في رد على المواقف الأخيرة لماكرون تجاه الإسلام فضل الله: اندماج المسلمين لا يتم بهدر خصوصياتهم الدينية

أسف العلامة السيد علي فضل الله من المواقف الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون والتي تناول فيها الإسلام بالصورة التي لا تمت إلى الصورة الحقيقية لهذا الدين .

ورأى سماحته أن الرئيس الفرنسي أخطأ حين خلط بين ممارسات صدرت من بعض المسلمين وبين الديانة الإسلامية داعيا إلى عدم تحميل الإسلام وزر أخطاء بعض الأفراد والجماعات الذين انطلقوا من خلفياتهم الخاصة أو من سوء فهمهم للإسلام أو من ردود فعل تجاه اساءات حصلت لهم ..

وأعرب سماحته عن خشيته من أن يكون هذا الكلام ينبع من وجود عقدة تاريخية سائدة غربياً مستحكمة ضد الإسلام وكم كنا نأمل من السلطات الفرنسية أن تحترم التزام الفرنسيات للحجاب انطلاقا من الإيمان بحرية المعتقد للفرد وبوصفه واجبا دينيا.

 واعتبر سماحته أن الأسلوب الذي تستخدمه بعض الدول الغربية في التعاطي مع المسلمين يعمق الهوة والشرخ بينهم وبين مجتمعاتهم، ومع ذلك فإننا نؤكد على ضرورة اندماج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها ولكن هذا لا يعني هدر خصوصياتهم وهويتهم مشدداً على أن الشعور بالقهر لا يساعد على الاندماج بل يمنع حصوله ولاسيما في موضوع الحجاب الذي لا بد ان لا ينظر إليه من موقع أنه شعار ديني بل هو واجب من الواجبات الدينية التي لا يمكن للفتاة تركها.

  ودعا سماحته إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التعددية في دول الغرب بغير الصورة التي تعالج بها، وبما يفتح الأبواب أمام حوار جدي وانفتاح حقيقي للمسلمين في الغرب تجاه الدول التي يعيشون فيها، بما يعزز حالة الاعتدال الفكري والسياسي في المجتمع ويضعف حالات التطرف عند كل الأفرقاء والتي تقتات على بعض الاختلافات الطبيعية بين الثقافات والأديان خدمة لمصالح سياسية فئوية.