قصّةُ أصحابِ السَّبتِ: خطورةُ التَّحايلِ على أوامرِ اللهِ

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ }[البقرة: 65 – 66].

من القصص التي أشار إليها القرآن الكريم، والّتي وردت في أكثر من سورة قرآنيّة، قصّة أصحاب السبت.

انقسامٌ حولَ الالتزامِ

تشير هذه القصّة إلى جماعة من اليهود كانوا يعيشون في قرية على ساحل البحر الأحمر ويعتاشون على صيد السّمك، وقد سموا بأصحاب السّبت لأنهم التزموا بأمر الله لهم بالتّعطيل يوم السّبت ليتفرّغوا فيه للعبادة.

لكنَّ هذا الالتزام أدَّى مع الوقت إلى أن يكثر السّمك في هذا اليوم (يوم السّبت)، حتى إنّ السمك راح يطفو على سطح الماء ويقترب من السّاحل، ما جعل صيده سهل المنال.

كان هذا الأمر ابتلاءً لأهل هذه القرية، وجعلهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأوَّل: رغبوا بالحصول على الكمّ الكبير من الأسماك، لكنهم ما كانوا يريدون أن يظهروا بمظهر العاصين لأمر الله سبحانه بعدم الصّيد يوم السبت، فعمدوا إلى إنشاء أحواض كبيرة على الشّاطئ، وفتحوا لها مسارب على البحر، فكانوا يفتحون هذه المسارب يوم السّبت حتى تمتلئ بالأسماك، ثم يقفلونها في اللّيل منعاً لعودة الأسماك إلى داخل البحر، ثم يصطادونها يوم الأحد، ومنهم من كان يضع الشِّباك يوم السّبت لتقع فيه الأسماك، ثم يخرجها يوم الأحد بعدما تكون قد امتلأت بها، وكانوا إذا سئلوا عن سبب مخالفتهم لأمر الله في عدم الصّيد يوم السّبت، يقولون: نحن لم نخالف، فالله سبحانه أمرنا أن لا نصطاد يوم السّبت، ونحن لم نصطد في هذا اليوم، بل يوم الأحد.

وهناك قسم آخر رأى أنّ ما قام به هؤلاء هو تحايل على أمر الله ومقاصده. صحيح أنهم لم يخالفوا الأمر الإلهيّ في الشّكل، لكنهم خالفوه في المضمون، ولذلك أنكروا فعلهم، ودعوهم إلى التراجع عنه، وحذَّروهم من عقاب الله وغضبه إن هم استمروا فيه، فيما قسم ثالث، وهم الأكثريّة، قرَّروا أن يقفوا على الحياد، ولم يشاركوا المتحايلين على أمر الله بعدم الاصطياد يوم السبت، لكنهم لم يقفوا مع المعارضين لهم، بل سكتوا على ذلك.

نزولُ العذابِ

وأمام هذا التمادي في العصيان وفي السكوت عليه، أنزل الله سبحانه عذابه، والذي أشار إليه الله سبحانه وتعالى: { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }[الأعراف: 165]، فقد نزل العذاب بالعصاة المذنبين.

ولكنَّ المفاجأة أنّ العذاب لم يقف عند العصاة المذنبين، بل شمل من وقفوا على الحياد وسكتوا على إساءات هؤلاء.

أمّا نوعيّة العذاب الذي نزل، فقد كان مختلفاً عن عذابات تعرَّضت لها أمم أخرى، فقد مسخهم الله سبحانه وتعالى قردةً، ولكنَّ هؤلاء لم يعيشوا طويلاً، ولم يتناسلوا، بل أماتهم الله عزَّ وجلَّ بعد ثلاثة أيام من مسخهم: { فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ }.

ونحن اليوم سنتوقَّف عند بعض عبر هذه القصّة ودروسها:

عقابُ المتحايلينَ

العبرة الأولى: لقد أشارت هذه القصّة إلى مدى خطورة التّحايل على أوامر الله ونواهيه للتهرّب منها، والعقاب الذي سيصيب من يمارس هذا السلوك.

وقد جاء هذا التحذير من رسول الله (ص)، عندما قال: ” لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلّوا محارم الله بأدنى الحيل “.

وقد أشار الإمام عليّ (ع) إلى بعض مظاهر هذا التّحايل، عندما تحدَّث عما قد يجري في المستقبل من انحرافات، فقال إنّه سيأتي من يستحلّ الخمر تحت عنوان النبيذ، ليقول إنه لم يشربه، ويستحلّون الرّشوة بعنوان أنها هديّة، فيما هي في العمق رشوة، ويعطون الرّبا شكل البيع وهو في حقيقته ربا.

ومن المظاهر أيضاً، ما نجده عند من يودّ التهرب من الخمس، بأن يهب المال الذي يتعلق به الخمس إلى زوجته، ويسترجعه بعد أن يمرّ وقت الخمس، أو في الّذي يضغط على زوجته حتى تتنازل عن حقّها، ثم يعتبر نفسه ه بريء الذمّة في ذلك، وأنها تنازلت عن مهرها.

وهذا يعني أنّ الالتزام بأوامر الله ونواهيه لا يقف عند الأخذ بالشَّكل، بل لا بدّ من تحقيق الأهداف التي لأجلها كان الأمر والنَّهي.

ومشكلة أصحاب السَّبت أنهم راعوا الشَّكل، فهم لم يأخذوا في الاعتبار الهدف الَّذي لأجله كان هذا الأمر.

شريكُ الفاسدِ والظّالمِ

الدرس الثاني: هو عدم السكوت على ظلم أو فساد أو انحراف.. فالساكت هو شريك الظّالم في ظلمه، والفاسد في فساده، والمنحرف في انحرافه، وهو مشمولٌ بعذاب الله وغضبه ومطرودٌ من رحمته. فلذلك رأينا أنّ الله سبحانه وتعالى لم يعذِّب المذنبين من أصحاب السبت فحسب، بل عذَّب معهم، وبالمستوى نفسه، الساكتين عن انحرافهم، وفي ذلك، أشار إلى أنَّ السَّاكت شريك الفاعل في فعله، والقائل في قوله، والمجرم في إجرامه، والمفسد في فساده…

ولذا، ورد في الحديث: ” لتأمُرنَّ بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر أو ليعمَّكم عذاب الله “1..

واجبُ الأمرِ بالمعروفِ

الدرس الثالث: هو واجب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، فالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر ليس خياراً للإنسان، بل هو واجب جعله الله على عاتق كلّ فرد، وعلى عاتق المجتمع كلّه، حيث يقول الله تعالى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }[التّوبة: 71].

والأمر بالمعروف، وفق ما جاء في الحديث الشّريف: ” فريضة عظيمة؛ بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحلّ المكاسب، وتردّ المظالم، وتعمَّر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر “2.

وهو صمّام أمانٍ للمجتمعات: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }[القصص: 59].

ولا بدّ لبلوغ ذلك من اتباع كلّ الوسائل المتاحة للقيام بهذا الواجب؛ فقد ورد في الحديث: ” من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء من الإيمان “3، وفي رواية: “إنّ ذلك أضعف الإيمان”، هذا أوّلاً.

أمّا ثانياً: فأن لا يخاف الإنسان في الله لومة لائم، ولا يخشى فيه فوات رزق أو اقتراب أجل.

وقد جاء في الحديث: ” ألَا لا يَمنعنَّ أحدَكم هيبَةُ النّاسِ أنْ يقولَ الحقّ إذا رآه أو شهده، فإنَّه لا يُقرِّبُ من أجلٍ، ولا يُباعدُ من رزقٍ أنْ يقولَ بحقٍّ، أو يُذكِّرَ بعظيمٍ “.

وثالثاً: أن يكون الهدف في ذلك الرغبة في الهداية والإعذار إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أشار القرآن إلى ذلك في هذا الحوار: { … لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }[الأعراف: 164].

المهمّ في ذلك، أن نؤدِّي واجباً فنرضي به ربّنا، ولعلّ هناك من ينفتح قلبه للحقّ وللإيمان ولو بعد حين، فنكون من الأدلّاء على الله وعلى الحقّ، وفي ذلك الفوز العظيم.

الحذرُ من المعصيةِ

الدّرس الرابع: أن يحذر الإنسان من أن يراه ربُّه على معصيةٍ أو ظلمٍ، فإنّ الله يعلم حاله ويرى مكانه، ولا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السّماء، وإنّ الله قد يمهل ولكنّه لا يهمل، وإنّ عذابه شديد؛ كما قال: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النّور: 63].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به أمير المؤمنين (ع) واليه مالك الأشتر عندما قال: ” امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ، وَسَوْرَةَ حَدِّكَ، وَسَطْوَةَ يَدِكَ، وَغَرْبَ ‌لِسَانِكَ – لا تتكبَّر ولا تتعصّب برأيك، واتَّق حدّة غضبك واستعمال قوَّتك في غير وجه حقّ، وأن تكون سليط اللّسان بل رفيقاً – وَاحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ‌ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ (ما يبدر من الرّجل عند غضبه)، وَتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ، فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ – في العقوبة أو العفو، لأنك حال غضبك، تختلّ عندك الموازين وتفقد السيطرة – وَلَنْ تَحْكُمَ ذلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ “. إن الضابط لكلّ هذه الأمور هو التفكير دائماً في موقفك بين يدي الله، حيث تحاسَب على كلِّ صغيرة وكبيرة.

أيّها الأحبّة: هذه الوصايا أرادها الإمام عليّ (ع) لكلّ حاكم ومسؤول في أيّ موقع من مواقع الحكم، ليتصرّف بوعي ومسؤوليّة وإنسانيّة، وبذلك تستقيم الأمور، وتقلّ العثرات، ونصبح أكثر قدرةً على مواجهة التحدّيات.

تأزّمٌ وانقسامٌ

والبداية من لبنان الّذي تتوالى فيه الأزمات من دون أن تبدو هناك بارقة أمل لمعالجة التردّي الذي يعيشه، بفعل التأزّم الحالي على الصعيد الداخليّ، والانقسام الحادّ الحاصل بين مكوِّناته السياسية أو الطائفية، فيما تركه الخارج يواجه مصيره بنفسه، وإن قدَّم شيئاً، فليس سوى مسكّنات بانتظار اتضاح موازين القوى فيه، أو ما قد تأتي به المفاوضات التي سيكون لبنان جزءاً منها، أو ما قد ينتج من الصّراعات التي قد يكون لبنان ساحةً من ساحاتها.

ولعلَّ أبرز هذه الأزمات، هي ما يعانيه اللّبنانيون على الصّعيد المعيشيّ والحياتيّ، حيث يستمرّ التردّي على هذا الصّعيد بفعل الارتفاع الهائل في الأسعار، الأمر الّذي جعل اللّبنانيّين غير قادرين على تأمين أبسط مقوِّمات حياتهم من الغذاء والكهرباء وسبل الانتقال، ووصل إلى أن يتهدَّدهم في صحتهم وحياتهم وقدرتهم على الاستشفاء، فباتوا غير قادرين على تأمين الدّواء والاستشفاء، والّذي تفاقم بعد القرار غير المدروس برفع الدَّعم عن الدّواء.

ومع الأسف، يجري كلّ ذلك من دون أن تكون هناك بدائل تجعل اللّبنانيّين قادرين على تحمل أعباء هذه الزيادات، فالبطاقة التمويليّة التي وعدوا بأنها ستواكب قرارات رفع الدَّعم، لا تجد طريقها إلى التّنفيذ حتى الآن، وقد لا تجده، فيما ليس بالإمكان إصلاح الأجور لتناسب حتى أدنى احتياجات المواطن، خشية أن تنوء بذلك المؤسّسات العامّة والخاصّة، ولا تستطيع الاستمرار بسببها، وإذا كان من زيادات تجري فيها، فبمبادرة من تلك المؤسَّسات.. وهنا، لا بد من أن نقدِّر المؤسّسات التي تقف مع موظّفيها رغم الظروف الصعبة التي تعانيها.

أما الحكومة التي يفترض بها أن تستنفر كلّ جهودها لتعالج احتياجات المواطنين، فقد تفرمل دورها، إن لم نقل تجمّد إلى أن يفرج عنها، ونأمل أن يكون الفرج قريباً وقريباً جداً.

مَنْ ستختارون؟!

لقد قلناها ونقولها لكلّ اللّبنانيين: إنّ عليكم أن تتدبروا أمركم وتقلّعوا أشواككم بأظافركم، وأن تتعاونوا فيما بينكم للخروج من هذه المرحلة بأقلّ قدر ممكن من الخسائر، ويبقى عليكم أن تفكّروا وأنتم تستعدّون للانتخابات الّتي ستجري، أيَّان كان موعدها، أن تدقِّقوا جيّداً فيمن تختارون لسدّة المجلس النيابيّ، وعند من تضعون مستقبلكم ومستقبل أولادكم، بعد أن أصبح واضحاً أهميّة هذا الاستحقاق ومدى الرهان عليكم، وإياكم أن تلدغوا من جحور من أفسدوا وأوصلوا البلد إلى حافة الانهيار هذه.

ولا يخدعنّكم مجدَّداً الكلام المعسول، أو من يتقن التلاعب بغرائزكم الطائفيّة والمذهبيّة، أو أن تخضعوا لإغراءات المال ممن يستغلّ الحاجة إليه في هذا الظّرف الصّعب، والتي يستعدّ البعض لاستخدامها من الدّاخل والخارج، وستفتح الخزائن لها.

ضعوا خياركم عند من تثقون بأنّه سيكون جادّاً في العمل، لإخراج البلد من الواقع المتردّي على مختلف المستويات، ومن يكون أميناً على هذا البلد، يحفظ كرامة إنسانه وحرّيته واستقلاله وأمنه، ولا يجعله ورقة في المساومات أو في صراعات الآخرين.

تداعياتُ الأزمةِ مع الخليجِ

في هذا الوقت، يستمرّ التأزّم السياسي الذي ينعكس على الصّعيد الحكومي بفعل تداعيات الموقف الذي اتخذته بعض الدول الخليجيّة، والذي قد لا يقتصر على سحب السفراء أو توقيف الصّادرات اللبنانية، بل قد يتعدّاه إلى إجراءات جديدة تفاقم من عذابات اللّبنانيين وتزيد من معاناتهم.

وهنا نأمل أن لا تتمّ هذه الإجراءات، وأن يبادر سعاة الخير لحلّ هذه الأزمة من الداخل أو الخارج.

ونربأ بها أن لا تعاقب البلد بمنطق العقاب الجماعيّ، بل بالحوار الذي هو باب الحلول. وأعتقد جازماً أن هذا الباب لم يغلقه اللّبنانيون بكلّ طوائفهم ومذاهبهم وتنوّعاتهم السياسية، الّذين أعلنوا ويعلنون أن أيديهم ممدودة، وأن ليس هناك من يريد أن يحكم التوتّر العلاقة بين لبنان وبين الدول الخليجيّة، فالكلّ يريد أحسن العلاقات.

الحرائقُ.. وذكرى الاستقلالِ

ونبقى عند الحرائق التي حصلت في الأسبوع الماضي، والتي أكلت أخضر العديد من المناطق اللبنانيّة، ولا سيما في الجنوب، وهدَّدت ممتلكات الناس، لندعو إلى ضرورة توقّي حدوث مثل هذه الحرائق مجدَّداً، وتوفير كلّ السّبل لضمان سرعة إطفائها.

وهنا، نقدِّر دور متطوّعي الدّفاع المدني وكلّ الجهات التي ساهمت في عمليّة الإطفاء، رغم عدم توافر الإمكانات والآليّات.

وأخيراً، نتوقَّف عند ذكرى الاستقلال الّتي هي مناسبة لتكريم من ساهموا في استقلال البلد وإخراجه من نير الانتداب، وبعد ذلك من نير الاحتلال، وأن يدعو ذلك كلّ اللّبنانيّين إلى أن يتضامنوا لإبقاء هذا البلد حراً، سيّداً، عزيزاً، ومستقلاً في سياسته واقتصاده وفي قراراته، ينفتح على عالمه العربي والإسلاميّ، وعلى العالم بأسره، دون أن يخضع لإملاءات أحد، أو يكون ورقةً في يده.