قمة العبادة مساعدة الفقراء والمحتاجين

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}. صدق الله العظيم.

يبيّن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية معادلةً واضحةً وصريحةً، وهي أنّ العلاقة به والحصول على مرضاته وبلوغ حبّه، لا تتحقّق بأداء العبادات من صلاة وصيام وحجّ فحسب، بل حتى تكتمل، لا بدّ من أن تقترن بمساعدة النّاس وخدمتهم. ولذلك، نجد الآية التي تلوناها، عندما تحدَّثت عمّا يؤدّي إلى بلوغ درجة التقوى، والحصول على جنات وعيون، لم تكتف باعتبار الاستغفار في الأسحار وقيام اللّيل، كافياً في حسابات الله ليكون الإنسان تقيّاً، بل لا بد أن يكون له آثر طيب في حياة الناس، لأنّ الله قرن حبّه بخدمة عياله ونفعهم وإدخال السّرور عليهم والسّير في حوائجهم.

فقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): “الخلق كلّهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله”، و”… من أدخل على أهل بيت مؤمنٍ سروراً”، و”… من مشى مع أخيه في حاجة”.
والله عزّ وجلّ قرن شكره بشكر الناس، وقد ورد في الحديث عن الإمام زين العابدين (ع): “أشكركم لله، أشكركم للنَّاس”. وورد عنه أيضاً: “يقول الله تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلاناً؟ فيقول: بل شكرتك يا ربّ. فيقول: لم تشكرني إن لم تشكره”. وقد اعتبر أنّ مظاهر وصول الإنسان إلى قمّة العبادة، يتجلَّى في أن يكون في خدمة النّاس وقضاء حوائجهم، حيث ورد في الحديث: “إنَّ الإنسان إذا بلغ القمّة في العبادة، أصبح مشّاءً في حوائج الناس”.
وقد رهن الله عونه لعبده، إن هو طلب عونه، بعونه لأخيه الإنسان المؤمن، حيث ورد عن رسول الله (ص): “إنَّ الله في عون المؤمن، ما كان المؤمن في عون أخيه”.

وإذا تعرّضت علاقة الإنسان بالله لخللٍ بسبب الذّنوب أو المعاصي التي يرتكبها بحقّ الله سبحانه، فإنَّ الله جعل الطّريق إلى إصلاح الأمر معه، وتصويب العلاقة به، بالتّوجه إلى إعانة ذوي الحاجة من خلقه، بإغاثتهم وسدّ حاجاتهم.
وورد عن الإمام عليّ (ع): “من كفَّارات الذّنوب العظام، إغاثة الملهوف، والتَّنفيس عن المكروب”. وهذا ما نجده في الكفّارات التي تجب عند مخالفة النَّذر أو العهد أو إفطار العمد، أو غير ذلك، حيث جعل الطّريق إلى التّكفير عن هذه الذّنوب، إطعام المساكين والفقراء.
وقد حثّ سبحانه وتعالى على الصّدقات، وعزّز من أهميتها، عندما اعتبرها السّبيل إلى الوقاية من النّار، وأنّها تُطفئ غضب الرّبّ، وتدفع البلاء، وتستنزل الرّزق، وتزيد في الأعمار، وأنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد العباد، كما أشارت الآية: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}[التّوبة: 104].

وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال لابنه: “كم فضل معك من تلك النفقة؟ قال: أربعون ديناراً. قال: فاخرج وتصدّق بها. فقال ابنه: إنّه لم يبق معي غيرها. قال: تصدَّق بها، فإنّ الله عزّ وجلّ يخلفها. أما علمت أنّ لكلّ شيء مفتاحاً، ومفتاح الرّزق الصدقة، فتصدّق بها”. وقد كان الإمام زين العابدين (ع) يستبشر عندما يأتي إليه فقير، ويقول: “جاء من يحمل إليَّ زادي إلى يوم القيامة”.

والله سبحانه وتعالى من حرصه على هذه القيمة، لم يترك أمر إعانة الناس وسدّ حاجاتهم ومساعدتهم أمراً اختياريّاً، بل ًجعلها فريضة من فرائضه، عندما أوجب الزّكاة والخمس، فقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[التّوبة: 103]. وقد ورد في الحديث عن الصّادق(ع): “إنَّ الله تعالى فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم، ولو علم أنَّ ذلك لا يسعهم لزادهم”. ووصف الزّكاة قائلاً: “إنّما وضعت الزّكاة اختباراً للأغنياء، ومعونةً للفقراء، ولو أنّ الناس أدّوا زكاة أموالهم، ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً، ولاستغنى بما فرض الله عزّ وجلّ له، وإنّ النّاس ما افتقروا، ولا احتاجوا، ولا جاعوا، ولا عروا، إلّا بذنوب الأغنياء”.
كما دعا الله سبحانه إلى أداء واجب الخمس كواجب ماليّ آخر، فقال: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}. فهو جعل الفقراء وكلّ ذوي الحاجة، شركاء للأغنياء فيما عندهم، وهم عندما يعطون، لا يمنّون عليهم بعطائهم، بل يؤدّون واجباً ومسؤوليّة وحقاً عليهم.

والصيام، أيّها الأحبّة، هذه الفريضة التي أنعم الله بها علينا، جعل من أهدافه وعلة وجوبه إيقاظ أحاسيس الأغنياء ومشاعرهم تجاه الفقراء. وهنا يقصد بالأغنياء، من يفيض ماله عن حاجته، لا ما هو متعارف عندنا من كلمة الغنيّ. وليس أقوى من الشّعور بالألم كدافعٍ للتحرّك والتّخفيف من أحوال الناس الّذين يقضون حياتهم كلّها في الألم والجوع، الجوع الّذي لا ينقضي بانقضاء ساعات النَّهار ومجيء وقت الغروب، ولا عند انتهاء الشّهر ومجيء العيد…
فقد ورد في حديث الإمام الصّادق (ع) عن عِلّة الصّيام: “إنّما فرض الله الصّيام ليستوي به الغنيّ والفقير، ذلك أنَّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع ليرحم الفقير، لأنَّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله تعالى أن يسوّي بين خلقه، وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضّعيف ويحنو عليه”.
وما يُظهِر الترابط بين الصيام وسدّ حاجات الفقراء، ما ورد في الحكم الشرعيّ، أنّ البديل من الصيام لمن لم يستطع أداءه، لعجز أو مرض، هو إطعام مسكين عن كلّ يوم. ولذا قال: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. ونجد ذلك أيضاً في ما فرضه الله في نهاية شهر رمضان في يوم العيد، حيث دعا الصائمين حتى يكملوا صيامهم، إلى أن يدفعوا زكاة الفطرة، فلا يكتمل الصّيام إلا بها.

لذا، أفاض رسول الله (ص) في خطبته في شهر رمضان، في الدعوة في هذا الشّهر إلى مساعدة الفقراء، وإكرام الأيتام والتحنّن عليهم، وإفطار الصّائمين. ولم يقف الاهتمام في شهر رمضان على إطعام الفقراء والمساكين وإكرام الأيتام، بل وسّع رسول الله (ص) من دائرة الاهتمام إلى كلّ من يعانون في الحياة، من خلال ما ورد في الدّعاء الذي يستحبّ قراءته في كلّ يوم من أيّام شهر رمضان: “اللّهمّ أدخل على أهل القبور السرور، اللّهمّ أغنِ كلّ فقير، اللّهمّ أشبع كلّ جائع، اللّهمّ اكسُ كلّ عريان، اللّهمّ اقضِ دين كلّ مدين، اللّهمّ فرِّج عن كلّ مكروب، اللّهمّ رُدَّ كلّ غريب، اللّهمّ فكّ كلّ أسير، اللّهمّ أصلح كلّ فاسد من أمور المسلمين، اللّهمّ اشفِ كلّ مريض، اللّهمّ سُدَّ فقرنا بغناك، اللّهمّ غيِّر سوء حالنا بحسن حالك، اللّهمّ اقضِ عنا الدَّين وأغننا من الفقر، إنَّك على كل شيء قدير”. فهو تحدّث عن إدخال السّرور على من هم في القبور، ورعاية الفقراء والمساكين والمدينين، وإعانة المكروبين والمهمومين والمظلومين، ومساعدة المرضى والوقوف في وجه الفاسدين.

إننا أحوج ما نكون إلى تعزيز هذه القيمة، لنبلغ مقام القرب من الله والوصول إلى رحمته ومحبّته، من خلال تكريس روح العطاء والشعور بالمسؤوليَّة تجاه عباده، وخصوصاً الذين يعانون ويحتاجون إلى مدّ يد العون إليهم في ظلّ تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، حيث يزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، ما يستوجب تكاملاً وتعاوناً من أجل القيام بهذه المسؤوليّة. ونحن مع حرصنا على المبادرات الفرديّة، وهي ضروريّة، ولكن يبقى الأساس هو تعزيز المبادرات الجماعيّة، من جمعيّات أو لجان، وهيئات نشأت لحلّ مشاكل اليتم والفقر والإعاقة والصحّة، فلا بدّ من مد يد العون إلى هذه الجمعيات والمؤسّسات التي تحمل هذا العبء، والتي باتت تنوء بحمل هذه المسؤوليّات، والتي من مسؤوليّة المجتمع كلّه أن يقف معها، وأن يسندها بالدّعم والنصح والتسديد.
فلا يكفي انعدام القدرة الماديّة أو الجهد الفرديّ كعذرٍ أمام الله لعدم القيام بالمسؤوليّات تجاه هؤلاء وخدمتهم، بل حتى يكون الإعذار، لا بدَّ أن يحثّ الإنسان الذين يملكون القدرات والإمكانات لكي يساعدوا ويقدّموا.

إنّ علينا أن نعتبر، أنّ إعانة الفقراء وذوي الحاجة، هو مقياس نجاحنا في القيام بمسؤوليّات هذا الشّهر، ولقبول عملنا فيه. فالله لن يكتفي حتى يتقبل منا أعمالنا في هذا الشهر، أن نؤدّي فيه صيامنا وقيامنا وتلاوة القرآن والدّعاء وإحياء ليالي القدر، بل سيقول لنا ماذا قدمتم لعيالي وبماذا خدمتموهم؟!
فلنبادر، وكلّ حسب قدراته وإمكاناته في توظيف طاقاته وعلاقاته، حتى نؤدّي واجب هذا الشّهر علينا، ونقدّر الله في عباده، ولنتذكّر دائماً قول الله سبحانه وتعالى: وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ{.

الحديث السياسي
تحدّث العلامة السيّد علي فضل الله في حديث الجمعة عن ضرورة الخروج من أنانيّاتنا وتوتّراتنا وانفعالاتنا، وأن نعيش التقوى في شهر رمضان، بكلّ أبعادها الدينية والروحية والسياسية.

 ورأى سماحته أنَّ لبنان لم يخرج بعد من دائرة الخوف من تفشّي أزمة الكورونا، رغم انحسار أعداد الإصابات فيه، حيث تحذّر المنظّمات الصحيّة من أن تكون الجولة الثّانية لهذا الفيروس أصعب وأكثر كارثيّة، وهذا يدعونا إلى الاستمرار في الحذر، والأخذ بكلّ سبل الوقاية المطلوبة وعدم التهاون فيها، ولا سيَّما مع بدء إجراءات العودة إلى الحياة الطبيعيَّة، كي يتمّ تفادي أيّ تبعات لانتشار هذا الفيروس مجدّداً، وحتى لا تكون هذه العودة باباً لتفشّيه مجدّداً.

وأضاف: نحن على ثقة بأنّ المواطنين سيكونون، وكما أثبتوا في الأيام والأسابيع الماضية، على قدرٍ عالٍ من تحمّل المسؤوليّة، آملاً أن تكون عودة اللّبنانيّين من الخارج عودة آمنة ومستوفية كلّ الشروط التي تمت في المراحل السابقة، وبالانضباط الذي حصل فيها، وأن لا تشوبها أيّ شائبة.

وقال: إننا نتفهّم استياء من خرجوا إلى الشّارع، وعدم قدرتهم على الصبر وتحمّل ما آلت إليه أحوالهم، ونقف معهم في مطالبهم المشروعة، ولكنّنا ننبّه من خطورة أن تخرج هذه التحرّكات عن سلميّتها، ما ينعكس سلباً على صورتها وأهدافها المشروعة، ومن الالتفاف حولها، أو أن تكون منصّة تستخدم لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية، واستخدامها لتوجيه الرّسائل في مختلف الاتجاهات.

وشدّد على أهميّة أن يعلو صوت الناس الجائعين والمظلومين ليصل إلى من يتولّون المسؤوليّة في هذا البلد، للمطالبة بحقّهم في العيش الكريم، وأن يكون هذا من أولى أولويّاتهم، وأن يكفّوا عن جعل هذا البلد بقرة حلوباً لمصالحهم أو لجماعاتهم أو ممن ينتمي إليهم.

أضاف: لكنّنا نريد لهذا التحرّك أن يكون واعياً ومدروساً وحذِراً من أن يدخل على خطّه من يستغلّونه لتحقيق مصالحهم، ممن كانوا السبب في إيصال البلد إلى هذا المنحدر، ممن أهدروا المال العام، وأفسدوا ولا يزالون، لا أن يكون في مواجهة من يعاني مثلهم من القوى الأمنيّة أو المواطنين.

وأسف سماحته أمام ازدياد معاناة إنسان هذا الوطن، أن ينشغل الواقع السياسي بالسجالات الحادّة بين الموالاة والمعارضة، أو بين من يديرون الشّأن السياسيّ ومن يديرون الشّأن الماليّ، والتي سرعان ما يستخدم فيها السلاح الطائفي والمذهبي، وتدخل على خطّها الرموز الطائفية والمذهبيّة، بدلاً من أن تتضافر جهود الجميع لإزالة هذه الألغام المذهبيّة والطائفيّة، والعمل على إخراج البلد من معاناته، وعلاج مشاكله التي يغرق فيها، مما يزيد في تعقيدها وآثارها الكارثيّة على صعيد المواطنين وحريّة الوطن واستقلاله وقراره.

إننا نقول للجميع: هذا الوقت ليس وقت تقاذف المسؤوليّات، ولا وقت تسجيل النقاط ولا المناكفات والسجالات، بل هو وقت إنقاذ البلد وإخراجه من المنحدر الّذي وصل إليه بأقلّ قدر من الخسائر ومن الارتهان للآخرين.

وأردف: حسناً تفعل الحكومة عندما تنأى بنفسها عن كلّ هذه السّجالات، وتتفرّغ لتقوم بما هو واجب عليها تجاه مواطنيها، وتجاه العالم، ومن ينتظر منها إيجاد الحلول للواقع الاقتصاديّ والماليّ والإصلاح الإداريّ. ونحن في هذا المجال، نأمل أن تساهم الخطّة الاقتصاديّة والماليّة التي أقرّتها بالأمس، في معالجة حقيقيّة للشأن الاقتصادي، ولا سيّما لمكامن الفساد والهدر، واستعادة الأموال المنهوبة، وأن تشقّ طريقها إلى التنفيذ بأسرع وقت بعد إقرارها في المجلس النيابي، وأن تكون بعيدة من أيِّ حسابات خاصَّة أو فئويَّة، وأن لا تكون أداة لتصفية الحسابات السياسية، بعد أن أصبح واضحاً أنّ شروط نجاح أيّ خطّة، أن تكون إصلاحيّة، وأن تكون لحساب الجميع، وبدون تمييز، وأن تطال كلّ الفاسدين دون أن تستثني فئة أو طائفة أو أيّ مكوّن، وأن لا تخضع لأيّ ضغوط أو إملاءات من أين أتت.

ورأى أنّ اللّبنانيّين تعبوا من الوعود والأقوال والتمنّيات، هم يريدون الأفعال، وينتظرون من الحكومة أن تكون على مستوى طموحاتهم، ولتبدأ بالعلاج وهم معها، إن هي كانت بمستوى آمالهم وطموحاتهم وما يرجون، وهم لا يريدون منها إلا ما تستطيع عمله وسيصبرون معها.

وفي الختام، توجّه سماحته إلى العمّال في يوم عيدهم بالتّهنئة والتقدير لعطاءاتهم، فبدونهم لا تبنى الأوطان ولا تعمر ولا تزدهر، لافتاً إلى أنّ أفضل تقدير لهم في يوم عيدهم، هو أن يتأمّن لهم العيش الكريم، وأن ينالوا حقوقهم، فلا تضيع في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، ولا يُتسرَّع في التفريط بهم والاستغناء عنهم عند أوّل أزمة تعانيها المؤسّسات.