من دروسِ الرّسولِ (ص): لا أحدَ فوقَ النّقدِ

السيد علي فضل الله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}. صدق الله العظيم.

ذكرى وفاة الرّسول (ص)

نستعيد في الثامن والعشرين من شهر صفر الخير، أي بعد أيّام، ذكرى وفاة نبيّ الرّحمة، محمد بن عبد الله (ص).

هذه الذّكرى التي تعيدنا إلى اليوم الذي غادر فيه رسول الله (ص) الدنيا تاركاً وراءه لوعة وحزناً وألماً في قلوب أصحابه الّذين فقدوا بغيابه الرّحمة المهداة من ربهم، ومن كان بالنسبة إليهم الأب والمربي والناصح والهادي والبشير، ومن أخرجهم من الجهل والتخلف والعبودية والعصبيات، إلى فضاء الحرية والكرامة والإنسانية، وجعلهم خير أمّة أخرجت للناس.

وقد عبر عليّ (ع) عن عمق الحزن هذا، حين وقف بعد دفنه (ص) على قبره الشريف قائلاً: “بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ الله، لَقَدِ انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ غَيْرِكَ، مِنَ النُّبُوَّةِ والإِنْبَاءِ وأَخْبَارِ السَّمَاءِ.. ولَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ ونَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ، لأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّؤونِ (منابع الدمع في الرأس)، ولَكَانَ الدَّاءُ مُمَاطِلًا (ملاصقاً) والْكَمَدُ مُحَالِفاً، وقَلَّا لَكَ ولَكِنَّه مَا لَا يُمْلَكُ رَدُّه، ولَا يُسْتَطَاعُ دَفْعُه، بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ واجْعَلْنَا مِنْ بَالِكَ.. إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

ونحن، أيُّها الأحبّة، عندما نستعيد هذه الذكرى، فإننا لا نستعيدها حتى نتذكّر رسول الله (ص)، وهو الحاضر معنا في كلّ نداء للصلاة، وفي كلّ حركة الإسلام فينا وفي الحياة، لكنّنا نستعيد ذكراه حتى نجدّد عهدنا له بالاقتداء بسيرته والأخذ بسنّته، بحيث يكون قلبنا قلبه، وفكرنا فكره، وسيرتنا سيرته، فلا نكون من أولئك الّذين حذَّر الله منهم عندما قال: {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}.

من وصاياه (ص)

ومن هذا المنطلق، سنتوقف اليوم عند واحدة من وصاياه التي حرص على أن يوصلها إلى أصحابه قبل أن يغادر هذه الحياة، ومن خلالهم إلينا، حيث تذكر السّيرة أن رسول الله (ص) حين اشتدَّ عليه المرض، جاء إلى المسجد وهو معصوب الرأس، يتّكئ على عليّ (ع) وعلى ابن عمّه الفضل بن عباس، بعد أن أخذت منه الحمّى مأخذها، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: “معاشر أصحابي، أيّ نبيّ كنت لكم؟ ألم أجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيّتي؟ ألم يعفَّر جبيني؟ ألم تسل الدّماء على حرّ وجهي حتى كنفت لحيتي؟ ألم أكابد الشدَّة والجهد مع جهّال قومي؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني؟”.

قالوا : “بلى يا رسول الله، لقد كنت لله صابراً، وعن منكر بلاء ناهياً، فجزاك الله عنّا أفضل الجزاء”.

قال: “وأنتم فجزاكم الله، نعم الأصحاب كنتم”. ثم قال: “إنَّ ربي عزّ وجلّ حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم، فناشدتكم بالله، أيّ رجلٍ منكم كانت له قبل محمّد مظلمة، إلّا قام فليقتصّ منه، فالقصاص في دار الدّنيا أحبّ إليّ من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء والناس”…

هنا تذكر السّيرة، أنّه ما إن انتهى رسول الله (ص) من كلامه، حتى قام إليه رجل من أقصى القوم، فقال له: “فداك أبي وأمّي يا رسول الله، إنّك لما أقبلت من الطّائف، استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعته وأنت تريد الرّاحلة، فأصاب بطني، فلا أدري أعمداً أم خطأً؟!”، فقال رسول الله: “معاذ الله أنْ أكون تعمَّدت”، ثم قال: “يا بلال، قم إلى منزل فاطمة وأتني بالقضيب الممشوق”. فذهب بلال، والمسلمون في ذهول واعتراض على ما يفعله هذا الرّجل.

ولما جاء بلال بالقضيب، قال رسول الله: أين الرَّجل؟ فقال: ها أنا ذا يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي. قال: “تعال فاقتصّ منّي حتى ترضى”، فقال الرّجل: “فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله”. فكشف عن بطنه، فهمّ الرّجل يقبّل بطن رسول الله، ويقول: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النّار يوم النّار. فقال رسول الله: “أتعفو أم تقتصّ؟”، قال: “بل أعفو يا رسول الله”، فقال (ص): “اللَّهمّ اعفُ عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيّك محمّد.”

دروس رساليّة

لقد أراد رسول الله من خلال كلّ هذا، أن يشير إلى دروس عدة، نحن أحوج ما نكون إليها..

الدرس الأوّل: أنه في حسابات رسالة رسول الله (ص)، ليس هناك أحد فوق النّقد وفوق المحاسبة، حتى لو كان بحجم رسول الله (ص)، وفي موقعه الذي لم يبلغه، ولن يبلغه، بشر.

ورسول الله في ذلك لم يكتف بأن يتقبّل النقد، بل سعى إلى استدراج الناس إلى نقده وحثّهم عليه، وأزال بنفسه أيّ حواجز قد تعيقه.

وهو بذلك أراد أن يقدم من نفسه أنموذجاً لكلّ من يمتلك موقعاً أو مسؤوليّة كبيرة أو صغيرة، أن يقدِّم حسابه للناس، وأن يتقبّل نقدهم عندما يبيّنون له عيوبه، وحتى أن يدعوهم إليه ويشكرهم عليه، فلا يرى في ذلك انتقاصاً له، بل هدية، كما ورد في الحديث: “رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي”.

الدّرس الثّاني: أن لا أحد فوق القانون، والعدالة لا ينبغي أن تميّز بين صغير وكبير، فرسول الله (ص)، والّذي لا يدانيه أحد من خلق الله في موقعه، يضع نفسه ليقتصّ منه. وقد عبّر (ص) عن ذلك بوضوح: “إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ. وَأيْم اللهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ (وحاشاها)، لَقَطَعْتُ يَدَهَا”.

الدَّرس الثّالث: أن يحرص كلّ واحدٍ على ألّا يخرج من هذه الدّنيا وعليه تبعة من دَين أو ظلم، أن ينهي كلَّ ملفَّاته العالقة مع النَّاس، فموقف رسول الله وحرصه على أن لا يخرج من الدنيا وعليه تبعة لأحد من الناس، يؤكِّد لنا أن لا موقف أصعب من موقف الظّلم يوم القيامة، حيث يتعلَّق المظلومون بالظَّالمين يجرّونهم جرّاً ليوقفوهم للحساب بين يدي الله جلّ وعلا. وقد ورد في الحديث: “يوم المظلوم على الظّالم، أشدّ من يوم الظّالم على المظلوم”، “اتّقوا الظّلم، فإنّه ظلمات يوم القيامة”.

فليبادر كلّ منّا الآن إلى إبراء ذمّته ممّا علق بها من غيبة أو نميمة أو إساءة أو ظلم لأحد، واليوم قبل الغد، وما يدرينا هل نصبح في غد.. وإذا كان البعض يخشى من ذلك، فليتذكّر كلام رسول الله: “فضوح الدّنيا أهون من فضوح الآخرة”.

والدّرس الأخير: هو درس الاستعداد للموت، أن نستعدَّ له حتى لا يفاجئنا بتبعاته ومسؤوليّته، فمع الموت يبدأ الحساب. وقد ورد في الحديث: “بادروا الموت وغمراته، ومهّدوا له قبل حلوله، وأعدّوا له قبل نزوله”، “إنَّ أمراً لا تعلم متى يفجؤك، ينبغي أن تستعدّ له قبل أن يغشاك”.

لقد استعدّ رسول الله (ص)، وهو حبيب الله، للموت ولما بعده، فالأجدر بنا أن نكون دائماً حاضرين له، حتى لا نقول كما يقول بعض النّاس: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}، بل نكون من أولئك الذين قال الله عنهم: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

لقد أدَّى رسول الله (ص) مسؤوليَّته، ووفى لربّه ولأمّته، ولنؤدِّ الأمانة الّتي حمّلنا الله إيّاها كما حمَّلها للّذين من قبلنا؛ أمانة الإسلام، أن نتبعه ونعبّر عنه بسلوكنا ومواقفنا وخياراتنا في الحياة، وأن نوصله بصفائه ونقائه إلى حيث يمكننا ذلك، ولا ننسى أن نذكره في دعائنا: “اللّهُمَّ فَارْفَعْهُ بِمَا كَدَحَ فِيكَ إلَى الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مِنْ جَنَّتِكَ، حَتَّى لا يُسَاوَى فِي مَنْزِلَة، وَلا يُكَاْفَأَ فِي مَرْتَبَة، وَلا يُوَازِيَهُ لَدَيْكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نبيٌّ مُرْسَلٌ”…

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي بما أوصى به رسول الله (ص) أصحابه عندما قال: “أيُّها الناس، إنه ليس من شيءٌ يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به؛ وليس شيءٌ يقربكم من النار ويبعدكم من الجنّة إلا قد نهيتكم عنه.. أَيُّهَا النَّاس، إنّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليكُمْ حَرَامٌ إلى أنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ.. أَيُّهَا النّاسُ، إنّما المُؤمِنُونَ إخْوةٌ، فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفاراً يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض.. أيّها النّاسُ، إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ، وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلّا بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ؟ اللّهُمّ فاشهد”..

إننا أحوج ما نكون إلى الأخذ بهذه الوصايا في حياتنا والالتزام بها، لنبني بذلك مجتمعاً أراده رسول الله (ص) صحيحاً يعيش السلام والأمان بين أفراده وتنوعاته، ويرى مقياس التفاضل لا يقوم على الأحساب والأنساب والأموال، بل بمقدار ما يقوم الإنسان بمسؤوليته تجاه ربه وتجاه مجتمعه وتجاه وطنه.. فنحن بذلك نعبّر عن حبنا وولائنا له، ونكون أقرب إلى سيرته ونهجه وما دعانا إليه.. وبذلك نكون أقوى وأقدر على مواجهة التحديات..

مسؤوليّة الحكومة

والبداية من الحكومة التي ينتظر منها اللبنانيون الكثير مما عليها القيام به على صعيد الداخل والخارج، فعلى الصعيد الداخليّ، ينتظر منها اللبنانيون أن تبدأ بإجراءات جادة وسريعة تضمن لهم تأمين احتياجاتهم من الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء، والحد من ارتفاع سعر صرف الدولار وأسعار السلع والمواد الغذائية، والإسراع بمساعدة الطبقات الفقيرة، فيما ينتظر الخارج من الحكومة أن تقوم بإصلاحات جذرية للفساد المستشري في مؤسّسات الدولة والهدر والترهل في قطاعاتها، وذلك عبر شروط صندوق النقد الدولي، مع كل ما سينتج من ذلك من تبعات، حتى يساعد هذا البلد في ما يعانيه على صعيد النقد..

ونحن في هذا المجال، وفي الوقت الذي ندعو الحكومة إلى أن تقوم بالدور المطلوب منها، وأن لا تتلكأ عن القيام بواجباتها بحجّة ضيق الوقت وقلة الإمكانات، نريدها أن تأخذ في قراراتها وخياراتها مصالح اللبنانيين، وأن لا يكون البلد رهينة لأحد، رغم وعينا أن الطريق لتحقيق ذلك لن يكون سهلاً ومعبَّداً، نظراً إلى حجم هذه المشاكل وتراكمها، وللتعقيدات التي ستواجه أي حلول لها، وللتجاذبات بين القوى السياسية، سواء من داخل الحكومة أو خارجها، والتي ستزداد مع اقتراب الانتخابات، حيث سيسعى من يتمثل داخل الحكومة للاستفادة منها لتحقيق مكاسب انتخابية، ما يؤثر سلباً على هذا الصعيد، وسيعمل من هو خارجها على تفشيلها ليثبت موقعه وإثبات صحة قراره بعدم المشاركة أو مواجهتها.

لكننا نعيد التأكيد أن هذه الحكومة قادرة على الإنجازات إن هي قررت أن تعمل كفريق واحد متجانس متكافل ومتعاون، وأبعدت نفسها عن المناكفات والصراعات السياسية والحسابات الانتخابية والمصالح الفئوية، وقررت أن تضع نصب أعينها مصلحة هذا البلد، ورفع كاهل المعاناة اليومية عن إنسانه والإذلال الذي يتعرّض له، وأخذت بالشعار الذي طرحته أنها حكومة إنقاذ.

وعند ذلك، لن يخذلها الناس، وسيقفون معها في مسيرة الإنقاذ هذه، بل إنهم سيتحملون قراراتها القاسية.

امتحان أمام الحكومة

في هذا الوقت، ستكون الحكومة أمام امتحان سيكون التعبير عن مدى جديتها، وهو يتمثل بملف التعيينات في العديد من مواقع الدولة ومرافقها.. وهنا ندعو الحكومة إلى أن تقدم أنموذجاً بديلاً عما اعتدنا عليه في التعيينات التي غالباً ما كانت تأتي بمن هو أقرب إلى هذا الموقع السياسي أو ذاك، أو لهذه الجهة السياسية أو تلك، بأن يكون الأساس في ذلك الكفاءة أولاً وآخراً.. حتى لو بقي الاعتبار الطائفي أو السياسي حاضراً، ليكون ذلك مدخلاً للتغيير المنشود الذي نتطلع إليه..

في هذا الوقت، يستمرّ المصرف المركزي، ومن خلال تعاميمه، بسرقة أموال المودعين، تحت عنوان عدم قدرته على إرجاعها إليهم، مستغلاً حاجة اللبنانيين إلى سيولة نقدية بين أيديهم.

إننا ندعو الحكومة اللبنانية، ومعها المجلس النيابي، إلى اتخاذ كل الإجراءات التشريعية والتنفيذية التي توقف هذا النهب، ونقف في ذلك مع جمعية المودعين في ضغوطهم المسؤولة لإعادة الإيداعات إلى أصحابها وفي أقرب وقت.

التصدّي للاعتداءات

وفي مجال آخر، وعلى صعيد الاعتداءات الصهيونية، فإننا ننوّه بتصدي المقاومة للاعتداءات المستمرة على السيادة اللبنانية عبر الطائرات المسيرة، وتنفيذ وعدها بإسقاط أي طائرة تخترق المجال الجوّي اللبناني، والتي نرى أنها ستجعل هذا العدو يعيد النظر بحساباته في اختراق السيادة اللبنانية من الجوّ، وفي مدى قوة هذا البلد.

ونبقى على الصعيد العربي، حيث نشهد أجواء إيجابية نأمل إن هي استمرت وتوسعت أن تساهم في تعزيز العلاقات العربية والإسلامية على كلّ الصعد، وتزيل التوترات التي عبثت باقتصادات بلدانها وسياساتها وأمنها. ومن هنا، فإننا نرحب بعودة الحرارة إلى العلاقات بين الأردن وسوريا، أو بالحوار الذي يجري بين الجمهورية الإسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، أو بما جرى بين العراق ومحيطه..

رفض التّطبيع مع العدوّ

ونبقى على الصعيد الفلسطيني، لنحيي هذا الشعب الذي يستمر في تصديه البطولي للعدو الصهيوني، ويقدّم لأجل ذلك التضحيات الجسام..

إننا نؤكد على الشعوب العربية والإسلامية أن تُبقي هذه القضية حاضرة في الأذهان، وندعوها إلى الوقوف في وجه كلّ سعي لإدخال العدو الصهيوني من باب التطبيع إلى قلب العالم العربي والإسلامي، والتي آخرها، ما جرى في أربيل وفي البحرين، ونقدّر كلّ الأصوات الرافضة لذلك والمنددة بهذه الخطوة.