ليلة القدر.. ليلة البركات والعطاءات

حديث الجمعة

قال الله في كتابه العزيز: {حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}. صدق الله العظيم.

ساعات تفصلنا عن ليلة ميَّزها الله عن بقيَّة ليالي شهر رمضان، بل عن بقيّة ليالي السّنة، بما أودع فيها من الفضل والبركة والثّواب الكبير.

مكانة ليلة القدر

وقد أشار الله سبحانه إلى عظيم موقعها عنده، عندما قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.

فهذه اللّيلة هي في حسابات الله خيرٌ من ألف شهر، أي أنّ إحياء هذه اللّيلة بكلّ شروط الإحياء، يوازي عبادة ثلاثة وثمانين عاماً، وهذا ثواب أيّما ثواب.

وقد أشار الله سبحانه إلى التّكريم الذي أحاط به عباده في هذه اللّيلة، حين  كشف عن تنزّل الملائكة والرّوح فيها ـ ويقصد بالرّوح كما أشارت الأحاديث، جبريل الذي كان يتنزّل على الأنبياء والرّسل، والذي يسمّى الرّوح الأمين. وقيل إنّ الروح مخلوق عظيم يفوق الملائكة ـ إلى السَّماء الدنيا، ليفيضوا على ما فيها أمناً وسلاماً وطمأنينة، وليحملوا دعاء الداعين وابتهالاتهم إلى خالقهم.

وفي آية أخرى، أشار الله إلى أمرٍ آخر يحصل في هذه اللّيلة، عندما قال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ* أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}.

فهذه اللّيلة هي التي تعيّن فيها مقدّرات العباد لسنة كاملة؛ من حياة وموت، وخير وشرّ، وسعادة وشقاء، وصحة ومرض، وعزّ وذلّ، وعطاء وحرمان…

ومن هنا، تبرز أهميّة أن يكون الإنسان حاضراً في هذه اللّيلة التي تستجاب فيها الدعوات، وتقبل فيها الطلبات. فبالدعاء والابتهال إلى الله سبحانه، يستطيع الإنسان تغيير ما كان سيُقضى له، لأنّه بالدّعاء يدفع البلاء، ويردّ القضاء وقد أبرم إبراماً.

وما يزيد من شرف هذه اللّيلة، هو نزول القرآن فيها، وهو ما أشار إليه الله عندما قال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.

{حم* وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ* إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}، ليكون القرآن الكريم هدى للنّاس وشفاء لما في صدورهم، وليخرجهم من ظلمات الجهل والتخلّف والعصبيّات إلى نور الإيمان.

القرآن وليلة القدر!

وهنا قد يطرح التّساؤل: كيف تتحدّث الآية عن نزول القرآن الكريم في ليلة القدر، فيما نحن نعلم أنّ القرآن الكريم لم ينزل دفعة واحدة، بل على مراحل؟ فقد استمرّ نزوله منذ بعث النبيّ (ص) إلى حين مغادرته الحياة، وكثيراً ما كان رسول الله (ص) يقول عندما تثار عليه التّساؤلات، إني أنتظر أمر ربي، فكان جبريل ينزل بالقرآن ليبيّن لرسول الله (ص) الموقف.

وقد ورد في تفسير ذلك عدّة آراء؛ فهناك من المفسّرين من قال إنّه في هذه اللّيلة نزل القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا، وبعد ذلك بدأ نزوله بالتّدريج، وعلى مراحل، وهناك من قال إنّ القرآن الكريم بدأ نزوله في هذه اللّيلة على رسول الله (ص)، أي أنَّ جبرائيل نزل على رسول الله (ص) في غار حراء بآية “اِقرأ” في هذه اللّيلة. ويعزّز هؤلاء رأيهم بأنَّ النبيّ (ص) كان يتعبّد في غار حراء خلال شهر رمضان، وكلمة القرآن تطلق على آيات من القرآن، كما تطلق على القرآن كلّه.

فيما قال بعض آخر، أنَّ القرآن نزل في هذه اللّيلة على قلب رسول الله (ص) ليعي القرآن بتمامه، وبعد ذلك، بدأ النّزول التدريجيّ، وحسبما تقتضيه الظروف، والذي استمرّ لثلاث وعشرين سنة.

وقد أشارت الأحاديث إلى ما أودع الله في هذه اللّيلة من فضل، فعن رسول الله (ص): “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه”.

وقال (ص)، عندما كان يُعِدُّ النّاس لقدوم شهر رمضان: “إنَّ هذا الشَّهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخيرَ كلَّه، ولا يُحرَم خيرُها إلا محروم”.

متى ليلة القدر؟

لكنّ السّؤال الذّي يُطرَح دائماً عند الحديث عن ليلة القدر: متى ليلة القدر؟ ولماذا هذا الاختلاف الوارد حولها؟ فهي مع كونها ليلة واحدة، فإنّنا نحييها ثلاث ليال، وهناك من يحييها عشر ليال، وهناك من ذكر أنّها ليلة التّاسع عشر، وهناك روايات أخر أنها ليلة الواحد والعشرين، وهناك من ذكر أنها في الثّالث والعشرين، وهناك روايات أنّها في السّابع والعشرين.. وهناك روايات تدعو إلى التماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان، أي لم يحدَّد لها يوم واحد.

ولعلّ في هذا الاختلاف في تعدّد الروايات حكمة وغاية، وهي دفع المؤمنين إلى إحياء هذه اللّيالي، حتى لا يفوتهم خيرها وبركاتها.

فكما أخفى الله رضاه بين أنواع الطّاعات كي يتّجه الناس إلى أداء جميع الطاعات، وأخفى غضبه بين المعاصي كي يتجنَّب العباد جميعها، وأخفى أحبّاءه بين النّاس كي يحترم كلّ الناس، وأخفى الإجابة بين الأدعية لتقرأ كلّ الأدعية، وأخفى الاسم الأعظم بين أسمائه كي تعظم كلّ أسمائه، وأخفى وقت الموت كي يكون الناس دائماً على استعداد له، أخفى الله هذه اللّيلة بين كلّ هذه اللّيالي حتى نحييها جميعها.

ولكنّ هذا لا يعني أن ليس من ترجيح، فقد ورد عن أحد أصحاب رسول الله (ص)، عندما جاء إليه من أقاصي المدينة، أنّه سأله: يا رسول الله، أريد أن أحيي معك ليلة القدر، وأنا لا أقدر أن أحيي كلّ ليلة.. لكون رسول الله (ص) وأصحابه كانوا يحيونها طوال العشر الأواخر من شهر رمضان، فمرني بليلة واحدة كي أحظى ببركاتها معك، فهمس رسول الله (ص) في أذنه بكلمات. ويذكر أنّ هذا الصحابي جاء في ليلة الثالث والعشرين، فعرف المسلمون أنها ليلة الثّالث والعشرين.

ليلة البركات

لكن أيّها الأحبة؛ هذه اللّيلة التي أودعت فيها كلّ هذه البركات والعطاءات، لن تأتي بالمجان، فالله عوّد عباده أن يعطيهم بعد أن يقوموا بمسؤوليّاتهم، فهو دعاهم حتى ينالوا البركات والخيرات والثّواب الجزيل، إلى إحياء هذه اللّيلة، بما ورد فيها من الدّعاء والذّكر والصّلوات المستحبّة، ولن يحظى البطّالون والنائمون والسّاهون ببركاتها.

لذلك أيّها الأحبَّة، لا بدَّ أن نسجّل حضورنا الفاعل في هذه اللّيلة؛ ليلة الثالث والعشرين، لأنها على الأغلب، كما نرى، هي ليلة القدر، بأن نعتبر كلّ دقيقة منها ثمينة، ليس هناك من شيء أثمن منها، أن لا يشغلنا عنها شاغل، فنقبل عليها كما يريد الله سبحانه، بقلوب نقيّة صافية، قد تطهّرت من كلّ ما يعكّر صفو القلوب، ولنتوجَّه إليه بألسن طاهرة، وبنفوس قد تخفَّفت من أثقال الذّنوب والعيوب، وأزالت كلّ ما يحجبها عن خالقها، وكلّ ما يحبس الدّعاء والذّكر من أن يصل إليه، بأن نتوب إليه من ذنوبنا وإساءاتنا تجاه الله وتجاه الناس، وأن نجلس بين يديه جلوس العبد الذّليل الخاشع المقبل على ربٍّ بيده ملكوت الدنيا والآخرة.

فلنعمل على إحياء هذه اللّيالي في بيوتنا، بعدما كنّا حريصين على أن نتلاقى لإحيائها في المساجد، لنجلس مع عائلاتنا، ونتوجَّه إلى الله سبحانه وتعالى بدعواتنا، أن يقينا من الفيروس الذي يريد أن يعبث بصحّتنا وحياتنا، ومن الفيروسات الكثيرة التي تريد أن تخرّب عقولنا وأفكارنا وإيماننا وتهدّم علاقتنا بالله، وأن يهدينا سواء السّبيل، وأهمّ ما في ذلك، أن يعتقنا من النّار، ويجعلنا من الفائزين بالجنّة.

وليكن لنا دعاء خاصّ للمرضى الذي أصيبوا بهذا الوباء، ولكلّ الذين يعملون على وقاية المجتمع منه، والذين يعملون على العلاج، وكلّ الذين يبذلون المال من أجل التَّخفيف عن النّاس في هذه المرحلة الصّعبة، وسدّ حاجاتهم.

فرصة علينا اغتنامها

إنّ نجاحنا في استجلاب بركات ليلة القدر علينا، لن يكون بظواهر كونيّة تتراءى لنا، بل عندما يستجيب الله دعاءنا، ونصبح أكثر قرباً منه تعالى، وأكثر شعوراً بالمسؤوليّة تجاهه، وأكثر إنسانيّة وأكرم أخلاقاً وأحسن عملاً… هو أن نفي بما عاهدنا عليه الله؛ عندما ندعوه: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هَذَا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبِي وَصَغائِرِها، وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِها، وَسَوالِفِ زَلّاتِي وَحَوادِثِها، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَلا يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ”، وعندما نتمثّل في نفوسنا هذا الدّعاء الذي نقرأه في هذه اللّيلة: “وسدِّدني لأن أُعارض من غشَّني بالنُّصح، وأُجزيَ من هجرني بالبرِّ، وأُثيبَ من حرمني بالبذل، وأُكافئَ من قطعني بالصِّلة، وأُخالف من اغتابني إلى حسنِ الذِّكر، وأن أشكر الحسنة وأُغضيَ عن السَّيِّئة”، وعندما نرى أنّنا بتنا أكثر التزاماً بالمضامين التي تضمّنتها السّور التي نقرأها في هذه اللّيلة؛ العنكبوت والرّوم والدّخان، وأكثر ارتباطاً بالقرآن وبالنبيّ (ص) وبالأئمّة (ع). وبدون ذلك، لن ننال النتائج المباركة الّتي نرجوها في هذه اللّيلة.

هي فرصة ثمينة لا يفوِّتها الواعون، فلنصبِّر أنفسنا عليها، حتّى نحظى بما قاله عليّ (ع): “صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً، أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً”.

“اللَّهمَّ ووفِّقني فيه لليلة القدر على أفضل حالٍ تحبّ أن يكون عليها أحد من أوليائك وأرضاها لك، ثمّ اجعلها لي خيراً من ألف شهر، وارزقني فيها أفضل ما رزقت أحداً ممن بلّغته إيّاها وأكرمته بها، واجعلني فيها من عتقائك من النّار وسعداء خلقك، الّذين أغنيتهم وأوسعت عليهم من الرّزق، وصنتهم من بين خلقك ولم تبتلهم، وممن مننت عليهم برحمتك ومغفرتك ورأفتك وتحنّنك وإجابتك ورضاك ومحبّتك وعفوك وطولك وقدرتك، لا إله إلا أنت، برحمتك يا أرحم الرّاحمين”.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الموقف السياسيّ

توقف سماحة العلامة السيّد علي فضل الله في حديث الجمعة عند ذكرى استشهاد الإمام عليّ (ع)، مشدّداً على ضرورة الالتزام بكلّ المعاني الروحيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي استشهد الإمام (ع) من أجلها، وخصوصاً قضايا الوحدة الإسلاميّة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومواجهة الفساد والمفسدين، والتكافل الاجتماعيّ، معتبراً أن الإخلاص لعليّ (ع) يكون بالحضور في كلّ ساحات الحقّ والعدل والحريّة.

تساهل.. وتقصير

وأعاد سماحته سبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس الكورونا، إلى عدم التقيّد بالإجراءات من بعض الوافدين من الخارج، أو من المقيمين من الداخل، وعدم تشدّد الدولة في إجراءات تطبيق السلامة العامّة، مجدّداً دعوة اللّبنانيين إلى الأخذ بالإجراءات الوقائيّة، لحماية أنفسهم ومن حولهم من هذا الوباء القاتل، واعتبار ذلك واجباً ومسؤوليّة دينية وأخلاقية ووطنية وإنسانية لا ينبغي التهاون فيها أبداً، داعياً الدولة إلى ملاحقة كلّ من يخالف الإجراءات المعلن عنها، واعتبار التقصير فيها جرماً يحاسب عليه القانون.

من يمنع جشع التجّار؟!

ورأى أنَّ إجراءات الحكومة في مواجهة ارتفاع الأسعار غير كافية، حيث تزداد المعاناة في ظلّ جشع التجّار الذين لا يمنعهم ضمير أو خلق أو دين، مطالباً الحكومة بإجراءات أكثر تشدّداً وأكثر فعاليّة على مستوى الرّقابة أو على مستوى العقاب.

وتابع سماحته: إنَّ نقمة المواطنين على المتسبّبين بمعاناتهم المعيشيّة تفاقمت بفعل هذا الارتفاع المصطنع لسعر صرف الدّولار، والّذي يعود إلى ما جرى من مضاربات صيرفيّة كان للمصرف المركزيّ نصيبه منها، داعياً الحكومة للاستجابة لصوت الشّعب الداعي إلى محاسبة كلّ مرتكب، وإلى مواجهة الفساد المستشري في هذا البلد، والذي لا يزال يلقى حماية سياسية من هنا أو هناك.

إصلاح القضاء أوّلاً

وأضاف سماحته أنَّ اللّبنانيّين يريدون من القضاء الذي تحرّك في مواجهة ملفّات الفساد وملفّ المتلاعبين بالعملة الوطنيَّة، مروراً بقضيَّة الفيول المغشوش، وصولاً إلى عمليّات التَّهريب، أن يتابعها حتى النّهاية، ليعرفوا من هم الّذين يتلاعبون بلقمة عيشهم ومصالحهم، وأن لا تخضع التّحقيقات لأيّ ضغوط أو تدخلات تفرمل حركتها، أو تدخلها في زواريب المساومات والتّسويات، وأن لا يتمّ التعامل معها على أساس أنّ هناك من هو ابن ستّ وابن جارية.

وقال: ولقد سمعنا كثيراً ممن هو في الحكومة أو في خارجها يقول إن أمر معالجة الفساد يحتاج إلى إصلاح القضاء. وهنا نسأل: ما دام القضاء هو الحلّ، فلماذا لا يسارع إلى اتخاذ الإجراءات من كلّ هذه القوى السياسيّة الحريصة على إزالة الفساد من جذوره، والعمل من أجل إيجاد كلّ السبل التشريعيّة والتنفيذيّة لرفع اليد عن القضاء، وإنهاء سلطة السياسيّين عليه، وذلك بتحصينه مؤسّسياً عبر قانون استقلاليّة القضاء، وأخلاقياً عبر اختيار القضاة النّزيهين لتسلّم المسؤوليّات.

التّفاوض بموقف موحَّد

وأبدى سماحته أسفه من ارتفاع وتيرة الخطاب السياسي من أطراف داخل الحكومة لتصفية حسابات خاصّة، ما ألحق شكوكاً بقدرة الحكومة على تطبيق الخطّة الإصلاحيّة، وأظهر انقساماً داخلها، في وقت أحوج ما تكون الحكومة إلى التَّلاحم فيما بينها لمواجهة الاستحقاقات القادمة، سواء على مستوى الوضع الاقتصادي والنّقدي، أو في المفاوضات التي تجري مع صندوق النقد الدولي، معتبراً أن نجاح هذه المفاوضات يحتاج إلى تقديم الدّعم للخطة الإصلاحيّة، لا إلى الممارسات المشكّكة بجدواها، وإلى التضامن الداخلي لا داخل الحكومة فحسب، بل بين كلّ القوى السياسيّة، ليكون للبنان موقف موحَّد إزاء الصّندوق، وخصوصاً إذا أصرَّ على الشّروط التي سوف تأخذ البلد بداعي الإنقاذ إلى ما لا مصلحة له فيه، وإلى ما يمسّ بسيادته.

 ورأى أننا أحوج ما نكون في هذه الظروف الصعبة إلى الكلمة الطيّبة، وإلى من يردم الهوّات ويمدّ الجسور، لا إلى الكلمة الانفعاليّة والمتوترة، ولا إلى من يعمّق الهوات وينسف الحوار، مطالباً القوى السياسية التي أعطاها الناس ثقتهم، بأن تكون عوناً لهم في حلّ مشاكلهم، لا ليزيدوها تعقيداً…