة واحدة لم أجرّبها معك، وهي أنَّك حليم عند الغضب، وأنَّ شدَّة الجهالة لا تزيدك إلا حلماً، ولقد رأيتها فيك الآن. وأسلم بعدها اليهودي بين يدي رسول الله (ص)، واستشهد في إحدى معاركه.

الموقف الثالث: ورد أنّ سرية لرسول الله (ص) كانت تتولى حراسة الطّرق المحيطة للمدينة، أسرت ثمامة بن مالك، ملك اليمامة، وكان في طريقه إلى مكَّة. وثمامة هذا كان قد قتل بعضاً من صحابة رسول الله في إحدى المعارك مع المسلمين، وتوعَّد آنذاك بقتل رسول الله (ص) إن ظفر به. ولما علم رسول الله (ص) بالأمر، أمر بأن يُحْسِنُوا إسَارَهُ، وأن يقدِّموا إليه أحسن الطعام والشّراب، بقي على ذلك ثلاثة أيَّام، كان خلالها يتردَّد عليه رسول الله (ص)، ويبيِّن له سماحة ما جاء به وما يدعو إليه، بعد هذه الأيَّام الثلاثة، جاء إليه رسول الله (ص) وقال له: ما عندك يا ثمامة؟ قال: ما عندي إلَّا أن أقول إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد مالاً فلك ما تشاء. قال: بل أعفو.

هزَّ هذا الموقف من رسول الله ثمامة، فهو يعفو عنه، وهو من كان يريد قتله، وقتل بعضاً من أصحابه، فمضى، حتى إذا بلغ نخلاً من حواشي المدينة فيه ماء، أناخ راحلته وتطهَّر، ثم عاد أدراجه إلى مسجد رسول الله، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمَّداً رسول الله، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه كلّها إليَّ، والله ما كان من دينٍ أبغض إليَّ من دينك، فأصبح دينك أحبَّ الدّين كلّه إليّ، والله ما كان من بلدٍ أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبَّ البلاد كلّها إليّ”. ثم قال: “لقد كنت أصبت في أصحابك دماً، فما الَّذي توجبه عليّ؟”، قال (ص): “لا تثريب عليك يا ثمامة، فإنَّ الإسلام يجُبُّ ما قبله”. بعدها قال ثمامة لرسول الله (ص): “لأصيبنَّ من المشركين أضعاف ما أصبت من أصحابك، ولأضعنَّ نفسي وسيفي ومن معي في نصرتك ونصرة دينك”، وأصبح بعدها من أشدّ المدافعين عن رسول الله (ص) وعن الإسلام، ومن المناوئين لمشركي قريش.

وأبرز مواقف الرَّحمة من رسول الله (ص)، حصلت عندما فتح مكَّة بجيشه، يومها جاءت إليه قريش برجالها ونسائها ينتظرون قراره فيهم، وما هو فاعل بهم بعد كلّ الأذى الذي حصل منهم، والحروب التي شنّوها عليه، قال لهم يومها: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وأوصى أصحابه أن لا يريقوا دم إنسان مهما كان تاريخه، وبذلك سجَّل أروع مثل في العفو والمغفرة والتسامح.

رحمتُهُ (ص) في الحروب

أيُّها الأحبَّة: لقد أشارت هذه المواقف إلى مدى رحمة رسول الله، والتي كانت حاضرة في كلّ مراحل دعوته، وحتى في الحروب التي كانت تشنُّ عليه.

فقد ورد في سيرته، أنه كان إذا بعث سريَّة للحرب، يجلسهم بين يديه ويقول لهم: “سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملَّة رسول الله، لا تغلوا ولا تمثِّلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبياً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلَّا أن تضطرّوا إليها… ولا تجهزوا على جريح، ولا تتبعوا مدبراً”.

ومن هنا، فإننا مدعوّون في ذكراه أن نحمل في قلوبنا هذه الرَّحمة للناس، التي تدعونا إلى أن ننتشل من نختلف معهم في الدين أو السياسة أو على الصعيد العائلي، من جهلهم وانحرافهم وسوء تصرفهم، بدلاً من أن نغلظ عليهم بالقول والفعل كما يحصل عادةً، ما يحوِّلهم من أعداء إلى أصدقاء أو إلى أقلّ عداوة. وبذلك نبلغ ما وعد به الراحمون، “الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ”، ونصل إلى ما وعد الله به عندما قال: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ }[الأحزاب: 21].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة رسول الله (ص)، عندما قال: “لا تصلح الإمامة إلَّا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه، وحسن الولاية على من يلي، حتى يكون لهم كالوالد الرحيم”.

هذه هي وصيَّة رسول الله (ص) لنا، عندما نختار حاكماً أو مسؤولاً أو مديراً لأيّ موقع من المواقع، والَّتي إن أخذنا بها، فستسلم مواقعنا، ونكون أقوى وأقدر على مواجهة التحدّيات.

تداعياتُ الأزمة

والبداية من المعاناة المستمرَّة للّبنانيين على الصَّعيد المعيشي والحياتي، بفعل ما نشهده اليوم من الارتفاع المستمرّ والمتزايد في أسعار السِّلع والموادّ الغذائيَّة والدَّواء، والكلفة الباهظة للاستشفاء الذي أصبح هاجسهم الأساس، والنقل والتعليم، والذي بات من الواضح أنَّه يعود إلى التزايد المتواصل في سعر صرف الدّولار الَّذي لا يبدو أنه سيتوقَّف عند حدود ما وصل إليه، إضافةً إلى جشع التجار وكارتيلات النفط، والأعباء والرسوم التي فرضتها الدولة، والتي ستفرضها، وفي ظل انكفاء العالم وعدم استعداده لمساعدة لبنان، لعدم قيامه بالإصلاحات المطلوبة منه، ولشروط يريدها من هذا البلد.

وقد أصبح من الواضح مدى التَّداعيات التي باتت تترتَّب على هذا الواقع المتردّي، ولم تعد تقف عند عدم قدرة اللّبنانيين على تأمين حاجاتهم الضروريَّة والأساسيَّة، وحتى أبسط مقومات حياتهم، بل تعدَّت ذلك إلى الصعيد الأمني، فيما نشهده من ازدياد منسوب الجرائم والسَّرقة، أو في ظواهر العنف، أو في الرغبة في الفرار من هذا البلد، حتى لو كلَّف ذلك غالياً.

ومع الأسف، يجري كلّ ذلك في ظلِّ استمرار الواقع السياسي على حاله من الترهّل والانقسام، والذي نرى أبرز مظاهره في الفراغ الحاصل حتى الآن على صعيد الحكومة، بل نجد إمعاناً فيه، والذي نخشى كما يخشى الكثيرون أن يصل إلى رئاسة الجمهوريّة بكلّ التداعيات التي سيتسبَّب بها.

ونحن أمام هذا الواقع، نجدِّد دعوتنا للقوى السياسيَّة إلى الشعور بآلام النَّاس ومعاناتهم، وأن تتحمَّل مسؤوليَّتها في منع هذا الفراغ على صعيد الحكومة في الوقت المتبقي لذلك، والإسراع بالتوافق على رئيس للجمهورية جامع للّبنانيين في إطار المهلة الدستورية، وعدم انتظار الوحي أن يأتي من الخارج.

إنَّنا نعيد ما ردَّدناه سابقاً للجميع، إنَّ الوقت ليس وقت محاصصات أو تحصيل مكاسب أو وقت صراع على النّفوذ أو غلبة فريق على آخر، رغم أنَّنا نرى أنَّ من حقّ أيّ فريق أن يكون له أو لفريقه الموقع المميَّز، ويكون له الحظوة فيه، فهذا دأب العمل السياسي، ولكن هذا لا يحصل في وطن وصل إلى هذا الحدِّ من الانهيار.

سنبقى في هذا البلد نثق بالغيورين عليه من الدَّاخل والخارج، الذين لن يوفروا جهداً من أجل إنقاذه، وهم على استعداد لأن يقدموا التضحيات من أجله، والذين شكلوا في السابق صمَّام أمان له، وسيشكّلون ذلك في هذه المرحلة.

الوحدة في مواجهة العدوّ

ونبقى على صعيد ما يجري في الداخل عند الترسيم البحري، لنشير إلى أهميَّة ما جرى على هذا الصَّعيد من وحدة الموقف اللبناني وقوَّته على صعيد المفاوضات التي تجري، ورفضه لأيّ تنازلات عن حقِّه في السيادة على بحره والاستفادة من ثروته.

إننا نريد لهذا الموقف أن يستمرَّ في مواجهة الضغوط التي بدأ يمارسها هذا العدوّ، والألاعيب التي يقوم بها، والمماطلة بالاعتراف بحقّ اللبنانيين بالاستفادة من ثروتهم، في مسعى منه للحصول على مزيد من المكاسب، أو لرأب الصَّدع الذي حصل في بيته الداخلي.

إنَّنا نراهن على وعي اللّبنانيّين وعلى ثباتهم أمام كلّ هذه التَّهاويل، وأن يبقى رهانهم على حقِّهم المشروع في الاستفادة من ثروتهم وعناصر قوَّتهم الكافية لردّ تهديدات العدوّ، والأخذ في الحسبان نقطة ضعف العدوّ في حاجته إلى هذه الثروة، وخشيته من الدخول في حرب مع بلد أسقط هيبته وعنفوانه مرات ومرات، ونرى أنَّ هذا الطريق هو الطَّريق إلى أخذ حقوقهم كاملة، وهو الَّذي يجعل العدوّ يرضخ في نهاية المطاف.

أزمةُ المودعين

أمَّا في ما يتعلق بأزمة المودعين، فإنَّنا ندعو مجدداً المصارف ومن ورائها الدَّولة المسؤولة عن مواطينها، والضامنة لودائعهم، إلى ضرورة حلّ هذه الأزمة في ضوء الظروف الصَّعبة التي يعانيها المواطنون، وعدم إبقاء هذا الجرح نازفاً، لتداعياته الخطيرة بعد الحوادث المتكرِّرة على أبواب المصارف، والتي لن تتوقَّف ما دام هناك من يرى وديعته في المصرف، ولا يستطيع الوصول إليها رغم حاجته إلى ذلك، وهو لن يعدم وسيلة لتحقيق غايته. ولن تنفع عند ذلك الحلول الأمنية، ولا إقفال المصارف، ولا المعالجات الجزئيَّة.

اليمن: انتهاءُ الهدنة

ونتوقَّف عند معاناة الشعب اليمني، الَّتي نخشى أن تتجدَّد بعد انتهاء الهدنة التي سمحت لليمنيين أن يشعروا خلالها بالأمن والاستقرار، وأن يلملموا جراحهم، لندعو جميع المؤثّرين في هذه الساحة، إلى توفير كل الشروط التي تؤمِّن حلولاً جذرية لأزمات هذا البلد، بما يحفظ استقرار هذه المنطقة الحسَّاسة استراتيجياً، ويوقف نزيف الدماء، ويمهِّد لإعادة الإعمار.

تهنئة في الذِّكرى العطرة

وأخيراً، نتوقف عند الذكرى العزيزة، ذكرى ولادة رسول الله (ص) لنتوجَّه بالتهنئة والتبريك إلى المسلمين بخاصَّة، واللبنانيّين بعامّة، بالولادة المباركة لهذا النبيّ الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وهدى لهم، وباعثاً لنهضتهم، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يعيده علينا ونحن نحظى بكلِّ ما دعا إليه من الوحدة والعزَّة والكرامة والأمن والأمان.