من دروس إبراهيم (ع): الثّقة بالله والتّسليم المطلق له

العلامة السيد علي فضل الله Sayyed Ali fadlullah

ألقى السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:

الخطبة الأولى

قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}. صدق الله العظيم.

دخلنا قبل أيّام في رحاب شهر ذي الحجّة، هذا الشَّهر الذي دعانا الله إلى أن نؤدّي فيه فريضة الحجّ الّتي هي من أهمّ الفرائض عنده.

ومن المحزن أنّ المسلمين الراغبين في أداء هذه الفريضة، لن يستطيعوا الإتيان بها بسبب الظّروف التي نمرّ بها، ونسأل الله سبحانه أن يرفع هذا البلاء، حتى يعود الناس إلى حياتهم الطبيعيّة، وإلى أداء هذه الفريضة ليحصلوا على بركاتها.

ونحن في أجواء هذه الفريضة، سنطلّ على حياة نبيّ من أنبياء الله ارتبطت هذه الفريضة باسمه، وهو النبيّ إبراهيم (ع)، هذا النبيّ الذي على يديه رفعت قواعد الكعبة المشرّفة، وأعدّت للطائفين والعاكفين والركّع السّجود، وإلى ذلك أشار الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

وهو من لبّى نداء الله عندما دعاه أن يدعو النّاس إلى الحجّ، فقال: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.. وهو من جعله الله قدوةً لنا عندما قال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}.

تلبية نداء الله

ونحن اليوم سنتوقَّف عند واحدة من دروسه (ع)، فقد ورد أنّه حين كان في فلسطين، جاء الأمر إليه من الله بأن يأتي بزوجته وولده الرّضيع آنذاك إسماعيل إلى مكّة، ليتركهما في هذه الأرض، لم يتردّد النبيّ إبراهيم حينها بتنفيذ ما دعاه إليه الله سبحانه، رغم أنّه لم يكن في مكّة آنذاك زرع ولا ماء ولا حتّى بشر.

وما إن وصل، حتى بنى لهما مكاناً يسكنان فيه، وأمّن لهما قليلاً من الطّعام والماء، بعدها أخبر زوجته بنيّته المغادرة. هنا كان من الطبيعيّ أن تتعلّق هاجر به وتتمسّك براحلته وتتوسل إليه أن لا يتركها في أرض لا ماء فيها ولا طعام ولا بشر، ولم تكن الكعبة قد بنيت بعد حتى تكون مقصداً للنّاس وللحجّ.. هنا قال لها (ع) وهو في قمّة التأثر: لو كان الأمر أمري لما فعلت، فأنا لا أفرّط بك ولا بولدي، ولكنّ الأمر هو أمر الله، ولا رادّ لأمر الله عندي.

هنا هدأت السيّدة هاجر واطمأنت لكلام زوجها إبراهيم (ع)، وقالت: إذا كان الأمر أمر الله، فالله لن يضيّعنا، فهو الرّؤوف الرّحيم البرّ الكريم.

وغادر النبيّ إبراهيم زوجته وولده، ولما وصل إلى مكان لم يعد يراهما فيه، توجّه إلى ربّه أن يحفظ وديعته عنده: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.

هاجر تواجه الموقف

بعدها راحت هاجر ترضع ولدها وتأكل مما عندها وتشرب من الماء، حتى نفد الماء وعطشت، فراحت تبحث عن الماء لعلّها تجده، حتى صعدت إلى جبل الصّفا لتشرف من هناك على واد، فتراءى لها وجود ماء، فنزلت منه إلى الوادي، ولكنها اكتشفت أنّه لم يكن ماءً بل سراباً، وصعدت بعده إلى المروة لتشرف مجدّداً على الوادي لعلّها تكتشف الماء، فتراءى لها الماء مجدّداً فيه، لتكتشف أنّه سراب، وبقيت على ذلك متنقّلة بين الصّفا والمروة، وكادت تيأس من وجود الماء، وفي الشّوط السّابع عند المروة، سمعت صوت ماء حيث إسماعيل، فأسرعت إليه، فوجدت الماء يتدفّق بين قدميه.. هنا راحت تزمّه خشية أن يفور، ولذلك سمي ماء زمزم.

في ذلك الوقت، لاحظت قبيلة جرهم، وهي إحدى قبائل العرب، وكانت تنزل في عرفات، الطيور تهبط وترتفع في ذلك المكان، وهم بحكم تجارتهم، يعرفون أنّ الطيور لا تحوم فوق ناحية إلا ويكون فيها الماء، فجاؤوا مسرعين إلى ذلك المكان، فاستأذنوا هاجر في النّزول في ذلك المكان، فأذنت لهم، واتخذوه موطناً، وكان ذلك استجابة الله لدعاء النبيّ إبراهيم (ع) أن تهوي أفئدة النّاس إلى أهله ولا يبقوا وحيدين، وجاء بعدها النبيّ إبراهيم ليبني الكعبة مع ولده إسماعيل.

التّسليم المطلق لله

أيّها الأحبّة:

لقد أظهرت هذه الحادثة مدى العلاقة التي كان تربط هذا النبيّ بالله سبحانه، عندما سلَّم الأمر إليه سبحانه وتعالى، ولم يتردَّد في الالتزام بأمرٍ دعاه إليه الله، حتى لو أدّى ذلك إلى أن يترك زوجته وولده في تلك الصّحراء، والتي كانت تفتقد لأدنى مقوّمات الحياة، وأن يتخلّى عن عاطفته التي كان يكنّها لزوجته هاجر ولولده إسماعيل، الّذي جاءه بعد أن كان قد بلغ من العمر عتيّاً، فهو لم يكن له من قبله أولاد، فقد جاءه بعد أن بلغ السّبعين من العمر.

وقد تركهما من دون أن يسأل الله سبحانه ماذا سيحصل لهما.. كان يكفيه أنّ الله سبحانه أمره وعليه أن يلبّي.. وغادر بعدها إلى فلسطين، لا إلى مكان قريب، من دون أن تكون هناك وسائل تواصل يطمئنّ بها عليهما، فهو كان واثقاً بالله سبحانه وتعالى كلّ الثّقة، بأنّ الله لن يتركهما، وسيكون راعياً لهما أكثر من رعايته.. وهذا الذي حصل، عندما هيّأ لهما الماء، وجعل أفئدة النّاس تهوي إليهما.

وقد خلّد الله سبحانه هذه الحادثة، عندما جعل من سعي هاجر بين الصّفا والمروة وهي تبحث عن الماء، منسكاً من مناسك الحجّ، وأبقى ماء زمزم متدفّقاً على مرّ العصور، رغم أن المكان لا تتوفر فيه ظروف خروج ماء بحجم كمية ماء زمزم الذي لا يكفي أهل مكّة، بل كلّ القادمين إليها، وهم قادرون على أن يحملوا منه إلى بلادهم.

وهو بذلك أراد أن يعزّز في المؤمنين صفة التّسليم لله في هذه الحياة بالأخذ بأوامره ونواهيه وكلّ ما دعا إليه، وأن يزرع الثقة لديهم بأنهم عندما يسيرون في طريقه، فهو لن يدعهم يواجهون الحياة وحدهم، بل سيكون لهم ناصراً ومؤيّداً ومعزّاً.

السّبيل لمواجهة التحدّيات

أيّها الأحبّة:

إنّنا أحوج ما نكون اليوم إلى أن نعزّز روح التّسليم والثّقة بالله، وهذا لا يحصل لنا إلا عندما نعرف الله حقّ معرفته، وأنه هو القويّ والعزيز والقادر، وأنه لا يريد لعباده إلا خيراً، وأنّه لن يدعهم ما داموا لم يدعوه، ولن يتركهم ما داموا لم يتركوه، وما داموا سلموا له حياتهم، فهو عند حسن ظنّ عباده به.

ونحن إن قرّرنا ذلك، فسيكون هو السبيل لتحقيق الأهداف في مواجهة التحديات، وستفتح بذلك لنا الأبواب المغلقة والوحيدة، فهذا وعد الله كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، والله لا بدّ أن يفي بوعده.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نغتنم العشر الأوائل من شهر ذي الحجّة بالعبادة والصّيام والقيام والذّكر، وأن لا تفوتنا فيها إحياء ليلة العاشر ويوم عرفة، وهو اليوم الذي ورد أنّه يبسط الله فيه لعباده موائد إحسانه وجوده للدّاعين والذّاكرين والمستغفرين، والشّيطان فيه ذليل طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه.

وقد ورد عن الإمام زين العابدين (ع)، أنّه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس، فقال له: “ويلك، أتسأل غير الله في هذا اليوم، وهو يوم يرجى فيه للأجنّة في الأرحام أن يعمّها فضل الله تعالى فتسعد؟”.

وقد ورد أنه في هذا اليوم، تغفر الذنوب العظام التي لا تغفر في أيّ زمن آخر سوى ليلة القدر.

فلنملأ هذا اليوم وكلّ الأيام العشر بصلواتنا وأذكارنا ونجاوانا، كي نحظى ببركات الله وفضله وإحسانه في هذه الأيّام الّتي تُغفَر فيها الذنوب، وتستجاب فيها الدّعوات، وتفتح فيها أبواب الجنان، وتغلق فيها أبواب النيران.

إننا أحوج ما نكون إلى تمتين علاقاتنا بالله الذي بيده، وبيده وحده، تغيير حالنا، وإخراجنا من أزماتنا وصعوبات الحياة الّتي نواجهها، لنكون بذلك أقوى وأقدر على مواجهة التحدّيات.

كورونا بأعداد قياسيّة!

والبداية من فيروس كورونا الذي يزداد عدد الإصابات به، وقد وصلت إلى أعداد قياسيّة، وإلى أماكن لم تكن قد وصلتها سابقاً.

ونخشى أن تتفاقم هذه الأعداد إن لم يتقيّد المواطنون بالإجراءات المطلوبة، ولم تقم الدولة بالتشدّد في تطبيقها وأخذ القرارات التي تتناسب مع هذه المرحلة.

إننا لا ندعو إلى الهلع، ولكنّنا نعيد تذكير كلّ المواطنين المقيمين والوافدين، بأنّنا قادرون على الانتصار عليه، ومنع أيّ تداعيات قد تحصل فيه، إن تمّ التقيّد بالتّعليمات الصحية؛ من لبس الكمّامات، والتقليل ما أمكن من المناسبات العامّة، وأن يتمّ الحفاظ على التّباعد، وأن يكون التعامل دائماً مع الآخرين على قاعدة أنهم محتملو الإصابة. ونشدّد في هذا المجال على دور الدولة والرقابة المجتمعيّة، لمواجهة من تدعوه نفسه إلى التهاون بسبل السلامة.

مسؤوليّة الحكومة

في هذا الوقت، يستمرّ تفاقم الوضع المعيشي للمواطنين، رغم الإجراءات التي أعلنت الحكومة أنها اتخذتها، إن على صعيد ارتفاع أسعار السّلع الغذائيّة، حيث لم يشعر الموطنون بآثار جديّة لدعم السلّة الغذائيّة، أو زيادة التقنين في الكهرباء والنقص في المحروقات، ولا سيّما المازوت والتّلاعب بسعره في السوق السوداء، إلى التّسريح المستمرّ لأعداد الموظّفين والعاملين في المؤسّسات، والذي وصل أخيراً إلى الطواقم الطبيّة، وبأعداد كثيرة، كالذي حدث في مستشفى الجامعة الأمريكيّة، والذي لا بدّ من أن يترك تأثيره على أداء عمل هذه المستشفيات والقيام بدورها، في وقت هي أحوج ما تكون إلى استنفار أقصى جهودها لمواجهة وباء كورونا، وقد لامس أخيراً سلامة غذاء المواطنين، بعد اكتشاف بعض المستودعات التي تحوي لحوماً فاسدة كانت تعدّ للتسويق.

إننا أمام ما يجري، نعيد دعوة الحكومة إلى القيام بدورها في معالجة كلّ هذه الأزمات، فلا تقتصر على المسكّنات أو المعالجات الموضعيّة، وأن تقوم بدراسة كلّ السبل، وتوفير كلّ الإمكانات والمتطلّبات المعيشيّة للناس، بمواجهة جادّة للمحتكرين الذين يستأثرون بالقسم الأكبر من السّلع المدعومة في مخازنهم، ومحاسبة التجّار الجشعين المتلاعبين بغذاء النّاس وصحّتهم، والتحرّك الجادّ للحدّ من ارتفاع سعر صرف الدّولار، وضخّ السيولة النقديّة في السّوق، والإسراع في الخطّة الإنقاذيّة التي أقرّتها، وإيقاف نزف الخزينة.

وقد أصبح واضحاً أنّ بلوغ ذلك يدعو للإسراع في الإصلاحات التي تعيد فتح الأبواب لمساعدة لبنان من الدول الصديقة أو من صندوق النقد الدولي، وهي قبل ذلك مطلب اللّبنانيّين الذين من حقّهم أن يعيشوا في دولة تجعل الإصلاح مساراً لها.

ونحن في هذا المجال، نلفت إلى أهميّة الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة في البدء بإجراءات التّدقيق الجنائي المالي، عبر تكليف شركة تتولى هذا الأمر، رغم الملاحظات التي أبديت حول الشّركة وقدراتها، بما قد يساهم في كشف مكامن الخلل التي أدّت إلى وصول البلد إلى ما وصل إليه.. ولكن يبقى نجاح هذه الخطوة مرهوناً بتوافر الإرادة السياسيّة الحازمة المصرّة على إزالة كلّ العوائق التي قد تقف أمام وصوله إلى النّتائج المرجوّة، فلا تتوقّف عند أبواب المجلس النيابي، أو تتوقّف بفعل فيتوات سياسية أو طائفية.

جدل الحياد!

في هذا الوقت، لم يتوقّف الجدل في الداخل اللّبناني حول موضوع الحياد، والذي لم تقف تداعياته عند ردود الفعل حوله على البعد السياسي، بل تعدّت ذلك إلى البعد الطائفي، بعدما أثار هذا الطّرح هواجس لدى طوائف أخرى، ما ولّد سجالاً حادّاً بتنا نخشى من تداعياته على هذا المستوى.

ومن هنا، فإنّنا نشدّد على إخراج هذا الأمر من التَّداول الإعلامي، ومن الاصطفاف السياسي والطائفي، لنجدِّد الدَّعوة إلى الحوار الموضوعي الدّاخلي حول هذه القضيَّة، ليكون بديلاً من ردود الفعل التي تزيد في انقسام البلد وإحداث شرخ فيه، في وقت هو أحوج ما يكون إلى الوحدة، والأخذ في الحسبان الهواجس المشروعة للقوى التي اعترضت أو تحفّظت، إن لاعتبارات طائفيّة أو سياسيّة أو وطنيّة، أو التي شكّكت في إمكان تحقيق الحياد في ظلّ عالم هو غير حياديّ، عندما يقتضي ذلك جشعه ومصالحه، وفي ظلّ تربّص الكيان الصهيوني وأطماعه، والذي تقف معه أغلب الدول الكبرى، وتحدّي الإرهاب الذي لا يزال ماثلاً، والذي تحوَّل إلى أداة لقوى إقليميّة ودوليّة، وينتظر الظروف المناسبة للتحرّك من جديد.

إنّ البلد في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى الخطاب الوطني المتوازن، والحوار العقلاني، وإلى كلّ موقف وحركة تساهم في تعزيز وحدة الوطن وقوّته ومنعته أمام التحدّيات التي تواجهه من الدّاخل والخارج، وإلى تضافر جهود المواطنين وجميع القيادات لإنقاذ البلد.

ووسط كلّ هذه الأزمات، لا ينبغي أن يغيب عن بال اللّبنانيّين ما يجري على الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني، والذي يستمر في عدوانه على سوريا، وتداعيات ذلك على البلد، الأمر الّذي يتطلّب من اللّبنانيّين الحذر من مخطّطات هذا العدوّ وما قد يقدم عليه، مستغلاً الانقسام الداخلي والضغوط الخارجيّة.

موسم الحجّ

ونقف أخيراً عند بدء موسم الحجّ، الذي يتم هذه السنة بعدد محدود، آملين أن يستعيد المسلمون وحدتهم عندما يطوفون ويسعون معاً ويقفون معاً، وأن يعزّزوا بذلك قوّتهم، ويئدوا كلّ الفتن التي لا تزال تعبث بواقعهم، والتي تسبّبت بأن يصبحوا على هامش الأمم، وفي مهبّ رياح الآخرين.