قيمةُ الصّلاةِ باقترانِها بالخشوعِ

السيد علي محمد حسين فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون: 1 -2]. صدق الله العظيم.

لقد أشار الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآية، إلى أنّ الأهداف التي يريد الله لها أن تتحقّق من خلال الصّلاة، لا تقف عند حدود أداء الصّلاة بأجزائها وشرائطها وأركانها، بل أن تقترن بالخشوع. فالصلاة الخاشعة هي عمود الدّين، وهي التي تستنزل الرحمة الإلهيّة، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، والتي أشارت الأحاديث إلى أنها أحبّ الأعمال إلى الله، وباب القرب منه ومعراج المؤمن إليه.

أهميّةُ الخشوعِ في الصَّلاةِ

والخشوع يعني أن يُقبِل الإنسان بقلبه وأحاسيسه ومشاعره على الله، بحيث لا يشغله عن الله سبحانه وتعالى أيّ شاغل من أمور الدنيا أو حاجاتها، ومظهره الخارجيّ أن لا يرفع رأسه عند سجوده، ولا يلتفت بعينيه يميناً ولا شمالاً، وأن تخشع جوارحه.

ولذا، ورد أنّ رسول الله رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته، فقال: “أما إنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه”. والخشوع هو روح الصّلاة، وكما الجسد لا قيمة له بدون روح، كذلك الصلاة لا قيمة لها ولا تقبل بدون الخشوع، وهذا قد لا يحصل بسهولة، لأنّ الشيطان الذي لم يستطع أن يقنع الإنسان بترك الصّلاة، سوف يسعى بكلّ جهده لأن يفرّغ صلاته من مضمونها، ويجعلها بلا جدوى من خلال عدم الخشوع.

فقد ورد في الحديث: “لا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه”.

كيف نبلغ الخشوع؟!

ولذلك، لا بدّ من العمل وبذل الجهد لبلوغ هذا الخشوع، وحتى يحصل هذا الخشوع، لا بدّ أن يقوم الإنسان بعدّة خطوات:

أوّلاً: أن يعي أنّ هذه الصّلاة تسقط عنه بأدائها بأجزائها وشرائطها، ولا يجب إعادتها إن تمت بدون خشوع، ولكن لا يحصل المصلّي على ما يريده من القرب من الله وبلوغ ما وعد به المصلّين إلّا بالخشوع، ولذا ورد في الحديث: “يكتب للمرء من صلاته ما عقل منها”.

وفي الحديث: إنّ العبد ليصلّي الصلاة لا يكتب له إلّا نصفها أو ثلثها أو ربعها أو خمسها أو سدسها أو عشرها، أي بمقدار ما أقبل فيه إلى الله.

وقد ورد في الحديث: “من صلّى ركعتين يعلم ما يقول فيهما، انصرف وليس بينه وبين الله ذنب”.

وفي حديث: “من صلَّى ركعتين ولم يحدِّث فيهما نفسه بشيء من أمور الدّنيا، غفر الله له ذنوبه”.

ثانياً: أن يتحضَّر الإنسان للصلاة جسدياً وروحياً وإيمانياً، وهذا يتمّ بالوضوء الذي يُخرِج الإنسان عن النّعاس والكسل، وتأدية ما ورد فيه من أذكار أُريد منها أن تذكّر الإنسان بما يكون عليه يوم القيامة، عندما يقول على سبيل المثال لا الحصر: “اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ فِيهِ الْوُجُوهُ، وَلَا تُسَوِّدْ وَجْهِي يَوْمَ تَبْيَضُّ فِيهِ الْوُجُوهُ” وبالإنصات إلى الأذان وبأداء الإقامة. والالتزام بما ورد من استحباب، في أن يقول قبل الصلاة: “وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السماوات وَالأَرْضَ، حَنِيفًا مسلماً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، التي تجعل الإنسان يشعر بعظمة موقعه، فهو يقف بين يدي مَن خلق السماوات والأرض، بكلّ ما فيها من دقّة وإتقان، ومن بيده أمر رزقه وصحّته وحياته وموته، وأمر كلّ من يتعلّق به، وبدونه، لا يمكن أن يحصل على أيّ أمر من أمور الدنيا وأيّ أمر من أمور الآخرة.

ثالثاً: أن يبعد المصلّي عنه كلّ ما يشغله عن أجواء الصّلاة، مما قد تكون أمامه من صور ومشاهد أو حركة، وأن يختار لصلاته المكان الهادئ البعيد من الضّوضاء والضّجيج.

وقد أشارت الأحاديث إلى ما يساعده في ذلك، باختيار مواقع النظر إلى موضع السّجود عند القيام، وإلى القدمين عند الركوع، وإلى موضع الأنف عند السّجود، وإلى الحضن عند الجلوس.

رابعاً: استشعار إجابة الله له، فقد ورد في الحديث القدسيّ: “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله ربّ العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرّحمن الرّحيم، قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدّين، قال: مجَّدني عبدي، أو فوَّض إليّ عبدي، فإذا قال: إيّاك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالّين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”.

خامساً: أن يصلّي الإنسان كما أشارت الأحاديث الشريفة، صلاة مودّع، بحيث يؤدّي الصلاة كما لو أنها آخر صلاة يصلّيها وبعدها يلاقي وجه ربّه.

وقد ورد في الحديث: “إذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لمَوْتِكَ”.

سادساً: بأن يتأنَّى في صلاته، فلا يستعجل بها، وأن يتدبّر بالأذكار التي وردت في الصلاة والسّور التي يقرأها خلالها، ومعاني ما يقوم به من قيام وركوع وسجود، وأن يتفاعل مع كلّ ذلك.

سابعاً: أن يحرص على أن يؤدّي الصلاة بالمسجد وجماعةً، حيث تساهم أجواء المسجد وصلاة الجماعة في تعزيز روح الإقبال على الله والتّواصل معه.

أخيراً: الاقتداء في الخشوع بسيرة رسول الله (ص) والأئمّة (ع) والصّالحين، حيث ورد أن رسول الله (ص) كان إذا جاء وقت الصّلاة، لا يعرف أهلاً ولا جمعاً، وكان إذا صلَّى تربَّد وجهه خوفاً من الله تعالى.

وقد ورد في حديث أصحابه، أنّه كان يحدّثنا ونحدّثه، فإذا حضرت الصّلاة، فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه.

وهذا ما ورد في سيرة عليّ (ع) والزهراء (ع) وبقيّة أئمة أهل البيت (ع).

لنجعلِ الصّلاةَ أولويّةً

أيها الأحبّة: إنّ من أهمّ النّعم التي وهبها الله لنا هذه الصّلاة التي فرضها علينا، فالصّلاة هي وسيلتنا للتّواصل مع الله، ولنعمّق علاقتنا به والتقرّب منه، وأن نحظى بما وعد به المصلّين من خيرات وبركات.

فلنقبل عليها إقبال رسول الله (ص) الذي كانت الصّلاة أحبّ الأعمال إليه، لذا كان يقول: “إنَّ اللهَ تَعالى جَعَلَ قُرَّةَ عَيني فِي الصَّلاةِ، وحَبَّبَها إلَيَّ كَما حُبِّبَ إلَى الجائِعِ الطَّعامُ، وإلَى الظَّمآنِ الماءُ، فَإِنَّ الجائِعَ إذا أكَلَ الطَّعامَ شَبِعَ، وإذا شَرِبَ الماءَ رَوِيَ، وأنا لا أشبَعُ مِنَ الصَّلاةِ”.

ولنتعاهدها كما قال عليّ (ع): “تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلَاةِ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَتَقَرَّبُوا بِهَا، فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً، أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ الذُّنُوبَ حَتَّ الْوَرَقِ، وَتُطْلِقُهَا إِطْلَاقَ الرِّبَقِ”. وقد شبّهها رسول الله (ص) بالحمة على باب الرّجل، فهو يغتسل منها في اليوم واللّيلة خمس مرات، فما عسى أن يبقى عليه شيء من الدرن…

“وَقَدْ عَرَفَ حَقَّهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ لَا تَشْغَلُهُمْ عَنْهَا زِينَةُ مَتَاعٍ، وَلَا قُرَّةُ عَيْنٍ مِنْ وَلَدٍ وَلَا مَالٍ. يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: {رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ}”[النّور: 37].

جعلنا الله من أولئك المؤمنين الّذين يجعلونها من أولويّاتهم، لذا يسارعون إلى أدائها في أوّل وقتها، لا يشغلهم عن لقاء الله أيّ شاغل من أمور الدّنيا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصية الله لنا عندما قال: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}[الحشر: 18 – 20].

هذه وصية الله لنا، يدعونا فيها إلى أن نفكّر في كلّ يوم وعلى مدى الزّمن؛ ماذا أعددنا لموقفنا بين يدي الله عزّ وجلّ، وهل إنّ خطواتنا في الحياة تؤدّي بنا إلى أن نقف موقف عزّ بين يديه، أو أن نقف موقف ذلّ بين يديه عندما ينادي بنا {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}[الصّافّات: 24]؟ هل نملك رصيداً يجيز لنا أن نصل إلى الجنّة ونتقي من الوقوع في مهاوي العذاب الذي لا طاقة لنا على تحمّله؟ فإذا قصَّرنا أو فرّطنا، فلنبادر إلى التّوبة والعمل، قبل أن لا يكون هناك مجال للتّوبة ولا للعمل.

ومتى فعلنا ذلك، سنكون بالطبع أكثر وعياً وقدرةً على مواجهة التحدّيات.

تداعياتُ أزمةِ المحروقاتِ

والبداية من لبنان الذي تتصاعد فيه الأزمات، وقد بات في واجهتها أزمة المحروقات، نظراً إلى تداعياتها الكارثية على اللّبنانيين، فرغم القرار القاضي برفع الدعم جزئياً عنها، لا تزال طوابير السيارات تنتظر الساعات الطوال على محطات الوقود، فيما يستمرّ النقص الحادّ في مادّة المازوت، ما يعني عدم جدوى مثل هذا القرار، وأنّه لم يأخذ بالاعتبار الأسباب الحقيقية التي تؤدّي إلى عدم توفرها، أو أنّ هناك من يريد بذلك أن يدجّن اللبنانيين ليتقبّلوا القرار القادم في أيلول برفع الدّعم الكامل عنها…

ومن هنا، فإننا أمام أزمةٍ باتت تمثّل الهاجس اليوميّ للبنانيين، وتأخذ من وقتهم وجهدهم وأعصابهم حتى يحصلوا على هذه المادّة، والتي لم تعد آثارها تقف عند تعطيل مصالحهم وتأمين متطلّبات حياتهم، بل تعدّت إلى توترات ومشاكل رأينا مشاهدها على المحطات..

ومن هنا، نعيد التّأكيد على الدّولة أن تكون جادة في معالجة الأسباب التي أدّت وتؤدي إلى هذه الأزمة، بسدّ منافذ التهريب وأبواب السوق السّوداء والتّهريب، والتوزيع العادل من قبل الشركات وعدم الاستنسابيّة فيه، وضبط عمليّة التوزيع من قبل المحطّات، وتأمين سبل الأمان لها.

مواجهةُ الاحتكارِ

ونبقى على صعيد الاحتكار، لنقدّر الدور الذي قامت وتقوم به الأجهزة الأمنيّة، بالكشف على مخازن ومستودعات محتكري المحروقات، وما قام به وزير الصحة على صعيد الدواء، ونأمل أن تتابع وتشمل المحتكرين الكبار والشركات الكبرى، وأن تتّخذ في ذلك الإجراءات العقابيّة الصارمة بحقّ من يتلاعبون بدواء الناس أو بلقمة عيشهم أو بحاجاتهم الضروريّة، وليكن ذلك بعيداً من أيّ اعتبارات طائفية أو مذهبية أو سياسية تؤدّي إلى تمييع أيّ ملاحقة ومنعها، والذي اعتدنا عليه في لبنان، واعتبار هؤلاء لا ينتمون إلى طوائفهم وأحزابهم، بل إلى طائفة المحتكرين وحزبهم.

ومن المؤسف هنا، أن لا توجد في القوانين العقوبات الرادعة للاحتكار، وهنا ندعو للإسراع بإيجاد هذه القوانين، وفي الوقت نفسه، ندعو فيه اللبنانيين إلى أن يكون لهم دورهم بمقاطعة كلّ محتكر لدوائهم وغذائهم وحاجاتهم، والتعامل معهم تعامل الخائنين لوطنهم ولمجتمعهم والسّارقين لمواردهم.

أينَ أصبحَتِ الحكومةُ؟!

وفي ظلّ هذا الوضع المأساوي ومعاناة اللّبنانيين واستغاثاتهم، يطرح السؤال: ألا يكفي كلّ ذلك حتى يبادر المسؤولون إلى الإسراع في عملية تأليف الحكومة، وإزالة كلّ العقبات المصطنعة وغير المصطنعة، والذي إن استمرّ، قد يتحول إلى قنبلة اجتماعية تنفجر بوجه الجميع، والّتي بات العالم يحذِّر من تداعياتها؟!

لقد آن الأوان لكي يخرج هذا الطرف أو ذاك من هواجسه وحساباته الفئوية التي لا تزال تعقّد المسار الحكومي، فكلٌّ يريد الحكومة على قياسه، أو بحسابات انتخابيّة، من دون الأخذ بالاعتبار ما يعانيه اللبنانيون من مآسٍ وويلات.

إننا نريد أن نبقى متفائلين على صعيد تشكيل الحكومة، ولا زلنا نراهن على البناء على الإيجابيات التي ظهرت مؤخَّراً، وألا تدخل على خطّ التشكيل تعقيدات وتراكمات داخلية وخارجية.

أيّها المسؤولون: ما ذهب من الوقت كان بسبب طموحاتكم الذاتيّة وأحلامكم الشخصيّة والفئوية، وما بقي من الأمل يكاد يهرب إذا جرى استنفاد الوقت بمزيد من الاستغراق في الهوامش والتفاصيل فيما البلد يحترق، ولذلك أسرعوا الخطى، ولا تتباطأوا في تشكيل الحكومة، لعلّه يبقى متّسعٌ من الوقت يمكن للنّاس أن تغفر لكم فيه ما اقترفته أيديكم وما دمّرته أطماعكم.

الاستعدادُ للعامِ الدراسيِّ!

ونبقى مع بداية إطلالة العام الدراسي الجديد، والدعوة التي أطلقها وزير التربية للمدارس إلى فتح أبوابها، لندعو وزارة التربية وكلّ المعنيّين بالعمل التربويّ، إلى تأمين كل الظروف الكفيلة، والعمل على تخطي الصعوبات التي تواجه العام الدراسي، والكلّ يعرف مدى الصعوبات التي تعانيها المدارس والأهالي والطلاب، والنّاتجة من الواقع الاقتصادي والمعيشي وأزمة الكهرباء وأزمة المحروقات وتداعياتها، والتي لا نريدها أن تنعكس على التعليم الذي هو دعامة هذا الوطن وكلّ الأوطان.

ذكرى اختفاءِ الإمامِ الصّدرِ

وأخيراً، نقف مع الذكرى الأليمة لاختفاء الإمام السيّد موسى الصّدر، هذا الإمام الذي كان مثالاً للعالم المنفتح على قضايا الحياة والعصر، والداعي إلى الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة، وإلى التّقارب الإسلامي المسيحي، والتفاعل مع قضايا العالم العربي والإسلامي، وكان واعياً لمخاطر وجود العدو الصهيوني على لبنان والمنطقة، ودعا إلى التصدي له، وإلى تحصين البلد من الفتن التي كان يراد للناس أن يكتووا بنارها، ليكون بطناً رخواً لهذا العدوّ وطموحاته، ووقف بقوّة في مواجهة الفساد والحرمان.

إننا في هذه المناسبة، نجدّد دعوتنا إلى إماطة اللّثام عن هذه القضيّة التي ينبغي أن تبقى قضية جامعة لكلّ اللّبنانيّين.