مقابلة مع جريدة السياسة الكويتية

 

دعا الكويتيين الشيعة للانخراط في المجتمع والمساهمة في البناء

فضل الله يتمنى أن يكون ما يحدث في المنطقة ربيعاً عربياً:

من حق الشعب السوري أن يعيش حراً كريماً

 

بيروت – صبحي الدبيسي:

أبدى المرجع الشيعي السيد علي فضل الله خشيته من أن يكون وراء الأحداث في سورية استنزاف لها ولإيران ودول الخليج, معتبراً أن سورية تشهد صراعاً دولياً بين ما يُسمى دول محور الممانعة والمحور الآخر الذي لا يريد هذا الجو.

فضل الله وفي حوار مع "السياسة", قال: "كنا ننتظر من الجامعة العربية دراسة الأمور لا تعقيدها وأن تكون مكاناً للحوار", مؤكداً حق الشعب السوري العيش في بلد يشعر فيه الإنسان بحريته وكرامته. ولا يستطيع فضل الله أن يؤكد مشاركة "حزب الله" في القتال في سورية, "لأن تصريحات مسؤوليه تنفي ذلك", مشدداً على وقوفه "ضد كل أمر يؤدي إلى توتير الساحة الداخلية وعلى بقاء المقاومة في الاتجاه الصحيح وعدم إدخالها في الصراعات الداخلية".

ولفت إلى "وجود تنوع اجتهادي وفكري داخل الطائفة الشيعية, لا ينبغي أن يتحول إلى صراع داخلي يصب في خدمة مشاريع لا تريد الخير للبنان". ورأى أن المرحلة الحالية ليست مرحلة فتنة ولكن على اللبنانيين توخي الحذر حيال المستقبل, مشيراً إلى أن الفراغ الحكومي والأمني والنيابي سيكون له تداعيات سلبية. وتمنى أن يكون ما يحصل في العالم العربي ربيع حقيقي, لا يتحول إلى خريف وشتاء. ورأى أن المطلوب من الشيعة في كل العالم العربي أن يندمجوا في المجتمعات ولا يشعروا في يوم من الأيام أن وجودهم حالة منفصلة عنها.

وهذا نص الحوار:

 

 في ظل الحراك الدولي في الشرق الأوسط والأحداث الجارية في سورية, هل لديكم خشية من إعادة رسم خرائط جديدة في المنطقة?

 نحن نعتقد أن ما يجري في المنطقة هو صراع محاور دولية, وقد بلغ هذا الصراع ذروته, ولكن الخيارات لا تزال مفتوحة على تسويات دولية قد تنعكس تسويات في الجانب الإقليمي, ولا يزال الوقت متاحاً لذلك, وإن كانت هذه المرحلة تمثل أعلى درجات الاستنفار وعرض العضلات من هذا المحور الدولي أو ذاك, أو حتى في المحاور الإقليمية.

إننا نعتقد أن رسم خرائط جديدة أو تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات صغيرة سوف يخرج المسألة عن دائرة التوازن والانضباط, وهو الأمر الذي نعتقد أن الدول الكبرى تخشاه على مصالحها من جهة وعلى مصلحة الكيان الصهيوني من جهة أخرى, ومن هنا قد يكون المستقبل مفتوحاً على التسويات وربما على التوترات والتعقيدات الكبيرة في طول الشرق الأوسط وعرضه.

 

  هل صحيح أنكم نُصحتم بعدم زيارة إيران لإلقاء محاضرة?

سبق وأوضحت أنني دُعيت لإلقاء كلمة في مؤتمر ديني حول إحدى الشخصيات الإسلامية في مدينة قم, وقد رغب المنظمون في أن تكون كلمتي الثانية أو الثالثة, ولكن يبدو أنهم تعرضوا لضغوط معينة, أرسلوا على إثرها ببعض النصائح لنا بعدم حضور المؤتمر. وعلى كل حال فهذه الضغوط لم تنطلق من الجهات الرسمية في إيران, بل من تعقيدات يعيشها البعض, الذي لا يتحمل الرأي الآخر والمختلف. ونحن دائماً نتطلع إلى الأفق العام وإلى المستقبل المنفتح على قضايا الأمة كلها, ولا نتوقف عند هذه الأمور التي لا نريد أن تشغلنا عن استكمال المسيرة التي نرى فيها سعياً من أجل الإسلام كله والأمة كلها.

 

فيتنام ثانية

 

  هل ترى أن دخول إيران و"حزب الله" بهذه القوة المكشوفة حلبة الصراع في سورية استنزاف لإيران في سورية بعد تحويلها إلى فيتنام ثانية?

  نحن دائماً نخشى أن يكون من وراء الأحداث في سورية عملية لاستنزاف كل القوة الموجودة حتى لا يبقى هناك أي موقع من مواقع القوة العربية والإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني واستنزاف إيران ودول الخليج والداخل السوري, ولهذا نرى أن الأمور تدور في حلقة مفرغة, حتى السلاح عندما يأتي فهو من أجل أن يبقى التوازن, ليفرض حلاً وليس هناك من تصور واضح حتى لدى الدول الكبرى التي ربما شعرت بأن مصالحها بدأت تتأثر وأن هناك خطراً والأمور خرجت عن الدائرة المرسومة لها, لكن عموماً المرحلة مرحلة استنزاف.

 

  برأيكم لماذا الحراك العسكري الدائر في سورية مختلف كلياً عما جرى في الدول العربية التي شهدت الأحداث نفسها فانقسم العالم بين مؤيد للنظام وداعم للثورة ؟

 أولاً: لأن موقع سورية ستراتيجي, ثانياً: سورية اليوم تشهد صراعاً دولياً بين روسيا والصين من جهة والمحور الآخر من جهة ثانية, كذلك هذا البلد أصبح ساحةً من ساحات الصراع بين ما يُسمى محور المقاومة والممانعة والمحور الآخر الذي لا يريد هذا الجو, إلى جانب طبعاً التدخلات الأخرى التي لا تريد أن يسقط هذا الموقع, لأنه سيساهم بتغير جذري وسيطرة للغرب أكثر على المنطقة في مواجهة دول "البركس". الموضوع السوري حساس على مختلف المستويات, خصوصاً أنه يترك تداعيات أكثر من أي بلد آخر مع أهمية البلدان الأخرى.

 

  هل تعتبر أن خطوة القمة العربية التي عقدت في قطر بإعطاء المقعد السوري في الجامعة إلى الائتلاف السوري المعارض كانت موفقة?

 كنا ننتظر من الجامعة العربية دراسة الحلول لا تعقيد الأمور وأن تكون الجامعة مكانا للحوار بين الجميع من أجل إخراج سورية والعالم العربي من هذا النزف, لتكون جسراً للتواصل بين كل الفرقاء, ولا سيما أن هناك تخطيطاً من قبل الدول الكبرى لاستنزاف الجميع.

 

  ما رأيكم بالدور الذي تقوم به الانتفاضة في سورية?

  نفضل أن تكون هذه المرحلة مرحلة حوار, لأن الجو العام في المنطقة يريد استنزاف الجميع, وأي شيء يساهم في زيادة الاستنزاف لا نريده, ونحن في الوقت الذي نؤكد حق الشعب السوري أن يعيش في بلد عزيز, يشعر فيه الإنسان بحريته, بكرامته وبإنسانيته, لأننا من الدعاة إلى أن يكون الإنسان إنساناً في أي موقع يتواجد فيه.. نؤكد في الوقت عينه على أولوية الحوار كبديل حاسم عن العنف.

 

  هل أنتم مع دخول "حزب الله" في المشكلات القائمة في سورية, أم أنكم تريدون أن يبقى الحزب بمنأى عن هذا الموضوع?

 لا نستطيع أن نؤكد أن حزب الله يشارك بالفعل فيما يجري في سورية, لأنه من خلال تصريحات المسؤولين في "حزب الله", فليس هناك من تدخل وإنما هناك فقط حماية للبنانيين موجودين في الإطار السوري, طبعاً نحن دائماً نؤكد ضرورة ألا يترك الموضوع السوري أي تداعيات على الموضوع اللبناني, هذا ما نحرص عليه دائماً. وأي أمر يؤدي إلى توتير الساحة اللبنانية نقف ضده, كما نخشى على الأقل إذا حصل ذلك أن يؤدي إلى انقسام لبناني وإلى تداعيات على الساحة اللبنانية وتداعيات مستقبلية على علاقة اللبنانيين مع السوريين, أو حتى على علاقة لبنان مع محيطه العربي ما يساهم بإرباك الواقع اللبناني والعلاقات العربية التي ندعو إلى أخذها بالاعتبار.

 

توريط الطائفة الشيعية

 

  من خلال بعض المواقف التي يتخذها "حزب الله", البعض يرى أن الحزب يأخذ الطائفة الشيعية إلى مواقف بعيدة كل البعد عن النهج الذي عرفت به كركن أساسي من ركائز هذا الوطن, هل تشاطرون البعض هذا القلق وهل صحيح أن "حزب الله" يورط الطائفة الشيعية بأمور لا ترغبها?

  دائماً نؤكد أهمية المقاومة في لبنان, لأن دورها أساسي في هذه المرحلة كما كانت في المراحل السابقة, وبالتالي في الوقت الذي نؤكد دور المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يهدد لبنان ويتوعده, كذلك نؤكد أن على اللبنانيين أن يبقوا المقاومة في الاتجاه الصحيح, ولا يدخلوها في صراعاتهم الداخلية التي قد تترك أثراً وتداعيات على الواقع الداخلي اللبناني. وفي النهاية الشيعة هم تكوين في هذا البلد, دورهم أن يساهموا في بناء البلد وتقويته وتعزيزه ولهم دورهم الأساسي في هذا الإطار.

 

  البعض يطالب القيادات الشيعية المعتدلة, التصدي لمواقف "حزب الله" المتطرفة, بِمَ تنصحهم وهل هناك أمور ومواقف يتخذها الحزب وتتطلب اتخاذ موقف منها?

 ندعو دائما إلى ضرورة التواصل الداخلي, لأننا دعاة وحدة على المستوى الداخلي بين المسلمين وداخل المجتمع اللبناني وفي علاقات الطوائف مع بعضها البعض, ولا نرى بديلاً عن هذا التواصل. ونشدد على الحوار الداخلي كي نستطيع فعلاً أن نحافظ على هذا البلد وقوته ونمنع أي فتنة يُراد لها أن تحصل في داخل الطائفة الواحدة أو مع الطوائف والمجتمعات الأخرى. أكيد في الطائفة الشيعية, هناك تنوع اجتهادي وفكري وسياسي لكن لا ينبغي لهذا التنوع أن يتحول إلى صراع داخلي, لأننا نعتبر أن أي صراع داخلي هو في خدمة مشاريع لا تريد خيراً, لا للبنان ولا للعرب والمسلمين. ولذلك فنحن مع الحوار واحترام التنوع الداخلي داخل الطائفة الشيعية والطوائف الأخرى.

 

  هل تعتبر سماحتكم أن لبنان تجاوز قطوع الفتنة السنية- الشيعية?

  لدينا ثقة أن اللبنانيين أصبحوا واعين, والفتنة في النهاية لن تكون خيراً لهم لقد جربوا المذهبية والطائفية, فوجدوا أن الفتن لم تنتج إلا الدمار والمشكلات ولبنان ما زال يعاني منها. وفي النهاية قرار اللبنانيين أن يذهبوا ليتفقوا فيما بينهم, بالطبع المرحلة الآن هي أكثر تعقيداً, لأن هناك تداخلاً بين ما يحصل في لبنان وما يحصل في محيطه العربي, لكن نعتقد أن المرحلة ليست مرحلة فتنة على الرغم من الخطاب الانفعالي الذي ينطلق هنا أو هناك. ولو كان هناك قرار للفتنة لكانت قد حصلت, هناك أكثر من حدث كان ممكناً أن يؤدي إلى فتنة, لكن علينا أن نتوخى الحذر حيال المستقبل وألا يكون لبنان موقعاً من مواقع الفتنة نتيجة ما قد يحصل من تطورات في المحيط أو نتيجة التوتير المستمر والذي من المفترض أن ينتهي, لأنه يخشى أن يخرج عن حدود السيطرة.

  وسط هذا التباين القائم بخصوص الانتخابات النيابية وبين من هو مع أو ضد إجرائها بموجب هذا القانون أو ذاك أو المطالبين بتأجيلها وفي خضم الحديث عن تشكيل حكومة جديدة, ما كلمتك إلى السياسيين?

  أولاً: على اللبنانيين أن يتفقوا لأننا نخشى من الفراغ الحكومي والفراغ الأمني والفراغ النيابي, لما له من تأثيرات سلبية كبيرة, لذلك مطلوب من اللبنانيين أن يلتقوا, ونحن دعوناهم لأن يلتقوا للخروج بصيغة وطنية استراتيجية حتى ندرس كيف نتعامل مع كل الأمور والأحداث, لا أن تنعكس الأحداث على لبنان من خلال ما يجري في محيطه, وعلينا التأكيد على القواسم المشتركة, ولا سيما أن ينظر إلى العالم وكأنه يسير نحو المجهول, وعلينا أن نقلع أشواكنا من جسدنا وإزالة كل أجواء التوتر الذي سيدفع ثمنه الجميع. وعلى اللبنانيين أن يتفقوا على قانون انتخاب يجعل الانتخابات تتم في موعدها وأن يتفقوا على موضوع الحكومة وباقي القضايا, ولا ينبغي أن يبقى لبنان في مهب رياح عاتية, لا نعرف كيف ستكون نتائجها.

 

  هل تسمي ما يجري من حراك في العالم العربي ربيعاً عربياً وكيف يمكن تحصين الثورات خصوصاً في مصر?

  نتمنى أن يكون الأمر ربيعاً فعلاً ينتج الخير ويقدم المناعة للأمة, ولكننا في الوقت عينه نخشى من أن يحول هذا الربيع من قبل من لا يريده خيراً للعالم العربي إلى خريف وشتاء.

 

  ما كلمتك في ظل هذا التوتر القائم في العالم العربي, خصوصاً فيما يجري في سورية وماذا تقول للمملكة العربية السعودية وإيران في هذه المناسبة?

  طبعاً نحن في العالم العربي والإسلامي مدعوون إلى أن ننطلق من قيمنا, هناك قيم عربية وقيم إسلامية, نحن مدعوون إلى أن نتسامح في ما بيننا, لأن نتجاوز الحسابات الخاصة لحساب المصلحة العامة والمطلوب في هذه المرحلة أن نشدد على لغة الحوار, لغة الأخوة, لغة "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين", ألا نسمح للعابثين أن يعبثوا بواقعنا, خيارنا هو أن نلتقي, أن نتحاور, أن نرسم القواسم المشتركة بيننا, هذا خيار لابد أن نعمل له وعلينا ألا نلتفت إلى كل الذين يهمسون في آذاننا: انتبهوا من هذا البلد أو ذاك ومن هذا الموقع أو ذاك الموقع, علينا ألا نصغي إلى كل هذه الأصوات وسنجد من خلال حوارنا ولقائنا أن هناك سراباً كنا نتطلع إليه, وأن الهواجس التي تحصل من كل هذا التخويف والتخويف المضاد ليست فعلية وليست واقعاً حقيقياً, المطلوب هو التلاقي وإزالة الهواجس, ونحن نؤكد على أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به إيران والمملكة العربية السعودية, سواء من خلال تعاونهما أو من خلال الضغط لمنع كل هذا التوتر السياسي الذي يلبس لبوساً مذهبياً, وتعمل أجهزة إعلامية على تظهيره بشكل مذهبي خطير.

 

  هل تعتبر أن نهج السيد محمد حسين فضل الله ما زال مستمراً بعد غيابه

كما كانت في أيامه?

 بالتأكيد, هذه المدرسة مدرسة الحوار والانفتاح على الآخر وعلى المسلمين وكل المذاهب, ستستمر وهي تملك العمق من خلال القيم التي انطلقت منها وأيضاً تمتلك الأصالة في نفوس الناس, والحمد لله أن هذه المدرسة متجذرة ولها امتداداتها الكبيرة, وإن شاء الله سوف تكون نموذجاً وحدوياً في كل المراحل, رغم التحديات لأن كل عمل وحدوي, كل عمل يريد أن يقرب القلوب, هو عملٌ يخدم الأمة كلها ولا يخدم فريقاً بعينه أو طائفة معينة.

 

  ماذا تقول للكويت ولشيعة الخليج بشكلٍ خاص?

  لقد كانت الكويت دائماً تمثل النموذج البارز في المنطقة من خلال الأسرة الكويتية التي لا تعيش أي عقدة تجاه هذا العنوان أو ذاك, ومن خلال أجواء الحرية التي ميزتها عن الآخرين, ونحن نردد أمام أخوتنا الكويتيين ما كان يردده سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه): كونوا أسرة كويتية ولا تتطلعوا إلى من يعمل للإيقاع فيما بينكم.

 

ونحن في هذا المجال نؤكد على المسلمين الشيعة في الكويت وغيرها أن يندمجوا في مجتمعاتهم, وألا يشعروا في يومٍ من الأيام أنهم حالة منفصلة عن الآخرين, دورهم أن يبنوا مجتمعاتهم من المواقع التي يتواجدون فيها, أن يكونوا حالة حوار وانفتاح ومحبة حيثما وجدوا, أن يكونوا حريصين على حفظ الأمن في مواقع تواجدهم, حفظ الواقع السياسي, حفظ الواقع الاجتماعي, ألا يكونوا مشكلة للآخرين كما نريد أيضاً للدول التي يعيشون فيها أن تبادلهم هذا الشعور, وألا تعتبرهم طارئين في أماكن تواجدهم وإنما هم جزء أساسي من هذا المجتمع, وأن تكون المواطنة وخدمة الوطن هي الأساس في هذا التعامل, لا أن يصورهم البعض بأن قلوبهم في مكان وعقولهم في مكان آخر وقدراتهم في مكان آخر. ونحن نعرف أن المسلمين الشيعة يعيشون الحرص على أوطانهم, على استقرار أوطانهم, ولعل المؤمل منهم دائماً أن يكونوا في أي موقع يتواجدون فيه, كما كان أئمة أهل البيت(ع), حيث كان الإمام الصادق يؤكد أنه إذا كان واحدٌ منكم موجوداً في أي مكان لابد أن يكون هو أفضل الناس خلقاً, أفضل الناس ورعاً, أفضل الناس حرصاً على الناس, عاشروا الناس معاشرة إن متم معها بكوا عليكم, وإن عشتم حنوا عليكم, كونوا في الناس كالنحل في الطير.

 

جريدة السياسة الكويتية 7 نيسان 2013 

Leave A Reply